رسالة من مندوبي الجمعيات والنوادي العربية
إلى رئاسة المؤتمر السوري
(15 أيار/ مايو 1920)
بمناسبة قرارات مؤتمر سان ريمو ومناسبة منع السلطة عقد المؤتمر الثاني في القدس، أرسل مندوبون عن الجمعيات والنوادي العربية رسالة إلى رئاسة المؤتمر السوري، وقد كتبت في القدس ووقع عليها المندوبون.
لجانب رئاسة المؤتمر السوري المحترمة
قد اتصل بكم ولا شك قرار مؤتمر سان ريمو في حق البلاد العربية عموماً وفلسطين خصوصاً وإنكم تعلموم أن هذا القرار هو الظلم كله. قرر الفلسطينيون أن يعقدوا مؤتمراً عاماً يمثل فلسطين كلها ليبحث في أمر هذا القرار. وأننا نعلم العلم اليقين بأن هذا القرار هو ليس بالقرار الذي كان يجب على مؤتمر الصلح أن يتخذه في شأننا بعد أن عملنا مع الحلفاء من الحسنى ما عملنا وساعدناهم حتى بالقيام على الدولة التركية التي تربطنا وإياها روابط متينة ففصمنا تلك الروابط وثرنا عليها طمعاً بالاستقلال الذي نرى اليوم أن الحلفاء الذين وعدونا به حين احتاجونا يريدون أن يحرمونا منه حين آن زمانه. علمت الحكومة بأمر هذا المؤتمر فمنعت اجتماعه ورفضته وأن ذلك كله يعلمنا سوء مصيرنا وينبئنا بمستقبل رهيب تعلمون من ذلك كله حراجة الموقف الحالي عندنا وقد كان بودنا أن ننتخب لجنة تسافر إلى أوروبا قبل انتهاء الأجل المسمى لمندوبي الأتراك. وأننا نرى الآن أن ذلك يستحيل لما نراه من المشاكل والعثرات التي توجدها الأحوال الحاضرة ذلك عدت عن مشكلة جمع الدراهم في وقت قصير وانتخاب مندوبين يقع عليهم الإجماع فلا يعترض أحد عليهم وقبول المندوبين الذين سينتخبون للسفر لأوروبا وسماح الحكومة لهم بذلك وعدم تشويش السياسة الخارجية السورية لذلك كله جئنا نرجوكم نحن ممثلو فلسطين أن تسرعوا في تهيء وفد وخير أن يكون فلسطينياً لوقوف الفلسطينيين على أحوال البلاد والحركات الصهيونية وذلك يمثلنا في أوروبا في هذه الأيام التي سيظهر من بعدها الموت الأدبي أو حياتنا السعيدة. وأننا نرجو من هذا الوفد أن يهتم في رفض المهاجرة اليهودية رفضاً باتاً مع رد وعد بلفور القائل بإنشاء وطن قومي لبني إسرائيل في فلسطين وطن العرب ونرجوكم أن تهتموا في المسائل الباقية من طرق أخرى كيما يصعب على المندوبين حل كل ذلك في وقت قصير.
هذا وتفضلوا بقبول فائق احترامنا والسلام
(شمول طلب الاستقلال وعدم التجزئة)
عن القدس/15 مايو [أيار] 1920
التواقيع:
مدير إدارة النادي العربي بالقدس الشريف: محمد اسحق درويش
مندوب المؤتمر ومندوب الجمعية الإسلامية حيفا: رشيد الحاج إبراهيم
معتمد المنتدى الأدبي بالقدس: فخر الدين النشاشيبي
معتمد الجمعية الإسلامية: ... عباسي.[1]
... طوقان.[2]
مندوب جنين: عبد القادر يوسف عبد الهادي – حيدر عبد الهادي.
المصدر: بيان نويهض الحوت، "القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين، 1917- 1948" (بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1981)، ص 715، نقلاً عن أحمد الإمام، أوراق خاصة، محفوظة في منظمة التحرير الفلسطينية – مركز الأبحاث، الوثيقة رقم (173)، القدس: 15 أيار (مايو) 1920 (وثيقة أصلية مخطوطة).
[1] توقيع الاسم الأول غير واضح بالأصل.
[2] توقيع الاسم الأول غير واضح بالأصل، ونرجح انه يوسف.