مؤتمر القمة العربي الحادي عشر
البيان الختامي
عمان، 25-27 تشرين الثاني/ نوفمبر 1980
بناء على القرار السادس، من قرارات مؤتمر القمة العربي العاشر، المنعقد في تونس، خلال الفترة من 30 ذي الحجة 1399 هجرية، إلى 2 محرم 1400 هجرية، الموافق 20 إلى 22 تشرين الثاني (نوفمبر) 1979، استضاف جلالة الملك حسين بن طلال، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، مؤتمر القمة العربي الحادي عشر، في مدينة عمان، عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية، خلال الفترة من 18 إلى 20 محرم 1401 هجرية، الموافق 25-27 تشرين الثاني (نوفمبر) 1980.
وانطلاقاً من الالتزام بالمسؤولية القومية، بضرورة مواصلة العمل العربي المشترك الجاد، لمواجهة الأخطار والتحديات، التي تستهدف الأمة العربية وإيماناً بأن المواجهة القادرة الفعالة، لا تكون إلاّ على أساس جمع الكلمة وتجاوز الخلافات وإزالة عوامل الانقسام، وصولاً إلى وحدة الصف العربي، فقد تدارس القادة العرب، المجتمعون في عمان، الوضع العربي الراهن، والتطورات السياسية والعسكرية والاقتصادية، التي طرأت على الساحتين العربية والدولية، منذ انعقاد مؤتمر القمة العربي العاشر في تونس، وبحثوا النزاع العربي الصهيوني، واستعرضوا تطوراته واتخذوا قرارات سياسية وعسكرية واقصادية، تهدف إلى تعزيز قدرة العرب وبناء قوتهم الذاتية، في جميع هذه المجالات.
وأكد القادة العرب، تمسكهم بقرارات قمتي بغداد وتونس، وخاصة ما يتعلق منها بقضية فلسطين، باعتبارها جوهر الصراع العربي مع العدو الإسرائيلي، وأن المسؤولية القومية عنها، تلزم العرب جميعاً بالعمل والنصال من أجل التصدي للخطر الصهيوني، الذي يهدد وجود هذه الأمة.
كما شدد المؤتمر على أن تحرير القدس العربية، هو واجب والتزام قومي، وأعلن رفض جميع الإجراءات التي قامت بها إسرائيل، وطالب كافة دول العالم، باتخاذ مواقف واضحة ومحددة، في مقاومة الإجراءات الإسرائيلية، وقرر قطع جميع العلاقات، مع أية دولة تعترف بالقدس، عاصمة لإسرائيل، أو تنقل سفارتها إليها.
وأكد القادة العرب، تصميمهم على مواصلة مساندة منظمة التحرير الفلسطينية، بوصفها الممثل الشرعي الوحيد، للشعب الفلسطيني، من أجل استعادة كافة حقوق الشعب الفلسطيني، بما فيها حقه في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على أرضه، كما أكدوا دعم استقلالية المنظمة وحرية إرادتها، كما حيى المؤتمر، صمود الشعب الفلسطيني، في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتضحياته البطولية، ومقاومته الباسلة، بالإصرار على التصدي للاحتلال الإسرائيلي، مما يعطي الدليل تلو الدليل، للعالم كله، على صمود هذا الشعب، وتصميمه على انتزاع حقه.
وأكد المؤتمر، حق الشعب العربي الفلسطيني، ممثلاً بمنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي الوحيد لهذا الشعب، في العودة إلى أرضه، وتقرير مصيره بنفسه، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، فوق ترابه الوطني، مشيراً إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية، هي الوحيدة صاحبة الحق، في ممارسة مسؤوليات معالجة مستقبل الشعب الفلسطيني.
كما أكد المؤتمر، أن قرار مجلس الأمن رقم 242، لا يتفق مع الحقوق العربية، ولا يشكل أساساً صالحاً لحل أزمة الشرق الأوسط، وخاصة قضية فلسطين.
وأعاد القادة العرب، تأكيد رفضهم، لاتفاقات كامب ديفيد، التي أوقعت القيادة المصرية، في شرك التآمر على الأمة العربية، وقضيتها المصيرية، واستهدفت تمزيق وحدة العرب وتضامنهم، وأخرجت النظام المصري من الصف العربي، وقادته إلى التفاوض مع العدو الإسرائيلي وتوقيع معاهدة سلام منفردة معه، متحدياً إرادة الشعب المصري، ومتجاهلاً دوره القومي، أو انتماءه العربي الأصيل، وأكدوا عزمهم على مجابهة تلك الاتفاقات وإسقاطها، وإزالة آثارها، وتدعيم إجراءات مقاطعة النظام المصري، وفق نص مقررات مؤتمر قمة بغداد وتونس.
وتوجه المؤتمر، بتحية تضامن إلى الشعب العربي المصري الشقيق، الذي يشكل جزءاً هاماً من أمتنا العربية، ولا ينفصل نضاله عن نضال سائر العرب، وأعرب عن أمله، في أن يتمكن من التغلب، على الظروف التي ابعدته عن أشقائه، ليعود إلى المشاركة الأخوية البناءة، في مستقبل الأمة العربية.
وقد بحث المؤتمر، باهتمام بالغ، النزاع القائمة بين العراق الشقيق، وإيران.
وانطلاقاً من مبادىء التضامن العربي، وحفاظاً على العلاقات الأخوية، بين الدول العربية والإسلامية، وحشد طاقاتها، لمساندة الكفاح الذي تخوضه الأمة العربية، ضد العدو الصهيوني فإن المؤتمر:
يدعو الطرفين، إلى وقف إطلاق النار فوراً، وحل النزاع بالطرق السلمية، ويؤيد المؤتمر حقوق العراق المشروعة، في أرضه ومياهه، وفقاً للاتفاقيات الدولية المعقودة بين البلدين، كا يرحب المؤتمر بتجاوب العراق مع المناشدة، الصادرة عن المؤرتم الإسلامي، والأمم المتحدة، ودول عدم الانحياز لوقف إطلاق النار، ومع المساعي الحميدة، لحل النزاع، عن طريق المفاوضات، ويناشد المؤتمر إيران، إلى الاستجابة لمثل هذا الموقف.
كما يناشد المؤتمر الجانبين، الالتزام المتبادل، بمبادىء عدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام الحقوق والسيادة وإقامة علاقات حسن جوار وطيدة بينهما، وأن تكون هذه المبادىء، أساساً للعلاقات بين البلاد العربية وإيران.
وأعرب المؤتمر، عن إدانته الكاملة للعدوان الإسرائيلي المستمر، على لبنان الشقيق، هذا العدوان الذي يشكل تحدياً لكرامة المجتمع الدولي، وأعلن تضامنه المطلق، مع الشعب اللبناني الشقيق، ومناشدته جميع الأطراف في لبنان، دعم شرعية الدولة، وذلك حفاظاً على سيادة لبنان، ووحدة أراضيه، كما أكد المؤتمر، قرارات مؤتمر القمة العاشر، في تونس، الهادفة إلى إعادة إعمار لبنان.
واستعرض المؤتمر العلاقات العربية، بدول العالم، وأكد على ضرورة توثيق الروابط والعلاقات، بالدول الإسلامية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وكذلك تعزيز دور حركة عدم الانحياز والتعاون مع دول هذه المجموعة، ومع مجموعة دول أميركا اللاتينية، كما أكد على ضرورة دعم التضامن مع منظمة الوحدة الأفريقية، ودول القارة الأفريقية وتدعيم التعاون العربي الفريقي، وزيادة توثيق الصلات والعلاقات بما يخدم المصالح العربية الأفريقية، ويدعم النضال العادل لشعوب القارة الأفريقية، ضد التمييز العنصري، والتدخل الأجنبي.
كما أكد عزم الدول العربية، على مواصلة الحوار العربي الأوروبي بما يخدم المصالح المشتركة، ويحقق المزيد من التفهم، لعدالة المطالب العربية وبخاصة قضية فلسطين.
كما أكد ضرورة العمل، من أجل استمرار تأييد ودعم مجموعة الدول الاشتراكية للحق العربي، وتعزيز التعاون مع هذه المجموعة، بما يحقق المصالح المشتركة ويؤدي إلى زيادة وتطوير دعم هذه الدول، للحق العربي، بصورة تزيد من قدرات الصمود العربي.
وقرر المؤتمر، الاستمرار في العمل، في نطاق الأمم المتحدة، ووكالاتها المتخصصة وفي مؤسسات مؤتمرات المنظمات الدولية، على تنسيق المواقف العربية، وتحقيق التعاون وفق أهداف ومبادىء برنامج العمل العربي المشترك، والسياسات التي تقررها مؤسسات جامعة الدول العربية.
وأكد المؤتمر، ضرورة استمرار الاتصالات، مع حاضرة الفاتيكان، ومع المقامات والمؤسسات الدينية المسيحية، لضمان وقوفها إلى جانب إعادة السيادة العربية الكاملة، على القدس.
وأدان المؤتمر استمرار حكومة الولايات المتحدة الأميركية، في تأييد إسرائيل ودعمها سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، مما مكنها من تكريس الاحتلال، وإنكار الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، وتجاهل القرارات الدولية والاستمرار في ممارسة العدوان والتوسع والاستعمار الاستيطاني، كما أدان المؤتمر، موقف حكومة الولايات المتحدة الأميركية العدائي، من منظمة التحرير الفلسطينية، وإنكار حقها في تمثيل الشعب العربي الفلسطيني، وإلصاق صفة الإرهاب بها.
وإذ عبر القادة العرب، عن قلقهم الشديد، من استمرار الخلاف والانقسام في الصف العربي، في ظرف يستوجب وقفة جادة حازمة، لتوحيد الكلمة وحشد الطاقات، لمجابهة التحديات التي تواجه الأمة العربية، فإنهم يدعون إلى تسوية الخلافات الطارئة، على الساحة العربية، وبروح من الحس القومي الصادق، والإيمان بوحدة الهدف والمصير، وفي إطار نصوص ميثاق التضامن العربي، الصادر عن مؤتمر القمة، في الدار البيضاء عام 1965.
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1980". بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1981، ص 387-389.