خطاب وزير الخارجية الأميركي جون كيري بشأن السلام في الشرق الأوسط
(مقتطفات)
واشنطن، 28 كانون الأول/ ديسمبر 2016
...
1 - حدود دولية آمنة ومعترف بها بين إسرائيل وفلسطين القابلة للحياة ومتواصلة جغرافياً.
تقريباً جميع من تحدثت معهم كان واضحاً بشأن هذا المبدأ أيضاً: لن يعترف المجتمع الدولي بأي تغييرات من قبل إسرائيل على حدود العام 1967 ما لم يتفق عليها الجانبان.
2 - تحقيق رؤية قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 لدولتين لشعبين، واحدة يهودية وواحدة عربية، مع الاعتراف المتبادل والمساواة الكاملة في الحقوق لجميع المواطنين المعنيين.
كان هذا هو المبدأ التأسيسي لحل الدولتين منذ البداية: إنشاء دولة للشعب اليهودي ودولة للشعب الفلسطيني، حيث يمكن لكل منهما تحقيق تطلعاته الوطنية. والقرار 181 متضمن في الوثائق التأسيسية لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين.
إن الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية كان موقف الولايات المتحدة لسنوات، وبناء على محادثاتي، أنا على قناعة أن كثيرين آخرين الآن على استعداد لقبول ذلك أيضاً – في حال تمت تلبية الحاجة لقيام دولة فلسطينية أيضاً.
ونحن نعلم أيضاً أن هناك نحو 1.7 مليون مواطن عربي الذين يقولون إن إسرائيل وطنهم ويجب أن يكونوا الآن ودائماً قادرين على العيش كمواطنين متساوين، ولهذا السبب من المهم جداً أنه في اعترافهم بوطن بعضهم البعض – إسرائيل للشعب اليهودي وفلسطين للشعب الفلسطيني – يؤكد كلا الجانبين التزامه بدعم المساواة في الحقوق الكاملة لجميع مواطنيهم.
3 - حل عادل ومتفق عليه وواقعي لقضية اللاجئين الفلسطينيين، بمساعدة دولية، يتضمن التعويض، الخيارات والمساعدة في العثور على منازل دائمة، الاعتراف بالمعاناة وغيرها من التدابير اللازمة لإيجاد حل شامل يتفق مع دولتين لشعبين.
إن محنة العديد من اللاجئين الفلسطينيين مفجعة، ونتفق جميعاً على انه يجب أن تعالج احتياجاتهم كجزء من حل شامل، لا بد من توفير التعويض لهم، لا بد من الاعتراف بمعاناتهم، وهناك حاجة إلى أن تكون هناك خيارات والمساعدة في العثور على منازل دائمة. يمكن للمجتمع الدولي أن يقدم الدعم والمساعدة الكبيرة، بما في ذلك في جمع الأموال للمساعدة في ضمان التعويض وغيرها من احتياجات اللاجئين والوفاء بها، وأعرب كثيرون عن استعدادهم للمساهمة. ولكن هناك اعتراف عام بأن الحل يجب أن يكون متسقاً مع دولتين لشعبين، ولا يمكن أن يؤثر على الطابع الأساسي لإسرائيل.
4 - حل متفق عليه لقضية القدس كعاصمة معترف بها دولياً للدولتين، وحماية وضمان حرية الوصول إلى الأماكن المقدسة بما يتفق مع الوضع الراهن المعمول به.
القدس هي القضية الأكثر حساسية لكلا الجانبين، والحل يجب أن يلبي احتياجات ليس فقط الطرفين ولكن جميع أتباع الأديان السماوية الثلاثة. لهذا السبب فإن الأماكن المقدسة التي هي مقدسة لآلاف الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم يجب أن تكون محمية وأن يكون دائماً بالإمكان الوصول إليها، والحفاظ على الوضع القائم. الأغلبية يقرون بأن القدس لا ينبغي أن تقسم مرة أخرى مثل ما كان في العام 1967 .وفي الوقت نفسه، هناك اعتراف واسع النطاق بأن لن يكون هناك اتفاق سالم دون التوفيق بين تطلعات الأساسية لكلا الجانبين أن تكون عاصمتهما هناك.
5 - تلبية الاحتياجات الأمنية لإسرائيل ووضع نهاية كاملة للاحتلال، مع ضمان أن تكون إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها بفعالية وأن يكون بإمكان فلسطين أن توفر الأمن لشعبها في دولة ذات سيادة وغير مسلحة.
إن الأمن هو قضية أساسية لإسرائيل. الجميع يدرك أن لا حكومة إسرائيلية يمكن أن تقبل اتفاقاً لا يلبي احتياجاتها الأمنية أو المخاطرة بخلق تهديد أمني دائم مثل غزة في الضفة الغربية. ويجب على إسرائيل أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها بشكل فعال، بما في ذلك ضد الإرهاب والتهديدات الإقليمية الأخرى. في الواقع، هناك رغبة حقيقية من قبل مصر والأردن وغيرهما للعمل جنباً إلى جنب مع إسرائيل في مواجهة التحديات الأمنية الرئيسية. أنا أعتقد أن هذه الجهود الجماعية، بما في ذلك التنسيق الوثيق بشأن أمن الحدود والتعاون بين المخابرات، والعمليات المشتركة، يمكن أن تلعب دوراً حاسماً في تأمين السلام.
في نفس الوقت، فإن الإنهاء الكامل للاحتلال هي القضية الأساسية للفلسطينيين: هم بحاجة إلى معرفة أن الاحتلال العسكري سينتهي فعلاً بعد العملية الانتقالية المتفق عليها، وأن يتمكنوا من العيش في حرية وكرامة في دولة ذات سيادة في الوقت الذي توفر الأمن للسكان حتى بدون وجود جيش خاص بها. هذا مقبول على نطاق واسع أيضاً.
تحقيق التوازن بين تلك المتطلبات كان من بين أهم التحديات التي واجهناها في المفاوضات، ولكن الولايات المتحدة
يمكن أن تقدم معظم المساعدات في هذا المجال. لهذا السبب فإن فريقاً بقيادة الجنرال جون ألين، أحد أهم العقول العسكرية لأمتنا، والعشرات من الخبراء من وزارة الدفاع وغيرها من الوكالات الأميركية عملوا على نطاق واسع مع الجيش الإسرائيلي في محاولة لإيجاد الحلول التي يمكن أن تساعد إسرائيل على تلبية الاحتياجات الأمنية المشروعة.
لقد وضعوا أساليب مبتكرة لخلق أمن الحدود متعدد الطبقات وغير مسبوق، تعزيز القدرة الفلسطينية، وتمكين إسرائيل من الحفاظ على القدرة للتصدي للتهديدات بنفسها حتى عندما ينتهي الاحتلال. الجنرال ألين وفريقه لم يقترحوا أي نتيجة أو جدول زمني، كانوا يعملون ببساطة على سبل دعم ما يتم الاتفاق عليه في المفاوضات. وقاموا بعمل مؤثر جداً يعطيني الثقة بأنه يمكن تلبية متطلبات أمن إسرائيل.
6 - إنهاء الصراع وجميع المطالبات المعلقة، ما يتيح تطبيع العلاقات وتعزيز الأمن الإقليمي للجميع على النحو المتوخى في مبادرة السالم العربية.
إن من الضروري لكلا الجانبين أن يحل اتفاق الوضع النهائي كل القضايا العالقة وأخيراً أن يصلوا الى نهاية للصراع، حتى يتمكنوا من المضي قدماً نحو حقبة جديدة من التعايش السلمي والتعاون. وبالنسبة لإسرائيل، فإن هذا يجب أن يحقق أيضا سلاماً أوسع مع الجيران العرب. هذا هو الوعد الأساسي في المبادرة العربية للسلام، التي أكد عليها القادة العرب الرئيسيون
المصدر: "الأيام"، 29 كانون الأول/ ديسمبر 2016.