سيرة

موسى ناصر

سيرة

موسى ناصر

4 نيسان 1895, بيرزيت‎
26 آب 1971, بيرزيت‎

ولد موسى ناصر في بلدة بيرزيت القريبة من رام اللـه في 4 نيسان/أبريل 1895 لعائلة مسيحية بروتستانتية. والده: القس حنا. والدته: سعدة شطارة (من رام الله). شقيقاته: نبيهة، وديعة، نعمة، نجلاء، أنيسة، فيكتوريا، إليزابيت، ماري. زوجته: ليندا خوري (من يافا). أبناؤه: ريما، سامية، حنا.

درس موسى ناصر في مدرسة المطران غوبات (مدرسة صهيون) في القدس، ثم أكمل دراساته العليا في الجامعة الأميركية في بيروت وتخرّج فيها في سنة 1914 بحصوله على درجة البكالوريوس في العلوم، قسم الفيزياء.

خلال الحرب العالمية الأولى، خدم موسى ناصر برتبة ضابط في الفرع المدني للجيش العثماني (الاتصالات والخدمات الطبية والمحاسبة)، ودرس لفترة قصيرة، قبل نهاية الحرب، الاقتصاد والعلوم السياسية في "روبرت كوليدج" في إسطنبول.

في سنة 1920 عيُّن موسى ناصر قائمقاماً وشغل هذا المنصب في عدة بلدات فلسطينية خلال الانتداب البريطاني. في الوقت ذاته، شارك ناصر بفعالية في دعم وتوجيه ووضع الاستراتيجيات لمدرسة بيرزيت، التي أسستها شقيقته نبيهة في سنة 1924، بالتعاون مع رتيبة شقير. وتطورت المدرسة لتصبح في سنة 1930 مدرسة ثانوية كاملة مختلطة للبنات والبنين. وفي سنة 1940، وعلى الرغم من بقائها مدرسة ثانوية، أصبحت تحمل اسم كلية بيرزيت، تمشياً مع التسمية المعتمدة للمدارس الثانوية في فلسطين في تلك الحقبة من الزمن.

في 30 حزيران/ يونيو 1936، كان موسى ناصر ضمن كبار الموظفين الفلسطينيين الحكوميين الذين وقعوا عريضة احتجاج على السياسات البريطانية الموالية للصهيونية وقدموها إلى المندوب السامي، وأكدوا فيها تأييدهم المطالب الوطنية الفلسطينية، كما عبّرت عنها "اللجنة العربية العليا". وقد قدًّرت لجنة "بيل" البريطانية في التقرير الذي أصدرته في تموز/يوليو 1937 بشأن أحداث الثورة الفلسطينية، أن موقف هؤلاء الموظفين الفلسطينيين الكبار "يحول دون توسيع تشغيلهم في مراكز الإدارة العليا، بما فيها القضاء".

في سنة 1944، عُيّن موسى ناصر واحداً من ثلاثة مساعدين للسكرتير العام للانتداب البريطاني في فلسطين، لكنه استقال من هذا المنصب بعد عامين احتجاجاً على سياسة الحكومة البريطانية في تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين.

أنشأ موسى ناصر في سنة 1946 "المعهد العالي للإدارة" في القدس، وكانت الغاية منه إعداد الرجال والنساء لتولي إدارة المناصب الإدارية العليا في جميع مناحي المجتمع الفلسطيني. وتشكل مجلس أمناء المعهد من عدد من رجالات البلد أمثال عبد المجيد شومان، وفؤاد سابا، وأحمد طوقان، وأحمد سامح الخالدي، ويوسف هيكل. لكن المعهد أُغلق في إبان النكبة في سنة 1948.

في مطلع سنة 1947 أسس موسى ناصر مع عدد من التربويين الفلسطينيين "جمعية التعليم العربية" التي تشكلت هيئتها الإدارية من موسى ناصر وعبد الله الريماوي وعبد الحميد ياسين. وحتى وقوع النكبة في سنة 1948، عملت الجمعية من أجل توطين المناهج التعليمية لتتواءم مع حاجات المجتمع الفلسطيني وتطلعاته.

بعد النكبة، استقر موسى ناصر في بلدته بيرزيت، وتزامن ذلك مع تدفق مئات اللاجئين الفلسطينيين إلى البلدة، فأخذ ناصر زمام المبادرة لتعبئة سكان بلدته والمتطوعين الشباب لجمع بيانات إحصائية عن اللاجئين في بيرزيت، تم تقديمها لاحقاً إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي للمساهمة في توفير المساعدات لهم. وكانت مبادرته هذه أول عملية لجمع مثل هذه البيانات، ونتيجة لهذه الجهود حصل على شهادة تقدير من الصليب الأحمر.

شغل موسى ناصر منصب وزير المواصلات في الحكومة الأردنية التي شكلها توفيق أبو الهدى في 7 أيار/ مايو 1949 فأشرف على عملية توسيع مطار قلنديا في القدس، ثم شغل منصب وزير المالية في الحكومة التي شكلها أيضاً توفيق أبو الهدى في 30 أيلول/ سبتمبر 1952، كما عُيّن وزيراً للخارجية خلال الفترة من 20 أيلول 1959 حتى 28 آب/ أغسطس 1960 في حكومة هزاع المجالي. وبعد اغتيال المجالي في 29 آب 1960 تشكلت الوزارة الجديدة برئاسة بهجت التلهوني في اليوم نفسه، وشغل فيها موسى ناصر منصب وزير الخارجية لحين استقالة الوزارة في 28 حزيران/ يونيو 1961.

وكوزير للخارجية، ترأس موسى ناصر في سنتي 1959 و1960 وفد المملكة الأردنية الهاشمية مرتين إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث ألقى خطابين سلّط فيهما الضوء على القضية الفلسطينية ومشكلة اللاجئين الفلسطينيين. كما شارك في مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي عقد في بلدة شتورا اللبنانية، في آب 1960، حيث نوقشت القضية الفلسطينية ومشروع إسرائيل لتحويل مجرى نهر الأردن.

وكان موسى ناصر قد انتُخب مرتين لعضوية مجلس النواب الأردني، الأولى في المجلس النيابي الثاني (نيسان/ أبريل 1950 – أيار/ مايو 1951)، والثانية في المجلس النيابي الثالث (أيلول/ سبتمبر 1951 – حزيران/ يونيو 1954). كما عُيّن في مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر 1959 عضواً في مجلس الأعيان الأردني، واستمرت عضويته لعامين.

تقاعد موسى ناصر من الحياة السياسية في سنة 1961، لكنه لم ينقطع عن بذل الجهود الشخصية للدفاع عن قضية فلسطين في مختلف المحافل، كما قرر تكريس الكثير من وقته لتطوير التعليم بصورة عامة وكلية بيرزيت بصورة خاصة. واستمراراً لدوره كرئيس لكلية بيرزيت (منذ سنة 1947)، أرسى المبادئ الأساسية لتطويرها إلى كلية جامعية متوسطة في سنة 1961. واستمر في رئاسة الكلية حتى وفاته سنة 1971.

في سنة 1962، عُيّن موسى ناصر رئيساً للجنة التعليم العالي في الأردن، ورئيسا للجنة التي كلفها الملك حسين بوضع مشروع إنشاء جامعة في الأردن، وقد قامت هذه اللجنة بزيارات إلى الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وبعض الدول الأوروبية الأُخرى لدراسة النماذج المتعددة لنظم التعليم العالي في تلك الدول. وتبع ذلك تقرير من اللجنة بشأن النموذج الأنسب للتعليم العالي في الأردن. وبما أن مهمات اللجنة اقتصرت على النواحي الأكاديمية للجامعة وليس على موقع إنشائها، فقد رغب موسى ناصر، بصفته الشخصية، أن يبيّن في مذكرة خاصة أهمية اختيار موقع للجامعة، مقترحاً أن يكون في القدس وتسمى "جامعة القدس العربية"، تحدياً "للجامعة العبرية في القدس" وتأكيداً لهوية القدس وعروبتها. لكن لم يؤخذ برأيه في حينه وأقيمت الجامعة الأردنية في عمّان في سنة 1962.

من ناحية ثانية، شارك موسى ناصر في شؤون الكنيسة الأسقفية (التي كان هو وعائلته ينتمون إليها)، وكان ضمن أولئك الذين جاهدوا بلا كلل ونجحوا بتعيين أول أسقف عربي في الكنائس الأسقفية في المنطقة.

تقلد موسى ناصر من حكومة المملكة الأردنية الهاشمية "وسام الاستقلال من الدرجة الأولى" في 21 تموز 1949 و"وسام النهضة من الدرجة الأولى" في 24 تموز 1960، وعدداً من الأوسمة الأُخرى من الدول العربية والإسلامية.

توفي موسى ناصر في 26 آب/ أغسطس 1971 في بلدة بيرزيت ودفن فيها.

موسى حنا ناصر سياسي وبرلماني وتربوي فلسطيني بارز. اعتبر أن التعليم بصورة عامة وتعليم الفتيات بصورة خاصة هو وسيلة رئيسية للتنمية المجتمعية. وكانت له نظرة تربوية مستقبلية ساهمت في تطوير المدرسة التي أسستها شقيقته نبيهة إلى جامعة. دافع عن القضية الفلسطينية في المحافل العربية والدولية مركّزاً، بصورة خاصة، على البعدين الإنساني والأخلاقي لهذه القضية.

 

من مؤلفاته:

"نحو الكمال". "المقتطف"، تموز/ يوليو 1914، ص 59-62.

المملكة الأردنية الهاشمية. "تقرير اللجنة الملكية لشؤون التربية". عمّان، 1962.

العرب أمام مفترق الطرق: سلسلة مقالات في صحيفة القدس (8، 9، 10 كانون الأول/ ديسمبر 1970).

A Christian Arab Speaks. New York: Arab Information Center, January 1960.

Toward a Solution of the Palestinian Problem: a Selection of Speeches and Writings 1946–1966. Birzeit: 1966.

Quest for Peace. Birzeit: 1969.

Peace in the Middle East. Birzeit: 1969.

 

المصادر:

جامعة بيرزيت. "موسى ناصر".

https://www.birzeit.edu/ar/biographyموسى-ناصر

جرادات، عزت. "بإيجاز: ذكرى تأسيس الجامعة الأردنية"

http://ujnews2.ju.edu.jo/Lists/UjnewsWriters/Disp_FormNews1.aspx?ID=2040

العقاد، أحمد خليل وسليم عاصم بك السعيد ومحمد مصطفى بك الخالدي. "من هو؟ رجالات فلسطين، 1945-1946". عمّان: مؤسسة التعاون، 1999، الطبعة 2.

عودة، عايدة (تحرير). "جامعة بيرزيت: قصة مؤسسة وطنية". بيرزيت: منشورات جامعة بيرزيت، 2010.

https://www.birzeit.edu/sites/default/files/university_publication/Birze...

Abdul Hadi, Mahdi, ed. Palestinian Personalities: A Biographic Dictionary. 2nd ed., revised and updated. Jerusalem: Passia Publication, 2006