كانت القرية تنهض على طرف تل شفا العالي، في الجانب الشرقي من واد يمتد في اتجاه شمالي جنوبي إلى أن يصل بوادي البيرة إلى الشمال. وكانت طرق فرعية تربطها بعدة قرى مجاورة. وكانت إحدى هذه الطرق تمر بقرية المرصَّص، وتؤدي جنوباً إلى طريق عام يصل إلى بيسان. وكان خط أنابيب النفط، التابع لشركة نفط العراق والذي يصل إلى مصفاة حيفا، يمر إلى الجنوب من القرية.
ويقال إن البيرة هي الموقع المذكور في سجلات فرعون مصر، تحوتمس الثالث، خلال حملته العسكرية في فلسطين سنة 1468 قبل الميلاد . وقد أشار بعض علماء الكتاب المقدس إلى أنها في موقع مكان اسمه بير في العهد القديم . والاسم يوحي بوجود قلعة كانت قائمة في الموقع. ولم تأت المصادر الإسلامية المبكرة إلى ذكرها، غير أن الجغرافي العربي ياقوت الحموي (توفي سنة 1229)، والجغرافي أبو الفداء (توفي سنة 1331)، ذكرا البيرة وقلعتها المنيعة وأراضيها الواسعة . وكان الصليبيون يعرفونها باسم لوبريوم (Loberium). في سنة 1596، كانت البيرة قرية في ناحية شفا (لواء اللجون)، وفيها 297 نسمة. وكانت تدفع الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والزيتون، بالإضافة إلى عناصر أُخرى من الإنتاج كالماعز وخلايا النحل .
كان شكل القرية مستطيلاً، ومنازلها مبنية في معظمها بالحجارة. وكان سكانها جميعهم من المسلمين. وكان فيها بضعة متاجر فقط؛ ولذا كان السكان يعتمدون على مدينة بيسان المجاورة، والتي كانت بمثابة المتنفس التجاري والمركز الإداري لهم. وكان اقتصاد القرية يعتمد على الزراعة، ولا سيما الحبوب البعلية. في 1944/ 1945، كان ما مجموعه 4667 دونماً مخصصاً للحبوب، و48 دونماً مروياً أو مستخدَماً للبساتين. كما كانت البيرة تعرف بمراعيها المنتشرة في المناطق الجبلية القريبة منها.