مؤتمر القمة العربي الثامن
بيان
القاهرة، 25-26 تشرين الأول/ أكتوبر 1976
بيان مؤتمر القمة العربي السداسي
حول وجوب إنهاء الأزمة اللبنانية
الرياض، 18 تشرين الأول/ أكتوبر 1976
بناء على مبادرة من المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، اجتمع في الرياض، في الفترة من 23 إلى 25 شوال 1396 هـ، الموافق من 16 إلى 18 تشرين الأول [أكتوبر] 1976 ميلادية، كل من الرئيس حافظ الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية، والرئيس محمد أنور السادات رئيس جمهورية مصر العربية، والرئيس الياس سركيس رئيس الجمهورية اللبنانية، والسيد ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، وصاحب الجلالة الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، في مؤتمر سداسي لبحث الأزمة اللازمة لوقف نزيف الدم في لبنان، واللجوء إلى الحوار بدلاً من القتال، والحفاظ على أن لبنان وسلامته واستقلاله وسيادته، وحماية المقاومة الفلسطينية ممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية.
وانطلاقاً من موقع الالتزام بالمسؤولية القومية والتاريخية بوجوب تعزيز الدور العربي الجماعي بما يكفل حسم الموقف في لبنان والحيلولة دون تفجره في المستقبل،
وانطلاقاً من الحرص على تجاوز سلبيات الماضي ورواسبه، وضرورة التحرك إلى المستقبل بروح المصالحة والسلام والبناء والتعمير، وتوفير الضمانات اللازمة لاستقرار الحياة الطبيعية في لبنان، والحفاظ على مؤسساته السياسية والاقتصادية وغيرها، وصيانة السيادة اللبنانية، واستمرار الصمود الفلسطيني،
درس المؤتمر الوضع في لبنان والخطوات والإجراءات اللازمة لإعادة الحياة الطبيعية إليه، في إطار الحفاظ على سيادته واستقلاله، وتضامن الشعبين اللبناني والفلسطيني، والضمان العربي الجماعي لكل ذلك، وقرر إعلان وقف إطلاق النار وإنهاء القتال، بصورة نهائية، والالتزام به التزاماً كاملاً من كافة الأطراف.
كما قرر تعزيز قوات الأمن العربية الحالية، لتصبح قوة ردع تعمل داخل لبنان، تحت إمرة رئيس الجمهورية اللبنانية شخصياً.
وقد أجمع المؤتمر على رفض تقسيم لبنان، تحت أي صورة وبأي شكل، قانونياً أو واقعياً، صراحة أو ضمناً، وعلى تأكيد الالتزام بالحفاظ على وحدة لبنان الوطنية وسلامته الإقليمية، وعدم المساس بوحدة أراضيه، أو التدخل في شؤونه الداخلية بأية صورة.
وتمنى المؤتمر على كافة الأطراف اللبنانية إجراء حوار سياسي يهدف إلى تحقيق المصالحة الوطنية، وتثبيت دعائم الوحدة بين أبناء الشعب اللبناني.
وتم الاتفاق على تنفيذ اتفاقية القاهرة وملحقاتها التي أعلن رئيس منظمة التحرير الفلسطينية التزامه الكامل بها.
وفي هذا الصدد قرر تأليف لجنة تضم ممثلين عن المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، والجمهورية العربية السورية، ودولة الكويت، تقوم بالتنسيق مع رئيس الجمهورية اللبنانية فيما يتعلق بتنفيذ اتفاقية القاهرة، وتكون مدتها تسعين يوماً من تاريخ إعلان وقف إطلاق النار.
وقد أكد المؤتمر التزامه بمقررات [مؤتمر] القمة العربي السابع في الرباط، باعتماد منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً وحيداً لشعب فلسطين، وتعهد جميع الدول العربية الأعضاء في جامعة الدول العربية، بدعم منظمة التحرير الفلسطينية وعدم التدخل في شؤونها.
وأكدت المنظمة سياستها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد عربي.
وفي هذا الصدد أكد المؤتمر ضمان الدول المشتركة فيه لسلامة لبنان ووحدته وسيادته واستقلاله.
وكذلك بحث المؤتمر موضوع إعادة تعمير لبنان، والاحتياجات المادية المطلوبة لإزالة آذار النزاع المسلح والأضرار التي حلت بالشعبين اللبناني والفلسطيني.
وسوف تعرض قرارات هذا المؤتمر على مؤتمر القمة العربي الموسع.
___
بيان مؤتمر القمة العربي ]الثامن [
القاهرة، 26 تشرين الأول/ أكتوبر 1976
إن ملوك ورؤساء دول الجامعة العربية، المجتمعين بالقاهرة لبحث الأزمة في لبنان، ودراسة وسائل حلها، من أجل الحفاظ على أمن لبنان وسيادته ووحدته، وحماية المقاومة الفلسطينية ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية، ودعم التضامن العربي، وانطلاقاً من الالتزام بالمسؤولية القومية والتاريخية بوجوب تعزيز الدور العربي الجماعي، بما يكفل حسم الموقف في لبنان، والحيلولة دون تفجره في المستقبل، وتوفير الضمانات اللازمة لاستقرار الحياة الطبيعية فيه، والحفاظ على مؤسساته السياسية والاقتصادية وغيرها، وصيانة السيادة اللبنانية، واستمرار الصمود الفلسطيني،
وإيماناً بأن تحرير الأرض العربية التي تحتلها "إسرائيل" واستعادة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حق العودة، وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، يستلزمان دعم التضامن العربي، وحشد الجهود والإمكانيات العربية في خدمة القضية المصيرية،
وشعوراً بضرورة مساعدة لبنان على تجاوز أزمته وإعادة بناء اقتصاده ومؤسساته ومرافقه، لتأمين عودته إلى حياته الطبيعية، وممارسة دوره الفعال في المجال العربي،
درس المؤتمر الوضع الراهن في لبنان، في إطار الحفاظ على سيادته واستقلاله، وتضامن الشعبين اللبناني والفلسطيني، ورحب بنتائج مؤتمر القمة العربي السداسي في الرياض، وأعرب عن تقديره للإنجاز الذي تحقق بها في سبيل تسوية الأزمة اللبنانية، والحفاظ على المقاومة الفلسطينية، والعمل لدعم التضامن العربي.
وقرر المؤتمر المصادقة على مقررات مؤتمر القمة السداسي، الصادرة في يوم الثامن عشر من أكتوبر [تشرين الأول] عام 1976. وقد أكد الملوك والرؤساء العرب التزامهم بالعمل على توفير الضمانات اللازمة لتثبيت وقف إطلاق النار، المعلن في الساعة السادسة من صباح يوم الحادي والعشرين من أكتوبر [تشرين الأول] عام 1976، لإنهاء الاقتتال بجميع صوره في لبنان، واستعادة الحياة الطبيعية فيه.
كما أكدوا على تعزيز قوات الأمن العربية ودعمها لتصبح قوة ردع تعمل داخل لبنان تحت إمرة رئيس الجمهورية اللبنانية شخصياً، كما أجمعوا على رفض تقسيم لبنان تحت أي صورة، وبأي شكل قانوني أو واقعي، صراحة أو ضمناً، وعلى تأكيد الالتزام بالحفاظ على وحدة لبنان الوطنية وسلامته الإقليمية وعدم المساس بوحدة أراضيه أو التدخل في شؤون الداخلية بأي صورة.
ودرسوا، بمزيد الاهتمام، الوضع في الجنوب اللبناني، وأعربوا عن القلق البالغ إزاء الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة على الأراضي اللبنانية، ولا سيما على مناطق الجنوب، وإصرار "إسرائيل" على ممارسة سياستها التوسعية في الأراضي العربية، وأكدوا على تنفيذ اتفاقية القاهرة وملحقاتها، التي أعلن رئيس منظمة التحرير الفلسطينية التزامه الكامل بها. ووافقوا على تأليف لجنة تضم ممثلين عن المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، والجمهورية العربية السورية، ودولة الكويت، تقوم بالتنسيق مع رئيس الجمهورية اللبنانية فيما يتعلق بتنفيذ اتفاقية القاهرة، وتكون مدتها 90 يوماً من تاريخ إعلان وقف إطلاق النار.
وأكد الملوك والرؤساء العرب الالتزام بمقررات مؤتمر القمة العربي السابع في الرباط، باعتماد منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً وحيداً لشعب فلسطين، وتعهدت جميع الدول العربية الأعضاء في جامعة الدول العربية بدعم منظمة التحرير الفلسطينية، وعدم التدخل في شؤونها. كما أكدت المنظمة سياستها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد عربي. ووافق الملوك والرؤساء العرب على أن تساهم الدول العربية في إعادة تعمير لبنان، وإزالة آذار النزاع المسلح، والاضرار التي حلت بالشعبين اللبناني والفلسطيني، وتقديم العون العاجل لهما. وقد أولى الملوك والرؤساء العرب عنايتهم الخاصة لدعم التضامن العربي بوصفه قاعدة أساسية لنجاح العمل العربي المشترك، وتحقيق أهداف الأمة العربية في التحرير والتنمية.
وأكدوا التزامهم الكامل بأحكام قرارات مؤتمرات القمة العربية ومجلس الجامعة في هذا الشأن، وخاصة ميثاق التضامن العربي الصادر في قمة الدار البيضاء، في الخامس عشر من سبتمبر [أيلول] عام 1965، ووضعها موضوع التنفيذ.
وقد بحثوا، ببالغ القلق، الوضع المتفجر في الأراضي العربية المحتلة، والناجم عن استمرار الاحتلال الإسرائيلي، وتصعيده لأعمال القمع والإرهاب والتخريب، ومصادرة الأراضي، وانتهاك حرمة المقدسات الدينية، وخاصة الحرم الإبراهيمي، التي تطبقها سلطات الاحتلال، وتشكل انتهاكاً صارخاً لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويحيون الشعب العربي الصامد في الأرض المحتلة، ونضاله الوطني المشروع، ويؤكدون وقوف الدول العربية معه، ويطالبون دول العالم وشعوبه بإدانة هذا العدوان الإسرائيلي، والتصدي له، وبوقف أي تعامل مع "إسرائيل" يكون من شأنه دعم الاحتلال الإسرائيلي للأرض العربية، أو استمرار إجراءات القمع الإسرائيلية ضد سكانها.
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1976". بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1978، ص 169-170، 177.