مكان

كرتيا

مكان
كَرَتِيّا
اللواء
غزة
المحافظة
غزة
متوسط الارتفاع
100 م
المسافة من غزة
29 كم
تعداد السكان
السنة عرب المجموع
1931 932
1944/45 1370 1370
ملكية الأرض (1944/45) بالدونم
السنة عرب عام المجموع
1944/45 13346 363 13709
إستخدام الأرض (1944/45) بالدونم
الإستخدام عرب عام المجموع
المناطق غير صالحة للزراعة والمبنية (المجموع)
الإستخدام عرب عام المجموع
غير صالحة للزراعة 49 363 412
البناء 48 48
97 363 460 (3%)
مزروعة/صالحة للزراعة (المجموع)
الإستخدام عرب المجموع
حبوب 12928 12928
الأراضي المزروعة والمروية 321 321
13249 13249 (97%)
عدد المنازل (1931)
229

كانت القرية تقع في رقعة مستوية من الأرض في المنطقة الساحلية. وكان وادي المفرِد، الذي ينحدر من الفالوجة شرقاً، يجتاز طرفي القرية الجنوبي والغربي. في القرن الثاني عشر للميلاد بنى الصليبيون في القرية قلعة، غالاتي (Galatie)، غنمها منهم لاحقاً السلطان صلاح الدين الأيوبي. وقد أتى الجغرافي العربي ياقوت الحموي (توفي سنة 1229) إلى ذكرها تحت اسم قراتيا في جوار بيت جبرين، وقال إنها من قرى القدس . في سنة 1299، نصب السلطان المملوكي قلاوون معسكره فيها لدى سيره لقتال المغول . وفي سنة 1596، كانت كرتيا قرية في ناحية غزة (لواء غزة)، وفيها 253 نسمة. وكانت تدفع الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والفاكهة، بالإضافة إلى عناصر أُخرى من الإنتاج والمستغَلات كالماعز وخلايا النحل وكروم العنب .

في أواخر القرن التاسع عشر، كانت كرتيا تقع في سهل فسيح. وكان ثمة برج خَرِب ينتصب على تل خارج القرية مباشرة . وكان سكان كرتيا، في العصور الحديثة، من المسلمين. كما كانت منازلها مبنية بالطوب، وامتد البناء فقيها في موازاة طريق الفالوجة – المجدل العام، الذي كان يمر إلى الشمال من القرية. وكانت كرتيا تعتمد على بلدة الفالوجة المجاورة في تلبية معظم حاجاتها الطبية والتجارية والإدارية. وكان في القرية مسجد ومدرسة ابتدائية أُقيمت في سنة 1922، وكان فيها 128 تلميذاً في أواسط الأربعينات. وكانت مياه الاستعمال المنزلي تُستمد من بئرين حُفرتا داخل القرية. وكانت الزراعة البعلية عماد اقتصاد سكان القرية. أمّا أهم محاصيلهم فكانت الحبوب وثمار نبات الصبّار. في 1944/ 1945، كان ما مجموعه 12928 دونماً مخصصاً للحبوب، و321 دونماً مروياً أو مستخدَماً للبساتين. وكانت أشجار الفاكهة مغروسة في مساحة صغيرة من الأرض، وذلك عشية سنة 1948. وكان في كرتيا طاحونة للحبوب، كما كانت القرية تضم بعض الخرب التي تعود في تاريخها إلى عصري المماليك والصليبيين.

نفذ لواء غفعاتي عمليتين على الجبهة الجنوبية، في المنطقة المحيطة بالقرية، خلال الأيام العشرة بين هدنتي الحرب. وفي العملية الثانية، حاول هذا اللواء ربط رقعة سيطرته بتلك التي تسيطر القوات الصهيونية عليها في النقب. وعلى الرغم من عجزه عن تحقيق هذا الهدف، فقد نجح في احتلال المزيد من الأراضي في منطقة غزة، وتسبّب بتشريد سكان الكثير من القرى الفلسطينية. وكانت كرتيا بين هذه القرى، فقد تم احتلالها ليل 17-18 تموز/ يوليو 1948، قبل أن تدخل الهدنة الثانية حيز التنفيذ مباشرة؛ وذلك استناداً إلى 'تاريخ حرب الاستقلال'. وكانت الوحدات المشاركة تابعة للكتيبة الثالثة في لواء غفعاتي، ولكتيبة المغاوير التاسعة في اللواء المدرع؛ وهذه الوحدات الأخيرة هي التي 'اقتحمت' القرية واحتلتها. وقد نشب، فيما بعد، قتال ضار مع القوات المصرية التي وصلت إلى مشارف القرية. وبينما كانت دبابتان مصريتان على وشك اختراق الدفاعات الإسرائيلية من الجنوب، جابهتهما وحدة مزوّدة بأسلحة مضادة للدبابات 'وغيّرت... سير المعركة'، كما جاء في رواية الهاغاناه. وكانت هذه الوحدة احتمت وراء سياج من الصبّار، وأصابت إحدى الدبابتين إصابة مباشرة فأوقفت بذلك التقدم المصري. وفي الساعة السابعة من مساء اليوم ذاته، دخلت الهدنة الثانية حيز التنفيذ .

كتب مراسل صحيفة 'نيويورك تايمز' يقول إن سقوط كرتيا 'زاد في عزلة المصريين الذين أصبحوا في موقع مكشوف حين تم وقف إطلاق النار.' غير أن هذا النجاح الإسرائيلي لم يؤد إلى تحقيق الرغبة الإسرائيلية في الاتصال بالنقب، لأن القوات المصرية احتلت مواقع أُخرى خارج القرية مباشرة لسد الطريق نحو الجنوب. وقامت وحدات من لواء عوديد، كانت أُرسلت إلى الجنوب وكان مركزها كرتيا، بمحاولة باءت بالفشل للاستيلاء على هذه المواقع في النصف الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر. وهذه المواقع هي التي أصبحت تُعرَف بـ'جيب الفالوجة' الذي استولت إسرائيل عليه، فيما بعد، بمقتضى اتفاقية الهدنة .

ثمة ثلاث مستعمرات إسرائيلية على أراضي القرية هي: كومميوت التي أُسست في سنة 1950، رفاحا التي أُقيمت في سنة 1953 بالقرب من موقع القرية؛ نهورا التي أُقيمت في سنة 1956 على جزء من أراضي القرية، وعلى جزء آخر من أراضي الفالوجة.

ينتشر الركام في الموقع، ويمكن رؤية مقبرة خربة (تختفي جزئياً بين أشجار الكينا). وتمر طريق زراعية عبر الموقع. ويزرع الإسرائيليون الحبوب والفِصْفِصَة في الموقع، وفي الأراضي المجاورة.