مؤتمر القمة العربي غير العادي
بيان ختامي
(مقتطفات)
الدار البيضاء، 7-9 آب/أغسطس 1985
في نطاق بحثه المتعمق لمختلف التطورات التي تجتازها القضية الفلسطينية، استمع المؤتمر إلى شرح مفصل قدمه جلالة الملك حسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية والأخ ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية حول الاتفاق الأردني الفلسطيني الذي وقع في 11/2/1985، وسجل بكل تقدير الشروح الضافية التي تفضل بتقديمها جلالة الملك حسين والأخ ياسر عرفات عن انسجام خطة التحرك الأردنية/الفلسطينية مع مخطط فاس واعتبارها خطة عمل لتنفيذ مشروع السلام العربي من أجل تحقيق تسوية سلمية عادلة وشاملة تضمن انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها القدس الشريف، وتؤمن استعادة الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني...
ويؤكد المؤتمر قراراته السابقة الخاصة بالقضية الفلسطينية ودعمه وتأييده لمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، ومساندته لها في جهودها لتأمين حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية الثابتة، كما يؤكد حق الشعب الفلسطيني في استقلالية قراره الوطني وعدم السماح لأية جهة بالتدخل في شؤونه الداخلية.
ويعتبر المؤتمر أن عقد مؤتمر دولي في إطار الأمم المتحدة يساعد على تحقيق السلام في المنطقة العربية، بحضور ومشاركة الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة وبقية الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وبمشاركة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني مع الأطراف المعنية الأخرى.
ويحيي المؤتمر صمود الشعب العربي الفلسطيني في الأراضي العربية المحتلة ونضاله اليومي المتصاعد ضد قوى الاحتلال الإسرائيلي، ويؤكد التزامه بدعم هذا الصمود وتطويره لمواجهة المخططات الصهيونية التوسعية الهادفة لتهويد الأراضي الفلسطينية وتشريد أبناء الشعب الفلسطيني.
ويؤكد المؤتمر إدانته للممارسات الإرهابية والعنصرية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة، ويناشد الرأي العام العالمي دعم الشعب الفلسطيني والعربي في مقاومته لهذه الممارسات المناقضة للشرائع الدولية ولحقوق الإنسان، كما يناشد المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات عملية للوقوف في وجه الممارسات الصهيونية.
ويؤكد الالتزامات السابقة بتقديم الدعم المادي والسياسي والإعلامي لمنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني وقائدة نضاله لاسترجاع حقوقه المغتصبة.
ونظراً لما عانته المخيمات الفلسطينية بعد الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، وما تلا ذلك من مجازر ومذابح واتقاء لخطر التهجير والتشريد الذي يهدد الوجود الفلسطيني في تلك المخيمات، وحرصاً على سلامة هذا الوجود وعلى حق الشعب الفلسطيني في العمل والتنقل، وتمتيناً لأواصر الأخوة اللبنانية الفلسطينية، يدعو المؤتمر الحكومة اللبنانية ومنظمة التحرير الفلسطينية إلى التعاون والتنسيق بينهما فيما يتعلق بالشؤون الفلسطينية وحماية المخيمات الفلسطينية الموجودة في لبنان، طبقاً للاتفاقات المعقودة بينهما، كما يؤكد المؤتمر العمل على تنفيذ القرارات التي اتخذها مجلس الجامعة في دورته الطارئة يومي 8 و 9/6/1985.
المصدر: "يوميات ووثائق الوحدة العربية 1985". بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 1986، ص 655-657.