أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة في ٢٩ تشرين الثاني/ نوفمبر ١٩٤٧، القرار رقم ١٨١ القاضي بتقسيم فلسطين دولتين: يهودية وعربية (مع وجود منطقة دولية تشمل القدس
وبيت لحم
). واقترحت الخطة بصورة خاصة دولة يهودية على أكثر من نصف فلسطين الانتدابية
، في وقت كان اليهود يشكلون أقل من ثلث عدد السكان ويمتلكون أقل من ٧ في المئة من مساحة الأرض. إن اعتماد
لم تُذكر فكرة تقسيم فلسطين دولتين -يهودية وفلسطينية- في الخطاب الرسمي البريطاني خلال الانتداب على فلسطين، وكانت المرة الأولى في توصية
وبعد نقاش حاد، قبِلَ
أما الفلسطينيون العرب، الذين شكلوا آنذاك أكثر من ٧٠ في المئة من عدد السكان، فنزل قرار التقسيم عليهم كالصاعقة، وأظهر تصعيدهم الفوري والعنيف لـالثورة الفلسطينية الكبرى
(كانت بدأت منذ سنة ١٩٣٦) عمق معارضتهم الشعبية القرارَ، التي دفعت لجنة بريطانية شُكلت في تشرين الثاني ١٩٣٨ بغية دراسة قابلية خطة بيل تسمى "
في أعقاب الحرب العالمية الثانية
، أصبح الوضع في فلسطين خارج عن السيطرة بشكل متزايد، فأعلنت
وإلى جانب التوصيات المُجمَع عليها، قدمت اليونسكوب خطتَين من إعداد مجموعتي عمل مختلفتين: خطة تقسيم مع وحدة اقتصادية (بتأييد من كندا وتشيكوسلوفاكيا وغواتيمالا وهولندا وبيرو والسويد وأوروغواي)، وحل لدولة فدرالية (بتأييد من الهند وإيران ويوغسلافيا)، وفي ٢٣ أيلول ١٩٤٧ شكلت الجمعية العامة للأمم المتحدة
رفضت الهيئة العربية العليا اقتراحات مجموعتي عمل اليونسكوب، مبرّرة موقفها بأن أي حل يمنح امتيازات لمطالبات اليهود في فلسطين يتعارض وميثاق هيئة الأمم المتحدة . أما الوكالة اليهودية –التي كانت قدمت في آب/ أغسطس ١٩٤٦ اقتراحاً للتقسيم بـ"دويلة" فلسطينية ذات حدود تشبه حدود الضفة الغربية بعد ١٩٤٨–، فوافقت على اقتراح التقسيم مع ممارسة الضغط لتضمين القدس والجليل الغربي (مثال عكا والناصرة ) في الدولة اليهودية. وأدخلت اللجنة الخاصة في "يونسكوب" بعد ذلك بعض التعديلات على الحدود التي رسمها تقرير اقتراح التقسيم وأحالته إلى الجمعية العامة للتصويت.
غطت الدولة اليهودية المقترحة حوالى ٥٦ في المئة من فلسطين المنتدَب عليها، مقسَّمة ثلاثة "أجزاء- مناطق" بالكاد تكون متاخمة: الجليل الشرقي (بما فيه صفد
وطبريا
وبيسان و
أما الدولة العربية المقترحة –التي قد تربط بـ
كان من المقرر عقد التصويت في الأمم المتحدة في ٢٦ تشرين الثاني/ نوفمبر، إلا أن مؤيدي التقسيم خشوا عدم حصول الاقتراح على أكثرية الثلثين المرجوة فأرجأوا التصويت ثلاثة أيام، ما وفّر وقتاً إضافياً لممارسة
ولاقى إعلان موافقة الأمم المتحدة على التقسيم إضراباً عاماً وتظاهرات في فلسطين العربية، تحول بعضُها –كما في القدس– أعمال شغب مُدَمِّرة. في هذه الأثناء، وبتشجيع من إسباغ الأمم المتحدة الطابع الدولي على قرار التقسيم، سارعت المنظمات العسكرية الصهيونية إلى شنّ هجمات على البلدات العربية والأحياء السكنية، وذلك قبيل إطلاقها
لقد نجح الصهاينة، من خلال قبولهم فكرة التقسيم ورفض العرب لها، وتعتيمهم على الظلم الشديد المحيط بتفاصيل الاقتراح من ناحية الأرض، كما السكان، في إضفاء ستار الشرعية والطابع الدفاعي على احتلالهم القسم الأكبر من فلسطين وتهجير أهلها الفلسطينيين. وهكذا، تكرست خطة الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين نتيجةَ الجهود الصهيونية الحثيثة لضمان الاعتراف الدولي بالسيادة اليهودية على جزء كبير من فلسطين، وفي الوقت ذاته التمهيد لقيام دولة إسرائيل في أيار ١٩٤٨، المبني على ترحيل مئات الألوف من الفلسطينيين من أراضيهم.
الخالدي، وليد. "عودة إلى قرار التقسيم – 1947". "مجلة الدراسات الفلسطينية"، العدد 33 (شتاء 1998).
شحاته، إبراهيم. "الحدود الآمنة والمعترف بها: دراسة قانونية للتوسع الإسرائيلي". بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1974.
منصور، جوني. "قرار التقسيم رقم 181 - فرض أجندة استعمارية على فلسطين". "قضايا إسرائيلية"، المجلد 7، العدد 28، 2007.
McCarthy, Justin. The Population of Palestine: Population, History, and Statistics of the Late Ottoman Period and the Mandate. Washington, DC: Institute for Palestine Studies; New York: Columbia University Press, 1990.
Rogan, Eugene L., and Avi Shlaim. The War for Palestine: Rewriting the History of 1948. Cambridge: Cambridge University Press, 2007.