جدول الأحداث الكلي

جدول الأحداث الكلي

Highlight
الفلسطينيون في الأردن، 1948-1967
تشكّل "الأردنيين من أصل فلسطيني"

عقب حرب فلسطين في سنة 1948، تشابكت الهياكل الجغرافية والسكانية في الأردن مع مثيلاتها الفلسطينية، ففي نيسان/ أبريل 1950 ضمّت المملكة الأردنية الهاشمية إليها رسمياً أقضية جنين ونابلس وطولكرم والقدس الشرقية والخليل ورام الله الفلسطينية (عُرفت في ما بعد باسم "الضفة الغربية "). وخلافاً للدول العربية الأخرى، منحت المملكة الجنسية الأردنية لسكان الضفة الغربية، الأصليين منهم واللاجئين إليها، وفقاً لـقانون الجنسية الأردنية لسنة 1954 ، الذي اعتَبر "أردنياً كل من كان يحمل الجنسية الفلسطينية من غير اليهود قبل تاريخ 15 أيار/ مايو 1948، ويقيم في المملكة الأردنية الهاشمية عند صدور هذا القانون".

وكان الأردن انتزع في أيار 1946 استقلاله من بريطانيا واعتمد مذذاك  تسمية "المملكة الأردنية الهاشمية" عوضاً عن "إمارة شرق الأردن ". ومع "توحيد" الضفة الغربية مع الضفة الشرقية ، ازدادت مساحة المملكة الأردنية الهاشمية بمقدار 5,640 كم2، أي ما لا يتعدى 1/16 من أراضي شرق الأردن، لكن التأثيرات الديموغرافية والسياسية للتوحيد كانت أكثر تأثيراً: فسنة 1949 كان عدد سكان الضفة الغربية 740 ألف نسمة، من بينهم 280 ألف لاجئ، وكان عدد سكان الضفة الشرقية 470 ألف نسمة، من بينهم 70 ألف لاجئ، وعليه فإن المملكة باتت وطناً لما يزيد عن 1.2 مليون نسمة، ثلثاهم من أصل فلسطيني (الأردنيون الفلسطينيون).

استمد توحيد الضفتين شرعيته من كسب ولاء الفلسطينيين السياسي على حساب التيار الوطني الذي ساد سابقاً في السياسة الفلسطينية، والذي كان يقوده مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني . وتم تحقيق التوحيد عبر نوع من "اتفاق شرف" أبرمه الملك عبد الله الأول مع وجهاء فلسطينيين موالين للهاشميين خلال سلسلة مؤتمرات، أهمها "مؤتمر أريحا " الذي انعقد في 1 كانون الأول/ ديسمبر 1948 وطلب -بحضور رؤساء عدة بلديات في الضفة الغربية- أن تضم المملكة الأردنية الهاشمية المناطق الفلسطينية التي كانت تديرها فعلياً.

اكتمل استيعاب الفلسطينيين في المملكة الأردنية الهاشمية بإدماجهم ضمن النظام السياسي للبلاد، ففي أعقاب الانتخابات العامة التي جرت في نيسان 1950 تم إنشاء البرلمان، الذي ضم 40 مقعداً مقسّمة بالتساوي بين النواب المنتخَبين في كل من الضفتين بصرف النظر عن أصلهم، كما تم تعيين 20 عضواً في مجلس الشيوخ اختارهم الملك: إثنا عشر من الضفة الشرقية وثمانية من الضفة الغربية. وفي كانون الثاني/ يناير 1952، أقرّ البرلمان دستوراً جديداً عزّز المساواة بين جميع الأردنيين أمام القانون، بصرف النظر عن عرقهم أو لغتهم أو دينهم. وتعزّزت عملية "الأردنة" من خلال سياسة "نزع" الهوية الفلسطينية، التي أكثر ما تمثلت في منع استخدام كلمة "فلسطين" في جميع الوثائق الرسمية، حيث كانت المناهج الدراسية الرسمية في الأردن تعزّز فكرة أن المملكة الأردنية الهاشمية الموحَّدة "وطن عربي صغير".

ومع ذلك، تم تعريف اللاجئين الفلسطينيين سياسياً منذ البداية بأشخاص يدّعون "حق العودة" إلى ديارهم، وهو الحق الذي اعترف به القرار رقم 194 الصادر عن الجمعية العمومية في الأمم المتحدة (كانون الأول 1948)، والذي نص على "وجوب السماح بالعودة في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقرّرون عدم العودة، وعن كل خسارة في هذه الممتلكات أو أي ضرر لحق بها...". وحتى منتصف الستينيات، ظلّ التعبير الأساسي عن فكرة "فلسطين" مرتبطاً بمبدأ "حق العودة"، الذي سرعان ما أصبح الشعار الجامع في أنحاء العالم العربي كافة، واضطرت الدول العربية، بما فيها الأردن، إلى تأييده علناً.

وفرض ذلك أيضاً تبنّي وجهة نظر اللاجئين الفلسطينيين في ما يخص الأونروا (وكالة تابعة للأمم المتحدة تأسست سنة 1949 في الأساس لتلبية احتياجات اللاجئين الفلسطينيين الفقراء، الذين كان معظمهم من الفلاحين والعمال غير المهرة، وتشجيع إدماجهم الاجتماعي- الاقتصادي في الاقتصادات المحلية)، التي سرعان ما تحولت عن صفتها الإنسانية البحت إلى رمز لالتزام المجتمع الدولي بحلّ قضية اللاجئين وفق مبادئ القرار 194.

وبسبب تسييس المهام الموكلة للأونروا تعززت خصوصية الأردنيين- الفلسطينيين، فقد حظيت شريحة من المجتمع الأردني بمصدرين لتحديد هويتها لا يخلوان من التعارض المحتمل، وهما: "الأردن دولة موقتة"، و"فلسطين الوطن الذي يُطمح بالعودة إليه"، وكان الالتباس الناجم عن ذلك أشد وضوحاً في أوساط لاجئي المخيمات (18 في المئة من اللاجئين)، فبكونهم اللاجئين الأشد عوزاً، باتوا يصوَّرون حراسَ ذاكرة "فلسطين الضائعة"، وحُماة الهوية الفلسطينية في المنفى، والأوصياء المطلَقين على "حق العودة". وعلى رغم حصولهم على الجنسية الأردنية الكاملة، فإن وضعهم الاجتماعي- الاقتصادي بصفتهم أشخاصاً محرومين بنيوياً، جعل مراقبين أردنيين يجرّدونهم من طابعهم الأردني- الفلسطيني لصالح طابع "فلسطيني" أو "لاجئ فلسطيني".

لم يشكّل الوضع السياسي "الهجين" للأردنيين- الفلسطينيين (بمن فيهم سكان الضفة الغربية) عائقاً أمام اندماجهم، كما لم يزعزع حقاً استقرار المملكة الأردنية الهاشمية، غير أن الوطنيين الفلسطينيين استاؤوا من ضم المملكة الأردنية الضفة الغربية ومنْحها الجنسية للاجئين ولسكان الضفة الغربية، وهو الأمر الذي أدانته أيضاً جامعة الدول العربية، ما انعكس اغتيالاً للملك عبد الله الأول في القدس سنة 1951. وأصبح هذا الاستياء لاحقاً جزءاً من موجة احتجاجات واسعة قامت بها أحزاب إسلامية ويسارية معارضة ضد سياسة المملكة الأردنية الموالية للغرب، ووصلت إلى حد محاولة الانقلاب على العرش سنة 1957، الأمر الذي أدى إلى فرض الأحكام العرفية.

وعلى الرغم من كل تلك التوترات، تم تحقيق الأهداف الرئيسية للمملكة الأردنية الهاشمية في ما خص سياسة الاستيعاب، وأحدها إشراك الفلسطينيين بشكل كامل في مشاريع التنمية في البلاد، وعلى وجه الخصوص في الضفة الشرقية، التي استفادت من الحجم الكبير للاستثمارات العامة في الخمسينيات والستينيات، وشهدت –كما تُظهر البيانات الديموغرافية- هجرة كبيرة لسكان الضفة الغربية نحوها، وبشكل أساسي نحو عمّان (بين سنتي 1950 و1961 قفزت نسبة المقيمين في الضفة الشرقية من 40% إلى 53%). ويُعتقد اليوم أن الأردنيين- الفلسطينيين يشكّلون أكثر من 80% من سكان عمّان.

في أعقاب حرب عام 1967 ، فقدت المملكة سيطرتها على الضفة الغربية، ونزح إلى الضفة الشرقية حوالى 380 ألف فلسطيني من الضفة الغربية (منهم 240 ألفاً من لاجئي عام 1948)، و40 ألفاً من سكان قطاع غزة . ومن جديد، قدّمت الأونروا والمؤسسات المضيفة المساعدات للنازحين الأكثر احتياجاً (منهم نسبة كبيرة من النازحين من غزة، الذين لم يتم منحهم الجنسية الأردنية)، في حين ساهم النازحون/ اللاجئون الآخرون، الذين كانوا معلّمين ورجال أعمال وتجاراً وموظفي خدمات مدنيّة، في عملية التنمية الاقتصادية والإدارية والسياسية في البلاد.

جدول الأحداث الكلي
E.g., 2025/01/04
E.g., 2025/01/04

الحكم العثماني

1500

1600

1700

1800

1810

1820

1830

1840

1850

1860

1870

1880

1890

1900

1901

1902

1903

1904

1905

1906

1907

1908

1909

1910

1911

1912

1913

1914

1915

1916

الاحتلال البريطاني وعهد الانتداب المبكر

1917

1918

1919

1920

1921

1922

1923

1924

1925

1926

1927

1928

1929

1930

1931

1932

1933

1934

1935

عهد الانتداب المتأخر

1936

1937

1938

1939

1940

1941

1942

1943

1944

1945

1946

حرب فلسطين والنكبة

1947

1948

1949

ارتدادات حرب فلسطين

1950

1951

1952

1953

1954

1955

1956

1957

1958

1959

1960

1961

1962

1963

1964

1965

صعود الحركة الوطنية الفلسطينية

1966

1967

1968

1969

1970

1971

1972

بعد حرب سنة 1973: سلام منفصل وحرب أهلية

1973

1974

1975

1976

1977

1978

1979

1980

1981

منظمة التحرير الفلسطينية: هزيمة، وانشقاقات، وبقاء

1982

1983

1984

1985

1986

الانتفاضة الأولى والمفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية

1987

1988

1989

1990

1991

1992

مسار أوسلو: نحو الفشل

1993

1994

1995

1996

1997

1998

1999

الانتفاضة الثانية وحقبة ما بعد عرفات

2000

2001

2002

2003

2004

2005

فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية والاعتداء عليه

2006

2007

2008

2009

2010

2011

2012

2013

2014

2015

2016

أمام مأزق يزداد استعصاء، فلسطين إلى أين؟

2017

2018

2019

2020