عيسى السفري
ولد عيسى السفري في مدينة الرملة في سنة 1894 لعائلة مسيحية من الروم الأرثوذكس.
والده روفا. زوجته: فكتوريا السفري. بناته: مي، نهى ودمية. ابنه: سري.
تلقى عيسى السفري تعليمه الابتدائي في مدينة الرملة، والإعدادي والثانوي في مدينة يافا.
زاول عيسى السفري التعليم سنوات عديدة في ثانوية يافا، كان خلالها المثل الصالح للمربي القدير الواعي الذي ربّى طلابه على الاعتماد على النفس، ومواجهة المصاعب والأهوال بثقة وعزم وإيمان، وتركت أساليبه هذه آثاراً ملموسة في نفوس طلابه. وفي سنة 1929 زار عيسى السفري، مع أساتذة وتلامذة ثانوية يافا قصر رغدان في مدينة عمّان، حيث استضافهم الأمير عبد الله بن الحسين.
برز عيسى السفري بصفته كاتباً وأديباً وطنياً دافع عن فلسطين، ودعا إلى محاربة الانتداب والصهيونية وضحى بالوظيفة الحكومية، التي كانت مصدر رزقه، دفاعاً عن وطنه. وفي منتصف الثلاثينيات نشر عدداً من المقالات في جريدة "الدفاع"، وفي جريدة "الصراط"، ثم التحق بهيئة تحرير صحيفة "فلسطين" التي أنشأها عيسى العيسى في مدينة يافا في سنة 1911، وانبرى يكتب المقالات الضافية على صفحاتها مدافعاً عن فلسطين التي تهددها الأطماع الصهيونية، وعن شعبها العربي الذي يتعرض لقمع سلطات الانتداب وطغيانها. ودعا إلى محاربة الانتداب البريطاني والصهيونية، وإلى التنبه والحذر من مخططاتهما.
في سنة 1935، أسس عيسى السفري مكتبة باسم "مكتبة فلسطين الجديدة" في مدينة يافا، ثم ألحق بها مطبعة تجارية. وقد تحوّلت مكتبته إلى ندوة للأدباء والكُتّاب في المدينة، ساهمت في تعميق الوعي السياسي بين الفلسطينيين.
اعتقلته السلطات البريطانية في سنة 1937 لنشاطه الوطني وزجته في معتقل "مزرعة عكا"، حيث أمضى ثلاثة شهور، عاد بعدها إلى سابق نشاطه الوطني ضد الصهيونيين والمستعمرين.
بعد أن ترك جريدة "فلسطين"، واصل عيسى السفري الكتابة في الصحف والمجلات الفلسطينية والعربية، ومنها مجلة "المنبر" التي كان يصدرها اتحاد النوادي الأرثوذكسية العربية، ومجلة "الرسالة" القاهرية، غير مبالٍ بالمخاطر التي كانت تحدق به.
انتقل السفري بعد نكبة سنة 1948 إلى الأردن، حيث استقر هو وعائلته في مدينة السلط، ثم نزح، في مطلع سنة 1949، إلى عمّان، وعاد إلى عمله التحريري في جريدة "فلسطين" في إبان الفترة التي صدرت خلالها في عاصمة الأردن، مواصلاً كفاحه في تصوير مآسي شعبه بعد وقوع النكبة.
في ليلة 19 آذار/مارس 1949، توفي عيسى السفري وهو مكّب على عمله في جريدة "فلسطين" في مدينة عمّان، جرّاء نوبة قلبية حادة أودت بحياته، بعد أن علم بأنه لن يُسمح له بالعودة إلى فلسطين مدى حياته، ودفن في إحدى مقابر عمّان. وقد أُطلق اسمه على أحد شوارع مدينة رام الله.
عيسى السفري مؤرخ وصحافي وأديب من أدباء يافا البارزين، عمل في التعليم، والصحافة، والمجالات الاجتماعية والثقافية والكفاح الوطني والقومي، وكان أول من أرّخ بالعربية للانتداب البريطاني على فلسطين بأسلوب ومنهج علميين في مؤلف صدر في كتابين. يغطي الكتاب الأول تاريخ القضية العربية الفلسطينية منذ الاحتلال البريطاني لفلسطين سنة 1917 حتى نشوب ثورة نيسان/أبريل الكبرى سنة 1936. ويغطي الكتاب الثاني تاريخ الثورة وأسبابها وتطوراتها ونتائجها حتى مجيء لجنة التحقيق الملكية برئاسة اللورد بيل (Peel). كما تضمن المؤلّف عدداً من الوثائق والصور.
من آثاره:
صنّف عيسى السفري كتباً قيمة، زوّد بها المكتبة الفلسطينية، منها:
"رسالتي" (مجموعة مقالات في الأدب والفن والاجتماع). يافا: مطبعة مكتبة فلسطين الجديدة، 1937.
"فلسطين العربية بين الانتداب والصهيونية: سجل عام لقضية فلسطين في عشرين سنة" (كتابان في مجلد واحد). يافا: مطبعة مكتبة فلسطين الجديدة، 1937. طبعة ثانية: رام الله: وزارة الثقافة الفلسطينية، 2001.
"دماء ودموع"، يافا، مطبعة مكتبة فلسطين الجديدة، 1947 .
المصادر:
حسن، شاكر فريد، "من أعلام الفكر والثقافة في فلسطين. عيسى السفري (1894-1949)"، "الاتحاد"، حيفا، 5 نيسان/أبريل 1988.
العودات، يعقوب، "من أعلام الفكر والأدب في فلسطين"، عمّان، د. ن. ، 1976.
"الموسوعة الفلسطينية"، القسم العام في أربعة مجلدات، المجلد الثالث، 1984.
نويهض، عجاج، "رجال من فلسطين كما عرفتهم" (جمع وتصنيف بيان نويهض الحوت)، بيروت، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2023.
Abdul Hadi, Mahdi, ed. Palestinian Personalities: A Biographic Dictionary. 2nd ed., revised and updated. Jerusalem: Passia Publication, 2006.