أحمد سامح الخالدي
ولد في القدس. والده: الحاج راغب (أبو نعمان). والدته: أميرة الخليلي. أخوته: نعمان (غير الشقيق)؛ نزهه (غير الشقيقة)؛ حسن شكري؛ حسين فخري؛ غالب؛ يعقوب، فاطمة، إسماعيل.
زوجته الأولى: إحسان عقل؛ زوجته الثانية: عنبرة سلام.
أولاده: سلافة، وليد (من إحسان)؛ أسامة، رندة، طريف، كرمة.
تلقى العلوم في مدرسة الكولونية الأميركية ثم في مدرسة المطران في القدس (مدرسة السان جورج).
التحق بالجامعة الأميركية في بيروت، لكنه استُدعي للخدمة في الجيش العثماني سنة 1915 ولم يكن قد أكمل السنة الرابعة العلمية لنيل شهادة البكالوريوس في التاريخ في هذه الجامعة.
خدم في الجيش العثماني في صحراء سيناء، والتحق سنة 1916 بالكلية العثمانية الطبية في بيروت وتخرج فيها سنة 1918 بشهادة الصيدلة برتبة ملازم ثاني صيدلي في الجيش العثماني، وخدم بهذه الصفة في مستشفى حمص في الأشهر الأخيرة من الحرب العالمية الأولى، ثم حصل على شهادة البكالوريوس في الصيدلة من الجامعة الأميركية سنة 1919.
لم يمارس أحمد سامح الخالدي الصيدلة عند عودته إلى فلسطين، وعُرض عليه بعيد الاحتلال البريطاني منصب مساعد الحاكم العسكري في القدس، لكنه آثر العمل في الحقل التربوي. عُيّن خلال السنوات 1919- 1923 مفتشاً للمعارف في أقضية يافا وغزة وطولكرم، وقام بنشاط كبير في إنشاء المدارس وتحديثها في مدن فلسطين وقراها. والخالدي من ابتدع فكرة تبرع أهالي القرى بالأراضي والعمل من دون أجر على بناء المدارس عليها مقابل قيام الدولة بتعيين المعلمين ودفع رواتبهم، وهي فكرة ساهمت في تحديث النظام التربوي المبكر في ريف فلسطين لحرص أهالي الريف الشديد على تعليم أبنائهم، والتي التقطها منه صديقه الحميم مصطفى مراد الدبّاغ.
حصل أحمد سامح، في صيف سنة 1923، على درجة أستاذ علوم (ماجستير) من الجامعة الأميركية في بيروت، بعد أن أعد رسالة عن أنظمة التعليم في فلسطين في أواخر العهد العثماني.
عيّن سنة 1923 مفتشاً عاماً للمعارف في لواء القدس ومحاضراً في التربية في دار المعلمين في القدس. وفي سنة 1925، عيّن مديراً لدار المعلمين خلفاً للمربي خليل طوطح، وأطلق على الدار اسم "الكلية العربية" وظلَ في هذا المنصب إلى نهاية الانتداب البريطاني في أيار/ مايو 1948.
كما عيّن أحمد سامح في سنة 1946 مساعداً لمدير المعارف إضافة إلى رئاسته "الكلية العربية".
صار يشرف، منذ مطلع أربعينيات القرن العشرين وحتى النكبة، على "المكتبة الخالدية" التي أسسها والده الحاج راغب سنة 1900، وذلك بمعونة الورّاق الشيخ أمين الأنصاري والبحّاثة أسطفان حنا أسطفان.
كان أول عمل عام– غير رسمي- قام به أحمد سامح الخالدي هو إنشاء "لجنة التعليم العالي بين المسلمين"، ثم صار يهتم بأبناء شهداء الثورة الفلسطينية الكبرى، فأنشأ سنة 1939 "لجنة اليتيم العربية العامة" وتولى رئاستها. أشرفت هذه اللجنة على إنشاء مدرسة زراعية نموذجية لأبناء الشهداء في قرية دير عمرو القريبة من القدس، وكانت الأولى من نوعها في المشرق، كما باشر بإنشاء مدرسة على أسس شبيهة بجوارها لبنات الشهداء.
غادر فلسطين بعد وقوع النكبة إلى لبنان سنة 1948، بعد أن وضع حرم "الكلية العربية" تحت حماية الصليب الأحمر لوقوعها في منطقة قتال، ووجّه نشاطه في لبنان للتأليف ولمساعدة اللاجئين الفلسطينيين وتعليم أبنائهم، وبنى مدرسة لهم في قرية الحنيّة من أعمال صور ما زالت قائمة إلى الآن.
أحمد سامح الخالدي ينتمي إلى بيت علم مقدسي عريق. غلبت على تفكيره وأساليب عمله الموضوعية والروح العلمية، وهدف إلى إخراج جيل عربي سليم العقل والفكر ومتين العقيدة العلمية والقومية، وغدت "الكلية العربية"، بإشرافه، أهم صرح تربوي في البلاد ونواة جامعة وطنية فلسطينية لو لم تحتل حرمها القوات الإسرائيلية في أيلول/ سبتمبر 1948، كما احتلت في الوقت عينه مدرستَي دير عمرو.
من أهم مبادئ الخالدي التربوية وجوب أن تكون اللغة الوطنية لغة التعليم في جميع مراحله من بستان الأطفال حتى الجامعة. ولقد اعتُمدت كتبه التربوية في أكثر من قطر عربي منها العراق والأردن. ولعل أكثر ما تميّزت به "الكلية العربية" هو جمعها بين التوكيد على التراث الإسلامي العربي وبين الانفتاح على الثقافات الغربية الأصيلة، حيث كانت تدرس فيها كل من اللاتينية والإغريقية القديمة إلى جانب إفساح المجال لذوي القدرات في الرياضيات والفيزياء. والأغلب أن الكلية انفردت بهذا المنهاج الفذ من بين جميع المعاهد العربية المعاصرة، ولقد تخرّج منها رهط من ألمع المتفوقين الفلسطينيين في مجالات التربية والتأليف والهندسة والاقتصاد.
لم يحتمل الخالدي صدمة النكبة ومعها ضياع "الكلية العربية" ومدرستَي دير عمرو، وتوفي بالسكتة القلبية وهو في عنفوان كهولته في بلدة بيت مري عن عمر لا يناهز الرابعة والخمسين، ودُفن في بيروت بجوار الإمام الأوزاعي الذي أحبه.
ألّف أحمد سامح الخالدي عدة مؤلفات في التربية والتعليم وعلم النفس، كما نشر مقالات عديدة في دوريات فلسطينية وعربية، وعلى الأخص في مجلة "الرسالة" القاهرية سنتي 1948 و1949. اهتم أيضاً بالتاريخ وتحقيق المخطوطات، وقام بترجمة كتب عديدة. وقد مُنح اسمه وسام القدس للثقافة والفنون والآداب من منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1990.
من آثاره:
في التربية:
"إدارة الصفوف". القدس: المطبعة العصرية، 1928.
"أنظمة التعليم" (في جزأين). القدس: المطبعة العصرية، 1933، 1935.
"أركان التدريس". القدس: مطبعة بيت المقدس [1934].
في التاريخ:
"أهل العلم والحكم في ريف فلسطين". تحرير محمود العابدي. عمّان: منشورات دار الثقافة والفنون، 1968.
في تحقيق المخطوطات:
"مثير الغرام بفضائل القدس والشام"، لأبي محمود المقدسي. يافا: 1945.
"الإعلام بفضائل الشام". لأحمد بن عيسى المنيني. مع ملحق لتراجم الصحابة والتابعين الذين نُسبوا الى الشام أو نزلوا أو استشهدوا فيها. القدس: المطبعة العصرية، 1946.
في الترجمة:
"الحياة العقلية: دروس في علم النفس". القاهرة: دار المعارف، 1929. ترجمة لكتاب:
Robert S. Woodworth, Psychology: A Study of Mental Life. New York: Henry Holt and Company, 1921.
"أقنعة الحب". القدس، 1945. ترجمة لكتاب:
Wilhelm Stekel. The Beloved Ego: Foundations of the New Study of the Psyche. London: Kegan Paul, 1921.
المصادر:
الحبّازي، مشهور. "أحمد سامح الخالدي والكلية العربية في القدس: دراسة في النشأة والفكر والتطور والدور المجتمعي". "شؤون فلسطينية" (رام الله)، العدد 256، ربيع 2014، ص 155- 182.
الخالدي، وليد. "المكتبة الخالدية في القدس 1720- 2001". القدس: المكتبة الخالدية، 2002.
دروزة، محمد عزة. "مذكرات محمد عزة دروزة: سجل حافل بمسيرة الحركة العربية والقضية الفلسطينية خلال قرن من الزمن" (خمسة مجلدات). بيروت: دار الغرب الإسلامي، 1993.
زيادة، نقولا. "وجوه وأعلام: أحمد سامح الخالدي". على الرابط: nicolaziadeh.com
العودات، يعقوب. "من أعلام الفكر والأدب في فلسطين". عمّان: د. ن. ، 1976.
"الموسوعة الفلسطينية"، القسم العام، المجلد الأول. دمشق: هيئة الموسوعة الفلسطينية، 1984.
"من هو؟: رجالات فلسطين 1945- 1946". ط 2. عمّان: مؤسسة التعاون، 1999.
نجم، محمد يوسف (إعداد وتحرير). "دار المعلمين والكلية العربية في بيت المقدس". بيروت: دار صادر، 2007.
نويهض، عجاج. "رجال من فلسطين". بيروت: منشورات فلسطين المحتلة، 1981.
Abdul Hadi, Mahdi, ed. Palestinian Personalities: a Biographic Dictionary. 2nd ed., rev. and updated. Jerusalem: Passia Publication, 2006.