كلمة لرئيس الحكومة الإسرائيلية، يتسحاق رابين، أمام الكنيست
بشأن الاتفاق الإسرائيلي ـ الفلسطيني الانتقالي والحل الدائم
(مقتطفات)
القدس، 5 تشرين الأول/ أكتوبر 1995.
...
نحن ننظر إلى الحل النهائي في إطار دولة إسرائيل التي ستضم معظم رقعة أرض إسرائيل كما كانت تحت الانتداب البريطاني، وإلى جانبها كيان فلسطيني يشكل موطناً لمعظم سكان الضفة والقطاع من الفلسطينيين. نريد أن يكون هذا الكيان شيئاً أقل من دولة يدير على نحو مستقل حياة الفلسطينيين القاطنين ضمن سلطته. إن حدود دولة إسرائيل خلال الحل النهائي ستقع في ما هو أبعد من الخطوط التي كانت قائمة قبل حرب الأيام الستة. نحن لن نعود إلى خطوط 4 حزيران/يونيو 1967.
وهذه هي التغييرات الرئيسية لا كلها التي نتخيلها ونريدها أن تتم في الحل النهائي:
- أولاً وقبل كل شيء، القدس الموحدة التي تضم معاليه أدوميم وغفعات زئيف كعاصمة لإسرائيل وتحت السيادة الإسرائيلية، مع المحافظة على حقوق أصحاب الديانتين الأُخريين، المسيحية والإسلام، في الوصول بحرية والتعبد بحرية في أماكنهم المقدسة وبمقتضى طقوس ديانتيهم.
- إن الحدود الأمنية لدولة إسرائيل ستقع في وادي الأردن، بالمعنى الأوسع للكلمة.
- تغييرات تشمل إضافة غوش عتسيون وإفرات وبيتار وغيرها من التجمعات السكنية ومعظمها كان يقع في المنطقة إلى الشرق من "الخط الأخضر"، قبل حرب الأيام الستة.
- إقامة كتلة من المستوطنات في يهودا والسامرة كالتي تقوم الآن في غوش قطيف.
ستتم المرحلة الأولى من إعادة الانتشار هذه لقوات الدفاع الإسرائيلية في ثلاث مناطق، وذلك من أجل السماح للفلسطينيين بإجراء انتخابات للمجلس الفلسطيني ولرئيسه، من دون أن تكون هذه القوات موجودة على الدوام في المجتمعات الفلسطينية.
في المنطقة "أ" (أو المنطقة "البنّية")، ستتم إعادة انتشار قوات الدفاع في ثلاث مناطق وتشمل المناطق البلدية لست مدن: جنين ونابلس وطولكرم وقلقيلية ورام الله وبيت لحم. وستُنقل مسؤولية الأمن المدني إلى السلطة الفلسطينية.
المنطقة "ب" (أو المنطقة "الصفراء") تشمل جميع المدن والقرى تقريباً، وعددها 450 ،حيث يعيش الفلسطينيون في الضفة الغربية. وفي هذه المنطقة سيكون هناك انفصال في المسؤوليات. سيكون الفلسطينيون مسؤولين عن إدارة شؤون حياتهم، وتحتفظ إسرائيل بالمسؤولية العامة لأمن الإسرائيليين ولمحاربة التهديد الإرهابي. هذا يعني أنه سيكون في إمكان الدفاع والقوى الأمنية الدخول إلى أي مكان في المنطقة "ب"، وفي أي وقت تشاء.
أمّا المنطقة الثالثة، المنطقة "ج"، أو المنطقة "البيضاء"، فتشمل كل ما ليس مشمولاً في المنطقتين المذكورتين آنفاً. وهذه المنطقة هي التي توجد فيها المستوطنات اليهودية وجميع منشآت قوات الدفاع والمناطق الحدودية مع الأردن. وستبقى هذه المنطقة تحت سيطرة قوات الدفاع.
تشكل المنطقتان "أ" و "ب" أقل من 30 في المئة من مساحة الضفة الغربية. وتشكل المنطقة "ج"، التي هي تحت سيطرتنا، أكثر من 70 في المئة من مساحة الضفة الغربية...
أود أن أذكّركم: لقد تعهدنا، أي توصلنا إلى اتفاق وتعهدنا فيه أمام الكنيست ألاّ نقتلع مستوطنة واحدة في إطار الاتفاق الانتقالي، وألاّ نعرقل أعمال البناء للتوسع الطبيعي...
إذا تفحّصنا الخرائط والفقرات الواردة في الاتفاق بشأن المراحل الإضافية من إعادة الانتشار، نجد أن إسرائيل تحتفظ بحرية كاملة في العمل من أجل تطبيق أهدافها الأمنية والسياسية المتعلقة بالحل النهائي، وأن تقسيم المناطق يمنح قوات الدفاع وأجهزة الأمن السيطرة الأمنية الكاملة في المنطقتين "ب" و "ج" ما عدا المناطق المدينية.
وقد نشأت مشكلة صعبة في الخليل. وبموافقة الطرفين، تم القرار أنه، وقبل إنجاز طريق حلحول الدائرية، لن يكون هناك إعادة انتشار كاملة في مدينة الخليل، وهذا الأمر سيستغرق نصف عام إضافي، أي حتى 28 آذار/مارس 1996 .وتقديرنا أن إنجاز هذه الطريق الدائرية يستغرق ستة أشهر. وسيتيح إنجـاز طريق حلحول الدائرية وطريق الخليل الدائرية (في منطقة بيت حغاي ـ هار مانُوَّح ـ كريات أربع) للإسرائيليين التحرك من دون المرور عبر تلك الأجزاء من الخليل التي ليس فيها وجود يهودي...
ويجب أن أؤكد أيضاً أن الأشغال القائمة بهدف توفير الأمن للتجمعات السكنية الإسرائيلية، أي الأسوجة والإنارة والبوابات، ستستمر على نطاق واسع. وستُبنى طرق دائرية الهدف منها السماح للسكان الإسرائيليين بالتحرك من دون المرور عبر مراكز سكنية فلسطينية، تلك المراكز التي ستُنقل إلى مسؤولية السلطة الفلسطينية. وفي أية حال، فإن قوات الدفاع لن تقوم بإعادة الانتشار من المدن السبع الأولى قبل إنجاز الطرق الدائرية. وتبلغ تكلفة الاستثمار في الطرق الدائرية نحو 500 مليون شيكل جديد [166 مليون دولار].
من أعماق قلوبنا ندعو مواطني دولة إسرائيل كافة، ولا سيما الذين يعيشون في يهودا والسامرة وقطاع غزة، كما ندعو السكان الفلسطينيين إلى منح فرصة لتعزيز السلام، وفرصة لإنهاء أعمال العدوان، وفرصة لحياة أُخرى، حياة جديدة. ونناشد اليهود والفلسطينيين على حد سواء أن يتحلوا بضبط النفس، ويحافظوا على الكرامة الإنسانية، ويتصرفوا بصورة لائقة، ويعيشوا بسلام وأمن.
المصدر: "مجلة الدراسات الفلسطينية". العدد 25 (شتاء 1996)، ص 227.