النص الكامل لتصريح جورج بوش إثر محادثاته في القدس ورام الله
10 كانون الثاني/يناير 2008
القدس المحتلة، أ ف ب
في ما يلي النص الكامل للتصريح الذي ألقاه الرئيس الأميركي جورج بوش في القدس مساء أمس بعد عقده محادثات مع القادة الإسرائيليين والفلسطينيين إبان زيارته التاريخية إلى المنطقة:
مرحباً. أود، في البداية، أن أشكر رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس لحسن ضيافتهما إبان زيارتي هنا إلى الأراضي المقدسة. أجرينا لقاءات جيدة جداً، والآن حان وقت اتخاذ خيارات صعبة. شددت أمام رئيس الوزراء أولمرت والرئيس عباس على ضرورة إحراز تطور على أربعة مسارات.
أولاً: ينبغي أن ينفذ الطرفان تعهداتهما بحسب خريطة الطريق.
ثانياً: يحتاج الفلسطينيون إلى بناء اقتصادهم ومؤسساتهم السياسية والأمنية، ولتحقيق ذلك، يحتاجون إلى مساعدة إسرائيل، والمنطقة، والمجتمع الدولي.
ثالثاً: أكرر تقديري لمبادرة الجامعة العربية للسلام، وأدعو الدول العربية إلى مد اليد لإسرائيل، وهي خطوة كان يجب أن تحصل منذ فترة طويلة. بالإضافة إلى هذه المسارات الثلاثة، ينصرف الطرفان إلى التفاوض، وناشدت القائدين أن يحرصا على تفاوض فريقيهما بجدية، بدءاً من اللحظة.
أبديت دعمي الكبير لقرار القائدين مواصلة اجتماعا القمة الدورية التي يعقدانها، لأنهما هما من يستطيعان، وينبغي عليهما، أن يقودا، وأنا متأكد من أنهما سيفعلان، أشاطر هذين الزعيمين رؤية دولتين ديمقراطيتين، إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنباً إلى جنب بسلام وأمان. كلا القائدين يؤمنان أن النتيجة من مصلحة شعبيهما وهما مصممان على التوصل إلى حل بالتفاوض لتحقيقها.
وتبدو نقطة الانطلاق للمفاوضات حول الوضع النهائي لتحقيق هذه الرؤية واضحة: ينبغي إنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967. ويجب أن ينصّ الاتفاق على أن تكون فلسطين وطناً للشعب الفلسطيني، كما هي إسرائيل وطن للشعب اليهودي. وينبغي أن تضمن هذه المفاوضات تمتع إسرائيل بحدود آمنة، معترف بها، ويمكن الدفاع عنها. كما يجب أن تكون دولة فلسطين قابلة للاستمرار ومتصلة، ذات سيادة ومستقلة.
من الحيوي أن يتفهم كل طرف أن تحقيق الأهداف الجوهرية للطرف الآخر أساسي في نجاح الاتفاق. ويأتي الأمن لإسرائيل، وقابلية الاستمرار للدولة الفلسطينية في مصلحة الطرفين المتبادلة.
إن إنجاز اتفاق سيتطلب الطرفين القيام بتنازلات سياسية مؤلمة. في حين أن موضوع الأرض أمر يعود للطرفين اتخاذ قرار بشأنه، أعتقد أن أي اتفاق سلام بينهما، سيتطلب تعديلات متفق عليها من الجانبين لخطوط هدنة 1949 لتعكس الوقائع الحالية وضمان قيام دولة فلسطينية قابلة للاستمرار ومتصلة.
أعتقد أنه علينا النظر في إقامة دولة فلسطينية وآليا دولية جديدة تشمل التعويضات لحل قضية اللاجئين.
وأكرر التأكيد لكل من الزعيمين أن تطبيق أي اتفاق خاضع لتطبيق خريطة الطريق. وينبغي ألا يقوم أي طرف بأي نشاط يخالف الالتزامات الواردة في خريطة الطريق أو يقوض مفاوضات الوضع النهائي.
ذلك يشمل من الجانب الإسرائيلي، وقف توسيع المستوطنات وإزالة المستوطنات العشوائية. أما من الجانب الفلسطيني فيشمل التصدي للإرهابيين، وتفكيك البنى التحتية الإرهابية. أعلن أن القدس موضوع صعب. فالطرفان يشعران بمخاوف سياسية ودينية عميقة.
أتفهم بالكامل أن التوصل إلى حل لهذه المسألة سيكون أحد أصعب التحديات في الطريق إلى السلام، لكنها الطريق التي اخترنا أن نسير فيها. الأمن جوهري.
لن يولد أي اتفاق وأي دولة فلسطينية من الرعب. أكرر التزام أميركا الحازم بأمن إسرائيل. إن إقامة دولة فلسطينية كان يجب أن يتمّ منذ فترة طويلة. إن الشعب الفلسطيني يستحقها. وستؤدي إلى تعزيز الاستقرار في المنطقة، كما ستساهم في أمن شعب إسرائيل.
إن التوصل إلى اتفاق سلام يجب ويمكن أن يتمّ قبل نهاية هذه السنة. أعلن أن كلاً من القائدين يشاطر هذا الهدف المهم، وأنا ألتزم بذل كل ما في وسعي لتحقيقه. شكراً.
المصدر: "الوثائق الفلسطينية لسنة 2008"، تحرير محسن محمد صالح، وائل أحمد سعد، وعبد الحميد فخري الكيالي (بيروت: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 2011)، ص 47 - 49.