المجلس الوطني الفلسطيني
الدورة السابعة
البيان الختامي
القاهرة، 30 أيار/ مايو - 4 حزيران/ يونيو 1970
مثل هدف الوحدة الوطنية الذي تنادي به الجماهير الفلسطينية المحور الرئيسي لاهتمام المجلس الوطني الفلسطيني في دورته السابعة التي انعقدت في القاهرة بين الثلاثين من أيار (مايو) والرابع من حزيران (يونيو) 1970. ولقد تجسد هذا الاهتمام في التأكيد على أهمية الوحدة وضرورتها كأساس لا بد منه في تصعيد الثورة الفلسطينية، وتوسيع ميادينها، وتعزيز قواها الضاربة والانتقال بها إلى مراحل متقدمة جديدة.
وتبلور هذا التأكيد في القرارات الهامة التي اتخذها المجلس متبنياً بيان 6/5 الصادر عن القيادة الموحدة التي ضمت كافة فصائل المقاومة الفلسطينية والتي تمثل بداية طيبة في طريق الوحدة، وبتشكيل اللجنة المركزية التي تضم ممثلين عن كافة هذه الفصائل بالإضافة إلى أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس المجلس الوطني وقائد جيش التحرير الفلسطيني وثلاثة من المستقلين، والتي خولها المجلس صلاحيات القيادة العليا للنضال في الأمور التي تطرح عليها.
وكان من أبرز هذه القرارات التي جسدت قضية الوحدة إنشاء قيادة عسكرية واحدة للثورة تتولى قيادة القوات التي توضع تحت تصرفها وتطويرها وتحريك وتوجيه عملياتها وتوحيد تدريبها.
وأكد المجلس في هذه الدورة من جديد أهمية ربط الجماهير العربية بالثورة الفلسطينية بوصفها حركة طليعية للثورة العربية . ولما كان النضال الفلسطيني ينطلق من الإيمان بوحدة الشعب في الساحة الأردنية – الفلسطينية وبأن شعب فلسطين جزء من الأمة العربية وبأن فلسطين جزء من الأرض العربية، فقد أقر المجلس اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتثبيت هذا المبدأ على كافة المستويات السياسية والتنظيمية والجماهيرية والنقابية في هذه الساحة مع القوى الوطنية في الضفة الشرقية، وتشكيل لجنة وطنية عليا تضم ممثلي الثورة الفلسطينية والقوى الوطنية الأردنية.
واتخذ المجلس أيضاً تأكيداً لهذا المبدأ الأساسي قراراً آخر بتأليف لجنة مماثلة مع القوى الوطنية في لبنان والعمل على دفع التنسيق مع هذه القوى إلى أعلى مستوى لضمان مشاركة أكبر للجماهير العربية – اللبنانية في حماية الثورة الفلسطينية والأرض العربية في لبنان. وحيا المجلس جماهير الشعب اللبناني على الدور البطولي الذي قامت به وطال الدول العربية بتقديم الدعم المادي اللازم لتأكيد صمود هذه الجماهير.
ونظراً للتحركات الأخيرة التي جرت في الموقف الدولي من جانب القوى الإمبريالية العالمية التي تتزعمها الولايات المتحدة الأميركية ومن جانب العدو الصهيوني لفرض الحلو السلمية التصفوية وما يتأتى عن هذه التحركات من مواصلة للمؤامرات مع القوى العميلة لضرب الثورة الفلسطينية، فقد قرر المجلس الوطني بعد تأكيد رفضه القاطع لكافة الحلو التصفوية دعوة الجماهير العربية كلها بوجه عام والفلسطينية بشكل خاص إلى تصعيد النضال إلى أقصى حد ممكن ضد القوى المعادية كلها، وإلى الوقوف صفاً واحداً مع الثورة الفلسطينية لإحباط المؤامرات التي تواجهها هذه الثورة وحماية ظهرها.
وأكد المجلس أن الدور الذي تقوم به الإمبريالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في الأرض العربية إنما يمثل جزءاً لا يتجزأ من دورها العدواني على حريات الشعوب في جميع قارات العالم، ومن هنا يبرز ارتباط الثورة الفلسطينية ارتباطاً عضوياً بحركات التحرر الوطني في العالم التي حياها المجلس الوطني مشيداً ببطولاتها...
وقرر المجلس مطالبة الحكومات العربية ومناشدة جماهير الشعب العربي في كل مكان تحمل المسؤوليات الكاملة في دعم هذا الصمود ودعم الثورة الفلسطينية وتعزيز طاقاتها وثوراتها وإمكاناتها.
وحيا المجلس أخيراً النضال العالمي من أجل الحرية، كما حيا الدول الصديقة ولا سيما الدول الاشتراكية المؤيدة للثورة الفلسطينية في كفاحها من أجل تحقيق هدفها في تحرير الأرض تحريراً كاملاً.
وأكد المجلس في هذه الدورة أن الثورة سائرة في طريقها الطويل والشاق لتحقيق هذا الهدف ولا بد من أنتنتصر في النهاية، لأن النصر لإرادة الشعوب.
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970". بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1972، ص 406-407.