يعقد المجلس الوطني الفلسطيني
دورته الخامسة بعد سيطرة المنظمات الفدائية على منظمة التحرير الفلسطينية
، وينتخب ياسر عرفات
، الناطق الرسمي باسم حركة "فتح
"، رئيساً لـ
بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجَّلين في
تقييم وضع اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية ليس بالأمر اليسير، فمنذ سنة 1949 تم منحهم الوضع القانوني ذاته لسكان الضفة الأصليين، وقد تغيرت تطلعاتهم السياسية والاجتماعية- الاقتصادية وفقاً لحقوق مكتسبة محددة، ولتطور الصراع العربي- الإسرائيلي.
الوضع القانوني والسياسي للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية (في الخمسينيات والستينيات)
عام 1949، تم منح الجنسية الأردنية إلى 280 ألف لاجئ فلسطيني من سكان الضفة الغربية التي كانت حينها تحت حكم
انصبّ نشاط اللاجئين على الحفاظ على حق العودة كما حدّده القرار 194، واستمروا بالعمل دون انقطاع على مستويين: مستوى المجتمع المحلي، من خلال ذاكرة "فلسطين المفقودة"، وعلى المستوى الوطني، من خلال معارضة كل برامج المساعدة التي من شأنها تقويض حق العودة، مثل برنامج الأونروا التكاملي "للتشغيل"، ومشاريعها الشاملة لتحسين المخيمات في الخمسينيات. وقد أصبحت مخيمات الضفة الغربية الثمانية عشر التي تستضيف اليوم أفقر اللاجئين (ربع عدد اللاجئين في الضفة الغربية)، رمزاً لهوية "لاجئ" مميّزة، وعنواناً لكفاح اللاجئين من أجل استعادة ديارهم المفقودة.
تطور قضية اللاجئين في الضفة الغربية (الستينيات - الثمانينيات)
التحق معظم اللاجئين في أواخر الستينيات بالأجندة الوطنية لـمنظمة التحرير الفلسطينية
المتمحورة حول تحرير فلسطين، وأدى ذلك إلى المنافسة على النفوذ في الضفة الغربية مع الأردن، الذي احتفظ بالإدارة المدنية فيها بعد هزيمته في حرب عام 1967
، كما أدى إلى مشاركة لاجئي الضفة في حركة الصمود في وجه سياسة الاحتلال الإسرائيلية. واندلعت شرارة الثورة الشاملة الأولى (
ساهمت الانتفاضة في تسريع فك الارتباط الذي أعلنه الأردن (تموز/ يوليو 1988) وفي قرار منظمة التحرير الفلسطينية
واختلف أبناء الجيلين الثاني والثالث من اللاجئين عن آبائهم أصحاب الجيل الأول (جيل عام 1948)، فالقليل منهم امتلك ذاكرة مباشرة عن فلسطين 1948 وما قبل، وبخلاف آبائهم كانت طموحاتهم اجتماعية- اقتصادية أكثر منها سياسية، نظراً لكونهم أيسر حالاً، بسبب فرص العمل التي أُتيحت لهم في إسرائيل ودول الخليج ، وبناء على ذلك كانوا أكثر تقبّلاً لمبادرات براغماتية الهدف منها تحسين أوضاع الفلسطينيين، فكان العمل على وضع حدّ لانعدام الجنسية وإنهاء الاحتلال خطوة إيجابية في ذلك الاتجاه، باعتبار أن الدولة ستكون دولتهم، وقد تُعزِّز حقوقهم التي نص عليها القرار 194. أما اللاجئون المقيمون في المخيمات، فقد عبّروا عن استعدادهم للقبول بالمبادرات الساعية إلى تحسين ظروف معيشتهم بشكل دائم، تحت شعار "التأهيل لا يعني بالضرورة التوطين"، بل على العكس، بات التأهيل في نظرهم شرطاً أساسياً للمحافظة على المخيمات. وهكذا، ومنذ أواخر الثمانينيات، أدى رفع مستوى البرامج التي تنفّذها الأونروا بمشاركة مجتمعات اللاجئين، إلى تحسين البنية التحتية في المخيمات.
(مخيم) اللاجئين الحصن الأخير لمقاومة التطبيع (1993- )
عقب إبرام "اتفاقية أوسلو " عام 1993، ظهرت في أوساط اللاجئين مخاوف جديّة من أن تكون السلطة الفلسطينية تخلّت عن حقوقهم مقابل اعتراف إسرائيل بدولة ذات سيادة، فكانت مخاوفهم مبنية على:
(أ) احتمال تضاؤل الإشارة إلى حق العودة في الخطاب الرسمي،
(ب) وأن تأخذ السلطة الفلسطينية على عاتقها دور الأونروا تجاه اللاجئين، بحجة أن سلطة الحكم الذاتي تنطبق على جميع الفلسطينيين القاطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلَّة، بغضّ النظر عن وضعية بعضهم كلاجئين.
وهكذا، وبمبادرة من منظمات المجتمع المحلي، كان لاجئو المخيمات أول المعارضين خطط قيادتهم، فنظّموا تظاهرات للمطالبة بإعادة إدراج حقوقهم (بما في ذلك الإبقاء على الأونروا) في مقدمة جدول الأعمال الوطني، كما سعوا إلى الحفاظ على خصوصية المخيمات ككيانات اجتماعية- سياسية تجسّد قضية اللاجئين، عبر المطالبة بعدم مشاركة لاجئي المخيمات في الانتخابات البلدية، وطالبوا بدلاً من ذلك بإنشاء لجان في المخيم تقوم بالتعاون مع الأونروا بتقديم الخدمات البلدية.
ومع الإخفاقات الأولى لعملية السلام في أواخر التسعينيات، تجاوبت السلطة الفلسطينية مع تلك المطالبات، وخاصة تلك المتعلّقة بإدارة المخيمات والأونروا، لكن هذا التجاوب كان عائداً إلى المواقف الإسرائيلية المتعنتة أكثر منه إلى قناعة حقيقية بارتباطه بأهمية حق العودة بعد ستة عقود على النكبة.
لعب فشل قمة السلام الإسرائيلية- الفلسطينية التي انعقدت في