إدوارد سعيد
ولادة إدوارد سعيد في القدس
1935
سعيد يتلقى تعليمه في مدرسة السان جورج في القدس
1947
سعيد يتابع الدراسة في كلية فيكتوريا في القاهرة قبل أن يُطرد منها
1948 to 1951
سعيد يغادر القدس ويستقر في القاهرة مع عائلته
1948
سعيد يتخرج في مدرسة (Northfield Mount Hermon) في ماساشوستس
1953
سعيد ينال إجازة جامعية من جامعة برنستون
1957
سعيد ينال شهادة الماجستير من جامعة هارفرد
1960
خلال إعداده أطروحة الدكتوراه، يلتحق سعيد بكلية الأدب الإنكليزي والمقارن في جامعة كولومبيا في نيويورك ويبقى فيها حتى وفاته
1963
سعيد ينال شهادة الدكتوراه في الأدب الإنكليزي من جامعة هارفرد
1964
عرفات يخاطب الجمعية العامة للأمم المتحدة
1974
Said Translates Arafat's Speech for the UN and Meets for the First Time with Mahmoud Darwish and Shafiq al-Hout
إدوارد سعيد ينشر كتاب "الاستشراق"
1978
سعيد يُمنح الدكتوراه الفخرية من جامعة بيرزيت، وهي واحدة من الجوائز العديدة التي نالها على مدى سنوات
1993
وفاة إداورد سعيد في نيويورك
2003
تأسيس "معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى" في رام الله ومدن فلسطينية أُخرى
2004
أبصر إدوارد سعيد النور في 1 تشرين الثاني/ نوفمبر 1935 في حي الطالبية في القدس. والده: وديع، ووالدته: هيلدا موسى، وشقيقاته: روزي؛ جين؛ جويس؛ غرايس. أمّا زوجته فهي مريم قرطاس وقد رزق منها بابنه وديع وابنته نجلا.
تلقّى سعيد تحصيله العلمي، في بداية مسيرته الدراسية في القاهرة، التي انتقل إليها والده من القدس سنة 1929 وأسس فيها شركة الراية للقرطاسية. ثم التحق سعيد في العاصمة المصرية، بـمدرسة الجزيرة الإعدادية، وفي سنة 1947، عادت أسرته إلى القدس حيث أمضت الجزء الأكبر من السنة، فارتاد سعيد مدرسة المطران (مدرسة السان جورج). وبحلول نهاية سنة 1948، لم يكن قد تبقى أحد من أفراد أسرته في القدس، فعاد سعيد مرة أُخرى إلى القاهرة والتحق بفرع حديث العهد لـكلية فيكتوريا (الفرع الأساسي كان في الإسكندرية)، غير أنه طُرد من الكلية في سنة 1951، فأرسله والده إلى مدرسة (Northfield Mount Hermon) في ماساشوستس في الولايات المتحدة الأميركية، وهي مدرسة داخلية إعدادية أنغليكانية نخبوية تخرّج فيها سنة 1953.
نال سعيد إجازة من جامعة برنستون في سنة 1957، ثم حاز شهادتي الماجستير (1960) والدكتوراه في الأدب الإنكليزي (1964) من جامعة هارفرد. وقبل عام من إنجازه الدكتوراه رسمياً، التحق بكلية الأدب الإنكليزي والمقارَن في جامعة كولومبيا في نيويورك، حيث بدأ مسيرته المهنية كأستاذ جامعي لتغدو هذه الجامعة بمثابة منزله الأكاديمي خلال ما تبقى من مسيرته هذه، مع أنه تولى صفة أستاذ زائر في جامعات هارفرد وستانفورد وييل وغيرها.
يُعرَف سعيد بأنه من روّاد النقد الثقافي في العالم. وقد أشار مايكل سبرينكر (Michael Sprinker)، محرّر أحد أوائل الكتب عن إدوارد سعيد، إلى أنه يجسّد مثال "المثقّف الكوزموبوليتاني" الذي يبقى محورياً بالنسبة إلى الصورة الذاتية للعلوم الإنسانية اليوم. وقد ساهم سعيد في نقاشات أساسية في عدد كبير من اختصاصات العلوم الاجتماعية، منها التاريخ وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا والدراسات الإقليمية – ولا سيما دراسة منطقة الشرق الأوسط.
ساهم كتابه "الاستشراق" (Orientalism) والكتب التي أصدرها بعده، في ولادة مجالات جديدة كليّاً للدراسة، بما في ذلك دراسات مرحلة ما بعد الاستعمار. وظل إدوارد سعيد، في كل كتبه (صدر له في المجموع نحو ثلاثين كتاباً تُرجِم عدد كبير منها إلى أكثر من خمس وثلاثين لغة) وفي المداخلات التي كان يلقيها بصورة منتظمة كمثقف في المجال العام، ملتزماً بنزعة إنسانية تحريرية. وكان سعيد، في سياق دوره المزدوج كباحث ومثقف عام، يصرّ على وجوب تجاوز الحدود والحواجز، وكان يعتبر أنه ينبغي للمثقف في المجتمع الحديث أن يُجاهر بـ"الحقيقة في وجه السلطة"، وأن يتمسك بالعدالة، وألاّ ينساق وراء الموضة الرائجة والنزعات العابرة، بل أن يعبّر عن الأفكار والقيم الحقيقية التي لا يمكن التعبير عنها من موقع سلطة.
كان سعيد رجلاً متمايزاً ومعقّداً. إنه من المفكّرين الحديثين القلائل، إلى جانب رايموند ويليامز Raymond) Williams) وميشال فوكو (Michel Foucault)، الذين طرحوا علامات استفهام نقدية بشأن المشروع الحداثي. فكان يستطيع، من خلال أعماله الأدبية ونقده الثقافي على السواء، أن يسجل، في نظرة شمولية، النجاحات الهائلة التي أحرزتها الحداثة وفي الوقت نفسه إخفاقاتها الكارثية. ولم يدافع سعيد عن الإسلام أو العرب تحديداً بقدر ما هاجم مفهومَي "الشرق" و"الغرب" النمطيين. وكان همّه الأساسي تحديد مصادر المعرفة الغربية عن المجتمعات غير الغربية؛ ففي نظره، يعكس الاستشراق، كما تعكس المرآة، الجبروت الغربي وشهيّته الإمبريالية. ومن أجل إنقاذ إنتاج المعرفة من القيود الاستعمارية والكولونيالية، استخدم سعيد نقداً إنسانياً يتمحور حول قدرة الشخصية الفردية وطاقة البديهة الذاتية، بدلاً من الأفكار المعدّة والموافق عليها مسبقاً. وبالنسبة إلى سعيد، فإن مهمة المثقّف الحقيقية هي تعزيز الحرية والمعارف البشرية ومقاومة إغراءات السلطة والتخصص. فعلى المثقف المستقل أن يضفي طابعاً كونياً على الأزمة التي تواجهها أي أمة في أي وقت، عبر ربط تلك التجربة بـمعاناة الآخرين. ويستعين سعيد بهذه الاعتبارات الأخلاقية بالذات من أجل سبر أغوار قضية فلسطين وسائر قضايا الشرق الأوسط.
تفاعل سعيد مع قضية فلسطين وحركتها الوطنية (منظمة التحرير الفلسطينية) من خلال عدة طرق أهمها: 1) التضامن؛ 2) التمثيل؛ 3) الدعوة ؛ 4) النقد.
اقتلعت حرب 1967 إدوارد سعيد من دائرة تركيزه الأساسي على الأدب الإنكليزي والأدب المقارَن، وتسببت في ولادة ثانية له فلسطينياً وعربياً. وهكذا، وجد نفسه يفكّر ويكتب طباقياً، بدفعٍ من تجاربه العربية والأميركية. فجدّد روابطه مع أفراد العائلة والأصدقاء الذين كانوا قد انضموا إلى الحركة الوطنية الفلسطينية. وفي سنة 1969، بناءً على اقتراح من الراحل إبراهيم أبو لغد، الأكاديمي الأميركي الفلسطيني الأصل، كتب سعيد مقالة ("صورة العربي") في عدد خاص لمجلة The Arab World التي كان يصدرها مركز الإعلام التابع لجامعة الدول العربية في نيو يورك. وقد وصف سعيد في مقالته كيف أن تصوير العربي كمتعطش للدماء ومتخلف وتصوير الإسرائيلي كبطل ورائد مترابطان. فمن أجل هذا الهدف، كان لا بد أن يتم تجاهل المأساة الفلسطينية، بما فيها تجاهل "انتزاع الحيوات والأملاك الفلسطينية، وفقدانها وتدميرها، وتجريف القرى العربية من الوجود، وتصفية المقاومة العربية بأي شكل كانت، بلا رحمة."
في سنة 1974، بناءً أيضاً على اقتراح من أبو لغد، كُلف سعيد ترجمة الخطاب الذي ألقاه ياسر عرفات في الأمم المتحدة، والتقى أول مرة في نيويورك الشاعر الفلسطيني محمود درويش، والكاتب الفلسطيني شفيق الحوت ممثّل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، وكان الاثنان في عداد الوفد الذي رافق الرئيس ياسر عرفات إلى اجتماع هيئة الأمم المتحدة. في سنة 1977، انتُخِب سعيد في المجلس الوطني الفلسطيني بصفة مستقل. وقد حضر أربع دورات للمجلس، منها دورة 1988 في العاصمة الجزائر، التي انبثق منها إعلان الاستقلال الفلسطيني. ولم يكن عضواً في أي فصيل، إنما كان يعتبر عضويته في المجلس الوطني "فعل تضامن" مع شعبه، وفي نهاية المطاف، تأكيداً لهويته الفلسطينية.
تابع سعيد كتاباته الفكرية والسياسية كي يستحصل لنفسه على "الإذن بالسرد" بالنيابة عن الفلسطينيين، كما سمّاه في أحد بحوثه، انطلاقاً من أن الغرب حرم الفلسطينيين هذا الإذن بسرد روايتهم حتى ذلك الحين. دافع سعيد عن حق الفلسطينيين في تقرير المصير من خلال المشاركات العامة ووسائل الإعلام المتعددة في الولايات المتحدة ودول أُخرى، فأحدث أثراً كبيراً جعله من أبرز أنصار السردية الفلسطينية في الغرب على امتداد عدة عقود. لكنه كان من أقسى المعارضين عند الحاجة؛ فبعد أن أيد إعلان المجلس الوطني في سنة 1988 تأييداً كاملاً، عارض اتفاقيات أوسلو في سنة 1993، وكتب في هذا الإطار مقالات في العديد من الصحف والدوريات العربية والأجنبية.
إلى هذا وذاك، عمل سعيد ناقداً موسيقياً في مجلة "ذي نايشن" (The Nation)، وصدرت له عدة كتب عن الموسيقى. وقد تمكّن، بفضل سخاء بعض الفلسطينيين، من استكشاف مواهب فلسطينية شابة في مجال الموسيقى، من أجل ضمهم إلى "أوركسترا الديوان الغربي الشرقي" التي أسّسها مع الموسيقي اليهودي دانيال بارنبويم.
توفي إدوارد سعيد في مدينة نيويورك سنة 2003، بعد معاناة طويلة جرّاء مرض عضال، ودفنت رفاته في بلدة برمانا في لبنان. وفي سنة 2004، أي بعد عام على وفاته، أُسّس "معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى" في رام الله ومدن فلسطينية أُخرى. كما أطلقت مدينة رام الله اسمه على أحد شوارعها.
حصد إدوارد سعيد عدداً كبيراً من الجوائز والتكريمات منها: جائزة كتاب ليونيل تريلينغ (Lionel Trilling) في سنة 1976؛ جائزة سلطان بن علي العويس في سنة 1996-1997؛ جائزة لانان (Lannan) الأدبية للإنجاز لمدى الحياة في سنة 2002 ؛ جائزة الأمير أستورياس للوئام (Prince Asturias) بالمشاركة مع دانيال بارنبويم في سنة 2002. نال العديد من شهادات الدكتوراه الفخرية، وكانت الدكتوراه الفخرية التي منحته إياها جامعة بيرزيت في سنة 1993 مصدر الاعتزاز الأكبر له. كما كان عضواً في الأكاديمية الأميركية للفنون والعلوم وعضواً في مجلس إدارة نادي القلم الدولي.
من آثاره:
بالإنكليزية:
“The Arab Portrayed”, in The Arab World. Special issue, 1969. New York: the Information Center of the Arab League. Published also in: Ibrahim Abu-Lughod, ed. The Arab-Israeli Confrontation of June 1967: An Arab Perspective. Evanston, IL: Northwestern University Press, 1970.
Beginnings: Intention and Method. New York: Basic Book, 1976.
Orientalism. New York: Pantheon, 1978.
The Question of Palestine. New York: Times Books, 1979.
The World, the Text, and the Critic. Cambridge, MA: Harvard University Press, 1983.
After the Last Sky: Palestinian Lives. New York: Pantheon, 1985.
Culture and Imperialism. New York: Knopf, 1993.
Representations of the Intellectual. New York: Pantheon, 1994.
Covering Islam: How the Media and the Experts Determine How We See the Rest of the World. New York: Vintage Books, 1997.
Out of Place: A Memoir. New York: Vintage Books, 1999.
From Oslo to Iraq and the Road Map. New York: Vintage Books, 2004.
Humanism and Democratic Criticism. New York: Columbia University Press, 2004.
بالعربية:
"العربي في الثقافة الأميركية". "شؤون فلسطينية". العدد 74-75 (كانون الثاني/ يناير - شباط/ فبراير 1978)، ص 64-79.
"الاستشراق: المعرفة، السلطة، الإنشاء". ترجمة كمال أبو ديب. بيروت: مؤسسة الأبحاث العربية، 1981.
"أوسلو 2: سلام بلا أرض". القاهرة: دار المستقبل العربي، 1995.
"الثقافة والإمبريالية". ترجمة وتقديم كمال أبو ديب. بيروت: دار الآداب، 1997.
"خارج المكان: مذكرات إدوارد سعيد". ترجمة فواز طرابلسي. بيروت: دار الآداب، 2000.
"تأملات حول المنفى 1". ترجمة ثائر ديب. بيروت: دار الآداب، 2004.
"مقالات وحوارات". تقديم وتحرير محمد شاهين. بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2004.
المصادر:
سوكمن، موجي غورسوي وباشاك إرتور (تحرير)، ترجمة محمد أحمد عيتاني. "في انتظار البرابرة تكريماً لذكرى إدوارد سعيد". بيروت: دار كريدية للطباعة والنشر والتوزيع، 2011.
Ertur, Basak and Müge Gürsoy Sökmen, eds. Waiting for the Barbarians: A Tribute to Edward W. Said. New York: Verso, 2008.
Hovsepian, Nubar. “Edward Said: A Tribute.” Middle East Report, no. 229 (Winter 2003), pp. 2–3.
Iskander, Adel and Hakem Rustom, eds. Edward Said: A Legacy of Emancipation and Representation. Berkeley: University of California Press, 2010.
Sprinker, Michael. Edward Said: A Critical Reader. Oxford: Blackwell, 1992.
Related Content
سياساتي - برامجي
إعلان الاستقلال الفلسطيني، 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 1988
تعهد تاريخي من أجل إقامة الدولة