مكان

بيت دراس

مكان
بَيْت دَرَاس
اللواء
غزة
المحافظة
غزة
متوسط الارتفاع
50 م
المسافة من غزة
32 كم
تعداد السكان
السنة عرب المجموع
1931 1804
1944/45 2750 2750
ملكية الأرض (1944/45) بالدونم
السنة عرب عام المجموع
1944/45 15896 461 16357
إستخدام الأرض (1944/45) بالدونم
الإستخدام عرب عام المجموع
المناطق غير صالحة للزراعة والمبنية (المجموع)
الإستخدام عرب عام المجموع
غير صالحة للزراعة 68 459 527
البناء 88 88
156 459 615 (4%)
مزروعة/صالحة للزراعة (المجموع)
الإستخدام عرب عام المجموع
حبوب 14436 2 14438
الأراضي المزروعة والمروية 472 472
الموز و الحمضيات 832 832
15740 2 15742 (96%)
عدد المنازل (1931)
401

كانت القرية تنتشر على رقعة مستوية من الأرض ترتفع بالتدريج إلى الغرب والجنوب الغربي لتصبح تلاً. وكانت شبكة من الطرق غير المعبَّدة تربطها بالقرى المجاورة، مثل إسدود (على الطريق العام الساحلي) وجولس؛ وهذا ما ساهم في جعلها مركزاً ريفياً. وقد بنى الصليبيون حصناً على التل المشرف على القرية. أمّا المماليك (1205-1517)، فجعلوا من بيت دراس إحدى محطات البريد بين غزة ودمشق، وبنوا فيها خاناً. وفي سنة 1596، كانت بيت دراس قرية في ناحية غزة (لواء غزة)، وفيها 319 نسمة. وكانت تدفع الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير، بالإضافة إلى عناصر أُخرى من الإنتاج والمستغَلات كالماعز وخلايا النحل وكروم العنب .

في أواخر القرن التاسع عشر، كانت قرية بيت دراس محاطة بالحدائق وبساتين الزيتون، وببركة تقع إلى الشمال منها . وكانت منازلها مبنية بالطوب. وفي الأزمنة الحديثة، بدأت القرية بالتوسع إلى الجنوب الغربي، في موازاة الطريق إلى جولس. وكان فيها مسجدان ومدرسة ابتدائية (أُقيمت في سنة 1921)، وكان يؤمها 234 تلميذاً في أواسط الأربعينات. وقد عملت أراضي القرية المستوية ومياهها الغزيرة على جعل الجزء الأكبر من أراضيها قابلاً للزراعة، وكان سكانها يعملون غالباً في الزراعة البعلية، فيزرعون الحبوب والفاكهة (والحمضيات خاصة) والخضروات. في 1944/ 1945، كان ما مجموعه 832 دونماً مخصصاً للحمضيات والموز، و14436 دونماً للحبوب، و472 دونماً مروياً أو مستخدَماً للبساتين. وكان السكان يربون الدجاج أيضاً، ويعمل البعض منهم في الصناعة والتجارة. وكان فيها موقع أثري يضم بعض الأُسس الحجرية، وبعض الغرف المعقودة السقوف.

هاجمت القوات الصهيونية بيت دراس أول مرة في الأسابيع الأولى من الحرب. ووصف قائد المجاهدين العرب في المنطقة هذا الهجوم بأنه تمثّل في قصف عشوائي من مدافع الهاون في 27-28 آذار/ مارس 1948. وقال القائد طارق الإفريقي إن الهجوم أوقع تسعة ضحايا من سكان القرية، وكلهم من غير المقاتلين، كما تسبب بإشعال حريق أتى على المحاصيل الزراعية والحيوانات الداجنة. وفي وقت مبكر من ذلك النهار، كان جرى اشتباك في المنطقة بين المجاهدين وقافلة يهودية. ثم وقع اشتباك قصير آخر حول القرية بعد الهجوم اليهودي بيومين، أي في 29 آذار/ مارس .

واستناداً إلى المؤرخ الإسرائيلي بِني موريس، فإن لواء غفعاتي عمد إلى قصف بيت دراس بالمدفعية قبل شن هجوم بري عليها أدى إلى احتلالها في 10 أيار/ مايو 1948. وقد حدث الهجوم عند بداية عملية براك. ويقول موريس إن السكان فرّوا خلال الهجوم، وإن منازلهم نُسفت في أثناء 'تطهير' جبهة غفعاتي الجنوبية قبل 15 أيار/ مايو، وذلك بموجب خطة 'دالت'. وجاء في الروايات المصرية أن القوات الإسرائيلية لم تحتل القرية إلاّ بعد زمن قليل من بدء الهدنة الأولى في 11 حزيران/ يونيو.

وجاء في مذكرات ضابط الأركان في الكتيبة السادسة المصرية، جمال عبد الناصر (الذي أصبح لاحقاً رئيساً للجمهورية المصرية)، أن القوات الإسرائيلية انتهزت الهدنة "فرصةً لتعزيز" قوتها في تلك المنطقة، فاحتل بيت دراس. وكان في نية القوات العربية أن تستعيد بيت دراس بعد انتهاء الهدنة في 9 تموز/ يوليو، غير أنها أخفقت جراء 'سخرية القدر'، بحسب قول عبد الناصر. وكانت الخطة تقتضي أن تقوم قوة سودانية بهجوم ليلي لاحتلال القرية، وأن تطلق من ثم إشارة من الضوء الأخضر دلالة على النجاح، فتتقدم حينئذ الكتيبة السابعة المصرية لتعزيز النصر. أمّا في حال الفشل فكان من المفترض إطلاق إشارة من الضوء الأحمر، وكان على القوة السودانية عندها أن تنسحب للسماح للمدفعية بالتدخل. وقد احتلال القوات السودانية بيت دراس فعلاً، غير أن الجندي الموكل بالمهمة ارتكب خطأ فأطلق إشارة الضوء الأحمر بدلاً من إشارة الضوء الأخضر؛ وهكذا بدأت المدفعية المصرية قصف المنطقة، مرغمة السودانيين على الانسحاب من المواقع التي كانوا احتلوها في القرية .

في سنة 1950 أُقيمت ثلاث مستعمرات على أراضي القرية هي: عزريكام، وإمونيم، وغفعاتي. وفيما بعد، في الخمسينات، أُقيمت مزرعة باسم زموروت في موقع خربة عودة، التي كانت أيضاً على أراضي القرية .

لم يبق من أبنية القرية سوى أساس منزل وحيد، وبعض الحطام المتناثر. وتغطي النباتات البرية، وبينها الصبّار وأشجار الكينا، الموقع. ولا يزال أحد الشوارع القديمة، على الأقل، ماثلاً للعيان. أمّا الأراضي المجاورة فيزرعها سكان المستعمرات المجاورة.

t