سيرة

عادل جبر

سيرة

عادل جبر

1885, يافا
19 كانون الأول 1953, أريحا

ولد عادل جبر في مدينة يافا في عائلة امتهنت التجارة.

والده: عارف. والدته: زكية عبد الله الإمام. إخوته: فريد، زاهر، جميل وحلمي. أختاه: زهية، صفا. زوجته: منانة الصيداوي. ابناه: داود وعفيف. ابنته: زكية.

تلقى عادل جبر تعليمه الابتدائي في مدرسة الشيخ أحمد ساعاتي الأهلية في يافا، ثم التحق بالمدرسة الرشدية، وأكمل تعليمه الثانوي، في سنة 1905، في مدرسة الفرير الفرنسية في يافا.

سافر إلى إسطنبول للالتحاق بالمعهد التجاري الفرنسي، وبعد إتمام دراسته فيه، انتقل إلى سويسرا والتحق بجامعة جنيف، وكان يأتي إلى القدس في العطل الصيفية.

أصدر عادل جبر مع مارتين ألونزو (Martin Alonzo )  في مدينة يافا، عشية إعلان الدستور في سنة 1908، جريدة "الترقي" التي لم تستمر في الصدور سوى ستة أشهر، ويُعتقد أنها كانت الجريدة الأولى التي تصدر في يافا.

في سنة 1912، قدم إلى القدس سلطان مراكش مولاي عبد الحفيظ، الذي كان ينوي الحج إلى مكة بعد أن تنازل عن عرشه لأخيه، فاختار عادل جبر، الذي كان في أيام عطلته ويتقن اللغة الفرنسية، ليكون سكرتيره في رحلته إلى الحجاز. ولما انتهيا من مناسك الحج، طلب منه مولاي عبد الحفيظ أن يرافقه إلى المغرب وعرض عليه هناك أن يجعله في خدمته، ويوفر له قصراً ومالاً وفيراً، لكنه آثر العودة إلى فلسطين.

عاد عادل جبر إلى القدس بعد حصوله على درجة البكالوريويس في العلوم الاجتماعية والاقتصادية من جامعة جنيف، حيث عيّن مدرساً في المدرسة الدستورية، التي كان يديرها صديقه خليل السكاكيني والتي استمرت حتى أوائل الحرب العالمية الأولى، كما عُيّن مدرساً في الكلية الصلاحيَة، التي كان يديرها الشيخ عبد العزيز جاويش أحد رواد الإصلاح والنضال الوطني في مصر.

انضم عادل جبر في القدس إلى "جمعية الآداب" التي أنشأها داود الصيداوي، والتي صارت تنظم الحفلات الخطابية في البيوت والأندية، وتدعو إلى نبذ الطائفية، وتعزيز الأخوة الوطنية، ونشر التعليم الوطني وتحرير المرأة.

 بعد الاحتلال البريطاني لفلسطين، تولى عادل جبر لفترة قصيرة إدارة "دار المعلمين" الحكومية، كما عيّن، ما بين سنتَي 1918 و1921، مساعداً لمدير المعارف، وصار ينشر في تلك الفترة مقالات في جريدة "لسان العرب" اليومية التي كان يصدرها في القدس إبراهيم سليم النجار. وترجم عن اللغة الفرنسية فصلاً عن القومية للكاتب (الصهيوني) ماكس نوردو (Max Nordau)، ونشره تباعاً تحت عنوان "روح القومية" على صفحات "لسان الحال" في آذار/ مارس ونيسان/ أبريل 1922.

بعد استقالته من مديرية المعارف، عيّنه المجلس الإسلامي الأعلى، مديراً لدار الكتب في المسجد الاقصى، التي افتُتحت في سنة 1922، وكان له الفضل في تنظيمها على أحسن وجه، كما عُيّن في السنة نفسها أميناً للمتحف الإسلامي، ووضع بطلب من المجلس الإسلامي الأعلى كراساً للسياح في تاريخ الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل. وكان عادل جبر قد شارك في سنتي 1921 و1924 في مؤتمري الآثار القديمة اللذين عقدا في مدينة القاهرة.

شغل عادل جبر في سنة 1923 منصب أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية في معهد الحقوق الفلسطيني الذي أنشأته سلطات الانتداب البريطاني في القدس في تلك السنة، وكانت مدة الدراسة فيه ثلاث سنوات.

في سنة 1930 أنشأ عادل جبر في القدس جريدة "الحياة" اليومية، بالتعاون مع خير الدين الزركلي، وخالد الدزدار، لكنها لم تستمر أكثر من عامين. ثم اشترك مع فؤاد سابا في القدس، ما بين سنتَي 1935 و1937، في تحرير مجلة "الاقتصاديات العربية" الأسبوعية.

وما بين سنتَي 1939 و1945 كان عادل جبر عضواً في مجلس بلدية القدس، وعضواً في المجلس الاستشاري لدائرة الآثار، كما كان عضواً فخرياً في المعهد العلمي، وفي الجمعية الجغرافية وجمعية العلوم الانثروبولوجية في سويسرا.

بقي عادل جبر، خلال سنوات الحرب العالمية الثانية، في فلسطين، وصار يذيع محاضرات أدبيَة وعلميَة من دار الاذاعة الفلسطينيَة بالقدس، التي كان يدير قسمها العربي صديقه عجاج نويهض، كما راح يملأ مكتبة بيته، الواقع في مبنى حزبون في حي البقعة الفوقا، بنفائس الكتب، حتى غدا من أصحاب المكتبات الكبرى في القدس الغربية، إلى جانب خليل بيدس وخليل السكاكيني وعجاج نويهض، وهي المكتبات التي استولت عليها القوات الصهيونية بعد احتلالها المدينة.

خلال نكبة فلسطين في سنة 1948 أُرغم جبر على ترك منزله، والانتقال إلى مصر حيث دُعي إلى الانضمام إلى مجمع اللغة العربية في القاهرة، إلى جانب صديقه خليل السكاكيني. ثم قرر، في أواخر سنة 1950، المجيء إلى الأردن حيث استقر في عمّان وعُيّن عضواً في مجلس الأعيان الأردني.

بعد أصابته بالمرض، قرر عادل جبر الانتقال إلى مدينة أريحا، اتقاءّ لشتاء عمّان القارص البرودة، لكن الزمن لم يمهله طويلاً، وتوفي في 19 كانون الأول/ديسمبر 1953، ونعاه رئيس وزراء الأردن فوزي الملقي.

يُعتبر عادل جبر من صفوة رجال العلم والادب الفلسطينيَين في القرن العشرين، إذ كان مربياً كبيراً، وعالماً لغوياً، واقتصادياً متميّزاً، وقد تمتع بذاكرة لا تُبارى.

من آثاره:

"روح القومية لمكس نوردو". "لسان الحال" (سلسلة مقالات، آذار/ مارس ونيسان/ أبريل 1922). ترجمة لـ:

Max Nordau, “Nationalités”, in Paradoxes sociologiques. Paris: Félix Alcan, éditeur, 1897, pp. 134-165.

 

المصادر:

حمادة، محمد عمر. "موسوعة أعلام فلسطين". دمشق: دار قتيبة، 1985.

العقاد، أحمد خليل، سليم عاصم بك السعيد، محمد مصطفى بك الخالدي (إعداد). "من هو؟: رجالات فلسطين 1945- 1946. عمّان: مؤسسة التعاون،". ط 2، 1999.

العودات، يعقوب. "من أعلام الفكر والأدب في فلسطين". عمّان: د. ن.، 1976.

لوباني، حسين علي. "معجم أعلام فلسطين في العلوم والفنون والآداب". بيروت: مكتبة لبنان ناشرون، 2012.  

"الموسوعة الفلسطينية، القسم العام". المجلد الثالث. دمشق: هيئة الموسوعة الفلسطينية، 1984.

نويهض، عجاج. "رجال من فلسطين". بيروت: منشورات فلسطين المحتلة، 1981.

نويهض، عجاج. "رجال من فلسطين كما عرفتهم" (جمع وتصنيف بيان نويهض الحوت). بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2023.

Halaby, Mona Hajjar. “Out of the Public Eye: Adel Jabre’s Long Journey from Ottomanism to Binationalism.” Jerusalem Quarterly, no. 52 (Winter 2013), pp. 6–24.