سيرة

رفيق التميمي

سيرة

رفيق التميمي

1889, نابلس
1957, دمشق

رفيق التميمي، أو محمد رفيق التميمي، ولد في مدينة نابلس لعائلة نابلسية عريقة من ملاك الأراضي. والده: راغب.

أتم رفيق التميمي دراسته الأولية في نابلس.

التحق سنة 1902 "بإعدادية مرجان" في إسطنبول. ثم انتسب إلى "الكلية الملكية" في إسطنبول وبقي فيها ثلاث سنوات، وكان من المتفوقين، فأُوفد إلى جامعة السوربون في باريس بغية متابعة دراساته العليا، وحصل في هذه الجامعة على ليسانس في الآداب والتربية.

شارك رفيق التميمي سنة 1911، إلى جانب عوني عبد الهادي وخمسة آخرين، في تأسيس "جمعية العربية الفتاة" السرية في باريس، وهي من أوائل الجمعيات القومية العربية الداعية إلى مساواة العرب بالأتراك وإنشاء نظام لامركزي في الولايات العربية الخاضعة للسلطنة العثمانية.

عاد التميمي من باريس إلى إسطنبول حيث شغل مناصب تربوية في عدد من ولايات السلطنة العثمانية، إذ عُيّن أستاذاً لمادة التاريخ في مكتب سلطاني (ثانوية) في سالونيك، ثم عًيّن، بعد نشوب الحرب البلقانية سنة 1912، أستاذاً للتاريخ في مكتب سلطاني في منطقة الأناضول الشرقية، وبعد فترة نقل إلى بيروت أستاذاً للاجتماعيات في مكتب سلطاني.

اختير رفيق التميمي بعد ذلك مديراً لنادي "الاتحاد والترقّي" في دمشق، ثم عُيّن أستاذاً للاجتماعيات في مكتب سلطاني إزمير، فأستاذاً للآداب والفلسفة في مكتب سلطاني في دمشق، فمديراً للمدرسة التجارية التي أنشأها ناظم باشا والي بيروت خلال الحرب العالمية الأولى، ثم عاد أستاذاً للتاريخ في "الكلية الصلاحية" في القدس.

وعندما أعلن الشريف حسين الثورة العربية على الأتراك، في حزيران/ يونيو 1916، التحق التميمي بجيش الأمير فيصل بن الحسين، ودخل دمشق معه في مطلع تشرين الأول/ أكتوبر 1918، وكان أحد أعضاء الإدارة العربية المستقلة التي شُكّلت آنذاك. ثم عُيّن مستشارا مدنياً للمعتمد العسكري الذي أرسلته الحكومة العربية في دمشق إلى بيروت.

كان رفيق التميمي واحداً من ممثلي فلسطين، أو سوريا الجنوبية، في دورتَي المؤتمر السوري العام، الذي التأم في دمشق في حزيران/ يونيو 1919 وآذار/ مارس 1920، وطالب باستقلال البلاد السورية بحدودها الطبيعية استقلالاً تاماً، وأعلن رفض وعد بلفور الصهيوني والهجرة اليهودية إلى فلسطين، ورفض الوصاية البريطانية والفرنسية على العرب، كما اختار الأمير فيصل ملكاً دستورياً على البلاد في إطار نظام سياسي نيابي ملكي.

بعد دخول القوات الفرنسية إلى دمشق في تموز/ يوليو 1920 وإسقاطها حكم فيصل، اضطر رفيق التميمي إلى مغادرة سورية والانتقال إلى فلسطين، حيث عُيّن مديراً للكلية الإسلامية في القدس قبل أن ينتقل إلى يافا مديراً للثانوية العامرية وبقي فيها إلى أن أُحيل على التقاعد.

كان رفيق التميمي مقرّباً من الحزب العربي الفلسطيني ومن قيادة الحاج محمد أمين الحسيني، فاختير، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، عضواً في الهيئة العربية العليا ومديراً لمكتبها في القدس. كما كان، بين سنتَي 1945 و1947، من مسؤولي منظمة "النجادة" شبه العسكرية التي اندمجت لاحقاً مع فرق "الفتوة" وفرق الجوالة في إطار "منظمة الشباب العربي"، التي باتت حاضنة لتدريب الشباب وإعدادهم لمواجهة المنظمات الصهيونية.

في تشرين الثاني/ نوفمبر 1947، أعلن رفيق التميمي، باسم الهيئة العربية العليا، ضرورة تشكيل لجان قومية في مختلف المدن والقرى الفلسطينية، وأوضح مهمات هذه اللجان بقوله: "إنها صورة مصغرة للهيئة العربية العليا وهي بمثابة فروع لها... وإن مسؤولياتها تتصل بكل ما يتطلبه الجمهور العربي، وإن على هذه اللجان واجبات جسيمة كما أن المستقبل سيلقي على عاتقها مسؤوليات أجلّ". وقد أسندت الهيئة العربية العليا إليه، وإلى الشيخ حسن أبو السعود ومعين الماضي، مهمة تشكيل لجان قومية في عموم فلسطين.

في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 1947، شارك رفيق التميمي، مع حسن أبو السعود، في تنظيم اجتماع لمجموعة من شخصيات مدينة يافا الوطنية، أسفر في اليوم التالي عن تشكيل لجنة قومية من خمسة عشر عضواً، فكانت أول لجنة قومية في عموم فلسطين تتشكّل تحت إشراف الهيئة العربية العليا.

اضطلع رفيق التميمي بدور بارز، عقب صدور قرار تقسيم فلسطين الدولي في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 1947 واندلاع القتال بين العرب واليهود، في توفير مقومات الدفاع عن مدينة يافا، إذ كلفته الهيئة العربية العليا بالسفر إلى يافا، في 5 كانون الأول/ ديسمبر 1947، ونقل رسالة تنزع صلاحيات الإشراف على أمن المدينة من اللجنة القومية وتمنحها لقائد منظمة "النجادة" السابق محمد نمر الهواري. بيد أن هذا الأخير ما لبث أن تجاوز الصلاحيات المخولة له وفق كتاب تكليفه من الهيئة العربية العليا، الأمر الذي حدا بالهيئة إلى استدعائه إلى منفى إجباري في القاهرة، وتكليف رفيق التميمي بأن يشارك مع حسن سلامة في تشكيل حامية عسكرية للدفاع عن مدينة يافا.

بعد وقوع نكبة فلسطين في سنة 1948، اضطر رفيق التميمي إلى الهجرة إلى دمشق والاستقرار فيها، حيث تولى إدارة مكتب الهيئة العربية العليا، كما قام بتدريس مادة التاريخ في الجامعة السورية (سُمّيت جامعة دمشق سنة 1958).

توفي رفيق التميمي في دمشق سنة 1957 ودفن في مقبرة جبل المهاجرين. وكان، قبل وفاته، قد أهدى مكتبته إلى المكتبة الظاهرية في دمشق، الملحقة بالمجمع العلمي العربي.

رفيق التميمي، مؤرخ فلسطيني غزير الإنتاج، وتربوي أصيل، وسياسي محنّك؛ لم يمنعه اهتمامه بالتاريخ تدريساً وتأليفاً من ممارسة السياسة، فكان، عشية الحرب العالمية الأولى وغداتها، من الناشطين الأوائل في الحركة القومية العربية وفي الإدارة العربية التي تشكلت بقيادة الأمير فيصل في دمشق، ثم برز، بعد الحرب العالمية الثانية، بصفته من النشطاء الفاعلين في الحركة الوطنية الفلسطينية المقربين من المفتي محمد أمين الحسيني؛ امتاز بأصالة الرأي وطيب المجلس. وبعلمه الواسع وحكمته.

من آثاره:

"الإقطاع وأول إقطاع في الإسلام". يافا: مكتبة الطاهر إخوان، 1945.

"الحروب الصليبية". القدس: [د.ن.] ، 1945.

"تاريخ العصر الحاضر: وفق منهاج الصف الثالث الثانوي في مدارس الحكومة الفلسطينية". القدس: مطبعة بيت المقدس، [1945؟].

"تاريخ أوروبا الحديث". القدس: دار المعارف، 1946.

"ولاية بيروت"، بالاشتراك مع محمد بهجت. في جزأين. بيروت: دار لحد خاطر، الطبعة الأولى، 1914.

 

المصادر:

الحوت، بيان نويهض. "القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين، 1917-1948". بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1981.

دروزة، محمد عزة. "مذكرات محمد عزة دروزة: سجل حافل بمسيرة الحركة العربية والقضية الفلسطينية خلال قرن من الزمن، 1887 - 1984" (خمسة مجلدات). بيروت: دار الغرب الإسلامي، 1993.

"الدفاع عن حيفا وقضية فلسطين: مذكرات رشيد الحاج إبراهيم، 1891-1953". تقديم وليد الخالدي. بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2005.

الزركلي، خير الدين. "الأعلام. قاموس تراجم". الجزء الثالث. مصر: المطبعة العربية، 1928.

شلش، بلال محمد. "يافا.. دم على حجر حامية يافا وفعلها العسكري: دراسة ووثائق. الجزء الأول". الدوحة: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2019.

العودات، يعقوب. "من أعلام الفكر والأدب في فلسطين". عمّان: لجنة أصدقاء يعقوب العودات، 1976.

"الموسوعة الفلسطينية: القسم العام". المجلد الثاني. دمشق: هيئة الموسوعة الفلسطينية، 1984.

نويهض، عجاج. "رجال من فلسطين". بيروت: منشورات فلسطين المحتلة، 1981.

Abdul Hadi, Mahdi, ed. Palestinian Personalities: A Biographic Dictionary2nd ed., revised and updated. Jerusalem: Passia Publication, 2006.

Abu-Ghazaleh, Adnan. Arab Cultural Nationalism in Palestine during the British Mandate. Beirut: The Institute for Palestine Studies, 1973.

Muslih, Muhammad. The Origins of Palestinian Nationalism. New York: Columbia University Press, 1989.