كانت القرية تنهض على تل قليل الارتفاع في السهل الساحلي، وتشرف من جهة الغرب على منطقة تُعرف برمل زيتا. وكان وادي جلمة يمر بمحاذاة الطرف الجنوبي الغربي للتل الذي تقوم القرية عليه. وكانت الجلمة تبعد 3 كلم إلى الغرب من طريق طولكرم - حيفا العام، الذي كان مرتبطاً بها بواسطة طريق فرعية. وكانت تقع على بعد نحو 1 كلم من خط سكة الحديد الممتد بين طولكرم وحيفا. وكان بعض الطرق الترابية يربط الجلمة بالقرى المجاورة. وكانت خربة الجلمة تُعرف أيام الصليبين باسم جيلين (Gelenne). ويقال إن السلطان المملوكي بيبرس وهب القرية، في سنة 1265م، لثلاثة أمراء من نوابه وقسّمها بينهم أقساماً متساوية.
أمّا الجلمة الحديثة، فكانت - أصلاً - مزرعة لسكان عتِّيل الذين استوطنوا الأرض الزراعية الواقعة في جوار قريتهم. وكان عددهم 29 نسمة في سنة 1922، ثم زاد حتى صار 70 نسمة في سنة 1945. وكانت القرية مبنية فوق موقع أثري، وقد استُعمل بعض الحجارة الباقية من ذلك الموقع في بناء منازل القرية. وكانت منازلها مبنية في معظمها بالحجارة والطين، وإنْ كان الأسمنت استُعمل في بناء بعضها خلال الثلاثينات والأربعينات. وكانت هذه المنازل تتجمهر قريبة بعضها من بعض وسط القرية، لكنها كانت تتفرق على الأطراف. وكان سكان الجلمة من المسلمين، ويتزودون المياه للاستخدام المنزلي من بئر تبعد 500 متر عن القرية، على الطرف الشرقي لوادي جلمة. وكانت الحبوب تُزرع في أراضي القرية، ومثلها الخضروات والبطيخ والبرتقال. وكان بعض تلك المحاصيل بعلياً، وبعضها الآخر يُروى بمياه الآبار.
يمكن تحديد التاريخ التقريبي لاحتلال الجلمة من خلال تفحّص ما وقع من حوادث في القرى المجاورة. فمن ذلك أن قرية قاقون المجاورة هوجمت أول مرة في أوائل آذار/ مارس 1948، لكن احتلالها لم يتم إلاّ بعد ثلاثة أشهر. ويُفهم من 'تاريخ الهاغاناه' أن قاقون كانت، في أوائل أيار/ مايو، آخر القرى التي بقيت غير محتلة في تلك الناحية، وأنها صمدت حتى انتُزعت من أيدي القوات العراقية في الشهر اللاحق. ومع أن الجلمة ربما واجهت المصير نفسه في ذلك الوقت، إلاّ إن من الجائز أن تكون احتُلَّت قبل ذلك، في سياق عملية 'تطهير' السهل الساحلي شمالي تل أبيب (أنظر خربة الشونة، قضاء حيفا)، في الوقت نفسه تقريباً الذي تعرضت قاقون فيه لأول هجوم في آذار/ مارس .
لا مستعمرات إسرائيلية على أراضي القرية. أمّا مستعمرة لهفوت حفيفا (151200)، التي بُنيت في سنة 1949 على بعد أقل من نصف كيلومتر شمالي موقع القرية، فتقع على أراض تابعة لقرية زيتا (في الضفة الغربية الآن).
لم يبق مما يدل على القرية إلاّ أكوام من الحجارة، وبعض المصاطب على التل، وشجرة تين وحيدة. وتنبت الأشواك والنباتات البرية والصبّار في بعض أرجاء الموقع.