Biography

عمر البيطار

Biography

عمر البيطار

1880, Jaffa
16 June 1946, Jaffa

ولد عمر البيطار في مدينة يافا. ابنه: زكي. شقيقاه: عبد الرؤوف، أحمد.

تلقى عمر البيطار دروسه الابتدائية في المدرسة الابتدائية والرشدية في مدينة يافا.

عمل في شبابه المبكر في تجارة الأغنام بين يافا والأناضول، وعُيّن مستشاراً في مجلس بلدية يافا (1905- 1908).

بعد إعلان إعادة العمل بالدستور العثماني في تموز/ يوليو 1908، أصبح عمر البيطار ممثل جمعية الاتحاد والترقي في مدينة يافا، وانتُخب بهذه الصفة رئيساً لبلديتها في العام نفسه. كما اختير، في سنة 1913، عضواً في المجلس العمومي المسؤول عن إدارة لواء القدس، وعضواً في لجنة الزراعة المنبثقة منه.

كان عمر البيطار، رئيس بلدية يافا، أول فلسطيني يصعد، في 19 نيسان/ أبريل سنة 1914، إلى طائرة تركية تدعى "أدرميد"، يقودها الطياران سالم بك وكمال بك، ويحلق بها معهما لمدة ثماني دقائق فوق مدينة القدس.

في أيار/ مايو 1918، شارك في تأسيس الجمعية الإسلامية – المسيحية في يافا، وبقي رئيساً لها على مدى عدة سنوات. بعد عدة أشهر، اعتقلته سلطات الانتداب البريطاني، وأرسلته إلى سجن عسكري في القاهرة ثم إلى الإسكندرية لمدة عام واحد. وعاد إلى فلسطين سنة 1921.

شارك عمر البيطار في أعمال المؤتمر العربي الفلسطيني الرابع الذي عُقد في مدينة القدس في أواخر أيار/مايو ومطلع حزيران/يونيو 1921، وأصدر بياناً أكد فيه أن للعرب في فلسطين الحق في تقرير مصيرهم ومصير بلادهم السياسي، معلناً للحكومة البريطانية وعصبة الأمم "قرار الأمة برفض الانتداب". كما شارك في أعمال المؤتمر العربي الفلسطيني الخامس، الذي عُقد في مدينة نابلس في آب/ أغسطس سنة 1922، وأعلن مقاطعة انتخابات المجلس التشريعي التي دعت إليها سلطات الانتداب. وقد اختير عمر البيطار، في ذلك المؤتمر، عضواً في اللجنة التنفيذية العربية التي انبثقت منه.

اضطلع عمر البيطار بدور بارز في التحضير لعقد المؤتمر العربي الفلسطيني السابع، بعد أن تمّ الاتفاق على مشاركة "المجلسيين" و"المعارضين" فيه بعدد متساوٍ من المندوبين، ووجهت دعوة المشاركة بتوقيع موسى كاظم باشا الحسيني عن "المجلسيين" وعمر البيطار عن "المعارضين". وقد عُقد المؤتمر في مدينة القدس في أواخر أيار/ مايو 1928، وشارك عمر البيطار في اللجنة التنفيذية العربية التي انبثقت منه.

أصدر عمر البيطار بياناً مشتركاً، بصفته ممثلاً عن "المعارضين" مع الشيخ عبد القادر المظفر ممثل "المجلسيين"، توجها فيه إلى حزب الاستقلال العربي، الذي أُسس في صيف سنة 1932، مطالبان بتطبيق نهج اللاتعاون من خلال استقالة عضوي قيادته محمد عزة دروزة وصبحي الخضراء من دائرة الأوقاف.

وفي مطلع كانون الأول/ ديسمبر 1934، شارك عمر البيطار مع راغب النشاشيبي وأسعد الشقيري وسليمان طوقان ويعقوب فراج، في تأسيس حزب الدفاع الوطني.

بعد إعلان الإضراب العام في نيسان/ أبريل 1936، وتشكيل اللجان القومية، ترأس عمر البيطار اللجنة القومية لمدينة يافا. وبعدما أكد له التجار في يافا ثباتهم على الإضراب، أرسل كتباً إلى تجار الخضروات والبيض والسمك في مصر وسورية يرجوهم أن يشاطروا تجار فلسطين الامتناع من توريد بضائعهم إلى تل أبيب.

دعي عمر البيطار إلى حضور اجتماع اللجنة العربية العليا الذي عقد في أواخر آب/ أغسطس 1936 لبحث مقترح وقف الإضراب العام الذي تقدم به بعض الملوك والأمراء العرب.

وفي تموز/يوليو 1937، اجتمع البيطار في فندق رام الكبير مع إبراهيم هاشم رئيس وزراء إمارة شرق الأردن ومحمد الأنسي سكرتير الأمير عبد الله، لكنه رفض طلب الأمير الموافقة على مشروع التقسيم الذي اقترحته حينها، "لجنة بيل" (Peel Commission) الملكية للتحقيق.

في أواخر كانون الأول/ ديسمبر سنة 1937، سعى هو وأنصاره في مدينة يافا لتهدئة الأوضاع السياسية، بغية الحفاظ على موسم البرتقال، معتبراً حينها أن أي عمل ثوري ليس في مصلحة فلسطين وأهلها.

أذاع عمر البيطار مع عيسى العيسى من لبنان، في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 1938، بياناً مماثلاً لبيان كان قد أصدره راغب النشاشيبي، أكد فيه أن فخري النشاشيبي، الذي كان من المبادرين إلى تشكيل فصائل السلام لإخماد الثورة، لا يمثّل سوى نفسه، وأن حزب الدفاع الوطني متضامن مع الأحزاب العربية الأُخرى في مقاومة تصريح بلفور والانتداب البريطاني.

في 21 حزيران/ يونيو 1941عيّن المندوب السامي البريطاني، عمر البيطار رئيساً للجنة بلدية يافا، كما كان الرئيس الفخري للغرفة التجارية الوطنية في يافا حتى سنة 1945. وشارك، بصفته هذه، في المؤتمر الرابع لرؤساء بلديات المدن الفلسطينية الذي عقد في مدينة غزة في ذلك العام.

شارك البيطار في مؤتمر غرف تجارة فلسطين العربية، الذي عقد في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 1943، وشكّل لجنة تحضيرية للبحث في تأليف هيئة سياسية عربية تحل محل اللجنة العربية العليا التي حظرتها سلطات الانتداب البريطاني في أيلول/ سبتمبر 1937.

وفي 12 آذار/ مارس 1945، أرسل عمر البيطار، رسالة إلى حاكم لواء اللد البريطاني المستر شورش يعلن فيها الاستقالة من رئاسة بلدية يافا.

توفي عمر البيطار في 16 حزيران/ يونيو 1946 جرّاء نوبة قلبية حادة. وقد تلقت عائلته برقيات تعزية من المستر شورش حاكم لواء اللد، والملك عبد الله بن الحسين، ورئيس الجمهورية السورية السابق هاشم الأتاسي، ومن عدد من قناصل الدول الأجنبية المعتمدين، ومن وجوه فلسطينية معروفة مثل جمال الحسيني، وأحمد سامح الخالدي، وعزت طنوس وأحمد الشقيري.

احتفل بتشييع جثمان عمر البيطار احتفالاً شعبياً كبيراً، وتألفت لجنة الاحتفال بتشييع جنازته من قاضي الشرع في يافا، ومن الشيخ عبد القادر المظفر وحسن أبو الوفا الدجاني. وقد شارك في جنازته مندوبون عن الملك عبد الله وعن حاكم لواء اللد البريطاني، وأعضاء في المجلس الإسلامي الأعلى، وراغب النشاشيبي ويعقوب الغصين، ورؤساء بلديات يافا ونابلس وغزة والرملة، وأبّنه القاضي الشرعي لمدينة يافا والشيخ محمد الجعبري رئيس بلدية الخليل، ووري جثمانه في مقبرة الجبالية.

وفي 26 تموز/ يوليو 1946 أُقيم حفل تأبين للبيطار في سينما الحمراء في مدينة يافا، بمناسبة مرور 40 يوماً على وفاته.

عمر البيطار وجه من وجوه فلسطين وعنوان يافا، تمتع بشعبية واسعة في مدينته، وخصوصاً في صفوف العمال، واشتهر بكرمه ووفائه لأصدقائه وقدرته على فض المشكلات. ومع أنه بقي في صف "المعارضين" لقيادة المفتي محمد أمين الحسيني ولمعسكر "المجلسيين"، إلاّ إنه ظل يمد يد المودة إلى "المجلسيين"، ويسعى لأن يكون سلوكه سلوك من هو فوق الأحزاب تقريباً.

 

المصادر:

جريدة "الدفاع"، يافا.

"الطيارة أدرميد في القدس"، جريدة "القدس"، العدد 390، السنة السادسة، الجمعة في 25 نيسان/أبريل، و8 أذار/مارس سنة 1914، ص 1-2 .

العقاد، أحمد خليل وسليم عاصم بك السعيد ومحمد مصطفى بك الخالدي. "من هو؟ رجالات فلسطين، 1945-1946". عمّان: مؤسسة التعاون، الطبعة 2، 1999.

"مذكرات محمد عزة دروزة: سجل حافل بمسيرة الحركة العربية والقضية الفلسطينية خلال قرن من الزمن، 1305 هـ - 1404 هـ/ 1887م – 1984م" (6 مجلدات). بيروت: دار الغرب الإسلامي، 1993.

نويهض، عجاج، "رجال من فلسطين كما عرفتهم"، (جمع وتصنيف بيان نويهض الحوت). بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2023.

Abdul Hadi, Mahdi, ed. Palestinian Personalities: A Biographic Dictionary. 2nd ed. Revised and updated. Jerusalem: Passia Publication, 2006.