السنة | عرب | المجموع |
---|---|---|
1931 | 391 | 392 |
1944/45 | 760 | 760 |
السنة | عرب | عام | المجموع |
---|---|---|---|
1944/45 | 7935 | 607 | 8542 |
الإستخدام | عرب | عام | المجموع | ||||||||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
|
95 | 591 | 686 (8%) | ||||||||||||||||
|
7840 | 16 | 7856 (92%) |
كانت القرية تقوم على تل من الحجر الرملي، قرب شاطئ البحر الأبيض المتوسط. وكان يقع إلى الجنوب منها قنوات الكابري الأثرية، التي تمرّ بوادي المجنونة وتل الزهور؛ وسُمِّي الأخير بهذا الاسم بسبب الزهور البرية الكثيفة التي كانت تغطيه. وكان التل بمثابة منطقة تنزُّه واستجمام لسكان عكا والقرى المجاورة. وكانت إحدى قنوات الكابري تمر إلى الغرب من القرية في طريقها إلى عكا. أمّا القرية، فكانت ترتبط بعكا وبرأس الناقورة (ومن ثم ببيروت) من خلال الطريق العام الساحلي. وربما كان اسم السميرية 'كاتاسير' في العهد الكنعاني؛ وربما اكتسبت اسمها فيما بعد من السامريين، وهم فرقة يهودية أُمرت بالخروج من منطقة عكا في القرن الثامن عشر، فانتقلت إلى نابلس حيث ما زال أتباعها يعيشون . وكان الصليبيون يعرفونها باسم سوميليريا (Someleria).
في أواخر القرن التاسع عشر، كانت السميرية تقع في سهل تحيط أشجار الزيتون والتين به. وكان عدد سكانها يُقدر بـ200-400 نسمة . وكان الكثير من منازلها مبنياً بالحجر الرملي، غير أن القليل منها كان مبنياً بالطوب. وكان سكانها جميعهم من المسلمين، ولهم فيها مسجد. كما كان فيها مدرسة أُسست في سنة 1943، كانت تضم ستين تلميذاً تقريباً. وكان بعض سكان القرية يعمل في مقالع الحجارة التابعة للقرية، غير أن معظم السكان كان يعمل في الزراعة فيستنبتون الحمضيات والخيار والبطيخ والقمح والسمسم وغيرها من المحاصيل. في 1944/ 1945، كان ما مجموعه 632 دونماً مخصصاً للحمضيات والموز، و6854 دونماً للحبوب، و354 دونماً مروياً أو مستخدَماً للبساتين. وكان في القرية موقعان أثريان: أحدهما (تل السميرية) يحوي حجارة منحوتة وأرضية من الفسيفساء وقبوراً وأعمدة وتيجان أعمدة حجرية؛ والآخر (أبو عتبة) يحوي مقاماً إسلامياً وبعض قطع السيراميك.
احتُلَّت القرية صباح 14 أيار/ مايو 1948، عندما هاجمها لواء كرملي من جهتي الشمال الغربي والجنوب. وحدث ذلك خلال عملية بن عمي. وكتب المؤرخ الإسرائيلي بِني موريس يقول إن ذلك تم 'مع الإبقاء على الجانب الشرقي من القرية مفتوحاً للسماح للعرب بالهرب؛ وهذا ما حدث بعد أن قصفت الوحدات المهاجمة الموقع وتقدمت نحوه.' غير أن المؤرخ الفلسطيني عارف العارف يقول إن القرية سقطت بعد قتال ضار استشهد جرّاءه جميع شبان القرية بعد نفاد ذخيرتهم. أمّا كتاب 'تاريخ الهاغاناه' فيذكر، فقط، أن القوات نزلت من البحر في نقطة قريبة من القرية، وتقدمت لاحتلالها .
أمّا شهود العيان، فإنهم يزودونا تفصيلات تختلف نوعاً ما عما جاء في الروايات أعلاه؛ فقد كان مجاهدو القرية، وعددهم 35 تقريباً، يدافعون عن القرية إذ باغتتهم وحدة مدرعة تقدمت من الجنوب. وقال أحد سكان القرية إن أحد الرجال بدأ إطلاق النار في الهواء ابتهاجاً، ظناً منه أنها وحدة تابعة لجيش الإنقاذ العربي، لكن النار أُطلقت عليه فاستشهد في الحال. وكان تم إجلاء معظم النساء والأطفال إلى عكا والقرى المجاورة، غير أن الرجال حاولوا صدّ الهجوم من الشمال الغربي قبل انسحابهم، 'تاركين وراءهم الكثيرين من القتلى والجرحى.' وعاد البعض لاحقاً لدفن القتلى، فلم يسترجع إلاّ جثة شهيد واحد كانت في الجزء الجنوبي من القرية. وقال أحد الذين عادوا إلى القرية لفترة قصيرة، إن 'القرية كانت في معظمها مدمَّرة.' وهذه الشهادة تؤكدها صورة فوتوغرافية نُشرت في صحيفة 'نيويورك تايمز' بعد أقل من أسبوعين على احتلالها، وتبيّن الدمار الواسع الذي ألحقته 'فرق النسف اليهودية' بالقرية. وهذه الصورة التقطتها وكالة إسوشييتد برس؛ وجاء في التعليق الوارد عليها أن القرية كان 'يستخدمها العرب مركزاً للقنص على الطريق العام المار من الشمال إلى الجنوب' .
في حزيران/ يونيو 1948، كان الصندوق القومي اليهودي قد شرع في هدم السميرية كلياً، بعد الحصول على الإذن في القيام بذلك من رئيس الحكومة دافيد بن - غوريون. وبعد ذلك التاريخ بسبعة أشهر، في 27 كانون الثاني/ يناير 1949، أُنشئ كيبوتس على أنقاض القرية يُعرف باسم لوحمي هغيتأوت، أي 'حُماة الغيتو' . ويقع هذا الكيبوتس، ومستعمرة شمرات التي أُسست في سنة 1948، وعلى أراضي القرية.
أمّا مستعمرتا شفي تسيون، ورغبا، فهما قريبتان من التخوم الشمالية لأراضي السميرية، وتقعان على أراض تابعة لقرية المزرعة العربية التي ما زالت قائمة. وقد أُسست شفي تسيون في سنة 1936 كقلعة مسلحة فيها برج للمراقبة. ثم أُنشئ حي سكني يُسمى شخونات حوف بالقرب منها، ودُمج فيها سنة 1949 أمّا رغبا، التي أُنشئت في سنة 1946، فتقع بالقرب من موقع القرية.
لم يبق من السميرية اليوم سوى حُجرة واحدة من مسجدها، وأجزاء من أحد الأبنية، وبعض الحيطان والقناطر من المنازل المتداعية، وبعض الأضرحة. أمّا الجزء المتبقي من المسجد، فهو بناء حجري مربع، له سقف مسطح يقوم على بعض العوارض والألواح الخشبية، وله باب مقوَّس مقفل الآن. وتغطي معظم الموقع غابة من شجر الكينا، بالإضافة إلى أعشاب وأشجار بريّة. وثمة زريبة للأبقار في الجزء الشمالي من الموقع. أمّا الأراضي المجاورة فيقوم سكان مستعمرة رغبا بزراعتها.