سيرة

بولس شحادة

سيرة

بولس شحادة

1882, رام الله
1 آب 1943, القدس

ولد في مدينة رام الله.

شقيقاه الدكتور نقولا والدكتور سليم.

ابناه عزيز وفؤاد، ابنته نجلاء.

زوجته الثانية ماري صروف.

تلقى بولس شحادة تعليمه في مدرسة صهيون في القدس، حيث حصل فيها على شهادة الثانوية العامة، ثم واصل تعليمه العالي في كلية الشباب (الكلية الإنكليزية فيما بعد)، ودرس اللغة العربية على يد المربّي المعروف نخلة زريق، وأتقن اللغتين العربية والإنكليزية وأجاد الكتابة بهما. وما كاد ينهي دراسته حتى شرع يراسل عدة صحف عربية، وينشر مقالات تحت عنوان "أشواك وأزهار" في جريدة "لسان الحال" البيروتية.

عمل بولس شحادة بعد تخرجه معلماً في المدرسة الأرثوذكسية في غزة، ثم في المدرسة الأرثوذكسية في حيفا، التي أصبح مديراً لها سنة 1907. وفي السنة نفسها لاحقته السلطات العثمانية ويُقال أنها حكمت عليه بالإعدام لأنه طالب بإسقاط حكم السلطان عبد الحميد، فقصد غزة متخفياً، وتمكن أصدقاؤه الغزيون من تهريبه إلى القاهرة. وفي العاصمة المصرية، عمل شحادة في الصحافة، وصار يكتب مقالات في دوريات "الزهور"، و"المؤيد"، و"المقطم"، و"الهلال"، كما كتب مقالات في ميدان التربية والتعليم ونشرها في مجلة "المقتطف".

عاد بولس شحادة إلى فلسطين، كغيره من المثقفين العرب، بعد الإعلان عن إعادة العمل بالدستور العثماني سنة 1908، ونشط في حقلي الصحافة والتعليم، كما انخرط في "جمعية الاتحاد والترقّي". وعيّن معلماً في المدرسة الأرثوذكسية في بيت لحم، ثم صار يديرها إلى إعلان الحرب العالمية الأولى سنة 1914. وفي ذلك العام، عُيّن كاتباً لدى الجيش العثماني في بئر السبع، فمساعداً صيدلياً لشقيقه الدكتور نقولا شحادة طبيب بلدية جنين والمسؤول الأول عن المستشفى العسكري هناك. وفي سنوات 1919-1922، درّس  في المدرسة الرشيدية في القدس.

منذ أواخر العقد الثاني من القرن الماضي، راح بولس شحادة ينشط في نطاق الحركة الوطنية الفلسطينية. فبعد إطلاقه في 17 أيلول/ سبتمبر 1919 صحيفة "مرآة الشرق" في مدينة القدس، شارك في المؤتمرات العربية الفلسطينية الأولى، ثم شارك في تأسيس "الحزب الوطني" الذي بادؤ إليه الشيخ سليمان التاجي الفاروقي في سنة 1923. لكن الحزب لم يعمر لفترة طويلة، وصار أعضاؤه، ومنهم شحادة، قريبين من المعارضين للمجلس الإسلامي الأعلى واللجنة التنفيذية للمؤتمر العربي الفلسطيني. وفي سنة 1934، اشترك شحادة في تأسيس "حزب الدفاع" المنافس لـ "الحزب العربي الفلسطيني" المؤيد لمفتي القدس محمد أمين الحسيني.

كانت "مرآة الشرق" جريدة أسبوعية سياسية تصدر في أربع صفحات حددت رسالتها في أن تبيّن للقارئ "المسالك الرشيدة التي ينبغي أن يسلكها في تدبير شؤونه الاجتماعية" وتدله "على المناهج القويمة التي يجب عليه أن ينتهجها في تدارك مصالحه الاقتصادية لكي تعيش هذه الأمة وتلتحق بالشعوب الحية وتبلغ درجات الأمم الراقية." ثم تحوّلت الصحيفة، في سنة 1920، إلى نصف أسبوعية، وخصصت صفحتها الرابعة لنشر المقالات باللغة الإنكليزية. واستمرت نصف أسبوعية حتى سنة 1925، عندما عادت أسبوعية باثنتي عشرة صفحة. وشارك في تحريرها خلال فترة صدورها عدد كبير من الشخصيات الفلسطينية منهم أحمد الشقيري الذي تولى رئاسة تحريرها سنة 1928، وأكرم زعيتر الذي تولى رئاسة تحريرها سنة 1930 مدة ثلاثة أشهر إلى أن أُلقي القبض عليه وصدر حكم بإبعاده إلى نابلس، كما كتب فيها عمر الصالح البرغوثي. وتعرضت "مرآة الشرق" إلى الإغلاق عدة مرات على أيدي السلطات البريطانية، التي قررت في سنة 1939 تعطيلها بصورة نهائية لنشرها قصيدة شعرية تحث على الثورة والتمرد على سياسة الانتداب.

تميّزت صحيفة "مرآة الشرق" بتبني مبدأ "خذ وطالب"، وبدعوة الحركة الوطنية الفلسطينية إلى انتهاج المرحلية في نضالها، وإلى تحديد موقفها من مستقبل الأقلية اليهودية في فلسطين، وتميّز صاحبها بالجرأة ونقد أخطاء زعماء الحركة الوطنية، وبالتحذير من مخاطر التعصب الديني ومن المصير الأسود الذي ينتظر عرب فلسطين إذا لم يقوموا بـ "ثورة فكرية" تعتمد، في المقام الأول، على جيل الشباب. وشاركت زوجته ماري صروف في كتابة مقالات تربوية واجتماعية للصحيفة متعلقة بالمرأة والأسرة، تؤكد ضرورة تنظيم المرأة الفلسطينية وتعبئة طاقاتها، واعتُبرت من الرائدات في الصحافة الفلسطينية إلى جانب كاتبات وأديبات فلسطينيات من أمثال ساذج نصار وأسمى طوبي.

نظم بولس شحادة الشعر، وعرّب عن الإنكليزية قصائد نشر بعضها في مجلة "النفائس"، كما عرّب رواية بعنوان: "حسن" في قالب تمثيلي، عن أصل إنكليزي، ورصد ريعها لـ "مدرسة بيت لحم الوطنية" لمؤسستها السيدة رتيبة شقير. وصنّف في سنة 1920 كتابا ًبعنوان: "تاريخ القدس" بالاشتراك مع خليل طوطح.

توفي بولس شحادة في 1 آب/ أغسطس 1943 في مدينة القدس ودفن في مقبرة رام الله الكبيرة.

بولس شحادة أديب وشاعر، ومربٍ ومن أشهر الصحافيين الفلسطينيين في عهد الانتداب البريطاني، ساهم في الحركة الوطنية الفلسطينية في معظم أدوارها ما بين الحربين العالميتين، وكان ميالاً إلى الاعتدال في مواقفه ومن أنصار مبدأ "خذ وطالب".

 

من آثاره:

"تاريخ القدس ودليلها". القدس: مرآة الشرق"، 1920، بالاشتراك مع خليل طوطح. 

 

المصادر:

الحوت، بيان نويهض. "القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين، 1917- 1948". بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1981.

خوري، يوسف. "الصحافة العربية في فلسطين، 1876 – 1948". بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1976.

زعرب، امتياز النحال. "فلسطينيات، وجوه نسائية فلسطينية معاصرة". غزة: دار المقداد للطباعة، 2013.

العقاد، أحمد خليل. "الصحافة العربية في فلسطين". دمشق: دار العروبة للطباعة والنشر، 1967.

العودات، يعقوب. "من أعلام الفكر والأدب في فلسطين". عمّان: 1976.

"الموسوعة الفلسطينية، القسم العام". المجلد الأول. دمشق: إصدار هيئة الموسوعة الفلسطينية، 1984.

نويهض، عجاج. "رجال من فلسطين". بيروت: منشورات فلسطين المحتلة، 1981.

Abdul Hadi, Mahdi, ed. Palestinian Personalities: A Biographic Dictionary. 2nd ed., rev. and updated. Jerusalem: Passia Publication, 2006.