بيان اللجنة التنفيذية للمؤتمر العربي الفلسطيني
الرابع برفض الانتداب
8/7/1922
للعرب في فلسطين حق تقرير مصيرهم ومصير بلادهم السياسي وهو حق أكسبتهم إياه الأجيال الطوال وتمخضت عنه آلام البشر في أفظع حرب قامت على وجه البسيطة، وهم به متمسكون وعنه مدافعون لا يثنيهم عنه قرار دول ولا يردهم عن طلبه راد. وأن ما رميت به الأمة الفلسطينية من مصائب السياسة الغربية لم تكن سوى أداة لعجم عودها ومحك للكشف عن جوهرها،وكانت رباطاً متيناً جمع بين شتات آرائهاوأغراض أفرادها.
ولولا هذه المحن لما قام لنا بعد الحرب قائمة، لهذا وبعد أن اعتادت الأمة تلقي طغيان السياسة بصبر وثبات يوم فرسايل ويوم سيفر ويوم سان ريمو، فلا يجب أن يؤثر قرار مجلس النواب البريطاني على قوتنا المعنوية أو أن يدخل التشاؤم على نفوسنا، لا سيما ومجلس اللوردات بجانبنا وبيدنا حق أبلج ويد الله معنا.
يجب أن تعتبر الأمة بما مر بها من الحوادث وتقلب السياسة في هذه السنوات الأربع. يجب أن تقيس بمسبار العقل والرزانة المسافة الشاسعة التي قطعتها قضيتنا في هذه المدة مع تقهقر قضية الاخصام، بحيث أن حالة العالم السياسية القلقة أكبر برهان على أن كل ما يبنى على غير الحق تنسفه الرياح،ويجب أن يعلم كل فرد من أفراد هذه الأمة أن من أدخل اليأس إلى نفسه أو أدخلها نفس غيره في هذه الآونة الحرجة فقد خان أمته ووطنه وقضى على بنيه بالموت الأدبي والمادي.
إن في فلسطين ثالث الحرمين وأولى القبلتين وهي البلاد المقدسة لدى جميع الأمم الإسلامية والمسيحية، فهي ليست لسكان فلسطين وحدهم بل لكل مسلم ومسيحي في قلبه ذرة من الدين والإيمان الصحيح. وأن الفلسطينيين الذين قاموا في الدفاع عن هذه البلاد المقدسة وحدهم خير قيام سوف يطلبون إلى العالمين الإسلامي والمسيحي الاشتراك في ذلك. ولا ريب في أن ما بنته المبادئ السياسية السافلة من الباطل ستهدمه المبادئ القومية والدينية والسامية بأيدي الحق.
لذلك فاللجنة التنفيذية للمؤتمر العربي الفلسطيني الرابع تعلن اليوم باسم الأمة العربية الفلسطينية، التي صممت أن تحيا في بلادها عزيزة مكرمة حرة، أنها تضرب بقرار مجلس النواب البريطاني الأخير المبني على الجور والظلم عرض الحائط، كما ضرب ذلك المجلس ووزارة بريطانيا بعهود الحكومة البريطانية لعرب فلسطين في سنة 1915 وسنة 1918 عرض الحائط. وستبقى مثابرة على أعمالها ثابتة على مطالب الأمة الأساسية. وقد دعت برقياً الوفد لقطع جميع المفاوضات مع وزارة المستعمرات والرجوع إلى البلاد بعد أن يعلن للحكومة البريطانية وعصبة الأمم قرار الأمة برفض الانتداب. وسندعو المؤتمر العربي الفلسطيني للاجتماع بعد عودة الوفد حالاً كي يضع الخطط الجديدة التي تراها الأمة أضمن وأقرب للوصول إلى الغاية الأساسية وعلى الله التوفيق.
لتحيَى فلسطين عربية حرة مستقلة وليحَيى العرب.
المصدر: "وثائق المقاومة الفلسطينية العربية ضد الاحتلال البريطاني والصهيونية (1918 – 1939)" سلسلة الوثائق العامة - 1 ،جمع وتصنيف عبد الوهاب الكيالي، (بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1968)، ص 46 – 47.