مؤتمر القمة العربي السادس
المقررات السرية
الجزائر، 28 تشرين الثاني/ نوفمبر 1973
بحث مؤتمر القمة العربي السادس في مدينة الجزائر في التطورات الأخيرة في الوضعين العربي والدولي، وظروف المواجهة مع العدو،
واستمع إلى ما أبداه الملوك والرؤساء العرب من بيانات، واتخذ القرارات الآتية:
أولاً – الهدف المرحلي للأمة العربية:
يقرر المؤتمر أن أهداف المرحلة الحالية للنضال العربي المشترك هي:
1- التحرير الكامل لكل الأراضي العربية المحتلة في عدوان يونيو (حزيران) 1967، وعدم التنازل أو التفريط في أي جزء من هذه الأراضي أو المساس بالسيادة الوطنية عليها.
2- تحرير مدينة القدس العربية وعدم القبول بأن وضع من شأنه المساس بسيادة العرب على المدية المقدسة.
3- الالتزام باستعادة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وفق ما تقرره منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني.
(تحفظت المملكة الأردنية الهاشمية على هذه الفقرة).
4- قضية فلسطين هي قضية العرب جميعاً ولا يجوز لأي طرف عربي التنازل عن هذا الالتزام وذلك وفق ما أكدته مقررات مؤتمرات القمة العربية السابقة.
ثانياً – في المجال العسكري:
نظراً إلى استمرار المعركة مع العدو حتى يتم تحقيق أهداف أمتنا في تحرير الأراضي المحتلة، واستعادة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني،
فإن المؤتمر يقرر ما يأتي:
1- تضامن كل الدول العربية مع مصر وسورية والشعب الفلسطيني في النضال المشترك تحقيقاً للأهداف العربية العادلة.
2- تقديم كل وسائل الدعم العسكري والمالي لجبهتي القتال المصرية والسورية تعزيزاً لقدراتهما العسكرية على خوض معركة التحرير، ومواجهة لما يتلقاه العدو من معونات ضخمة ومساعدات غير محدودة.
3- دعم المقاومة الفلسطينية بكل الوسائل الممكنة لتأمين دورها الفعال في المعركة.
ثالثاً – في المجال الاقتصادي:
نظراً إلى ما للاقتصاد من أهمية في المعركة ضد العدو، وما تستلزمه من استخدام كل الأسلحة التي يمتلكها العرب وحشد كل الطاقات التي تدعم القدروات القتالية، فإن المؤتمر يقرر ما يأتي:
1- تدعيم العلاقات الاقتصادية بين الدول العربية وتكليف المجلس الاقتصادي العربي وضع المنهاج التنفيذي لضمان تحقيق ذلك.
2- الاستمرار في استخدام النفط سلاحاً في المعركة في ضوء قرارات وزراء النفط، وربط رفع حظر تصدير النفط لأية دولة بالتزامها بتأييد القضية العربية العادلة، وتكليف لجنة المتابعة لوزراء النفط متابعة تنفيذ هذه المقررات ومقررات وزراء النفط المتعلقة بنسب الخفض، وذلك على أن يجري تنسيق بين هذه اللجنة ولجنة وزراء الخارجية لدول النفط في كل ما يتعلق بتطور مواقف الدول الأجنبية من القضية العربية.
3- ضرور دعم الصمود وتأمينه في الأراضي العربية المحتلة.
4- قيام الدول العربية بإعادة تعمير ما دمرته الحرب لما لذلك من آثار على المجهود الحربي، ورفع الروح النضالية والقدرات القتالية لدول المواجهة.
رابعاً – في المجال السياسي:
إن العمل السياسي يكمل المعركة العسكرية ويعتبر استمراراً لها في كفاحنا ضد العدو،
وانطلاقاً من مواقف الدول الأجنبية تجاه النضال العربي العادل،
يقرر المؤتمر ما يأتي:
1- في المجال الأفريقي:
أ- دعم التعاون العربي – الأفريقي في المجال السياسي وتعزيز التمثيل الدبلوماسي العربي في أفريقيا.
ب– قطع كل العلاقات الدبلوماسية والقنصلية والاقتصادية والثقافية وغيرها، مع جنوب أفريقيا والبرتغال وروديسيا من قبل الدول العربية التي لم تقم بذلك بعد..
ج- تطبيق حظر تام لتصدير البترول العربي إلى هذه البلدان الثلاثة.
د- اتخاذ إجراءات خاصة لمواصلة التموين الطبيعي للبلدان الأفريقية الشقيقة بالبترول العربي.
هـ- دعم التعاون الاقتصادي والمالي والثقافي وتوسيعه مع البلدان الأفريقية الشقيقة، وذلم على مستوى ثنائي وعلى مستوى المؤسسات الإقليمية العربية والأفريقية.
و- إنشاء مؤسسة مالية عربية – أفريقية للمساهمة في مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتقديم المعونات الفنية للبلاد الأفريقية. ويقوم وزراء الاقتصاد العرب بوضع نظام المؤسسة وتحديد رأس مالها.
ز- تقديم مساعدات فورية للشعوب الأفريقية المتضررة بالكوارث الطبيعية والقحط.
ح- مضاعفة التأييد على الصعيد الدبلوماسي والمادي لكفاح منظمات التحرير الأفريقية.
ط- ومن أجل التعجيل في تطبيق هذه القرارات وقيام تعاون مستمر بين البلدان العربية والأفريقية، يكلفون الأمانة العام لجامعة الدول العربية اتخاذ الإجراءات التنفيذية والاتصال بالأمانة العامة لمنظمة الوحدة الأفريقية ولجنة الدول السبع التابعة لها، لتنظيم مشاورات دورية على مختلف المستويات وأعلاها بين الدول العربية والأفريقية.
2- دول عدم الانحياز:
أ- العمل على تنفيذ مقررات مؤتمر الجزائر للدول غير المنحازة والخاصة بمقاطعة إسرائيل، ولا سيما في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وتكليف الجزائر بصفتها رئيسة المؤتمر دعوة المكتب إلى اجتماع خاص على مستوى عال لوضع المقررات المذكورة موضع التنفيذ.
ب- العمل على ضمان استمرار مساندة هذه الدول للكفاح العربي ضد الصهيونية بمختلف الوسائل.
3- الدول الإسلامية:
أ- بذل المساعي لإقناع الدول الإسلامية التي لها علاقات مع إسرائيل بقطع كل هذه العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية.
ب- السعي لتحقيق المزيد من دعم هذه الدول لكفاح العرب في كل المجالات.
4- أوروبا الغربية:
أ- مطالبة دول السوق الأوروبية المشتركة بتطوير موقفها السياسي الذي بدأته ببيانها الصادر في يوم 6/11/1973.
ب- مطالبة دول أوروبا الغربية بوقف مساعداتها العسكرية والاقتصادية لإسرائيل.
ج- السعي لكي ترفع هذه الدول الحظر الذي فرضته على تصدير الأسلحة إلى البلاد العربية.
د- السعي لديها لكي تقوم بالضغط على الولايات المتحدة الأميركية للكف عن مساعدة العدو.
5- الدول الآسيوية:
متابعة المساعي لدى الدول الآسيوية التي لها علاقات بإسرائيل لقطع علاقاتها السياسية والاقتصادية والثقافية مع إسرائيل، واتخاذ موقف أكثر تأييداً لمعركة التحرير العربية وتضامناً مع البلاد العربية الآسيوية التي لها مناطق محتلة.
6- الاتحاد السوفياتي ودول شرق أوروبا:
متابعة الاتصالات لدى هذه الدول لتحقيق ما يأتي:
أ- استمرار دعمها للقضية العربية في كل المجالات.
ب- تزويدها للدول العربية وجبهات القتال بالأسلحة التي تكفل للعرب مواجهة العدو سواء ما تعلق منها بالكم أو النوع.
ج- السعي لدى رومانيا لقطع علاقاتها السياسية والاقتصادية بإسرائيل.
7- الصين الشعبية:
متابعة الاتصالات العربية بالصين الشعبية لضمان استمرار تأييدها للقضية العربية، وتقديم كل المساعدات الممكنة لها.
8- الولايات المتحدة الأميركية:
أ- العمل على أن تغير الحكومة الأميركية موقفها المنحاز لإسرائيل، وتنبيهها إلى يترتب على الاستمرار في سياستها الحالية من مخاطر على مصالحها في المنطقة العربية.
ب- مضاعفة الجهود على مستوى الشعب الأميركي وأجهزة أعلامه المختلفة لتوضيح عدالة القضية العربية ومخاطر انحياز الولايات المتحدة إلى إسرائيل على مصالح الشعب الأميركي والأمن والسلام الدوليين.
خامساً- في مجال الإعلام العربي:
تدارس المؤتمر موضوع الإعلام العربي في الخارج، وضرورة دعمه في المرحلة الحالية، والتنسيق بين السفارات العربية في العواصم الأجنبية، والاستفادة من خبراتها في هذا المجال،
ويقرر ما يأتي:
1- المساهمة حالياً في صندوق الدعوة العربية بمبلغ خمسة ملايين دولار لمواجهة متطلبات المرحلة الراهنة المترتبة على معركة السادس من أكتوبر [تشرين الأول]. وتتم المساهمة في هذا المبلغ بحسب إمكانات كل من الدول العربية، ثم المساهمة في الصندوق سنوياً بصورة منتظمة بمبلغ ثلاثة ملايين دولار، توزع المساهمة فيها على الدول الأعضاء طبقاً لأنصبتها في موازنة الأمانة العامة للجامعة.
2- توصية الأمين العام بتعميم الإجراء الذي اتخذه في بعض العواصم الأجنبية، بإنشاء لجان للإعلام من السفراء العرب في كل عاصمة أجنبية، تخطط للعمل الإعلامي العربي وتتابع تنفيذ خطتها، وتمولها الأمانة العامة للجامعة، وذلك على أن يكون من مهمة مكتب الجامعة حيثما وجد المشاركة في لجنة السفراء، والقيام بالتنفيذ والتمويل.
3- أن توفر الدول العربية المعنية المواد الإعلامية اللازمة لمواجهة الأحداث في وقتها.
سادساً: مؤتمر القمة العربي:
تعقد اجتماعات دورية لمؤتمر القمة العربي في أبريل (نيسان) من كل سنة، كما تعقد دورات استثنائية إذا اقتضت الضرورة ذلك، بموافقة غالبية الدول الأعضاء، وبناء على طلب دولة أو أكثر من الدول الأعضاء أو الأمين العام.
سابعاً: أجهزة المتابعة:
1- تقوم الأجهزة الآتية باتخاذ الإجراءات الكفيلة بتنفيذ قرارات مؤتمر القمة ومتابعتها، كل حسب اختصاصه، وهي:
أ- مجلس الجامعة.
ب- المجلس الاقتصادي.
2- ينظم وزراء الخارجية وفوداً منهم لزيارة الدول والمنظمات الدولية وفق خطة يضعونها، لشرح القضية العربية وتوضيح الموقف العربي والمطالبة بمساندة كفاحنا المشروع في ضوء مقررات القمة.
ثامناً – العلاقات العربية:
إدراكاً لعظم المسؤولية الملقاة على الدول العربية جميعاً، وحضداً لكل القوى والإمكانات العربية،
يقرر مؤتمر القمة العربي بذل كل الجهود والمساعي لتنقية الجو العربي وإزالة أية خلافات قائمة بين الدول العربية.
قرار خاص:
إن مؤتمر القمة العربي في اجتماعه السادس في مدينة الجزائر، وقد أنجز أعماله في جو الأخوة والوحدة، وتيسرت له جميع أسباب التوفيق والنجاح، يسعده أن يعرب عن أجزل الشكر للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، رئيساً وحكومة وشعباً، على استضافتها للمؤتمر وتمهيدها له، وتوفير جميع أسباب النجاح لأعماله.
كما يود المؤتمر أن يعرب عن عظيم التقدير لما بذله فخامة الرئيس الجزائري هواري بومدين من جهد صادق قبل عقد المؤتمر، وطوال إقامتنا في أرض البطولة والفداء، وما اتسمت به رياسته للمؤتمر من حكمة وسداد.
انضمام الجمهورية الموريتانية الإسلامية إلى الجامعة:
تلقى بالترحيب مؤتمر القمة العربي في الجزائر، في مطلع اجتماعه يوم 26/11/1973، طلب فخامة الرئيس مختار ولد داده، رئيس الجمهورية الموريتانية الإسلامية، انضمام الجمهورية إلى جامعة الدول العربية.
والمؤتمر إذ يوافق على انضمام الجمهورية الموريتانية الإسلامية إلى الجامعة، يرجو لها اطراد التقدم والتوفيق.
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1973". بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1976، ص 478-480.