عشية النكبة
، كان لواء
استقبِل اللاجئون بداية في المساجد والمدارس والبيوت وبعض الثكنات والأرض العراء. وجرّاء اتفاق مع الأمم المتحدة
، اضطلعت "
جدول رقم 1: مخيمات اللاجئين في قطاع غزة
اسم المخيم |
المحافظة |
سنة الإنشاء |
المساحة عند الإنشاء (دونم) |
|
شمال غزة |
1948 |
1403 |
|
غزة |
1951 |
447 |
|
الوسطى |
1948 |
788 |
|
الوسطى |
1952 |
528 تقلصت إلى 478 |
|
الوسطى |
1949 |
599 تقلصت إلى 548 |
|
الوسطى |
1949 |
156 تقلصت إلى 132 |
|
خان يونس |
1949 |
549 زادت إلى 564 |
|
رفح |
1949 |
1074 |
المصدر: موقع "الأونروا" unrwa.org
بعد شتاء 1950 القارس، شرعت الأونروا في إسكان اللاجئين من خلال بناء مساكن من الطوب والحجر بعد أن كانوا يقيمون في الخيام؛ فتمّ بناء 48,000 مأوى (المأوى 150 متراً مربعاً) في المخيمات الثمانية، توسعت لاحقاً لاستيعاب الزيادة السكانية (جدول رقم 2). كما قدمت الحصص الغذائية والخدمات الصحية. ومن أجل المساهمة في اعتماد اللاجئين على النفس، قامت الأونروا منذ ذلك الحين حتى اليوم، بتوفير التعليم الابتدائي والتدريب المهني، وأحياناً العمل. وقد أدارت الأونروا خدماتها وأعمالها، منذ نشأة المخيمات، من خلال مكتب في كل مخيم بالإضافة إلى مدير المخيم، الذي لا تنحصر مهمته في تيسير الوصول إلى خدمات الأونروا فحسب، بل تتعداها إلى إدارة وتنسيق جوانب أخرى من الحياة داخل المخيم. وغالباً ما يتم اختيار المدير من النخبة السياسية أو المثقفة في المخيم. ومع حلول تسعينيات القرن الماضي، بدأت الوكالة بمنح قروض صغيرة (بما فيها للنساء)، لتشجيع اللاجئين على القيام بمشاريع مدرِّة للدخل. كما أنها أدت في أوضاع معينة (خلال الانتفاضة الأولى مثلاً)، دوراً بارزاً في حماية اللاجئين من ممارسات الجيش الإسرائيلي التعسفية إزاء تظاهرات الشبان الفلسطينيين.
في بداية الخمسينيات، بعيد إنشاء وكالة الغوث، حاولت جهات دولية (
أمّا فيما يتعلق بمعالجة الأحوال المدنية للاجئين، فقد قامت الإدارة المصرية بمهمات تسجيلهم مع سائر المقيمين الأصليين في غزة، وإصدار الأوراق الثبوتية. وحملت وثيقة السفر التي كانت تُعطى للراغبين في السفر اسم حكومة عموم فلسطين ، على الرغم من أن هذه الحكومة التي أُعلنت في مدينة غزة في أيلول/ سبتمبر 1948 لم تمارس أي صلاحية فعلية في القطاع. وفي سنة 1961، أصدرت السلطات المصرية وثائق سفر جديدة لم تعد تتضمن اسم حكومة عموم فلسطين، بل حملت إشارة إلى "اللاجئين الفلسطينيين"، وكانت تُعطى للمقيمين الفلسطينيين بقطاع غزة وفي الإقليم المصري، دون التمييز بين اللاجئ وغير اللاجئ.
ومن الجدير بالذكر أن السلطات المصرية لم تمنح وضعاً قانونياً خاصاً للاجئين في قطاع غزة. ولعلّ الاستثناء القانوني – السياسي الوحيد تمثل في
من الممكن أن المسؤولين المصريين الذين وضعوا النظام الدستوري لسنة 1962 لاحظوا أنه لم تعد ثمة حاجة إلى تخصيص مقاعد للاجئين في المجلس التشريعي، بسبب ازدياد الفرصة لتعيينهم أعضاء فيه جرّاء ثقلهم الديموغرافي، واندماجهم بالتدريج في حياة القطاع الاقتصادية والاجتماعية. ففي حين اقتصرت مصادر دخل اللاجئين في سنوات اللجوء الأولى على تلقي خدمات الأونروا، بدأ اللاجئون فيما بعد ممارسة مهنة الصيد وبعض الأعمال التجارية الصغيرة والانخراط في الوظائف الرسمية في الأونروا أو في المديريات التابعة للمجلس التنفيذي الحاكم.
أمّا بالنسبة إلى العلاقات الاجتماعية مع أهل القطاع، فلم يكن الاندماج مكتملاً عشية حرب عام 1967 . ففي البداية، لدى تدفق اللاجئين إلى قطاع غزة، استقبلت أسر وعائلات من السكان المحليين أعداداً كبيرة من اللاجئين إلى أن انتقل معظمهم إلى العيش في المخيمات بعد تأسيسها، أو السكن في الحي نفسه عبر امتلاك البيوت أو استئجارها. ثم شهد القطاع توترات لم تصل أبداً إلى حد العداء؛ وبقيت محصورة في إطار التعبيرات اللفظية، وبعض الممارسات الاجتماعية السلبية (رفض المصاهرة مثلاً). ومع مرور الأيام، توطدت العلاقات الاجتماعية، وساهم في ذلك استثمار اللاجئين في التعليم، الذي شكل آلية من آليات التكيف. وستتوطد العلاقات بين المجموعتين أكثر بعد حرب عام 1967 واحتلال قطاع غزة من قبل القوات العسكرية الإسرائيلية.