رسالة الدعوة السوفييتية – الأميركية
إلى مؤتمر السلام في مدريد
18 تشرين الأول/ أكتوبر1991
صاحب المعالي
بالنيابة عن الرئيس غورباتشوف، والرئيس بوش، يسرنا غاية السرور أن ننقل إلى معاليكم الدعوة المرفقة. فبعد مفاوضات مكثفة مع إسرائيل والدول العربية والفلسطينيين، توصلنا إلى قرار مفاده أن فرصة تاريخية قائمة، بالفعل، لدفع الإمكانيات قدماً من أجل سلام حقيقي في جميع أنحاء المنطقة. إن الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي ملتزمان، على نحو عميق، بمساعدة الأطراف على تحقيق هذه الفرصة.
ونتطلع إلى العمل معكم، على نحو وثيق، في هذا المسعى التاريخي. كما نعتمد على دعمكم المستمر ومشاركتكم الإيجابية. ولكي نسهل الاستعدادات للمؤتمر، وللمفاوضات التي ستعقبه، فإننا نرجو بإلحاح تلقي ردكم الإيجابي، في أسرع وقت ممكن، ولكن قبل الساعة السادسة من بعد ظهر يوم 23 تشرين الأول/ أكتوبر بتوقيت واشنطن.
وتفضلوا، صاحب المعالي، بقبول أصدق المودّة.
جيمس إ. بيكر، الثالث
بوريس ديميتريفيتش بانكين
دعوة
بعد مشاورات مكثفة مع الفلسطينيين، ودول عربية، وإسرائيل، فإن الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي يعتقدان أن هناك فرصة تاريخية قد نشأت للتقدم بمشروع سلام حقيقي في كل المنطقة.
وإنهما على استعداد لمعاونة أطراف النزاع على التوصل إلى حل سلمي عادل، ودائم، وشامل، ومقبول، من خلال مفاوضات مباشرة، ذات مسارَين، بين إسرائيل وكل من الدول العربية المعنية، وبين إسرائيل والفلسطينيين، تستند إلى قراري مجلس الأمن الدولي 242 و338؛ والهدف من هده العملية هو السلام الحقيقي.
وتحقيقاً لهذا الغرض، فإن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ورئيس الاتحاد السوفييتي، يدعوانكم إلى مؤتمر السلام، المشمول برعاية دولتيهما، والمتبوع، مباشرة ، بمفاوضات مباشرة. وسيعقد المؤتمر في مدريد يوم 30 تشرين الأول/ أكتوبر 1991.
إن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، والرئيس السوفييتي، ميخائيل غورباتشوف، ينشدان موافقتكم على هذه الدعوة، في موعد أقصاه الساعة السادسة مساء، بتوقيت واشنطن، يوم 23 تشرين الأول/ أكتوبر 1991 في سبيل ضمان تنظيم محكم للمؤتمر.
إن المفاوضات الثنائية المباشرة ستبدأ بعد أربعة أيام من افتتاح المؤتمر. وسوف تجتمع الأطراف، التي ترغب في المشاركة في المفاوضات المتعددة الأطراف، بعد أسبوعين من افتتاح المؤتمر، لتنظيم هذه المفاوضات. ويعتقد راعيا المؤتمر أن هذه المفاوضات يجب أن تتركز في القضايا التي تهم المنطقة بوجه عام، مثل ضبط التسلح، والأمن الإقليمي، والمياه، وشؤون اللاجئين، والبيئة، والتنمية الاقتصادية، والقضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك.
وسيتولى الراعيان رياسة المؤتمر الذي سوف يعقد على المستوي الوزاري. وستدعى إليه حكومة كلٍ من إسرائيل وسورية ولبنان والأردن.
وسيدعى الفلسطينيون، وسيشاركون كجزء من وفد أردني – فلسطيني مشترك. وستدعى إليه مصر بصفة مشارك. وستحضر الجماعة الأوروبية، كذلك، بصفة مشارك، جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي، وستكون ممثلة في رئاستها. وسيدعى مجلس التعاون الخليجي إلى إرسال سكرتيره العام إلى المؤتمر كمراقب. وستدعى الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي إلى المشاركة في تنظيم المفاوضات المتعلقة بالقضايا المتعددة الأطراف. وستدعى الأمم المتحدة إلى إرسال مراقب يمثل أمينها العام.
ولن يكون للمؤتمر صلاحية فرض الحلول على الأطراف، كما لن يكون في وسعه منع اتفاقات يتوصل إليها هؤلاء الأطراف. ولن يكون للمؤتمر سلطة اتخاذ قرارات بدل الأطراف. كما لن يكون من حقه التصويت على قضايا، أو على نتائج. ولا يجوز للمؤتمر أن يعود إلى الانعقاد، إلا بموافقة جميع الأطراف.
وفي ما يتعلق بالمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين الذين يشكلون جزءاً من الوفد الأردني – الفلسطيني المشترك، فإنها ستنقسم إلى مراحل، تبدأ بمحادثات حول ترتيبات حكم ذاتي مرحلي، تستهدف الوصول إلى اتفاق خلال عام واحد. وفي هذه الحالة، فإن ترتيبات الحكم الذاتي المرحلي سوف تدوم خمسة أعوام. وبداية من السنة الثالثة للحكم الذاتي المرحلي، ستعقد مفاوضات حول الوضع الدائم. وتستند مفاوضات الوضع الدائم والمفاوضات بين إسرائيل والدول العربية المعنية إلى القرارين 242 و338 .
ومن المفهوم أن الدولتين الراعيتين للمؤتمر قد تعهدتا بإنجاح هذه العملية. وتعتزم الدولتان عقد المؤتمر وإجراء المفاوضات بحضور الأطراف الذين يوافقون على المشاركة.
وتعتقد الدولتان الراعيتان للمؤتمر أن هذه العملية تَعدُ بإنهاء عقود من المواجهة والصراع، بأمل سلام دائم. ولذا، فإنهما تأملان أن يقترب الأطراف من المفاوضات بروح من النية الحسنة والاحترام المتبادل. وبهذه الطريقة، يمكن عملية السلام أن تبدأ بكسر حاجز الشك وانعدام الثقة الذي غذى الصراع، وتسمح للأطراف بأن يبدأوا في حل خلافاتهم. فالواقع أنه من خلال عملية كهذه فقط، يمكن لسلام حقيقي، ومصالحة حقيقية، أن يقوما بين الدول العربية وإسرائيل والفلسطينيين. ومن خلال هذه العملية فقط، يمكن شعوب الشرق الأوسط، أن تحقق ما هي جديرة به، من السلام والأمن.