مقترحات كلينتون لإنهاء النزاع
الفلسطيني - الإسرائيلي
النص الكامل لمقترحات الرئيس بيل كلينتون
[اللقاء مع الرئيس كلينتون، البيت الأبيض، 23/12/2000]
وقد حضر اللقاء بجانب كلينتون وزيرة خارجيته مادلين أولبرايت ومستشاره للأمن القومي ساندي بيرغر وأعضاء فريق السلام دينيس روس وأرون ميلر وروب مالي بالإضافة لجون باديستا كبير موظفي البيت الأبيض وبروس رايدل نائب بيرغر بالإضافة للمترجم جمال هلال.
وضم الوفد الفلسطيني: الدكتور صائب عريقات والعقيد محمد دحلان، والدكتور سميح العبد وغيث العمري من طاقم الخبراء والمستشارين والقانونيين.
وضم الوفد الإسرائيلي: شلومو بن عامي وغلعاد شير وشلومو يناي رئيس هيئة التخطيط في الجيش الإسرائيلي وبني ميدان من مكتب إيهود براك وغيدي غريشتاين مساعد شير.
ووفقاً لمصادر فلسطينية وإسرائيلية فإن أفكار كلينتون كما وردت في المحاضر التي سجلها الوفدان خلال تلاوة كلينتون على مدى عشرين دقيقة رفض بعدها إجراء أي نقاش تجيء على النحو التالي على لسان الرئيس الأميركي.
الأرض:
استناداً إلى ما سمعته، أعتقد أن الحل ينبغي أن يكون بحدود أوساط التسعينات في المئة، بين 94 و96 في المئة من أراضي الضفة الغربية في الدولة الفلسطينية.
الأراضي التي تُضم من قِبَل إسرائيل ينبغي التعويض عنها بتبادل للأراضي من 1 إلى 3 في المئة، بالإضافة إلى ترتيبات متعلقة بالأراضي مثل ممر آمن دائم.
كما ينبغي للطرفين أن يدرسا تبادل أراض مستأجرة لتلبية احتياجات كل منهما. وتوجد وسائل خلاّقة للقيام بذلك ينبغي أن تعالج احتياجات ومخاوف الفلسطينيين والإسرائيليين.
ويتوجب على الطرفين أن يطورا خريطة تنسجم مع المعايير التالية:
الأمن:
يكمن المبدأ الرئيسي في وجود دولي لا يمكن سحبه إلاّ بموافقة متبادلة. كما سيتولى هذا الوجود مراقبة تطبيق الاتفاق بين الطرفين.
وحسب اجتهادي فإن الانسحاب الإسرائيلي سيتم تنفيذه على مدى 36 شهراً مع بدء حلول تدريجي للقوات الدولية في المنطقة. في نهاية هذه الفترة فإن وجوداً إسرائيلياً صغيراً سيبقى في مواقع ثابتة في غور الأردن خاضعاً لسلطة القوة الدولية لمدة 36 شهراً إضافية. ويمكن خفض هذه المدة في حال حدوث تطورات إقليمية مؤاتية تحد من المخاطر التي تهدد إسرائيل.
بالنسبة لمحطات الإنذار المبكر ينبغي أن تحتفظ بثلاث منشآت في الضفة الغربية مع وجود فلسطيني في هذه المنشآت لغرض الارتباط والاتصال. هذه المحطاتستكون عرضة لإعادة النظر بعد 10 سنوات، وأي تغيير في وضعها يجب أن يتفق عليه الطرفان.
بالنسبة لإعادة الانتشار الإسرائيلي في حالة الطوارىء، أعتقد أنه لا يزال يتعين عليكم أن تطورا خريطة للمناطق والطرق ذات الصلة. لكن في تحديد ما يعتبر حال طوارىء، أقترح التعريف التالي: خطر وشيك وممكن إثباته لأمن إسرائيل القومي تكون طبيعته عسكرية ويستدعي إعلان حالة طوارىء عامة.
وبالطبع ستحتاج القوات الدولية إلى إشعارها عند التوصل إلى أي قرار من هذا النوع. وفي ما يتعلق بالمجال الجوي، أقترح أن يكون لدولة فلسطين السيادة على مجالها الجوي، لكن ينبغي على الطرفين أن يتوصلا إلى ترتيبات خاصة لحاجات إسرائيل في مجالي التدريب والعمليات.
وحسب فهمي فإن الموقف الإسرائيلي هو أنه ينبغي تعريف فلسطين باعتبارها "دولة منزوعة السلاح" بينما يقترح الجانب الفلسطيني "دولة ذات تسلح محدود" وكحل وسط أقترح "دولة غير مسلحة".
سيكون هذا منسجماً مع حقيقة أنه بالإضافة إلى امتلاك فلسطين قوات أمن فلسطينية قوية، فستكون هناك قوات دولية لأمن الحدود وأغراض الردع.
القدس واللاجئون:
لديّ إحساس أن الفجوات المتبقية تتعلق بصياغات أكثر مما تتعلق بحقائق عملية.
القدس
المبدأ العام هو أن المناطق العربية تكون فلسطينية والمناطق اليهودية تكون إسرائيلية. وسينطبق هذا على البلدة القديمة أيضاً. وأحث الطرفين على أن يطورا خرائط لخلق الحد الأقصى من التواصل الجغرافي لكلا الطرفين.
في ما يتعلق بالحرم/"جبل الهيكل" أعتقد أن الفجوات لا تتعلق بالإدارة العملية بل بالقضايا الرمزية وبإيجاد وسيلة لإظهار الاحتراك للمعتقدات الدينية لكلا الطرفين.
أعرف أنكم ناقشتم بعض الصياغات، ويمكن أن تتفقوا على واحدة منها، وأضيف إليها صياغتين أُخريين تضمنان السيطرة الفعلية للفلسطينيين على الحرم وفيهما تحترم معتقدات اليهود. وفي ما يتعلق بكل من هاتين الصياغتين ستكون هناك مراقبة دولية لتوفير ثقة متبادلة.
1. سيادة فلسطينية على الحرم، وسيادة إسرائيلية على (الحائط الغربي والمساحة المقدسة لدى الديانة اليهودية الذي يعتبر جزءاً منها)، (الحائط الغربي وقدس الأقداس الذي يعتبر جزءاً منه). سيكون هناك التزام صارم من كلا الطرفين بعدم القيام بعمليات حفر أسفل الحرم أو وراء الحائط.
2. سيادة فلسطينية على الحرم وسيادة إسرائيلية على الحائط الغربي وسيادة عملية مشتركة على قضية الحفريات أسفل الحرم ووراء الحائط، إذ ستطلب موافقة متبادلة قبل أن تجري أية عملية حفر.
اللاجئون:
أشعر بأن الخلافات تتعلق بدرجة أكبر بالصياغات وبدرجة أقل بما يجري على مستوى عملي.
أعتقد بأن إسرائيل مستعدة للاعتراف بالمعاناة المعنوية والمادية التي تعرض لها الشعب الفلسطيني نتيجة لحرب 1948 وبالحاجة إلى تقديم المساعدة للمجتمع الدولي في معالجة المشكلة.
ينبغي إنشاء لجنة دولية لتنفيذ كل الجوانب التي تنجم عن اتفاقكم: التعويض، إعادة التأهيل... إلخ.
إن الولايات المتحدة مستعدة لأن تقود جهداً دولياً لمساعدة اللاجئين.
الفجوة الأساسية تدور حول كيفية التعامل مع مفهوم حق العودة.
أعرف تاريخ القضية وكم سيكون صعباً بالنسبة إلى القيادة الفلسطينية أن يبدو أنها تتخلى عن هذا المبدأ.
لم يكن باستطاعة الجانب الإسرائيلي أن يقبل بأية إشارة إلى حق في العودة ينطوي على حق للهجرة إلى إسرائيل من غير اعتبار لسياسات إسرائيل المستقلة في ما يتعلق بدخول أراضيها أو موافقتها أو بطريقة من شأنها تهديد الطابع اليهودي للدولة.
إن أي حل يجب أن يعالج احتياجات كلا الطرفين.
الحل يجب أن يكون منسجماً مع مقاربة الدولتين التي قبلها الطرفان كلاهما لإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي: دولة فلسطين كوطن للشعب الفلسطيني، ودولة إسرائيل كوطن للشعب اليهودي.
وبموجب الحل على أساس الدولتين، ينبغي أن يكون المبدأ المرشد هو أن الدولة الفلسطينية ستكون نقطة الارتكاز للفلسطينيين الذين يختارون أن يعودوا إلى المنطقة من دون استبعاد أن تقبل إسرائيل بعض هؤلاء اللاجئين.
أعتقد بأننا نحتاج إلى تبني صياغة بشأن حق العودة توضح أن ليس هناك حق محدد في العودة إلى إسرائيل نفسها ولكنها لا تلغي تطلب الشعب الفلسطيني للعودة إلى المنطقة.
في ضوء ما تقدم أقترح بدليلين:
1. يعترف الجانبان كلاهما بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى فلسطين التاريخية، أو
2. يعترف الجانبان كلاهما بحق اللاجئين في العودة إلى وطنهم.
سيحدد الاتفاق تنفيذ هذا الحق العام بطريفة تتوافق مع الحل القائم على أساس دولتين. ويعدد المَواطِن الخمسة المحتملة للاجئين.
سيوضح الاتفاق في سياق إيراد هذه الخيارات أن العودة إلى الضفة الغربية، وقطاع غزة، والمناطق التي تتم حيازتها ضمن تبادل الأراضي ستكون حقاً لجميع اللاجئين الفلسطينيين.
هذا بينما سيعتد التأهيل في البلدان المضيفة، وإعادة التوطين في بلدان ثالثة والاستيعاب داخل إسرائيل على سياسات تلك البلدان.
تستطيع إسرائيل أن تشير في الاتفاق إلى أنها تعتزم اعتماد سياسة يتم بموجبها استيعاب بعض اللاجئين في إسرائيل بما يتفق مع قرار إسرائيل السيادي.
أعتقد أن الأولوية يجب أن تعطى للاجئين في لبنان.
يوافق الجانبان على أن هذا هو تنفيذ للقرار 194.
إنهاء النزاع:
إنني أقترح أن يعني هذا الاتفاق وبوضوح إنهاء النزاع وأن يضع تنفيذه حداً لكل المطالبات، أنه يمكن أن ينفذ بقرار من مجلس الأمن الدولي يلاحظ أن قراري 242 و338 قد تم تنفيذهما، وبالإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين.
أعتقد بأن هذا هو مجمل الاتفاق العادل والدائم، إنه يعطي الشعب الفلسطيني القدرة على تقرير مستقبله على أرضه، دولة سيدة قابلة للحياة ومعترف بها من المجتمع الدولي، عاصمتها القدس مع السيادة على الحرم، وحياة جديدة للاجئين.
إنه يعطي شعب إسرائيل نهاية حقيقية للصراع، وأمناً حقيقياً، مع الحفاظ على الروابط الدينية المقدسة، وضم 80 في المئة من المستوطنين إلى إسرائيل، وأكبر قدس يهودية في التاريخ يعترف بها الجميع عاصمة لها.
هذا هو أفضل ما استطيع عمله، أطلعوا زعيمكم وأبلغوني إن كانا مستعدين للمجيء لإجراء مناقشات على أساس هذه الأفكار، إذا كانا مستعدين، فسأقابلهما الأسبوع المقبل كلاً على حدة، وإن لم يكونا مستعدين، فسأكون قد مضيت في الأمر إلى أبعد ما أستطيع.
هذه هي أفكاري، إذا لم تُقبل، فإنها لن تزال عن الطاولة فحسب، وإنما تذهب معي أيضاً عندما أترك منصبي.
المصدر: "مجلة الدراسات الفلسطينية"، المجلد 12، العدد 45‐46، (شتاء/ربيع 2001)، ص 162.