المجلس الوطني الفلسطيني
الدورة السادسة
البيان السياسي
القاهرة، 6 أيلول/ سبتمبر 1969
عقد المجلس الوطني الفلسطيني دورته السادسة في القاهرة بين اليوم الأول من أيلول (سبتمبر) 1969 والسادس منه وقد اشترك فيه ممثلن عن القوى والمنظمات الفلسطينية التالية:
وقد اتسمت المرحلة التي انعقدت فيها هذه الدورة بالأهمية والخطورة نظراً للظروف التي يمر بها الكفاح المسلح، فإذا السير في بداية طريق التحول غلى الحرب الشعبية الشاملة داخل أرضنا المحتلة محاط بأجواء من التآمر من قوى العدو المختلفة والقوى المضادة للثورة.
ومن هذا المنطلق كانت القوى التي تمثلت في المجلس الوطني في هذه الدورة تشكل خطوة في طريق تمثيل أكمل للشعب الفلسطيني، ولقد روعي إشراك القوى الفلسطينية العاملة في ميدان الكفاح المسلح بالإضافة إلى الاتحادات والتنظيمات النقابية وبعض ذوي الكفاءات من العاملين في الحقل الوطني.
وأكد المجلس في قراراته وتوصياته إصرار الشعب الفلسطيني على رفض كافة الحلول الاستسلامية، وبشكل خاص قرار مجلس الأمن الصادر بتاريخ 22 تشرين الثاني (نوفمبر) سنة 1967 وأكد أن هدف الثورة الفلسطينية هو تحقيق التحرير الشامل والكامل للتراب الفلسطيني كله من احتلال الصهيونية وقاعدتها إسرائيل ومن وراءهامن قوى الإمبريالية العالمية، وأعلن إصرار الشعب الفلسطيني على المضي في ثورته إلى أن يتم تحقيق النصر وإقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية البعيدة عن كل أشكال التمييز الديني والعنصري.
وأكد المجلس كذلك أن أسلوب الثورة هو الكفاح المسلح معززاً بصورة الكفاح الأخرى لاسترداد الوطن المغتصب وأن أداة الثورة هي الجماهير العربية داخل الأرض العربية المحتلة وخارجها مدعومة بمشاركة متزايدة من الجماهير العربية المناضلة، ومن سائر قوى التحرير والتقدم في العالم.
وأكد المجلس في كافة مناقشاته وتوصياته استقلال العمل الفلسطيني استقلالاً كاملاً ورفض سائر محاولات فرض النفوذ والسيطرة أو الاحتواء أو الوصاية التي تحاولها أو قد تحاولها أية جهة من الجهات وإن كان المجلس لم يفضل التأكيد على البعدين القومي والإنساني للثورة الفلسطينية باعتبارهما جزءاً من الثورة العربية ومن حركة التحرير العالمي.
وما قيام الولايات المتحدة زعيمة الإمبريالية العالمية بتسليم طائرات الفانتوم إلى إسرائيل إلاّ دليل جديد على مدى تواطؤ الإمبريالية العالمية والصهيونية على تهديد سائر أقطار الوطن العربي من المحيط إلى الخليج عن طريق قاعدتها إسرائيل.
ولمواجهة هذا التحدي الإمبريالي الصهيوني يتحتم على الجماهير العربية أن تقف جبهة متراصة لحماية الثورة الفلسطينية ودعم صمود شعبنا في فلسطين المحتلة ومطالبة الحكومات العربية بالقيام بواجباتها تجاه الثورة الفلسطينية ولا سيما الالتزامات المترتبة عليها لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وأكد المجلس الوطني سياسته السابقة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية على أن تلتزم هذه الدول بعدم التعرض لمسيرة الثورة وحرية العمل الفلسطيني، وحق شعبنا في تقرير مصيره وحماية قضيته.
وانطلاقاً من هذه المبادىء واجه المجلس الوطني الأزمة المفتعلة في لبنان مؤكداً حق الجماهير الفلسطينية في حرية العمل والتحرك على الأرض العربية مستنكراً كافة محاولات التصدي بقوة السلاح لجماهيرنا العزلاء في مخيماتها.
والمجلس الوطني إذ يشجب هذه المحاولات المشبوهة التي لا تخدم إلاّ المخططات الصهيونية والإمبريالية يتوجه بالتحية إلى الشعب العربي لبنان لمساندته للثورة الفلسطينية والتفافه حولها.
وأولى المجلس اهتماماً خاصاً لموضوع الوحدة الوطنية مؤكداً حرصه على متابعة الجهود لتحقيقها على الوجه الأكمل لتكون أداة فعالة في تصعيد الكفاح المسلح وتطويره.
وأوصى المجلس استكمال إجراء توحيد الجباية المالية وبشكل خاص في الأردن كما أوصى بدعم وتطوير جيش التحرير الفلسطينية بما يتناسب مع متطلبات المرحلة القادمة وأوكل إلى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني مهمة توفير الخدمات الطبية لكافة المقاتلين كما كلف اللجنة التنفيذية بتعزيز الرعاية المقدسة إلى أسر الشهداء والمصابين والأسرى.
وتناول المجلس بالبحث والمناقشة وسائل تأكيد المنحى العلمي للثورة معتمداً التخطيط والتنهيج والإحصاء أساساً للعمل الثوري نظرية وتطبيقاً، فقرر دعم التخطيط الفلسطيني بالكفايات والمواد اللازمة.
وكان من أبرز القرارات التي اتخذها المجلس في دورته تشكيل محمة الثورة لتكون الجهة الوحيدة صاحبة الحق في إصدار الأحكام التي تكفل تأمين العدل وضمان أمن الثورة ومنع المحاولات التخريبية التي تتم بوحي من العدو وعملائه.
وأقر المجلس التفاعل الكامل مع حركات التحرر في الوطن العربي وفي العالم، كما وجه التحية إلى كافة الشعوب والدول الصديقة وقوى التحرر في العالم مواقفها المؤيدة لنضال شعب فلسطين.
وقرر المجلس توجيه تحية التقدير والإعجاب لجماهيرنا المناضلة في الأرض المحتلة لمواقفها الصامدة في وجه الاحتلال الإسرائيلي مؤكداً أن هذه الجماهير المكافحة هي الضمانة الكبرى لنجاح ثورتنا المجيدة.
يا جماهير شعبنا الثائر:
وعياً من المجلس الوطني لمحاولات الحصار والتآمر على قضيتنا وثورتنا وانطلاقاً من إصرار الجماهير الفلسطينية والعربية على المضي في درب الكفاح المسلح حتى يتحقق التحرير الشامل لوطننا المغتصب مهما كانت التضحيات وغلا الثمن فإننا نعاهدكم أن نكون أمناء على قضية الثورة والسير بها إلى النصر والتحرير.
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1969". بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1971، ص. 386-389.