جدول الأحداث الكلي

جدول الأحداث الكلي

Highlight
حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية
2002-اليوم

خلافاً لغيرها من منظمات المقاومة الفلسطينية التي انخرطت في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية عقب حرب عام 1967 ، أُسست حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية في مرحلة تاريخية متأخرة خلال أحداث الانتفاضة الثانية التي عُرفت باسم "انتفاضة الأقصى"، ولم تنضم رسمياَ إلى صفوف منظمة التحرير إلا في سنة 2018.

التأسيس، والأهداف ووسائل الكفاح

في السابع عشر من حزيران/ يونيو 2002 أعلن كل من حيدر عبد الشافي في قطاع غزة ومصطفى برغوثي في مدينة رام الله  في الضفة الغربية ، وإبراهيم الدقاق في القدس الشرقية ، في وقت واحد، إطلاق "المبادرة الوطنية الفلسطينية للنهوض بالشعب الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال، ومن أجل العدالة والنزاهة والعيش الكريم وحماية القرار الفلسطيني المستقل وتحقيق السلام العادل." ويُعتقد أن إدوارد سعيد أستاذ الأدب الإنكليزي والمقارن في جامعة كولومبيا الأميركية كان أيضاً من مؤسسي هذه "المبادرة".

اتخذت "المبادرة الوطنية الفلسطينية" شكل "حركة وطنية ديمقراطية واسعة مفتوحة لمساهمة ومشاركة كل من يوافق على أهدافها"، وصار مصطفى البرغوثي، الذي كان سابقاَ من قيادات حزب الشعب الفلسطيني ومن مؤسسي "لجان الإغاثة الطبية " ورئيسها، يشغل منصب أمينها العام. وقد ركزت الحركة على تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية، هي:

أولاً، تحقيق حرية الشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ، وعودة اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا من ديارهم في سنة 1948؛

ثانياً، تحقيق الديمقراطية الداخلية وبناء نظام ديمقراطي فعّال يضمن مشاركة الشعب وإجراء الانتخابات الحرة وفصل السلطات واستقلالية القضاء وحق الشعب الفلسطيني في اختيار قياداته بصورة حرة وديمقراطية كاملة، وضمان حرية التعبير السياسي والتنظيم السياسي وتقوية المجتمع المدني الفلسطيني؛

ثالثاً، تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال مناصرة حقوق المرأة والفئات المهمشة في المجتمع، ومكافحة الفقر وخلق فرص العمل للعاطلين وتأمين حقوق ذوي الحاجات الخاصة والمعاقين.

وإذ تعارض حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية اتفاقات أوسلو ، فهي تدعو إلى تغيير السياسة الفلسطينية الرسمية المستندة إلى المفاوضات الثنائية التي ترعاها الولايات المتحدة ، وإلى تنفيذ قرارات المجلس الوطني الفلسطيني  التي أقرها في آذار/ مارس 2015، وعلى رأسها وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، كما تدعو إلى تعزيز مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيلها وتكريس الديمقراطية في بنيانها، بما في ذلك إجراء انتخابات المجلس الوطني. وترى أنه إذا ما دمرت إسرائيل خيار الدولة المستقلة باستيطانها التوسعي المستمر، "فلن يبقى سوى حل واحد، وهو خيار دولة ديمقراطية واحدة تضم الفلسطينيين والإسرائيليين، يعيش فيها الجميع بحقوق وواجبات متساوية في كل أراضي فلسطين".

وتؤكد حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بالأشكال كافة، طالما يحترم القانون الإنساني الدولي، لكنها تعتبر أن النمط الأفضل والأكثر فعالية في هذه الظروف هو المقاومة الشعبية، وتدعو إلى تنشيط حركة المقاطعة وفرض العقوبات على نظام الاحتلال الإسرائيلي الذي تحوّل، في تقديرها، إلى نظام أبرتهايد كامل، يشمل "كل مكونات المنظومة الإسرائيلية، ويمارس اضطهاداً عنصرياً ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وأراضي 1948، وضد اللاجئين الفلسطينيين المهجرين بالقوة والمحرومين من حقهم في العودة إلى وطنهم"، كما ترى الحركة في الإعلام المرئي والمسموع وسيلة فعالة للنضال ضد الاحتلال ولتحقيق أهدافها.

المشاركة في الانتخابات التشريعية والرئاسية

بعد رحيل الرئيس ياسر عرفات ، والدعوة إلى إجراء انتخابات لرئاسة السلطة الفلسطينية ، أعلن الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 2004، ترشحه لهذا المنصب في مواجهة مرشح حركة "فتح " محمود عباس ، معتبراً أن هذه الانتخابات "لا تخاض من أجل منصب أو مركز، فالسلطة الفلسطينية بكاملها تحت الاحتلال، لكنها تخاض لاختيار نهج وقيادة النضال الوطني من أجل الحرية والاستقلال، ومن أجل برنامج كفاح وطني وشعبي" يعبّر "عن إرادة وحقوق الأغلبية في المجتمع الفلسطيني". وحصل البرغوثي في تلك الانتخابات على ما يقرب من 20% من الأصوات. وفي الانتخابات التشريعية التي جرت في كانون الثاني/ يناير 2006، قدمت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية قائمة انتخابية باسم "فلسطين المستقلة" ترأسها مصطفى البرغوثي، وفازت بمقعدين كان أحدهما للبرغوثي نفسه والثاني للسيدة راوية الشوّا من قطاع غزة.

ولدى إعلان إجراء انتخابات تشريعية في 22 أيار/ مايو 2021، شكّلت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، قائمة انتخابية باسم "نحو التغيير وإنهاء الانقسام"، ضمّت 50 مرشحاً من ناشطين في الحركة وشخصيات وطنية مستقلة، واحتلت النساء فيها نسبة 32%، وكان أكثر من ثلثيها من الشباب والشابات. وقد عارضت الحركة القرار الذي اتخذه الرئيس محمود عباس بإرجاء عقد هذه الانتخابات، ودعت إلى التراجع عنه والإصرار على إجراء الانتخابات في موعدها، بما في ذلك داخل مدينة القدس، ورفض إعطاء الاحتلال "حق الفيتو على الانتخابات الديمقراطية الفلسطينية"، وجعلها "معركة مقاومة شعبية وأداة للوحدة الوطنية في مواجهة الاحتلال".

الموقف من المشاركة في حكومة السلطة الوطنية

شارك البرغوثي في حكومة الوحدة الوطنية التي شكلها زعيم حركة "حماس " إسماعيل هنية سنة 2007، وشغل فيها منصب وزير الإعلام. لكن الحركة صارت تتبنى، فيما يتعلق بمشاركتها في حكومات السلطة الوطنية، موقفاً يقوم على رفض المشاركة في أي حكومة فلسطينية لا تعبّر عن الوحدة الوطنية الشاملة. وأكدت، بعد قيام الرئيس محمود عباس بحل المجلس التشريعي في كانون الأول/ ديسمبر 2018، أن مشاركتها في تولي أي مسؤوليات حكومية يجب أن تأتي من إرادة الشعب الفلسطيني الحرة من خلال الانتخابات الديمقراطية والعامة. وأعلنت الحركة في هذا السياق، في مطلع نيسان/ أبريل 2019، اعتذارها عن المشاركة في الحكومة الفلسطينية الثامنة عشرة التي ترأسها محمد اشتية ، مؤكدة أنها ستدعم جهود هذه الحكومة في تحقيق ما كلفت به "من إنهاء للانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، وتعزيز الصمود الفلسطيني، وتوسيع المقاومة الشعبية وحركة المقاطعة، وفي إجراء الانتخابات الديمقراطية الرئاسية والتشريعية وللمجلس الوطني في كافة أنحاء الوطن".

إنهاء الانقسام الفلسطيني المهمة الأكثر أهمية

اعتبرت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، بعد سيطرة حركة "حماس" على قطاع غزة في صيف سنة 2007 وتكرس الانفصال بين الضفة الغربية وقطاع غزة، أن "أكثر ما يؤذي الوضع الفلسطيني ويحد من تحويل نضاله إلى نتائج ملموسة هو استمرار الانقسام بين حركتَي فتح وحماس"، مقدرة أنه "لا توجد مهمة أكثر أهمية من الإسراع في إنهاء الانقسام وتشكيل قيادة وطنية موحدة". وكان مصطفى البرغوثي ضمن الموقعين على اتفاق المصالحة بين هاتين الحركتين في نيسان/ أبريل 2014، والمعروف باسم اتفاق مخيم الشاطئ في غزة، وهو أعرب عن أسفه بعد فشل ذلك الاتفاق في إنهاء الانقسام، مؤكداً أن لا حل لهذا الانقسام إلاّ بإقرار كل من حركتي "فتح" و"حماس" واعترافهما بأنهما لا تستطيعان قيادة الساحة منفردتين، وأن الخلاف القائم بينهما هو "خلاف على سلطة تقبع تحت الاحتلال، مما يعني أنه اختلاف على شيء بلا سيادة؛ ولذلك، فإن هذا النزاع لا مبرر له، والأولى أن نتوافق على الاتحاد في نضال وطني تحرري مشترك لتحقيق حرية الشعب الفلسطيني".

ومن ناحية أُخرى، تناضل حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية من أجل "كسر الحصار الاحتلالي الظالم عن قطاع غزة، ورفع المعاناة عن أهله، وإلغاء كل إجراءات التمييز ضد سكانه، والعاملين فيه، وحمايته من الاعتداءات الهمجية المتكررة ضده"، مؤكدة "الوحدة المصيرية التي لا تنازل عنها بين الضفة بما فيها القدس وقطاع غزة وكل فلسطين".

المشاركة في منظمة التحرير الفلسطينية وفي التجمع الديمقراطي الفلسطيني

تقدمت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية بطلب إلى دورة المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية ، التي عُقدت في آذار/ مارس 2015، للاعتراف بها فصيلاً من فصائل منظمة التحرير. وقد وافقت تلك الدورة على طلبها، الذي صادق عليه المجلس الوطني الفلسطيني في دورته التي انعقدت في أواخر نيسان/ أبريل ومطلع أيار/ مايو 2018. بيد أن أمين عام الحركة، مصطفى البرغوثي، لم يُنتخب إلى الآن عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وإن صار يدعى في أغلب الأحيان للمشاركة في اجتماعات القيادة الفلسطينية.

ولكونها تصنّف نفسها في عداد القوى الديمقراطية الفلسطينية، شاركت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية في أواخر سنة 2018، إلى جانب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وحزب الشعب الفلسطيني والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) وشخصيات مستقلة، في تشكيل "التجمع الديمقراطي الفلسطيني " الذي أُعلن رسمياً في 3 كانون الثاني/ يناير 2019 خلال مؤتمر مشترك عُقد بالتزامن في مدينتَي غزة ورام الله، ليكون "صيغة ائتلافية تعمل داخل إطار منظمة التحرير الفلسطينية وعلى المستوى الشعبي من أجل بناء كتلة شعبية متنامية تساهم في تفعيل المقاومة الشعبية ضد الاحتلال، وتستنهض المعارضة الجماهيرية للسياسات التي تغذي عوامل الضعف في حركتنا الوطنية عبر إدامة وتكريس الانقسام والتنكر للديمقراطية والشراكة الوطنية". بيد أن تجربة هذا التجمع لم تعمر طويلاً، وانفرطت هذه الصيغة الائتلافية كسابقاتها من تجارب توحيد نشاط القوى الديمقراطية واليسارية في الساحة الفلسطينية.

لا شك في أن تجربة حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية هي تجربة فريدة من نوعها في الساحة الفلسطينية، فهي أُعلنت بصفتها "مبادرة" للنهوض بالشعب الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال، ومن أجل العدالة والنزاهة والعيش الكريم، وتحولت إلى حركة سياسية، لا تبرز طبيعة هويتها الإيديولوجية مع أنها تصنّف نفسها في عداد القوى الديمقراطية الفلسطينية. ولم يبرز على نطاق واسع من قيادتها سوى أمينها العام مصطفى البرغوثي.

جدول الأحداث الكلي
E.g., 2024/12/05
E.g., 2024/12/05