مكان

الطنطورة

مكان
الطَنْطُورَة
اللواء
حيفا
المحافظة
حيفا
متوسط الارتفاع
25 م
المسافة من حيفا
24 كم
تعداد السكان
السنة عرب المجموع
1931 952 953
1944/45 1490 1490
ملكية الأرض (1944/45) بالدونم
السنة عرب يهود عام المجموع
1944/45 11758 2051 711 14520
إستخدام الأرض (1944/45) بالدونم
الإستخدام عرب يهود عام المجموع
المناطق غير صالحة للزراعة والمبنية (المجموع)
الإستخدام عرب يهود عام المجموع
غير صالحة للزراعة 4733 813 526 6072
البناء 119 3 1 123
4852 816 527 6195 (43%)
مزروعة/صالحة للزراعة (المجموع)
الإستخدام عرب يهود عام المجموع
حبوب 6593 662 184 7439
الأراضي المزروعة والمروية 287 573 860
الموز و الحمضيات 26 26
6906 1235 184 8325 (57%)
عدد المنازل (1931)
202

كانت القرية تنتصب على تل صغير يرتفع قليلاً عن الشاطئ الرملي المحيط بها. وكانت طريق فرعية تربطها بالطريق العام الساحلي، وتصلها بحيفا وبمراكز مدنية أُخرى. وكان فيها أيضاً محطة لقطار سكة الحديد توفر الخدمات للخط الساحلي. أُنشئت القرية قرب آثار بلدة دُور الكنعانية الشهيرة. وقد ظهر اسم هذا المكان أولاً في نقش يعود تاريخه إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، ويُذكر فيه الفرعون المصري رعمسيس الثاني، كما يظهر في نص كتبه وين – آمون، أحد المسؤولين في المعبد المصري، ويعود تاريخه إلى 1100 ق. م. ويذكر وين – آمون أن التْجِيكِر احتلوا البلدة، والتجيكر، فيما يُعتقد، جماعة فلسطينية هاجرت إلى ذلك الموقع في القرن الثاني عشر قبل الميلاد. ومن الجائز أن يكون يشوع فتح البلدة (يشوع 12: 23). وكانت دُورا، مثلها مثل برج ستراتو (أنظر قيسارية، قضاء حيفا)، من مستعمرات صيدون خلال القرن الرابع قبل الميلاد. في أواخر القرن الثاني قبل الميلاد تقريباً، احتلها الإغريق، الذين كانوا يسمونها دورا أحياناً؛ وقد حاربوا الحشمونيين، حكام المنطقة. والظاهر أن دورا هُجرت بعد القرن الرابع للميلاد. وبعد ردح من الزمن، شيّد الصليبيون في دُورا/ الطنطورة قلعة سموها ميرل (Merle). وعندما حاول نابليون، في أواخر القرن الثامن عشر، بسط سيطرته على فلسطين، مرّ جنوده المنسحبون بالقرية وأحرقوها في آب/ أغسطس 1799 . وكتب الرحالة البريطاني ج. بكنغهام، في سنة 1821، يصفها بأنها قرية صغيرة ذات مرفأ صغير وخان. وقال إن الطنطورة وإن لم تكن مقفرة تماماً، فإن ما بقي من ضئيل آثارها لا ينبىء بما كان من عظمتها الغابرة . في سنة 1855، ذكرت ماري روجرز، شقيقة القنصل البريطاني في حيفا، أن القرية كانت تشتمل على نحو 30 أو 40 منزلاً مبنياً بالحجارة والطين أو الصلصال، وأن الأبقار والماعز كانت عماد ثروة الطنطورة .

في أواخر القرن التاسع عشر، وُصفت الطنطورة بأنها قرية ساحلية تمتد من الشمال إلى الجنوب. وكان ميناؤها، المبني على أطراف شبه جزيرة مربعة، يقع شمالي القرية مباشرة. واشتملت القرية على بناء حجري مربع الشكل كان يستعمل مضافة للزائرين (والأرجح أنه الخان الذي ذكره بكنغهام). وكان فيها 1200 نسمة، يزرعون 25 فداناً ( الفدان = 100 - 250 دونماً). وكان للقرية تجارات محدودة مع يافا .

كانت منازل الطنطورة الحجرية مبنية على الشاطئ الرملي. وكان فيها مدرسة ابتدائية للبنين (بُنيت في سنة 1889 تقريباً) وأُخرى للبنات (أُسست في 1937/ 1938). واعتمد اقتصاد القرية على الزراعة وصيد السمك. وفي فترة الانتداب، ازداد صيد السمك من 6 أطنان في سنة 1928 إلى 1622 طناً في سنة 1944. وكانت الحبوب والخضروات والفاكهة أهم الغلال الزراعية. في 1944/ 1945، كان ما مجموعه 26 دونماً مخصصاً للحمضيات والموز، و6593 دونماً للحبوب، و287 دونماً مروياً أو مستخدَماً للبساتين؛ منها 270 دونماً للزيتون.

أخرجت التنقيبات الأثرية التي أُجريت تحت المياه قرب شاطئ الطنطورة مراسي سفن يعود تاريخها إلى معظم الحقب من تاريخ الموقع. كما تم الكشف عن كنيسة بيزنطية في المنحدرات الشمالية لتل البرج خلال 1979 - 1980. وتقوم الجامعة العبرية منذ سنة 1980 بالتنقيب في هذا التل سنوياً. وثمة جنوبي خربة المزرعة بقايا القلعة الصليبية المسماة كزال دو شاتيون (Casal de Châtillon) (وفي جملتها برج مربع العقد). وذُكر أيضاً أن ثمة مزيداً من المعالم الأثرية في خربة الدِّرَيهمة الواقعة إلى الشمال الشرقي من القرية.

كانت الطنطورة في بداية أيار/ مايو 1948 من أواخر القرى العربية الباقية في شريط السهل الساحلي، الممتد من منطقة زخرون يعقوف (جنوبي حيفا) حتى تل أبيب. في 9 أيار/ مايو، عُقد اجتماع بين ضباط الاستخبارات المحليين في الهاغاناه وبين خبراء بالشؤون العربية، لتقرير مصير الطنطورة وبضع قرى أُخرى. واتُخذ القرار، بحسب ما ذكر المؤرخ الإسرائيلي بني موريس، بـ'طرد السكان أو إخضاعهم'. ويؤكد 'تاريخ حرب الاستقلال' أن القرار نُفذ في الطنطورة بعد أسبوعين، ليل 22 - 23 أيار/ مايو، إذ هاجمت الكتيبة الثالثة والثلاثون في الهاغاناه (الكتيبة الثالثة في لواء ألكسندروني) القرية، التي سقطت بعد معركة قصيرة (ذلك بأن القرية، وفق ما ذكر موريس، كانت رفضت في السابق شروط الهاغاناه للاستسلام واختارت القتال). وكتب موريس: 'كان من الواضح أن قادة لواء ألكسندروني أرادوا القرية خالية من سكانها، وأن بعض هؤلاء السكان على الأقل طُرد.' وجاء في بلاغ عسكري إسرائيلي، صدر في 23 أيار/ مايو 1948، وأوردته صحيفة 'نيويورك تايمز'، 'أن مئات من العرب وقعوا في أيدينا، فضلاً عن كميات كبيرة من الغنائم.' وقد أورد مراسل الصحيفة ادعاء الهاغاناه المستبعَد، وهو أن القرية كانت نقطة تهريب للمتطوعين المصريين القادمين إلى فلسطين بحراً .

غير أن معاناة السكان لم تنته بطردهم؛ فقد ذهب بعضهم إلى المثلث، بينما طُرد نحو 1200 شخص إلى قرية الفريديس المجاورة، والتي كانت سقطت من قبل. في أواخر أيار/ مايو، سأل وزير الدولة الإسرائيلي بيخور شيطريت، رئيس الحكومة دافيد بن - غوريون: هل يجب طرد سكان الطنطورة من الفريديس أيضاً؟ ويشير موريس إلى أن معظم السكان كان طُرد في الصيف من الأراضي التي تسيطر إسرائيل عليها، وأن 200 شخص تقريباً مكثوا في الفريديس، ومعظمهم من النساء والأطفال ممن لهم أقارب ذكور في قيد الاعتقال الإسرائيلي. وقد بات هؤلاء في العراء مفتقرين إلى الكسوة، استناداً إلى موريس الذي يذكر أن بعض المسؤولين الإسرائيليين قَلِقَ جرّاء ما يمكن أن يحدث لهؤلاء في الشتاء، غير أنه لم يذكر شيئاً أكثر من ذلك فيما يتعلق بمصيرهم .

في حزيران/ يونيو 1948، أنشأ المهاجرون الصهيونيون القادمون من الولايات المتحدة وبولندا كيبوتس نحشوليم على أراضي القرية، إلى الشمال الشرقي من موقعها. وفي سنة 1949، أنشأ المهاجرون الصهيونيون، القادمون من اليونان، مستعمرة دور شرقي الموقع .

لم يبق من القرية إلاّ مقام وقلعة وبئر قديمة وبضعة منازل. أحد المنازل الباقية (منزل آل اليحيى) بُني في سنة 1882، مثلما يتبين من نقش ظاهر عليه. وينتشر كثير من شجر النخيل وبعض نبات الصبّار في أنحاء الموقع، الذي تحول إلى متنزّه إسرائيلي يضم بعض المسابح.