مكان

الزيب

مكان
الزِيب
اللواء
الجليل
المحافظة
عكا
متوسط الارتفاع
25 م
المسافة من عكا
13.5 كم
تعداد السكان
السنة عرب المجموع
1931 * 1059
1944/45 ** 1910 1910
ملكية الأرض (1944/45) بالدونم
السنة عرب عام المجموع
1944/45 * 12438 169 12607
إستخدام الأرض (1944/45) بالدونم
الإستخدام عرب عام المجموع
المناطق غير صالحة للزراعة والمبنية (المجموع) *
الإستخدام عرب عام المجموع
غير صالحة للزراعة * 2990 169 3159
البناء ** 62 62
3052 169 3221 (26%)
مزروعة/صالحة للزراعة (المجموع) **
الإستخدام عرب المجموع
حبوب * 4425 4425
الأراضي المزروعة والمروية ** 1989 1989
الموز و الحمضيات *** 2972 2972
9444 9444 (75%)
عدد المنازل (1931)
251
*

كانت القرية تنهض على تل مقبّب الشكل، على ساحل البحر الأبيض المتوسط وإلى الشرق من الطريق العام الساحلي ومن خط سكة الحديد. وقد أُنشئت في موقع القرية بلدة كنعانية اسمها أكزيب ('المحتال')، سقطت في يد الآشوريين سنة 701 ق.م. وتدل الحفريات الأثرية على أن البلدة كانت موجودة قبل ذلك التاريخ بزمن طويل، أي في القرن الثامن عشر قبل الميلاد، وأنها أصبحت بحلول القرن العاشر قبل الميلاد بلدة مسوَّرة. وكان الرومان يسمونها إكدبّا (Ecdippa). أمّا الصليبيون فكانوا يسمونها كاسال (أي القلعة الصغيرة) لامبرتي (Casal Lambertie)، أو إمبرت (Imbert). وأمّا الرحالة ابن جبير، الذي زار المنطقة في 1182-1184، فيكتفي بالقول إنها قرية تقع بين عكا وصور . وفيما بعد، يصف الجغرافي ياقوت الحموي (توفي سنة 1229) الزيب بأنها قرية كبيرة على الساحل قرب عكا . في سنة 1596، كانت الزيب قرية في ناحية عكا (لواء صفد)، وكان عدد سكانها 875 نسمة. وكانت تدفع الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والمحاصيل الصيفية والفاكهة والقطن، بالإضافة إلى عناصر أُخرى من المستغَلات كالماعز وخلايا النحل والجواميس . وكان القاضي والعلاّمة المسلم، أبو علي الزيبي، من مواليدها في القرن الثامن عشر بعد الميلاد. وفي بداية القرن التاسع عشر، أشار الرحّالة الإنكليزي بكنغهام إلى أنها بلدة صغيرة بُنيت على تل قرب البحر، وفيها بضع شجرات نخيل ترتفع أكثر من منازلها .

في أواخر القرن التاسع عشر، كانت قرية الزيب مبنية بالحجارة على شاطئ البحر. أمّا سكانها، وعددهم نحو 400 نسمة من المسلمين، فكانوا يزرعون الزيتون والتين والتوت والرمان. وكان في القرية أيضاً مسجد صغير . وفي الأزمنة الأحدث عهداً، كان شكل الزيب مربعاً، ومنازلها متقاربة بعضها من بعض ومبنية بالحجارة والطين أو بالحجارة والأسمنت أو بالأسمنت المسلح. وكان في القرية مدرسة ابتدائية أسسها العثمانيون في سنة 1882، ومسجد، ومستوصف. وكان السكان يحترفون صيد الأسماك والزراعة، ولا سيما زراعة أشجار الفاكهة. في 1944/ 1945، كان ما مجموعه 2972 دونماً مخصصاً للحمضيات والموز، و4425 دونماً للحبوب، و1989 دونماً مروياً أو مستخدَماً للبساتين. وبين سنة 1927 وسنة 1945، كان المعدل السنوي لصيد الأسماك ينوف على 16 طناً. وكانت في القرية معصرتان تجرهما الحيوانات، ومعصرتان ميكانيكيتان. كما كان فيها موقع أثري يضم أُسس أبنية، وأرضيات غرف، وبركة، وقبوراً منحوتة بالصخر. وكان حول الزيب، فضلاً عن ذلك، ست خرب تقع ضمن دائرة شعاعُها 4 كلم تحيط بالقرية.

في 13-14 أيار/ مايو 1948، بدأ لواء كرملي التابع للهاغاناه اجتياحاً للقسم الشمالي الغربي من فلسطين. وكانت الزيب إحدى القرى الرئيسية التي كانت مستهدفة في الهجوم المعروف بعملية بن عمي. وجاء في الرواية الواردة في كتاب 'تاريخ الهاغاناه' ما يلي عن احتلالها: 'فرّ السكان... لدى ظهور القوات اليهودية وقررت قيادة الهاغاناه الاحتفاظ بها.' غير أن المؤرخ الإسرائيلي بِني موريس يناقض هذه الرواية، إذ يقول إن الهاغاناه كان لها 'حساب طويل' مع القرية (ويبدو أن هذا كان بسبب كونها مركزاً للمجاهدين)، وإن سكانها فرّوا في معظمهم خلال قصف مدفعي كان جزءاً من الهجوم على القرية. ويؤكد سكان القرية هذه الرواية، ويستعيدون إلى الذاكرة معركة تميزت بعنصر المباغتة. ولمّا قابل المؤرخ الفلسطيني نافذ نزال سكانها قالوا إنهم ظنوا، خطأ، في البدء أن القوات الصهيونية هي قوات عربية جاءت لنجدتهم، إذ كان أفرادها يعتمرون الكوفيات العربية البيض الملونة بالحمرة، وإن هذه القوات تغلبت على مجاهدي القرية وعددهم نحو 35 أو 40 رجلاً. أمّا من لم ينجح من السكان في الفرار خلال المعركة، فقد نُقلوا لاحقاً إلى قرية المزرعة التي أصبحت نقطة تجمع 'لمن تبقى' من العرب في الجليل الغربي. وقد أمر قائد الحملة موشيه كرمل بتدمير القرية تدميراً كلياً، وذلك لـ'معاقبة' السكان، وللتأكد من أنهم 'لن يتمكنوا أبداً من العودة إليها' .

في كانون الأول/ ديسمبر 1948، زار مدير دائرة الأراضي في الصندوق القومي اليهودي، يوسف فايتس، الزيب وأشار إلى أنها 'قد سُوِّيت بالأرض'، مضيفاً: 'أشك الآن في أنه كان من المستحسن تدميرها، ولعلنا كنا ثأرنا ثاراً أعظم لو أننا أسكنّا اليهود في منازل القرية .

أُنشئ كيبوتس باسم بيت هعرفاه على أنقاض القرية في 27 كانون الثاني/ يناير 1949، ثم أُعيدت تسميته لاحقاً كيبوتس غيشر هزيف . وقد تم توطين مهاجرين يهود من إنكلترا والولايات المتحدة وجنوب إفريقيا في غيشر هزيف، الذي يقع على أراضي القرية قريباً من موقعها. كما أُنشئت مستعمرة ساعر إلى الجنوب من القرية في سنة 1948. وثمة مستعمرة أُخرى قريبة، هي ليمان، تقع على أراض كانت تابعة لقرية البصة.

لم يبق من القرية سوى مسجدها الذي رُمِّم لأغراض سياحية، ومنزل مختارها حسين عطايا الذي أصبح الآن متحفاً. والمنزل كبير نسبياً، ومبني بالحجارة. أمّا المسجد الحجري، فله قبة وقنطرة مزخرفة كبيرة على واجهته الأمامية. وثمة ملحق جانبي يتكون من قنطرتين كبيرتين. وفي المتحف بعض شواهد القبور، على أحدها آية قرآنية واسم المتوفى أحمد الموسى وتاريخ الوفاة 14 أيلول/ سبتمبر 1938. وقد يُشاهَد بعض المخلفات الأثرية، بما في ذلك بقايا قناطر حجرية قرب المسجد. أمّا الموقع والأرض المجاورة فيُستخدمان منتزّهاً وموقعاً سياحياً.

t