كانت القرية تقوم على رقعة متموجة من الأرض تقع في القسم الشمالي من صحراء النقب، على طرف وادي المدبّع. وكانت طريق فرعية تربطها بقرية بُرَيْر (قضاء غزة) إلى الشمال الغربي، وتفضي بدورها إلى طريق عام يؤدي إلى غزة، ويمتد في موازاة الطريق العام الساحلي. ونظراً إلى شبكة من الطرق المماثلة، التي تربطها بقرى أُخرى، فضلاً عن الطريق العام بين بئر السبع وغزة، إلى الجنوب الغربي، فقد كانت الجمامة تُعتبر مدخلاً إلى فلسطين الجنوبية. وعند نهاية الحرب العالمية الأولى، في 8 تشرين الثاني/نوفمبر 1917، تغلب البريطانيون على قوة عثمانية في الجمامة؛ وهذا ما أدى إلى احتلال البريطانيين للقرية .
واستناداً إلى معلومات حصل مركز الجليل للأبحاث الاجتماعية في الناصرة عليها من عشيرة عرب العطاونة البدوية، التي استوطنت القرية قبل سنة 1948، فقد كانت الجمامة تشتمل على نحو 120 من الأبنية المسماة 'الباقية'؛ وهذه كانت مبنية بالحجارة والطين، ومسقوفة بالطين والخشب، وتقع في خربة الجمامة وفي المنطقة المجاورة. أما الأبنية التي كانت قائمة في الموقع، فكانت متقاربة بعضها من بعض، ويفصل بعض الدكاكين بينها في الوسط. وكانت الكثير من هذه الأبنية 'الباقية' يُستخدم منازل لسكان القرية. أمّا ما كان منها في حال متردية، فكان يُستعمل مخازن للحبوب وزرائب للحيوانات. وإذا كان عدد الأبنية 'الباقية' هو فعلاً 120، فهذا يعني أحد أمرين: إمّا أن العدد 1 المذكور إلى جانب عدد المنازل في سنة 1931 عدد متدن جداً، وإمّا أن السكنى في القرية جرت بسرعة بعد إحصاء تلك السنة.
كان اقتصاد الجمامة زراعياً، ويعتمد في الغالب على القمح والشعير والخضروات. وكان سكانها يعنون أيضاً بتربية الحيوانات، مستفيدين من المراعي الكثيرة في الجوار. وكانت الآبار القريبة من الموقع تلبي حاجة حيواناتهم من المياه، وتستخدم أيضاً لري بعض بساتين الخضروات الصغيرة. وقد أُنشئت مدرسة ابتدائية في الجمامة في سنة 1944. وكان في القرية موقع أثري فيه صهاريج للمياه، ومعصرة للزيتون، وأرضيات من الفسيفساء، وقبور، وتاج عمود من الحجر، وبعض قطع الأعمدة. كما عُثر في جوار موقع القرية على عدد من الأدوات الحجرية، التي يعود تاريخها إلى العصر الحجري القديم الأوسط .
كل ما يُعرف يقيناً هو أن القرية احتُلت وهُجّر سكانها من جرّاء هجوم عسكري في 22 أيار/مايو 1948؛ وذلك استناداً إلى المؤرخ الإسرائيلي بِني موريس. وهذا يعني أن لواء هنيغف (النقب) الإسرائيلي هو الذي احتل القرية، بعد تقدمه شمالاً في سياق عملية براك، بالتنسيق مع لواء غفعاتي .
لم يبق منها سوى بعض الحيطان على سفوح التلال، تحيط به شجيرات العوسج والأشواك. وينمو في الموقع نبات الصبّار وأشجار الصمغ. ويستخدم الموقع مرعى للمواشي، وفيه أيضاً زريبة للبقر (أنظر الصورة). أمّا الأراضي المجاورة فتستخدم للزراعة. ولا يزال البدو يضربون خيامهم، بين الحين والآخر، قرب الموقع للاستفادة من المراعي المجاورة.