مؤتمر القمة العربي غير العادي
بيان
(مقتطفات)
القاهرة، 21-23 حزيران/ يونيو 1996
انطلاقاً من المسؤولية القومية، يؤكد القادة العرب أن تحقيق السلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط يستوجب انسحاب إسرائيل الكامل من كل الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس العربية، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس العربية-باعتبار القضية الفلسطينية جوهر الصراع العربي الإسرائيلي-كما يطالب القادة العرب بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من الجولان السوري إلى خط الرابع من حزيران/يونيو 1967، والانسحاب الإسرائيلي الكامل غير المشروط من جنوب لبنان وبقاعه الغربي إلى الحدود المعترف بها دولياً، تنفيذاً لقرارات مجلس الأمن 242 و 338 و 425 ومبدأ الأرض مقابل السلام، وعلى هذه الأسس يدعون إلى استئناف المفاوضات على كل المسارات.
إن تمسك الدول العربية بمواصلة عملية السلام لتحقيق السلام العادل والشامل هدف وخيار استراتيجي، يتحقق في ظل الشرعية الدولية، ويستوجب التزاماً مقابلاً تؤكده إسرائيل بجدية، ومن دون مواربة، والعمل من أجل استكمال مسيرة السلام، بما يعيد الحقوق والأراضي المحتلة ويضمن الأمن والتوازن المتكافئ لجميع دول المنطقة، وفقاً للمبادئ التي اتفق عليها في مؤتمر مدريد، وبخاصة مبدأ الأرض مقابل السلام والتأكيدات المقدمة من الأطراف.
ويؤكد القادة العرب أن أي إخلال من جانب إسرائيل بهذه المبادئ والأسس التي قامت عليها عملية السلام أو تراجع عن الالتزامات والتعهدات والاتفاقات التي تم التوصل إليها في إطار هذه المسيرة أو المماطلة في تنفيذها من شأنه آن يؤدي إلى انتكاسة عملية السلام بكل ما يحمله ذلك من مخاطر وتداعيات تعود بالمنطقة إلى دوامة التوتر يضطر الدول العربية كافة إلى إعادة النظر في الخطوات المتخذة تجاه إسرائيل في إطار عملية السلام، الأمر الذي تتحمل الحكومة الإسرائيلية وحدها المسؤولية الكاملة عنه.
كما يؤكد القادة العرب تمسكهم بقرارات الشرعية الدولية التي تقضي بعدم الاعتراف أو القبول بأية أوضاع تنجم عن النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي العربية المحتلة باعتباره إجراء غير مشروع ولا يرتب حقاً، ولا ينشئ التزاماً، ويعتبرون أن إقامة مستوطنات واستقدام مستوطنين إليها يشكّل خرقاً لاتفاقات جنيف وإطار مدريد وتعويقاً لعملية السلام، ما يتطلب وقف كل الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل والأراضي الفلسطينية المحتلة، وبخاصة القدس، وإزالة هذه المستوطنات، كما يؤكدون رفضهم تغيير معالم القدس العربية ووضعها القانوني، ويشددون على أن تحقيق السلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط لا يكون إلا بحل قضية القدس وتسوية مشكلة اللاجئين الفلسطينيين استناداً إلى حقهم في العودة على أساس الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة.
في ضوء ذلك، ومن أجل إنجاح عملية السلام على المسارات السورية واللبنانية والفلسطينية، يدعو القادة العرب راعيي عملية السلام والاتحاد الأوروبي ودول مجموعة عدم الانحياز والدول الأخرى المعنية، والأمم المتحدة والمنظمات والمؤسسات الدولية، إلى ضمان عدم إخلال إسرائيل بأسس عملية السلام، ووفائها بالتعهدات التي تمّ الالتزام بها سواء بالنسبة إلى الاتفاقات الخاصة بالمرحلة الانتقالية أو بالنسبة إلى قضايا مفاوضات المرحلة النهائية، باعتبار أن القضية الفلسطينية جوهر الصراع العربي-الإسرائيلي، مع مواصلة توفير المساندة السياسية والاقتصادية الضرورية للشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية. وفي هذا الصدد، أكد القادة العرب ضرورة إنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على الشعب الفلسطيني.
...
يؤكد القادة العرب ضرورة انضمام إسرائيل إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وإخضاع كل مرافقها النووية لنظام التفتيش الدولي التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما يجددون مطلبهم بإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، وفي مقدمها الأسلحة النووية، تشمل كل دول المنطقة بما فيها إسرائيل، ويؤكدون تصميمهم على اتخاذ الخطوات الضرورية لحماية المنطقة من مخاطر هذه الأسلحة وتجنيبها سباق تسلح يزيد من التوتر ويهدر مواردها وطاقاتها. ويشدد القادة العرب على أن تحقيق السلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط هو الضمان الحقيقي لتوفير الأمن لكافة دول المنطقة.
المصدر: "يوميات ووثائق الوحدة العربية 1996"، بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، 1997، ص 492-495. جريدة "الحياة" (لندن). 24 حزيران/ يونيو 1996.