مكان

دالية الروحاء

مكان
داليَة الرَوْحاء
اللواء
حيفا
المحافظة
حيفا
متوسط الارتفاع
200 م
المسافة من حيفا
24.5 كم
تعداد السكان
السنة عرب يهود المجموع
1931 163
1944/45 * 280 320 600
ملكية الأرض (1944/45) بالدونم
السنة عرب يهود عام المجموع
1944/45 * 178 9614 216 10008
إستخدام الأرض (1944/45) بالدونم
الإستخدام عرب يهود عام المجموع
المناطق غير صالحة للزراعة والمبنية (المجموع) *
الإستخدام عرب يهود عام المجموع
غير صالحة للزراعة * 216 216
البناء ** 24 19 43
24 19 216 259 (3%)
مزروعة/صالحة للزراعة (المجموع) **
الإستخدام عرب يهود المجموع
حبوب * 56 9595 9651
الأراضي المزروعة والمروية ** 98 98
154 9595 9749 (97%)
عدد المنازل (1931)
46

كانت القرية تقع على تل صغير بين واديين قليلي العمق يمتدان من الشمال إلى الجنوب. وكانت طريق فرعية تربطها بالطريق العام، الذي ينحدر في اتجاه الجنوب الغربي نحو البحر الأبيض المتوسط، ويفضي في اتجاه الشمال الشرقي إلى مرج ابن عامر. وكانت المنطقة الممتدة من دالية الروحاء (أي دالية العنب زكية الرائحة) إلى قرية أم الفحم شرقاً، تسمى بلاد الروحاء (أي البلاد زكية الرائحة). وقد كتب المقريزي (توفي سنة 1441) يقول إن السلطان المملوكي قلاوون أقام في دالية الروحاء في سنة 1281م حين كان يحارب الصليبيين، وإن الجانبين وقّعا هدنة هناك . في أواخر القرن التاسع عشر، شاهد مؤلفو كتاب 'مسح فلسطين الغربية' (The Survey of Western Palestine) دالية الروحاء، وقالوا أنها تقع على الجانب الغربي من مجمع للمياه فيه نبع خيِّر إلى الجنوب. وكان سكانها، وعددهم 60 نسمة، يزرعون عشرة فدادين ( الفدان = 100 - 250 دونماً) .

كان للقرية شكل مستطيل يمتد من الشرق إلى الغرب؛ وكانت منازلها مبنية بالحجارة المتماسكة بالأسمنت أو بالطين، وكانت متقاربة بعضها من بعض. وكان سكان دالية الروحاء من المسلمين، ويعتاشون من الزراعة وتربية الحيوانات، ويتزودون المياه من الينابيع الكثيرة المجاورة. في 1944/ 1945، كان ما مجموعه 56 دونماً مخصصاً للحبوب، و98 دونماً مروياً أو مستخدَماً للبساتين. وكان ثمة خربة إلى الشمال الغربي من القرية.

طُرد سكان دالية الروحاء منذ زمن مبكر، في شباط/ فبراير 1948؛ وذلك استناداً إلى المؤرخ الإسرائيلي بِني موريس، الذي يقول إن بعض المنظمات الصهيونية كان اشترى أراضي القرية قبل سنة 1948، وإن سكانها كانوا يعيشون فيها بصفة مزارعين مستأجرين. في أوائل سنة 1948، بدأ نقاش في الأوساط الصهيونية بشأن العمل الذي يجب القيام به إزاء مثل هذه المجتمعات. وقد اجتمع يوسف فايتس، أحد مديري الصندوق القومي اليهودي، إلى مسؤولي الصندوق في كانون الثاني/ يناير 1948 لتقرير مصير دالية الروحاء ومصير قرية أُخرى. وفيما بعد، كتب فايتس في مفكرته: 'ألم يحن الوقت للتخلص منهم؟ لماذا نستمر في الإبقاء على هذه الأشواك بين ظهرانينا، بينما يمثل هؤلاء خطراً بالنسبة إلينا؟ إن جماعتنا تتدارس الحلول الآن.' ويذكر موريس أن فايتس استخدم، في الشهر اللاحق (شباط/ فبراير)، علاقاته بوحدات الهاغاناه المحلية وبضباط استخبارات الهاغاناه، لطرد المستأجرين من قرى عدة، ضمنها دالية الروحاء .

ومع أن سكان القرية ربما كانوا طُردوا في شباط/ فبراير، فإن نبأً أوردته صحيفة 'نيويورك تايمز' أفاد أن القرية ذاتها احتُلت فعلاً في 14 نيسان/ أبريل. وقد حدث ذلك في أثناء المعركة التي دارت حول مستعمرة مشمار هعيمك (أنظر أبو شوشة، قضاء حيفا)؛ وبذلك بلغ عدد القرى التي احتُلّت في قوس يلتف جنوبي تلك المستعمرة، عشر قرى. وثمة ما يؤكد هذا الاحتلال بصورة غير مباشرة، في كتاب موريس ذاته؛ فهو يذكر أن مسؤول الصندوق القومي اليهودي فايتس اجتمع، في الشهر ذاته، إلى كبار قادة الهاغاناه، الذين وعدوه بإعداد ما يلزم من العدة والرجال لإقامة مستعمرة في موقع القرية. ومع ذلك، فإن القرية كانت دُمّرت قبل إنشاء أية مستعمرة. وفي أواسط حزيران/ يونيو 1948، كتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بن - غوريون، في مفكرته أن تدمير القرية كان شاملاً، مستنداً بلا شك تقريباً إلى تقرير عن تطور الوضع وصله من فايتس .

يقول بِني موريس إن الصندوق القومي اليهودي أنشأ مستعمرة رَموت مِنَشِيه على أراضي القرية، بعد نحو خمسة أشهر من طرد سكانها، وبعد نحو ثلاثة أشهر ونصف شهر من احتلالها، وذلك في 31 تموز/ يوليو 1948. وتقع هذه المستعمرة بين دالية الروحاء وقرية صبّارين المجاورة . غير أن رموت منشيه لا تقع على أراضي دالية الروحاء، وإنما على أراض كانت تابعة لقرية صبّارين. أمّا مستعمرة داليا، التي أُنشئت في سنة 1939، فهي إلى الجنوب من موقع القرية، على أرض كانت أصلاً تابعة للقرية.

تشاهَد الحجارة من أنقاض المنازل مغطاة بالتراب والأعشاب والشجيرات الشائكة. وثمة آجام من الصبّار تغطي أنحاء كثيرة من الموقع. وهناك عدد قليل من أشجار الزيتون والتوت والحور مبعثر في أرجاء الموقع، وتشاهَد في طرفه الجنوبي شجرة كينا كبيرة. وعلى بعد بضعة أمتار إلى الشمال من تلك الشجرة، ثمة حجارة مبعثرة بين نباتات الصبّار؛ وهذا في أرجح الظن ما تبقى من مقبرة القرية. ويوجد في الوادي، عند الطرف الجنوبي من الموقع، حيطان منزل ذي أرضية حجرية.