بيان
تأليف حزب الاستقلال العربي وقانون الحزب
القدس، 2 آب/ أغسطس 1932
لم يبق أحد لم يشعر بما طرأ على الحركة الوطنية الاستقلالية في هذه البلاد من ضعف وفتور، وما وقعت فيه من اضطراب وانحلال وفوضى، وما تسلط عليها من أهواء ونزعات زعزعت أساسها، وبدلت أغراضها ومراميها. فبعد أن كانت قضية استقلالية تحمل خواص القضية العربية الكبرى، وتحتفظ بمزاياها الشريفة، وتكافح الاستعمار وجهاً لوجه، أصبحت قضية محلية تتأثر بالنزعات الشخصية والأهواء العائلية والقوى الانتخابية إلى حد كبير. وإذا كانت الحركة الوطنية وقفت في أدوارها الأخيرة موقف الكفاح، فلم يكن ذلك منها في الأعم والأغلب موقفاً صريحاً لا مواربة فيه، وإنما كان موقف عجز ومسكنة، محصوراً بمقاومة القضية المصطنعة التي نكبنا بها الاستعمار ليلهينا عن أغراضنا المقدسة العليا.
بل لقد أصبحنا وليس لنا في هذه البلاد قضية استقلالية نكافح دونها، ونرد الأطماع الاستعمارية عنها، وصرنا إلى حالة نستسيغ معها وطأة المستعمر، ونستمرئ أساليبه، ونتهافت على نيل رضاه بالتقرب والزلفى، ونتبادل الاستنصار به ليغلب فريق منا فريقاً، سعياً وراء قضايا الأشخاص والأهواء.
ولما كان من الجريمة الوطنية أن تصبح قضيتنا الاستقلالية التي أسس بنيانها على هامات شهداء العرب في جميع الأقطار العربية، ورفعت قواعدها على مناكب المجاهدين الأبرار، رهن القضايا الشخصية، وفريسة تلك النزعات والحزبيات المحلية، وأن لا يكون لفريق الاستقلاليين الذي عمل مع الجماعات العربية في ميدان القضية العربية الاستقلالية الكبرى، ولمن يجري على مبادئهم وينحو نحو غايتهم، كيان مستقل ينضوون تحت لوائه لاستئناف الجهاد الوطني وفقاً للمبادئ التي اعتنقت وبشر بها تبشيراً خالصاً لوجه الله والأمة والوطن، فإن موقعي هذا البيان اعتقدوا أنه آن الأوان لإقامة مثل هذا الكيان، والقيام بحركة وطنية خالصة على يد حزب سياسي استقلالي، يكافح الاستعمار وما جره من نكبات كفاحاً شريفاً بلا مداورة ولا مواربة، ويعمل على نيل حقوق الأمة الاستقلالية وإنهاضها، حاذياً حذو الأحزاب الوطنية التي تعتز بالمبادئ الشريفة وتستمد منها الرشد والهدى.
وسيكون الأساس الذي يبنى عليه هذا الكيان الحزبي الاستقلالي، التجانس في المبادئ الصحيحة، والإخلاص الشريف وحب العمل النزيه، والابتعاد كل الابتعاد عن الجري في طريق السياسات المحلية والشخصية والعائلية، وجعل المصلحة العامة فوق كل مصلحة، وعدم الاهتمام بتة لفكرة أكثرية أو أقلية وما يتبعها من سياسات انتخابية لا يراد بها وجه الله والوطن، وعدم الموالاة أو المعاداة لأي كان إلا بما يكون له من موقف أو عمل يتسق أو يتعارض مع مبادئ الحزب وغاياته وخططه.
وقد أجمع القائمون بهذا الحزب أمرهم ووضعوا قانون حزبهم الذي ينشرونه في الناس مع هذا البيان، واثقين كل الثقة أن في البلاد فريقاً كبيراً من الأحرار المخلصين يشعرون بالحاجة التي شعر بها القائمون بهذا الحزب، ويألمون مثل ألمهم فيمدون إليهم يد المؤازرة والتأييد في هذه الحركة التي يرجون من ورائها الخير والخدمة الخالصة المنزهة عن كل شائبة وشين، سائلين الله عز وجل أن يثبت أقدامهم ويهديهم السبيل الأقوم لخدمة القضية الوطنية الاستقلالية، وللخروج بها من هذه الدائرة الضيقة التي حصرت فيها، وتخليصها من تلك الأهواء والنزعات التي ذهبت بنضارتها وقللت من كرامتها. والله ولي التوفيق.
عوني عبد الهادي رشيد الحاج إبراهيم معين الماضي
عزة دروزة صبحي الخضراء الدكتور سليم سلامة
فهمي العبوشي أكرم زعيتر عجاج نويهض
قانون حزب الاستقلال العربي
1- اسم الحزب: حزب الاستقلال العربي
2- مركزه الرئيسي (مدينة بيت المقدس)
3- مبادئ الحزب:
أ. استقلال البلاد العربية استقلالاً تاماً.
ب. البلاد العربية وحدة تامة لا تقبل التجزئة.
ج. فلسطين بلاد عربية، وهي جزء طبيعي من سورية.
4- خطط الحزب:
أ. العمل على تحقيق المبادئ الواردة في المادة السابقة بما يستطيعه بنفسه وبالاشتراك مع الهيآت الاستقلالية في الأقطار العربية.
ب. الاحتفاظ بأراضي البلاد ومنابع الثروة للعرب.
ج. الغاء الانتداب ووعد بلفور.
د. إقامة حكم عربي برلماني في فلسطين
هـ. إنهاض البلاد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
5- هيأة الحزب هي الموقعون على هذا القانون ومن تقرر الهيأة بثلاثة أرباع أعضائها ضمه إليها من حين إلى آخر.
6- للهيأة أمين سر عام، ومساعد، وأمين مال، يتولون أمور الحزب الادارية والكتابية والمالية.
7- تشكل هيأة الحزب حسب ما تراه هي هيآت فرعية مؤلفة من ثلاثة أشخاص على الأقل. وهيأة الحزب هي التي تختار أعضاء هذه الهيآت وتضم إليها من تراء من حين إلى آخر.
8- ليس لأعضاء هياة الحزب وهيآت فروعه أن ينتسبوا إلى حزب سياسي آخر إلا بإذن من هيأت الحزب.
9- يؤدي أعضاء هيأة الحزب وهيآت فروعه اليمين الآتية: (أقسم بالله أن أكون مخلصاً لمبادئ الحزب وخططه، خاضعاً لمقرراته، متضامناً مع إخواني فيه على تنفيذها وإعلاء شأن الحزب، متعاوناً وإياهم على ما فيه الحق والخير والكرامة وأن لا أستغل الحزب ولا أوافق على استغلاله لمأرب أو منصب أو نفوذ شخصي أو عائلي).
10- للحزب أعضاء مؤازرون وفخريون وهم الذين يناصرون مبادئ الحزب وخططه ومقرراته ويدفعون لصندوق الحزب اكتتاباً شهرياً لا يقل عن عشرة ملات. ويسجل أسماء هؤلاء الأعضاء في سجلات هيأة الحزب إما برأي الهيأة وإما برأي هيآت الفروع.
11- كل من ثبتت خيانته للحزب أو لمبادئه وخططه يطرد منه بأكثرية ثلثي هيأة الحزب على أن يعطى حق الدفاع قبل الفروع ذلك .
12- مالية الحزب تتكون من الاكتتابات الشهرية التي يدفعها أعضاء الحزب ومن التبرعات.
13- هيأة الحزب هي التي تقرر ميزانيتها وتصادق على ميزانية فروعها.
14- للحزب قانون داخلي تضعه هيأة الحزب.
المصدر: بيان الحوت، "القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين، 1917-1948". بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1981، ص 734 – 736.