جدول الأحداث الكلي

جدول الأحداث الكلي

Highlight
صندوق استكشاف فلسطين
عمل خيري واستكشاف ومخطط إمبريالي

في أيار/ مايو 1865، اجتمعت مجموعة من الشخصيات العامة البريطانية في لندن وأنشأت صندوقاً أطلق عليه اسم "صندوق استكشاف فلسطين " بهدف إجراء مسح "للأراضي المقدسة"، ووضع خرائط لها، واستكشاف مواقعها الأثرية ونباتاتها وحيواناتها ومواردها الطبيعية. جاء إنشاء الصندوق تتويجاً لنشاطات بريطانية منظمة، غير حكومية، انطلقت منذ مطلع القرن التاسع عشر باتجاه فلسطين على المستويات الدينية والثقافية والعلمية. ومثّل أيضاً خطوة أولى في البحث الميداني المنهجي وإصدار المنشورات ذات الصلة خلال العقود التي أعقبت تأسيسه. وأتت حملة الاستكشاف هذه في سياق خدمة المصالح الإستراتيجية والسياسية للإمبراطورية البريطانية في بلاد الشام . يناقش هذا المقال خلفية إنشاء هذا الصندوق وإنجازاته على مدى ثلاثين عاماً بعد تأسيسه.

لمحة تاريخية

أملت سياسة بريطانيا العظمى في بلاد الشام خلال القرن التاسع عشر اعتبارات عدة: التنافس مع دول أوروبية أُخرى، وخصوصاً فرنسا وروسيا ، في سعيهما لـ "اختراق" الإمبراطورية العثمانية ؛ ضمان وحدة أراضي الإمبراطورية؛ إحكام قبضة بريطانيا على البحر الأبيض المتوسط بعد سيطرتها على جبل طارق منذ أوائل القرن الثامن عشر، لضمان طريق آمن وسريع إلى مستعمراتها في الهند . انطلاقاً من هذه الاعتبارات، ساعدت بريطانيا العثمانيين في التصدي للغزو الفرنسي لـمصر (1798-1801)، وكانت أول دولة أوروبية تفتتح قنصلية لها في القدس سنة 1838 في عهد إبراهيم باشا ، قبل أن تجبره على مغادرة سوريا وفلسطين والعودة إلى مصر (1840). وحاولت تقليد نهج فرنسا وروسيا في فرض حمايتهما على أقليات مسيحية داخل الإمبراطورية العثمانية، وذلك من خلال العثور على (وحتى إنشاء) مجموعات يهودية وبروتستانتية في بلاد الشام من أجل حمايتها.

وعلى امتداد القرن التاسع عشر، ظهرت في لندن جمعيات دينية وثقافية مرتبطة بالأراضي المقدسة. ففي سنة 1805 أُنشئت "جمعية فلسطين " المتخصصة في دراسة فلسطين من منظور "فلسفي وجغرافي وديني" قبل أن تُدمج في سنة 1834 في "الجمعية الجغرافية الملكية " التي تأسست سنة 1830. كما تأسست سنة 1809 "الجمعية اللندنية لنشر المسيحية بين اليهود "، التي دعت، فضلاً عن العمل في المجال الذي يشير إليه اسمها، إلى "إعادة" اليهود إلى الأراضي المقدسة، إمّا بعد اعتناقهم المسيحية وإمّا كمقدمة لهذا الاعتناق. وفي سنة 1838، كتب اللورد شافتسبري الذي صار رئيساً للجمعية سنة 1848، أن بريطانيا يمكنها إنشاء مستعمرة لليهود في فلسطين "تكون قادرة على تزويد بريطانيا بالقطن والحرير والأعشاب وزيت الزيتون."

في أعقاب الاضطرابات الطائفية التي شهدتها دمشق ]وعُرفت باسم طوشة النصارى[، في الأسبوع الثاني من تموز/ يوليو 1860، والتي قُتل فيها آلاف المسيحيين، أُنشئت في لندن "لجنة الإغاثة السورية "، التي كان هدف مؤسسيها أوسع من مجرد توفير المساعدات الخيرية لنصارى دمشق، إذ تطلعت إلى استكشاف الموارد الطبيعية في سوريا وإمكان زراعة القطن في المنطقة. وخلال سنتي 1861-1862، شكّل مؤسسو هذه اللجنة هيئتين مستقلتين: إذ أشرفت شخصيات عامة مسيحية وأساقفة على إنشاء "لجنة اللجوء السورية " المكرسة لإغاثة المجتمعات المسيحية في سوريا وفلسطين ومساعدتها (مَوَّلت على سبيل المثال إقامة مستشفى في الناصرة )؛ بينما رعى أعضاء مسيحيون آخرون ويهود، ومن بينهم موسى مونتيفيوري ، جمعية أوسع هي "صندوق تحسين سوريا ". وفي منتصف سنة 1861 أيضاً، كلفت "لجنة الإغاثة السورية" الجيولوجي جون إيروين ويتي بمسح طرق إمداد المياه إلى القدس وتقصي إمكان إنشاء آبار ارتوازية.

أمضى جون إيروين ويتي ما يقرب من عام في منطقة القدس، وفي خريف سنة 1863 نشر تقريره تحت عنوان "إمدادات المياه والصرف الصحي المقترحة للقدس مع وصف وضعها الحالي ومواردها السابقة." وفي ذلك التقرير، الذي تضمن مسحاً شاملاً لإمدادات المياه في القدس، جادل ويتي بأن جيولوجية القدس ليست مناسبة للآبار الارتوازية، وقال إن إعادة تأهيل قناتين تاريخيتين، إحداهما نسبها إلى زمن هيرودس والأُخرى إلى زمن الملك سليمان ، سيضمن بصورة أفضل جر مياه الأمطار إلى المدينة عبر أنابيب من مصادر تقع خارجها. ومع ذلك، فإن الاستنتاج الذي استخلصه من بحثه الطبوغرافي المحدود أظهر أن اهتمامه انصب على إعادة تعريف القدس ضمنياً على أساس أهميتها الدينية والروحية باعتبارها الأرض المقدسة الواردة في النصوص التوراتية.

في سنة 1864، تم إنشاء "صندوق إغاثة مياه القدس " الذي ضم في عضويته أعضاء من كل من "لجنة اللجوء السورية" و"صندوق تحسين سوريا". وعيّن القائمون على الصندوق الجديد، بغية متابعة المسح التفصيلي لإمدادات المياه الذي أعده ويتي، الكابتن تشارلز ويلسون ، المسؤول عن الطبوغرافيا في مكتب الحرب ومهندس نظام الاستخبارات البريطاني، لرئاسة بعثة إلى القدس تضم مهندسين كان معظمهم ضباطاً عسكريين. كانت المهمة الرسمية للبعثة البحث عن طرق للنظر في تنفيذ الأعمال الهيدروليكية التي تصوّرها ويتي، وهذا تطلب مسح القدس ووضع خرائط لها، وهو المشروع الذي سُمي مخطط القدس المساحي .

استمرت مهمة ويلسون في القدس من تشرين الأول/ أكتوبر 1864 إلى أيار 1865. ولم تُضف البعثة الكثير إلى تقرير ويتي الصادر سنة 1863 عن أنظمة المياه. كانت النتيجة الرئيسية لمهمتها وضع خريطة للقدس وضواحيها بمقياس 1:10.000 وبمقياس 1:2.500 للمدينة المسوّرة، بالإضافة إلى وصف تضاريس القدس والآثار القديمة فيها، وألبوم صور يضم 76 صورة فوتوغرافية. وشمل المسح الذي أجرته البعثة  المباني والمواقع المهمة بما في ذلك الجدران والمقابر داخل الأسوار وخارجها، كما أُجريت حفريات تحت مجمع الحرم الشريف وكنيسة القيامة ، وقيست الاختلافات في الارتفاع من البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الميت . وقد اكتسى ذلك المسح، عدا عن كونه ضرورياً لوضع خطط إمدادات المياه، أهمية عسكرية واضحة، وخصوصاً أن ضباطاً عسكريين بريطانيين هم من نفذوه. وبالنتيجة، صار مخطط القدس المساحي الحافز والأساس لمسعى أكثر طموحاً، وهو "صندوق استكشاف فلسطين".

بعثة صندوق استكشاف فلسطين

في 12 أيار 1865، وقبل وقت قصير من عودة بعثة الكابتن تشارلز ويلسون، عُقد في لندن اجتماع لمناقشة إنشاء جمعية هدفها إجراء عملية "استطلاع" في فلسطين، وحظيت هذه المبادرة بدعم الملكة فيكتوريا . وكان بين المشاركين في ذلك الاجتماع رئيس أساقفة يورك ، ويليام طومسون ، الذي ترأسه مع أربعة وعشرين شخصية بارزة من المجتمع البريطاني الفيكتوري المعروفين باهتماماتهم الخيرية وخلفياتهم العلمية. واختُتم الاجتماع بتبني القرارات التالية:

  1. أن يجري العمل على إنشاء صندوق بغرض التشجيع على استكشاف الأراضي المقدسة.
  2. إن استكشاف القدس والعديد من الأماكن الأُخرى في الأراضي المقدسة عن طريق الحفريات كفيل على الأرجح بإلقاء الكثير من الضوء على الآثار والمواقع الأثرية العائدة للشعب اليهودي.
  3. بالإضافة إلى الأبحاث التي نثمنها عالياً والتي أجراها الرحالة الفرنسيون والإنكليز ومن دول أُخرى في الأراضي المقدسة، من المرغوب فيه بشدة إجراء مثل هذا المسح المنهجي الذي سيحدد مجمل الخصائص الجغرافية والجيولوجية الحقيقية لتلك المنطقة الرائعة.
  4. من المرغوب فيه أن يجمع مراقبون مختصون، على أرض الواقع، الحيوانات والنباتات والمعادن الموجودة في الأراضي المقدسة، وأن يتولوا تدوين الوقائع المطلوبة لوضع وصف منهجي لتاريخ وجودها.
  5. يجب أن يحصل علماء الكتاب المقدس على المساعدة التي تمكّنهم من توضيح النص المقدس من خلال الملاحظة الدقيقة لآداب سكان الأراضي المقدسة وعاداتهم.

في خطابه الافتتاحي للاجتماع الأول لصندوق استكشاف فلسطين في 22 حزيران/ يونيو 1865، قال رئيس الأساقفة وليام طومسون: "إن تلك البلاد فلسطين هي ملك لي ولكم. إنها في الأساس ملك لنا." وأكد على ضرورة  أن يلتزم الصندوق المبادئ العلمية وأن يبتعد عن الجدل. وكرر أنه لا يجب أن يبدأ مشروع صندوق استكشاف فلسطين أو يُدار على أنه محفل ديني. ومع ذلك فقد شدد على أهمية فلسطين بالنسبة إلى الإنجيليين: "لا يجب أن يستحوذ أي بلد على مثل هذا الاهتمام من جانبنا غير ذلك البلد الذي كُتبت فيه وثائق إيماننا، وجرت فيه الأحداث المهمة التي ترويها. وفي الوقت نفسه، لا يوجد أي بلد تلح الحاجة لرسم معالمه أكثر من هذا البلد [فلسطين]."  

لا يمكن تجاهل نيات مؤسسي صندوق استكشاف فلسطين الرامية إلى إيجاد أدلة على أفكار الدعاة الإنجيليين المسبقة ونظرياتهم. لقد تأثر نهجهم ونطاق اهتمامهم إلى حد كبير بأعمال إدوارد روبنسون ، الرحالة الأميركي الذي كان أول من ابتكر فكرة إعداد خريطة جغرافية للمواقع والمناطق المذكورة في النصوص التوراتية وبنى روايته على الاستكشافات التي أجراها في فلسطين في سنتي 1838 و1852. وكان روبنسون قد نشر كتابه "الجغرافيا الطبيعية للأراضي المقدسة" سنة 1865، بعد أن نشر في سنة 1841 بحثاً بعنوان "أبحاث توراتية في فلسطين وجبل سيناء والبتراء العربية." ومن ناحية أُخرى، كانت قراءة مؤسسي صندوق استكشاف فلسطين لطبوغرافيا القدس مبنية على أعمال المؤرخ اليهودي فلافويس يوسيفوس (36-100 م). وعلى الرغم من وجود تناقضات كثيرة بين رواية يوسيفوس واستنتاجات المهندسين البريطانيين، فإن هؤلاء المهندسين ظلوا مخلصين لرواية يوسيفوس، ولمهمة البحث عن الأدلة تحت الحرم الشريف.

الاستكشافات والحفريات ورسم الخرائط

في سنة 1865، وضعت لجنة صندوق استكشاف فلسطين على عجل خطة عمل مفصلة حددت مجالات الاهتمام. ففيما يتعلق بالآثار، رأت اللجنة أنه بمجرد الانتهاء من المسح "الراهن" "فوق الأرض" في القدس، يجب تركيز المسح "تحت السطح" على المواقع التالية في فلسطين: جبل جرزيم ، وقبر يوسف ، وبيسان ، وأريحا ، وغزة ، وغيرها من المواقع التي ترتبط جميعها بحقبة الكتاب المقدس أو العصر الروماني، وما هو أبعد من هذه المواقع. وفيما يتعلق بالأخلاق والعادات، بما في ذلك الشعائر التي يؤديها "السكان الحاليون" وممارساتهم ولغتهم، والتي يمكن أن تتوافق معانيها مع ما ورد في الكتاب المقدس، فالمطلوب العمل عليها "بصورة عاجلة" قبل أن تختفي بسبب "الانتشار المتزايد لآداب الغرب وعاداته." وفيما يتعلق بالطبوغرافيا، أكدت اللجنة أن لديها خريطة دقيقة لساحل فلسطين وأنها في حاجة إلى مسح يحدد موقع النقاط الرئيسية في جميع أنحاء البلاد وارتفاعها بالدقة نفسها. أمّا فيما يتعلق بالعلوم الطبيعية (علم النبات، وعلم الحيوان، والأرصاد الجوية)، فلاحظت اللجنة نقص المعرفة بها، وأعربت عن أملها في تحسينها.

وقررت اللجنة كمهمة أولى، إرسال الكابتن تشارلز ويلسون إلى فلسطين مجدداً في تشرين الأول 1865 لإجراء دراسة جدوى للاستكشاف المخطط له، لجهة تحديد الأماكن التي يجب التركيز عليها والوقت والتكلفة. عاد ويلسون في آب/ أغسطس 1866، بعد أن حقق بعض الاكتشافات ومهَّد الطريق لمزيد من التقصي والاستكشاف. ثم قام بعده اللفتنانت تشارلز وارن وثلاثة ضباط من فيلق الهندسة الملكي برحلة استكشافية بين ربيع سنة 1867 وربيع سنة 1870. وكان هدف الرحلة من شقين: القيام بالحفريات في القدس (التي كانت مهمة لأعضاء لجنة صندوق استكشاف فلسطين)، ورسم خريطة للمناطق الواقعة جنوب القدس وإلى الجنوب الغربي منها (وهو ما كان محل اهتمام المهندسين الملكيين ذوي التوجهات العسكرية).

في بداية مهمته، أعلن وارن أن خطة التنقيب التي وضعها تشمل منطقة الحرم والقبر المقدس (كنيسة القيامة). لكنه سرعان ما واجه مشكلات مع السلطات العثمانية ومع رجال الدين المسلمين والمسيحيين. كانت السلطات العثمانية على استعداد للسماح بالحفريات "العلمية" في أي مكان، باستثناء الجزء الداخلي من الحرم والمقامات الإسلامية والمسيحية الأُخرى. حاول وارن الحفر بالقرب من أسوار الحرم، لكنه مُنع كذلك من الحفر في مسافة تقلّ عن 12 متراً من هذه المنشآت الدينية. فلجأ إلى إقامة حُفر رأسية على مسافة أبعد وحفر أنفاق تصل إلى الجدران. لكنه واجه معارضة مرة أُخرى واضطّر إلى التوقف في حزيران 1869. ومنذ ذلك الوقت فصاعداً، صار رسم الخرائط مهمة صندوق استكشاف فلسطين الرئيسية. أمّا حفريات الصندوق في القدس فلن تُستأنف قبل سنة 1890.

تمثلت إنجازات وارن في رسم خريطة البلدة القديمة في القدس وبواباتها وتفحص جزء كبير من محيط الحرم الشريف وموقع كنيسة القيامة. وكانت بعض استنتاجاته غير متسقة مع النتائج التي توصل إليها جيمس فيرغسون ، أحد مانحي الصندوق. فعلى سبيل المثال، زعم هذا الأخير في مقالته بعنوان "طبوغرافيا القدس القديمة" (1847) أن المعبد اليهودي (الهيكل ) وكنيسة القيامة أُقيما في موقع الحرم الشريف، وأن ما يُعد حالياً كنيسة القيامة بُنيت بعد طرد المسيحيين من مكانها الأصلي. دحض وارن الادعاء القائل بأنه يمكن العثور على الهيكل تحت الجانب الجنوبي الغربي من منطقة الحرم، وأكد صحة الموقع الحالي لكنيسة القيامة. وتسببت استنتاجاته في إثارة جدل بين أعضاء صندوق استكشاف فلسطين.

عاد وارن إلى إنكلترا في أيار 1870، وبعد عدة أشهر، جرى الإعداد لبعثة جديدة إلى فلسطين، عُرفت باسم مسح غرب فلسطين (أو المسح الغربي)؛ وباشرت عملها في تموز 1872. نفذ الحملة التي يمكن اعتبارها الإنجاز الرئيسي لصندوق استكشاف فلسطين، بصورة رئيسية، اللفتنانت هوراشيو هربرت كيتشنر واللفتنانت كلود كوندر وكلاهما من فيلق الهندسة الملكي، من سنة 1871 إلى سنة 1877. رد الفلسطينيون العرب، الذين نظروا إلى عملية المسح باعتبارها تطفلاً وتعدياً على أراضيهم، باعتراض فريق المسح في عدة مناسبات، ولا سيما في تموز 1875 في صفد حيث وقع شجار بينهم . أنقذت الفريق حامية عثمانية، وفي وقت لاحق، عاقبت السلطات العثمانية العديد من الفلسطينيين الذين اعتبرتهم مثيرين للشغب. وتسبب هذا في توقف أعمال المسح عدة أشهر قبل استكمالها في كانون الأول/ ديسمبر 1877.

منشورات صندوق استكشاف فلسطين من 1881 - 1889

في لندن، عمل فريق صندوق استكشاف فلسطين، بمساعدة مكتب الحرب، على جمع الخرائط الميدانية (الموصوفة بـ "الآثار") المرسومة في كل موقع من المواقع، وترتيبها، تمهيداً لرسم خريطة فلسطين. وغطت خريطة فلسطين المنطقة الممتدة من نهر الليطاني شمالاً إلى وادي غزة وبئر السبع جنوباً ونهر الأردن شرقاً. وفي سنة 1880، نُشرت الخريطة التي تضمنت 26 ورقة بمقياس 1:63.360، وكان قياس كل ورقة 54×66 سم. وفي سنة 1881، نُشر مجلَّد مكوّن من 438 صفحة يحتوي على قوائم بجميع الأسماء التي تظهر في صفحاتها الست والعشرين (نحو 9000 اسم) تحت عنوان "قوائم الأسماء العربية والإنكليزية التي جُمعت أثناء المسح." في ذلك الوقت، اُعتبرت الخريطة بأنها شديدة الدقة. لكن مؤخراً وجد فيها الباحث الفلسطيني سلمان أبو ستة "أخطاء كبيرة في تحديد المواقع تصل إلى 450 متراً في اتجاه الشرق وحتى ± 60 متراً في اتجاه الشمال."

نشر صندوق استكشاف فلسطين نتائج مسح غرب فلسطين في المجلدات التالية:‏

- مقدمة لمسح غرب فلسطين (1881).

An Introduction to the Survey of Western Palestine (1881)

- مذكرات الطبوغرافيا والتضاريس الجبلية والهيدروغرافيا والمواقع الأثرية: أ. الجليل (1881)؛ ب. السامرة (1882)؛ ج. يهودا (1883)

Memoirs of the Topography, Orography, Hydrography, and Archaeology: I. Galilee (1881); II. Samaria (1882); III. Judaea (1883)

- أوراق خاصة عن الطبوغرافيا والمواقع الأثرية والآداب والعادات وما إلى ذلك (1881)

Special Papers on Topography, Archeology, Manners and Customs, Etc. (1881)

- القدس (1884)

Jerusalem (1884)

- حيوانات فلسطين ونباتاتها (1885)

The Fauna and Flora of Palestine (1885)

‏- مذكرات عن الجيولوجيا والجغرافيا الطبيعية للبتراء العربية وفلسطين والأقاليم المجاورة (1886)

Memoir on the Physical Geology and Geography of Arabia Petraea, Palestine and Adjoining Districts (1886) ‎

-  الفهرس العام (1888).

- General Index (1888).

رعى صندوق استكشاف فلسطين أيضاً مشاريع موازية، بما في ذلك الأعمال الأثرية للدبلوماسي الفرنسي كليرمون غانو في أريحا وعسقلان وغزة في 1873-1874؛ ومسح شرق فلسطين المنشور سنة 1882؛ ومسح حوران والجولان وعجلون الذي أجراء المهندس الألماني غوتليب شوماخر . وركّز الصندق عمله، بين سنتي 1890 و1900، على الجغرافيا والطبوغرافيا. وبين سنتي 1891 و1899، استؤنفت الحفريات في البلدة القديمة في القدس ومواقع أُخرى في فلسطين تحت إشراف عالم الآثار الأميركي فريدريك جونز بليس .

خاتمة

كان البريطانيون في العهد الفيكتوري في القرن التاسع عشر مبشرين دينيين إنجيليين ومؤيدين للتوسع الإمبريالي للإمبراطورية البريطانية. ولإرضاء طموحاتهم الرامية إلى تعزيز بنيان الإمبراطورية، تمثلت مهمتهم في رعاية المشاريع التجارية والأعمال الخيرية والأبحاث والمسوحات المتصلة بالكتاب المقدس. وكان عمل صندوق استكشاف فلسطين يلبي هذه المصالح في المنطقة. واعتمدت وزارة الحرب في سنة 1912 مشاريع صندوق استكشاف فلسطين وصارت مسؤولة عن نشرها، كما استفادت على نحو جيد من الخرائط والملاحظات التي جمعها مهندسو الجيش عشية الحرب العالمية الأولى وخلالها. وفي سنة 1920، موّل صندوق استكشاف فلسطين "مجلة الجمعية الشرقية الفلسطينية ". وما زال صندوق استكشاف فلسطين مستمراً في العمل حتى الوقت الحاضر لدعم الدراسات الأثرية والمتصلة بالتاريخ الطبيعي والأنثروبولوجيا وبتاريخ فلسطين.

جدول الأحداث الكلي
E.g., 2024/12/13
E.g., 2024/12/13

الحكم العثماني

1500

1600

1700

1800

1810

1820

1830

1840

1850

1860

1870

1880

1890

1900

1901

1902

1903

1904

1905

1906

1907

1908

1909

1910

1911

1912

1913

1914

1915

1916

الاحتلال البريطاني وعهد الانتداب المبكر

1917

1918

1919

1920

1921

1922

1923

1924

1925

1926

1927

1928

1929

1930

1931

1932

1933

1934

1935

عهد الانتداب المتأخر

1936

1937

1938

1939

1940

1941

1942

1943

1944

1945

1946

حرب فلسطين والنكبة

1947

1948

1949

ارتدادات حرب فلسطين

1950

1951

1952

1953

1954

1955

1956

1957

1958

1959

1960

1961

1962

1963

1964

1965

صعود الحركة الوطنية الفلسطينية

1966

1967

1968

1969

1970

1971

1972

بعد حرب سنة 1973: سلام منفصل وحرب أهلية

1973

1974

1975

1976

1977

1978

1979

1980

1981

منظمة التحرير الفلسطينية: هزيمة، وانشقاقات، وبقاء

1982

1983

1984

1985

1986

الانتفاضة الأولى والمفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية

1987

1988

1989

1990

1991

1992

مسار أوسلو: نحو الفشل

1993

1994

1995

1996

1997

1998

1999

الانتفاضة الثانية وحقبة ما بعد عرفات

2000

2001

2002

2003

2004

2005

فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية والاعتداء عليه

2006

2007

2008

2009

2010

2011

2012

2013

2014

2015

2016

أمام مأزق يزداد استعصاء، فلسطين إلى أين؟

2017

2018

2019

2020