مكان

بيت محسير

مكان
بَيْت مَحْسِير
اللواء
القدس
المحافظة
القدس
متوسط الارتفاع
588 م
المسافة من القدس
26 كم
تعداد السكان
السنة عرب المجموع
1931 1920 1920
1944/45 2400 2400
ملكية الأرض (1944/45) بالدونم
السنة عرب عام المجموع
1944/45 15428 840 16268
إستخدام الأرض (1944/45) بالدونم
الإستخدام عرب عام المجموع
المناطق غير صالحة للزراعة والمبنية (المجموع)
الإستخدام عرب عام المجموع
غير صالحة للزراعة 7778 840 8618
البناء 77 77
7855 840 8695 (53%)
مزروعة/صالحة للزراعة (المجموع)
الإستخدام عرب المجموع
حبوب 6225 6225
الأراضي المزروعة والمروية 1348 1348
7573 7573 (47%)
عدد المنازل (1931)
445

كانت القرية مبنية على الجزء الأعلى من منحدر جبلي، وتشرف من جهة الغرب على سهل ساحلي واسع. وكانت طرق فرعية تصلها بطريق القدس - يافا العام، وبالقرى المجاورة لها. وكان عدد سكانها نحو 450 نسمة في سنة 1875 . في أواخر القرن التاسع عشر، كانت بيت محسير قرية متوسطة الحجم قائمة على بضع ذرى، ومشرفة على هضاب تقع دونها إلى جهة الغرب. وكان سكانها يُعنون بزراعة الزيتون في الأراضي الواقعة إلى الشمال من القرية، ويتزودون المياه من نبع يقع في الناحية الشمالية الشرقية منها . وكان للقرية شكل شبه المنحرف، وتتجمع منازلها المبنية بالحجارة والطوب في أربعة أحياء منفصلة. وقد توسعت القرية في موازاة الطرق المؤدية إلى القرى المجاورة، ولا سيما إلى ساريس. وكان شارع رئيسي يجتاز وسطها من الشرق إلى الغرب. وكانت المتاجر والأبنية العامة، ومنها مسجد القرية، مبنية على جانبي هذا الشارع. وكان سكانها، وهم من المسلمين، يفتخرون بأن آخر أئمة المسجد، الشيخ خليل أسعد، كان خريج الأزهر الشريف، وكان لهم في القرية مقامان، فضلاً عن المسجد. كما كان فيها مدرسة ابتدائية تقع في الجهة الغربية، ومدرسة ثانوية في الجهة الشرقية، ومدرسة للبنات أُقيمت في بناء كان مستوصفاً للقرية أصلاً.

عمل سكان بيت محسير في الزراعة البعلية، فاستنبتوا الحبوب والأشجار المثمرة والزيتون والكرمة. وكانت الغابات تغطي مساحات واسعة قرب القرية. في 1944/ 1945، كان ما مجموعه 6225 دونماً مخصصاً للحبوب، و1348 دونماً مروياً أو مستخدَماً للبساتين. وكان في القرية معصرة زيتون وطواحين قمح. وكان في جملة المواقع الأثرية قرب القرية خربة الحويطية، وخربة الماسي، وخربة خاتولة، وخربة السلاّم.

على الرغم من أن القرية كانت مستهدفة للاحتلال في أثناء عملية نحشون في أوائل نيسان/ أبريل 1948، فهي لم تُحتل إلاّ في النصف الأول من أيار/ مايو. ففي إثر عملية نحشون، شنّت الهاغاناه سلسلة هجمات سعياً لتوسيع الممر الذي شقته إلى القدس، وللاستيلاء على نتوء اللطرون الاستراتيجي. وسقطت بيت محسير خلال عملية مكابي على يد لواء هرئيل، الحديث التشكيل في إطار البلماح. وقد ورد في 'تاريخ الهاغاناه' أنه 'لم يتم احتلال هذه القرية بسهولة؛ فقد هاجمها رجال البلماح ثلاث ليال، ولم يتم احتلالها إلاّ في صباح 11/ 5.' وتكتفي الرواية بالقول إن المحتلين عثروا فيها على غنائم غُنمت من بعض قوافل الهاغاناه العسكرية التي كُمن لها في المنطقة، من دون أن تتطرق إلى ما حلّ بسكان القرية. وذكرت صحيفة 'نيويورك تايمز' أن كتيبتين من مغاوير البلماح شاركتا في معركة الساعات الست والثلاثين. وبعد 'محاولات تقدم' جرت في 9 أيار/ مايو، تمكنت الكتيبة السادسة التابعة للبلماح (400- 500 رجل تقريباً) من السيطرة على مواقع قوية حول القرية، عند الساعة الحادية عشرة من الليلة نفسها. وقد انسحبت القوات العربية ثم شنّت هجوماً معاكساً استمر يومين، وزعمت الكتيبة في 12 أيار/ مايو أنها استردّت السيطرة على بيت محسير؛ غير أن تلك السيطرة لم تكن، فيما يبدو، محكمة.

كان فوج القادسية في جيش الإنقاذ العربي يدافع عن القرية. وقد وصف قائد جيش الإنقاذ، فوزي القاوقجي، الوضع من وجهة النظر العربية. ففي 9 أيار/ مايو، ذكر أن قواته 'صدّت هجوماً يهودياً عنيفاً على بيت محسير، كان الهدف منه فتح طريق القدس.' وفي اليوم التالي، أبرق قائد القوة العربية المتمركزة في بيت محسير، المقدم مهدي صالح، بأن الوضع بات 'حرجاً'. فأرسل القاوقجي إحدى كتيبتين احتياطيتين إلى المنطقة ساعدت في تطويق مفرزة كبيرة من القوات اليهودية. وفي 11 أيار/ مايو، أُشيع أن هذه المفرزة بدأت تنسحب، وأن وحدات جيش الإنقاذ العربي استولت على الغابة القريبة من القرية. لكن، في 12 أيار/ مايو، بلّغ القاوقجي القيادة العليا 'أن القوات اليهودية القادمة من القدس ومشارفها نجحت في دخول بيت محسير بفضل ما كانت تُمدّ به باستمرار من تعزيزات ضخمة بكل أنواع الأعتدة' وأشار إلى أن القرية استُرجعت في اليوم نفسه بعد قصف بالمدفعية وهجوم صدامي. غير أن استرجاعها لم يدم طويلاً، في أرجح الظن، إذ ما لبثت القوات الإسرائيلية أن احتلتها وسوَّتها بالأرض؛ وهذا استناداً إلى المؤرخ الإسرائيلي بني موريس.

في أواخر آذار/ مارس، نقلت صحيفة 'نيويورك تايمز' أن الجيش البريطاني احتل القرية لمدة وجيزة. فقد قاومت بيت محسير، إلى جانب إشوع وعرتوف هجوماً بريطانياً بعد أن أغار العرب على مستعمرة هرطوف القريبة .

حتى قبل أن تسقط بيت محسير، كان رئيس القيادة القطرية في الهاغاناه، يسرائيل غاليلي، قد بلّغ الصندوق القومي اليهودي في أواسط نيسان/ أبريل 1948 ضرورة إنشاء مستعمرة في موقع القرية لأسباب 'أمنية'. لكن تنفيذ هذه الخطة استغرق بضعة أشهر، استناداً إلى وثائق استشهد موريس بها. ثم إن الصندوق القومي اليهودي اقترح، في آب/ أغسطس، خطة تقضي بإنشاء مستعمرة تسمى بيت مئير على أنقاض القرية. ويذكر موريس أن هذه المستعمرة دُعيت أصلاً لهاغشاما، يوم أُنشئت في 27 أيلول/ سبتمبر 1948 . وتذكر مصادر أُخرى أن بيت مئير أُسست على أراضي القرية في شباط/ فبراير 1950، وأن لهاغشاما، هو الاسم الأصلي لمستعمرة شوريش، التي أُنشئت على أراضي قرية ساريس (قضاء القدس) في سنة 1948. أمّا مستعمرة مسيلات تسيون، فقد أُسست في سنة 1950 إلى الشمال الغربي من موقع القرية.

سلمت منازل عدة، وهي مبعثرة اليوم بين منازل مستعمرة بيت مئير. ويشرف على مساكن المستعمرة منزلان كبيران مستطيلا الشكل، مبنيان بالحجارة البيض، ويشتمل كل منهما على ثلاثة أقسام كبرى مربعة. ويبدوا أن القسم الأوسط كان بمثابة حُجرة متعددة الأغراض وقاعة استقبال. والمدخل الرئيسي عبارة عن باب عال تعتليه قنطرة مقوَّسة، وتحف به من جانبيه نافذتان ضيقتان متطاولتان ومقوَّستا الأعلى على غراره. وللقسمين الآخرين المبنيين في جانبي القاعة الوسطى نوافذ مقوَّسة الأعلى أيضاً، لكنها أوسع من النافذتين السابق ذكرهما.

ولا تزال بقايا طاحونة قمح، وهي آلة معدنية لها عجلات موازنة مثبتة على بناء حجري، بادية للعيان. وتمتد من الطرف الشرقي للقرية غابة برية قديمة الأشجار، تكسو قمة الجبل. وتنتشر بين الأشجار قبور عدة منها قبر العجمي. ولا تزال تشاهَد أيضاً أنقاض المنازل الحجرية في الجهة الغربية للموقع، ومثلها أنقاض الحيطان الحجرية المحيطة بالبساتين. وتشاهَد أيضاً بقايا مداخل كهوف كانت آهلة، وآبار مهملة. وثمة منزلان مهجوران إلى الجنوب الغربي من الموقع، في فناء أحدهما خزان ماء. وقد جعل الصندوق القومي اليهودي الغابات الواقعة عند مشارف القرية محمية طبيعية، أطلق عليها اسم "المنطقة رقم 356" وأهداها لنادي "الليونز" في إسرائيل (The Lion International– Israel).

t