المجلس المركزي الفلسطيني
قرارات
رام الله، 23-24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008
عقد المجلس المركزي الفلسطيني دور العادية تحت اسم "وثيقة الاستقلال والدكتور جورج حبش والشاعر محمود درويش" 23-24/11/2008م برئاسة الأخ سليم الزعنون (رئيس المجلس الوطني الفلسطيني) وبحضور سيادة الأخ محمود عباس "أبو مازن" (رئيس دولة فلسطين)، إلى جانب حضور 85 عضواً من أصل 117، العدد الكلي للأعضاء المجلس المركزي، وذلك في مدينة رام الله. وفي نهاية دورته أصدر المجلس البيان التالي:
أولا: التمسك الكامل بحقوقنا الوطنية ورفض الاحتلال والاستيطان:
يؤكد المجلس المركزي تمسكه الكامل بحقوقنا الوطنية الثابتة وغير القابلة للتصرف، ويدين المجلس الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي لأرضنا الفلسطينية ولقدسنا الشريف، ويؤكد المجلس حق شعبنا الفلسطيني في الدفاع عن أرضه وحقوقه الوطنية ومقاومة المحتلين والمستوطنين؛ ويدعم المجلس المركزي جماهير شعبنا الصامدة في أرضها وحقولها، ويدعو اللجنة التنفيذية إلى تقديم كل أشكال الدعم والمساندة لتعزيز صمود جماهيرنا في وطننا وأرضنا، وبوجه خاص في القدس الشريف وفي الأغوار وفي الخليل وفي نعلين وبلعين والمعصرة وقرى شمال غرب القدس وسائر المناطق التي تقف صامدة في مواجهة جدار الضم والفصل العنصري، وقطعان المستوطنين الذين يلقون الدعم من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وهي تعتدي على شعبنا وأرضنا ومزارعنا وبيوتنا.
ويؤكد المجلس المركزي مجدداً أن وقف العدوان والاستيطان ورفع الحصار المفروض على شعبنا في قطاع غزة هي شروط لازمة للاستمرار في المفاوضات مع إسرائيل.
ويؤكد المجلس المركزي حتمية الانسحاب الإسرائيلي من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية إلى خط الرابع من حزيران 1967م والتنفيذ الكامل لقرارات الشرعية الدولية؛ وصولاً إلى حل الدولتين وقيام دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ثانيا: المجلس المركزي يدين الهجمة الاستيطانية في القدس الشريف:
يؤكد المجلس المركزي أن القدس الشريف هي العاصمة الأبدية لدولتنا الفلسطينية المستقلة، وهي عاصمة الثقافة العربية في العام القادم 2009م، ويؤكد المجلس بطلان وإلغاء كافة قرارات الضم والتوسع الإسرائيلية في القدس الشريف، وفي جميع أراضينا الفلسطينية.
ويؤكد المجلس أن القدس الشريف هي جزء لا يتجزأ من أرضنا الفلسطينية المحتلة في عام 1967، ولن يتحقق الأمن والسلام دون استعادة القدس حرة وعربية وعاصمة لدولتنا.
ويعبر المجلس عن إدانته القاطعة لسياسة إسرائيل الاستيطانية في القدس وبناء الجدار وهدم المنازل ومصادرتها وطرد أهلها منها؛ وكذلك يدين المجلس الاعتداءات الإسرائيلية ومن عصابات المستوطنين على مقدساتنا المسيحية والإسلامية، ويحذر من خطورة الحفريات تحت المسجد الأقصى.
ويدعو المجلس اللجنة التنفيذية إلى توحيد المرجعيات الفلسطينية في القدس الشريف، والى توفير كل الدعم والمساندة لأهلنا في القدس لتعزيز صمودهم وبقائهم في منازلهم وأعمالهم. ويدعو المجلس كذلك الأشقاء العرب والمسلمين إلى إحياء مناسبة القدس عاصمة للثقافة الغربية في العام 2009م في كل العواصم العربية والإسلامية وعلى مستوى العالم، وتقديم كافة أشكال الدعم لمؤسساتنا الوطنية والثقافية في القدس الشريف.
ويدين المجلس قيام سلطات الاحتلال بمصادرة هويات المقدسين لتفريغ قدسنا الشريف من أهلها الحقيقيين.
ثالثا: استعادة الوحدة الوطنية عبر الحوار الوطني الشامل:
يؤكد المجلس المركزي إدانته للانقلاب الأسود الذي نفذته حركة حماس ضد الشرعية في قطاع غزة، ويدين المجلس التدخلات الخارجية في شؤوننا الوطنية، ويدعو إلى التمسك الكامل بمنظمة التحرير الفلسطينية، ممثلاً شرعياً ووحيداً لشعبنا الفلسطيني، وبالقرار الوطني الفلسطيني المستقل.
ويحيي المجلس المركزي مصر الشقيقة وقيادتها على جهودها المخلصة لإنهاء هذا الانقسام من خلال مبادرتها ودعوتها ورعايتها للحوار الوطني الشامل. ويدين المجلس قيام حركة حماس، تحت ذرائع واهية، بتعطيل هذا الحوار الوطني الشامل. ويؤكد المجلس المركزي تمسكه بالمبادرة المصرية كأساس للحوار، وبما يؤدي إلى قيام حكومة توافق وطني ذات مهام محددة، تتمثل في: رفع الحصار، وتسيير الحياة اليومية، والإعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية المتزامنة، وإعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس مهنية غير فصائلية.
ويدعو المجلس أشقاءنا العرب لدعم الحوار الوطني واستعادة الوحدة الوطنية.
ويحيي المجلس الموقف الوطني المسؤول للرئيس محمود عباس وتقديمه مبادرة شجاعة للحوار الوطني، ودون شروط مسبقة. كما يحيي جميع فصائل وقوى شعبنا التي رحبت بالورقة المصرية واستجابت للدعوة المصرية لإجراء الحوار الوطني الشامل الذي عطلته حركة حماس في اللحظة الأخيرة.
رابعا: تطوير وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وتعزيز علاقاتنا العربية والدولية:
يؤكد المجلس المركزي دعوته للجنة التنفيذية إلى العمل الجاد لتعزيز وتطوير العلاقات الفلسطينية مع القوى والأحزاب والجماهير العربية وعلى المستوى الدولي، لدعم وإسناد كفاح شعبنا ونضاله ضد الاحتلال والاستيطان؛ فالقضية الفلسطينية هي القضية المركزية لامتنا العربية والإسلامية.
ويدعو المجلس اللجنة التنفيذية لإقرار نظام الانتخابات للمجلس الوطني على أساس التمثيل النسبي الكامل. كما يؤكد المجلس قراراته السابقة بالعمل الفوري لتطوير وتفعيل اللجنة التنفيذية ودوائر ومؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، وخاصة الصندوق القومي الفلسطيني؛ فالمنظمة هي كيان وممثل الشعب الفلسطيني كله، بمختلف مكوناته الاجتماعية والسياسية؛ ولهذا يجب العمل وبكل جدية ومسؤولية لتفعيل المنظمة وتجديد ودمقرطة مؤسساتها ووضع الأسس السياسية والديمقراطية للشراكة الحقة فيها، ويجب وضع الأسس والآليات اللازمة وعلى أساس اتفاق القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني ومرجعية صندوق الانتخابات على أساس نظام التمثيل النسبي الكامل، بدءاً من المجلسين الوطني والتشريعي، وصولاً إلى المنظمات والاتحادات الشعبية والمجالس البلدية والقروية، ويدعو إلى دعوة اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني لمواصلة عملها.
خامسا: المجلس المركزي يدين الحصار الإسرائيلي الجائر على شعبنا في قطاع غزة:
إن الوضع المأساوي في قطاع غزة والذي يتفاقم يوما بعد يوم، نتيجة الحصار الجائر الذي تفرضه إسرائيل على مليون ونصف مليون فلسطيني، يشكل اليوم كارثة إنسانية لا يمكن استمرارها ولا يمكن السكوت عنها. والمجلس المركزي وهو يدين، أشد الإدانة، هذا الحصار وهذا الاضطهاد الإسرائيلي يدعو مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ موقف وقرار دولي يجبر اسرائيل على رفع هذا الحصار الوحشي عن مليون ونصف المليون مواطن فلسطيني، يتعرضون للعقاب الجماعي والموت اليومي وقطع الكهرباء والمواد الغذائية، وتحويل قطاع غزة إلى معسكر اعتقال جماعي.
إن المجلس المركزي، وهو يدعو المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري والعاجل لرفع الحصار عن قطاع غزة، يدعو اللجنة التنفيذية للمنظمة والسلطة الوطنية إلى تقديم الدعم والمساندة لأهلنا في القطاع والى التحرك على الصعيد الدولي لرفع هذا الحصار الجائر.
ويؤكد المجلس دعوة اللجنة التنفيذية لدعم هيئة العمل الوطني في قطاع غزة، باعتبارها المرجعية الوطنية المعتمدة، وتلبية احتياجات شعبنا من خلالها.
سادسا: المجلس المركزي يهنئ الرئيس محمود عباس بانتخابه رئيسا لدولة فلسطين:
إن المجلس المركزي الذي انتخب الرئيس الشهيد ياسر عرفات رئيسا لدولة فلسطين في العام 1989 التي اعترفت بها أكثر من مائة دولة في العالم، يتوجه بالتهنئة إلى الرئيس محمود عباس بانتخابه رئيسا لدولة فلسطين خلفا للرئيس الشهيد ياسر عرفات، ويعبر المجلس المركزي عن دعمه الكامل للرئيس "أبو مازن" لقيادة شعبنا الفلسطيني على طريق استعادة الوحدة الوطنية والتجسيد والتحقيق الكامل لقيام دولة فلسطين المستقلة و عاصمتها القدس الشريف .
ويدعو المجلس المركزي جماهيرنا وفصائلنا الوطنية وكل فعاليات وقوى المجتمع والشعب الفلسطيني في الداخل والخارج إلى الالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس (رئيس دولة فلسطين) لتحقيق مشروعنا الوطني في الاستقلال و الحرية.
- يحيي المجلس المركزي جماهير شعبنا الصامدة في وجه الاحتلال و الاستيطان.
- يحيي المجلس المركزي جماهيرنا في المخيمات و الشتات.
- يحيي المجلس المركزي أسرانا البواسل في سجون الاحتلال ومعتقلاته.
- ويترحم على أرواح شهدائنا الأبرار في سبيل حرية الوطن والإنسان الفلسطيني.
سابعا : المجلس المركزي يحيي جماهيرنا في المخيمات والشتات:
إن المجلس المركزي يحيي أهلنا اللاجئين في المخيمات والشتات، ويدعو اللجنة التنفيذية إلى بذل المزيد من الجهود والخدمات لأبنائنا وأهلنا في المخيمات في لبنان؛ و يدعو إلى الإسراع في إعادة بناء مخيم نهر البارد، وتوفير كل الخدمات اللازمة لأبناء المخيم؛ كما يدعو الحكومة اللبنانية إلى تأمين فرص العمل والحياة الكريمة لأهلنا في المخيمات، وتأمين حقوقهم المدنية في العمل وتأمين لقمة العيش لأسرهم، ويشكر المجلس الدول الشقيقة التي قدمت الدعم لإعادة بناء مخيم نهر البارد.
المصدر: محسن صالح، "منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني". بيروت: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 2014، ص 430-433.