يحلّ الملك عبد الله مجلس النواب الحالي، في 1 كانون الثاني/ يناير، من أجل السماح بإجراء انتخابات برلمانية تضمّ نواباً من الضفة الغربية. وستجري الانتخابات الجديدة في 11 نيسان/ أبريل.
تحوّل الصراع العربي الإسرائيلي بين السنتين 1950 و1966، من نزاع بين اليهود الإسرائيليين والفلسطينيين العرب، إلى صراع إقليمي غدا في عدد من نواحيه جزءاً من الصراع الدولي. ورسّخت إسرائيل مكانتها واقعاً على الساحة الدولية، وعززت النظام الصهيوني الذي كانت أنشأته داخل حدودها بعد سنة 1948.
وبقيت أصداء هزيمة فلسطين تتردد في أنحاء العالم العربي كافة، ما تسبب بسقوط عدد من الأنظمة المدنية القائمة واستبدالها بأخرى يقف على رأسها عسكريون كانوا شعروا بلسعة هزيمة 1948. وفي هذه الأثناء، بدأ الفلسطينيون أنفسهم البحث عن وسائل تخوّلهم لعب دور فاعل في التغلب على الهزيمة.
بعد أن فشلت لجنة الأمم المتحدة للتوفيق بشأن فلسطين
(UNCCP) خلال
وقامت الدولة الجديدة على 20,330 كلم2 من أرض فلسطين التاريخية، التي دمّرت إسرائيل فيها خلال السنوات الثلاث الأولى من قيامها، أكثر من أربعمئة قرية فلسطينية مهجورة، بهدف بناء مدن جديدة للمهاجرين اليهود ومنع اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى بيوتهم، وصادرت ملايين الدونمات من الأراضي التي هجرها مَن سمّتهم "الغائبين"، وفقاً لـ"قانون أملاك الغائبين لسنة 1950
"، كما باعت الدولة قسماً كبيراً من هذه الأراضي إلى
كان للهزيمة تأثير هائل على العالم العربي، الذي كان يترنّح بسبب تحوُّل النصر الموعود ضد الإسرائيليين خسارة فادحة، فتبعت هذا الواقع نتائج سياسية فورية، ففي سوريا أدت خيبة الأمل حيال القيادة المدنية للبلاد، إلى استيلاء ضباط في الجيش السوري على الحكم عبر ثلاثة انقلابات مختلفة ابتداء من أواخر آذار/مارس 1949. وفي مصر ، استولى ضباط في الجيش بقيادة العقيد جمال عبد الناصر على الحكم في تموز/ يوليو 1952، وألغوا النظام الملكي. وبعد أن ضمّ الأردن الضفة الغربية في نيسان 1950، اغتال فلسطيني في القدس الملك عبد الله ، في تموز/ يوليو 1951، كما اجتاح حماسٌ عقائدي مسعور الشرق الأوسط العربي، فتنافست في بلدانه عقائد "القومية العربية" و"القومية السورية" و"الشيوعية" و"الاشتراكية" و "الإسلام السياسي"... على النفوذ في صفوف الجماهير.
وفي غياب معاهدات سلام رسمية، بقيت إسرائيل عمليّاً في حالة حرب مع أعدائها العرب عقب اتفاقيات الهدنة المعقودة في سنة 1949، وعملت هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة
بين إسرائيل ودول المواجهة العربية على تفادي تصعيد الحوادث على الحدود، وأعلنت
وعلى الرغم من السماح لبعض اللاجئين بالعودة إلى فلسطين، في ظل برامج جمع شمل الأسر، إلا أن إسرائيل رفضت إعادة الجزء الأكبر من اللاجئين الفلسطينيين رفضاً قاطعاً. ومع أن بعض اللاجئين استطاع التسلل إلى فلسطين عبر الحدود وخطوط وقف إطلاق النار، إلا أن كثيراً من الذين حاولوا العودة قتلتهم القوات الإسرائيلية إثناء محاولتهم دخول فلسطين خلسة.
من جهة أخرى، تابعت لجنة الأمم المتحدة للتوفيق بشأن فلسطين، جهودها لترتيب تسوية سلام نهائية بين أطراف النزاع العرب والإسرائيليين، فعقدت لهذه الغاية عقب مؤتمر لوزان الفاشل (في سنة 1949)، مؤتمراً آخر في
وفي الخمسينيات، تحول الصراع العربي الإسرائيلي بصورة متسارعة، ميداناً للحرب الباردة بين
كان تأميم مصر
وعادت إسرائيل ودول المواجهة العربية في أعقاب حرب السويس إلى فترة هدوء نسبي قامت مصر باستغلاله في بناء جيشها بأسلحة سوفييتية إضافية، وبدأت إسرائيل برنامجاً سرّياً للغاية يهدف إلى إنتاج أسلحة نووية في المفاعل النووي الذي بنته في ديمونا بمساعدة فرنسية.
لكن التوترات عادت إلى التصاعد مجدّداً في سنة 1964، حين باشرت إسرائيل ضخ المياه من
إلّا أن هذه القوات لم تستطع العمل على الأرض سوى كقوات مساعِدة لجيوش البلاد المضيفة، بدل أن تكون قوات مستقلة تحت سيطرة منظمة التحرير الفلسطينية، ما أشعر الفلسطينيين بالإحباط، إضافة إلى عدم قدرة الدول العربية على تحرير فلسطين، فكان أن شكَّل فريق من الناشطين الفلسطينيين في الكويت منظمة ثورية سرية باسم "فتح " في سنة 1959 كان من ضمن قادتها ياسر عرفات (أبو عمّار) وخليل الوزير (أبو جهاد) وصلاح خلف (أبو إياد) وخالد الحسن (أبو السعيد)، وأعلنوا بعد أن نفد صبرهم من الدول العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية، أنّهم سيقومون بتحرير وطنهم بأنفسهم من خلال الكفاح المسلح. وفي أول كانون الثاني/ يناير 1965، أعلنت "فتح" أن قواتها العسكرية الملقبة بـ"العاصفة "، نفذت أول هجوم مسلح داخل الأراضي الإسرائيلية. ولم تمض سنوات قليلة حتى وجدت هذه الثلة القليلة من اللاجئين الفلسطينيين نفسها على رأس حركة وطنية فلسطينية تفرض وجودها على الساحة العربية والدولية.