سيرة

سعيد الشوا

سيرة

سعيد الشوا

1868, غزة
تشرين الأول 1930, غزة

والده: محمد

زوجته: حفيظة شعث

أبناؤه: عادل، رشدي، عز الدين، سعدي، رشاد.

ولد سعيد الشوا لعائلة عريقة وميسورة في حي الشجاعية في غزة. وبعد أن أنهى دراسته الأولية، عمل في التجارة وتعامل في تجارته مع أهل القرى، واجتهد في تكوين ثروة خاصة لنفسه، ونجح في ذلك، مثل جده خليل، الذي يُعتبر الجد المؤسس لعائلة الشوا، وإليه يرجع نسب معظم فروع هذه العائلة في غزة، وأصبح أحد كبار ملاّك الأراضي في فلسطين.

عُيّن سعيد الشوا سنة 1904 عضواً في مجلس إدارة قضاء غزة، مكان والده، ثم عين رئيساً لمجلس بلدية غزة سنة 1906، وبقي في هذا المنصب عشرة أعوام ونيف حتى قيام بريطانيا باحتلال فلسطين. وخلال توليه رئاسة مجلس بلدية غزة، بنى مقراً للبلدية، كما تمّ، في عهده، بناء المدرسة الأميرية، وبناء المستشفى البلدي. وينسب عارف العارف إليه كونه أول من أدخل المحراث الحديث إلى غزة سنة 1911.

بعد إعادة العمل بالدستور العثماني في سنة 1908، انضم سعيد الشوا إلى "جميعة الاتحاد والترقّي" في غزة، وصار، خلال الحرب العالمية الأولى، مقرباً من حاكم بلاد الشام والحجاز التركي جمال باشا، لما أسداه للجيش العثماني من خدمات كثيرة بعد إخفاق هذا الجيش، في مطلع سنة 1915، في احتلال قناة السويس، التي كانت تسيطر عليها القوات البريطانية، وتراجع فلوله إلى غزة. وقد قدم له جمال باشا نياشين عثمانية تقديراً لمساعدته الجيش العثماني وهو على رأس مجلس بلدية غزة. وبسبب تلك العلاقة التي جمعته بجمال باشا، نجح في إنقاذ ابنه رشدي وقريبه عاصم بسيسو من الإعدام في بيروت سنة 1915.

بعد سيطرتها على فلسطين، قامت السلطات البريطانية، باعتقال سعيد الشوا بسبب علاقاته بالأتراك وخدماته لهم، بيد أن فترة سجنه لم تطل، وصدر العفو عنه. وبعد خروجه من المعتقل، انخرط سعيد الشوا في نشاط الحركة الوطنية الفلسطينية، فمثّل غزة في المؤتمر العربي الفلسطيني الأول الذي عُقد في القدس في الفترة ما بين 27 كانون الثاني/ يناير و10 شباط/ فبراير 1919، كما حضر المؤتمرين العربيين الفلسطينيين الرابع (1921)، والخامس (1922).

وكان سعيد الشوا قد شارك، في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر 1920، في الاجتماع الذي جمعت فيه سلطات الانتداب البريطاني عدداً من الوجهاء والعلماء الفلسطينيين للتداول في تنظيم الشؤون الإسلامية وإدارتها، وانتهى بتشكيل لجنة من ثمانية من المسلمين كان الشوا في عدادهم ممثلاً وجهاء غزة. وعقب سلسلة من الاجتماعات التي عقدتها برئاسة المندوب السامي البريطاني، قررت هذه اللجنة، في 12 آذار/ مارس 1921، إنشاء جمعية إسلامية شرعية وحددت نظامها، الذي انبثق منه في كانون الأول/ ديسمبر 1921 قيام المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، الذي أنيطت به مهمة الإشراف على الإفتاء والأوقاف الإسلامية والمحاكم الشرعية.

ولما جرت الانتخابات العامة سنة 1922 على مستوى فلسطين لاختيار أعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الخمسة، انتخب سعيد الشوا واحداً منهم ممثلاً عن لواء الجنوب، إلى جانب مفتي القدس محمد أمين الحسيني، الذي تسلم رئاسة المجلس، والشيخ محمد مراد عن قضاء حيفا، وعبد اللطيف صلاح عن لواء نابلس وعبد الله الدجاني عن قضاء يافا. وأعيد اختيار سعيد الشوا عضواً في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى ثانية وثالثة، وبقي كذلك حتى وفاته سنة 1930. وكان في مواقفه شديد الانسجام مع محمد أمين الحسيني وعضده الأقوى في غزة، وهو ما جعل مفتي القدس يساعده على تحقيق رغباته ومشاريعه.

قام سعيد الشوا، سنة 1924، على رأس وفد من علماء المسلمين بزيارة الشريف الحسين بن علي شريف مكة، كي يعرضوا عليه المخاطر المترتبة على اشتداد الهجرة اليهودية إلى فلسطين وتواطؤ البريطانيين معها، ودعوه إلى التدخل لدى بريطانيا كي توقف دعمها لهذه الهجرة، كما طلبوا منه أن يكون وصياً على المسجد الأقصى في القدس. كما استقبل الشوا في غزة الملك فيصل الأول والأمير عبد الله بن الحسين.

شيّد سعيد الشوا، خلال حياته، عدة جوامع ومدارس في غزة، كما اهتم بترميم وتعمير الجامع الكبير فيها بعد أن كان خراباً، وكان ذلك سنة 1926 – 1927 . وبقي يهتم بالأوقاف ويساعد أهل غزة في قضاء حاجاتهم حتى توفي في تشرين الأول / أكتوبر 1930، حيث شُيع في غزة بجنازة كبيرة نعاه فيها مفتي القدس ورئيس المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى محمد أمين الحسيني، ومفتي نابلس. وخلّف الشوا ثروة طائلة من الأراضي في غزة وبئر السبع تبلغ مساحتها نحو خمسين ألف دونم.

سعيد الشوا، من كبار أعيان مدينة غزة، ومن كبار تجار الحبوب في فلسطين؛ كان رجلاً قوي الشخصية، عصامياً من جميع الوجوه؛ وكان ديوانه مفتوحاً مطروقاً في جميع الأوقات، ونفوذه قوياً في جميع نواحي غزة ومنطقتها أو بالأحرى كان أقوى نافذ فيها، وهو تعاون مع السلطات الحاكمة كي يقوي نفوذه ويقوي نفوذ السلطات في آن واحد. واضطلع أبناؤه، من بعده، بدور بارز في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في غزة، كما كانت حفيدته راوية ابنة رشاد من أبرز الشخصيات النسائية في غزة وانتخبت نائباً في المجلس التشريعي الفلسطيني سنة 1996، ثم أعيد انتخابها في انتخابات المجلس سنة 2006.

 

المصادر:                               

الحوت، بيان نويهض. "القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين، 1917 – 1948". بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1981.

دروزة، محمد عزة. "مذكرات محمد عزة دروزة: سجل حافل بمسيرة الحركة العربية والقضية الفلسطينية خلال قرن من الزمن". بيروت: دار الغرب الإسلامي، 1993.  

الشوا، سفيان. "عائلة الشوا في التاريخ". عمان: [المؤلف]، 2005.

العارف، عارف. "تاريخ غزة". [القدس]: أضواء السلف، 1943.

منّاع، عادل. "أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني (1800- 1918)". ط 2. بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1995.

"الموسوعة الفلسطينية، القسم العام". المجلد الثالث. دمشق: هيئة الموسوعة الفلسطينية، 1984.    

نويهض، عجاج. "رجال من فلسطين". بيروت: منشورات فلسطين المحتلة، 1981.

Abdul Hadi, Mahdi, ed. Palestinian Personalities: a Biographic Dictionary. 2nd ed., revised and updated. Jerusalem: Passia Publication, 2006.