جدول الأحداث الكلي

جدول الأحداث الكلي

Highlight
الفلسطينيون في السويد
ملتزمون بفلسطين ومتجاوزون أوضاعهم القانونية المتنوعة

تقيم جالية فلسطينية كبيرة في السويد ، نشأت عن هجرة فلسطينيين إلى هذا البلد في فترات تحوّل تاريخية، ارتبطت بأحداث عديدة مؤلمة في تاريخهم.

تاريخ الجالية

حدثت أول هجرة فلسطينية كبيرة إلى السويد في ستينيات القرن العشرين، عندما وصل إليها طلاب لاجئون من لبنان وسوريا والأردن للتدريب المهني، وذلك من خلال ترتيب تعاوني بين وكالة "الأونروا " وشركات سويدية كبيرة مثل فولفو . وبعد التدريب، بقي بعض هؤلاء في السويد وعملوا في شركات التصنيع الآخذة في التوسع، وشكّلوا نواة مجتمع فلسطيني مستقر. ثم وصلت موجة ثانية كبيرة من المهاجرين الفلسطينيين بعد حرب عام 1967 ، هرباً من التوسع العسكري الإسرائيلي. بيد أن أكبر مجموعة من الفلسطينيين وصلت إلى السويد، هي تلك التي قدمت في عقد الثمانينيات، في أعقاب حرب لبنان وإجلاء منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان، وما مُني به مجتمع اللاجئين الفلسطينيين من ضعف جراء ذلك.

 ‎كما وصل السويد فلسطينيون من ليبيا ودول الخليج والعراق ، ومؤخراً من قطاع غزة وسوريا. وقد تضمنت الموجة الكبيرة من اللاجئين، الذين هاجروا من سوريا جراء الحرب السورية بين سنتي 2012 و2015، عدداً كبيراً من اللاجئين الفلسطينيين الذين كانوا يقيمون فيها على مدى أجيال منذ النكبة . وقد مُنح جميع اللاجئين الآتين من سوريا (بغض النظر عن جنسياتهم)، ما بين سنتي 2013 و2016، إقامة دائمة في السويد.

إن العديد من الفلسطينيين (من عديمي الجنسية أو من حاملي وثائق سفر ممنوحة للاجئين) الذين هاجروا إلى السويد قادمين من  لبنان والعراق وسوريا وليبيا ودول الخليج وقطاع غزة، هم ممن خبروا اللجوء والهجرة مرات عديدة جراء الحروب التي شهدوها وحالات انعدام الأمن في الشرق الأوسط . وهم ليسوا جميعهم "لاجئين" وفق التعريف القانوني للمصطلح، إذ كان بعضهم يعيش في دول الخليج عندما هاجر إلى السويد. وهذه المجموعة تواجه وضعاً صعباً على نحو خاص في النظام السويدي لأن أفرادها يفتقرون في أكثر الأحيان إلى المبررات القانونية الصالحة للحصول على اللجوء أو الحماية، وبالتالي فهم نادراً ما يحصلون على تصاريح إقامة. وهكذا، بينما يُفترض، من الناحية القانونية، أن يغادروا البلاد، فإن القانون نفسه "يمنع  ترحيلهم"، لأنهم عديمو الجنسية ولا يوجد بلد يمكنهم العودة إليه.

ونظراً إلى وفود المهاجرين من أصل فلسطيني إلى السويد في موجات عديدة وفي أوقات تاريخية مختلفة، فإن عدداً كبيراً منهم أصبحوا اليوم مواطنين سويديين، ولا تسجل إحصاءات الدولة الرسمية بلدهم الأصلي؛ كما لا يُسجل البلد بالنسبة إلى الأشخاص عديمي الجنسية عند وصولهم. ويقدر عدد الفلسطينيين المقيمين بالسويد بنحو 75.000-80.000 في سنة 2023.

ويختلف الوضع القانوني للأشخاص الذين يعرّفون عن أنفسهم بأنهم فلسطينيون. ويشمل ذلك الأفراد المولودين في السويد (ومن ثم فهم مواطنون سويديون)، وأولئك الذين ولدوا في فلسطين أو في السويد وكان أحد والديهما على الأقل مولوداً في فلسطين، وكذلك الأفراد عديمي الجنسية، والمواطنين الفلسطينيين من الأردن، والأفراد المولودين في لبنان أو العراق أو سوريا أو ليبيا أو الإمارات العربية المتحدة أو دول الخليج الأُخرى، وطالبي اللجوء والوافدين حديثاً واللاجئين ممن لا يحملون أوراقاً ثبوتية، والأشخاص الذين يحملون وثائق سفر موقتة من مختلف الدول العربية، والأشخاص الذين لديهم مجموعة من الوثائق أو الأشخاص "غير معروفي الهوية". والفروقات بين المنتمين إلى جميع هذه الفئات تكون، عادة، غير واضحة، وأحياناً متداخلة، ولا يجمعهم سوى أنهم يعرّفون عن أنفسهم بأنهم فلسطينيون. فهم ربما عاشوا في السويد على مدى عقود، وقد تمتد عائلاتهم لجيلين أو ثلاثة أجيال، أو قد يكونون مهاجرين حديثين. ويختلف وضعهم القانوني وبلد مولدهم ومدة إقامتهم في السويد، كما أن هوياتهم غير واضحة وغير ثابتة.

التنظيم

شارك الفلسطينيون في السويد منذ قدومهم إلى هذا البلد في مجموعة متنوعة من أشكال النشاط والضغط من أجل قضية فلسطين. وهم ينظمون فعاليات للحفاظ على الثقافة والهوية الفلسطينية ورعايتهما في وطنهم الجديد. وارتبط تنظيمهم ونشاطهم السياسيان بالبنية السياسية للسويد وسياسة السويد الشرق أوسطية. في الثمانينيات، كان التضامن مع فلسطين مرتبطاً بالروابط التي أقامتها حركة "فتح " مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي ، لكن أيضاً مع حزب اليسار (الذي كان يُسمى آنذاك حزب اليسار الشيوعي) ومع الأحزاب والمنظمات اليسارية الأصغر حجماً. ومنذ ذلك الحين، ارتبطت حركة التضامن المؤيدة لفلسطين (إلى حد كبير) باليسار السويدي، وما زالت الحال كذلك إلى اليوم. أمّا تحالف المحافظين السويديين فهو يميل، عموماً، إلى تأييد إسرائيل. ومثلما هي الحال في دول أُخرى، تنشط في السويد جماعات ضغط تهدف من خلال روابطها السياسية، إلى التأثير في سياسة البلد الخارجية. ومع ذلك، فإن مناصرة الفلسطينيين السياسية لم تصل يوماً إلى أن تشكل صوتاً قوياً في السويد، وذلك على الرغم من أن الحكومات التي يهيمن عليها الديمقراطيون الاشتراكيون كانت تميل إلى التعاطف مع القضية الفلسطينية.

منظمتا التضامن الرئيسيتان هما "المجموعات الفلسطينية " و"لجنة فلسطين ". وقد دعمت هاتان المنظمتان مشاريع في لبنان وقطاع غزة والضفة الغربية من خلال تمويل مقدم من الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي "سيدا"، بالإضافة إلى دفاعهما عن القضية الفلسطينية والضغط في سبيل مناصرتها. وفي سنة 2023، خفضت الحكومة السويدية المحافظة التي وصلت إلى الحكم هذا التمويل بصورة كبيرة. وبمرور الوقت، تم إنشاء منظمات أُخرى أصغر، مثل "سفينة إلى غزة " التي تحاول الوصول إلى قطاع غزة من خلال سفن تُبحر عبر البحر الأبيض المتوسط ، أو الفروع المحلية لشبكة "صامدون " الدولية التي تركز على الأسرى الفلسطينيين. أمّا "حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات " (BDS) ذات الطابع العالمي، فإنها تتسم، في السويد، بتنظيمها الفضفاض ولا تجتذب أي دعم واسع النطاق. فضلاً عن ذلك، هناك مجموعة واسعة من المنظمات والجمعيات الدينية والثقافية والسياسية الفلسطينية التي تتمتع في كثير من الأحيان بحضور محلي قوي. كما أننا نجد شبكات عائلية ومجتمعية قوية في بعض ضواحي مدينة مالمو ومدن أُخرى حيث تقيم تجمعات فلسطينية كبيرة نسبياً. وثمة منظمات صغيرة تنشأ ثم تميل إلى التلاشي بحسب الشبكات الموجودة والالتزام الفردي. وقد يتمحور نشاطها في التعريف بالتراث الثقافي الفلسطيني والموسيقى والأدب والمطبخ الفلسطيني، وتوفير منصة لتنظيم حفلات الزفاف، ومساعدة المهاجرين الوافدين حديثاً، أو لحشد الدعم السياسي للقضية الفلسطينية. ويركز العديد من المنظمات على الحفاظ على الهوية الثقافية والسياسية الفلسطينية.

منذ سنة 2000، تؤدي شبكة الإنترنت دوراً متنامياً في التعبئة والنشاط، وتوفر لمجتمعات الشتات أدوات جديدة للتواصل مع الوطن وتجاوز الحدود العالمية، مثل مجموعات الفيسبوك، ومنها "نحن الذين نحب فلسطين " و"الجالية الفلسطينية في السويد ". وينشط العديد من التجمعات ومجموعات الدردشة على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا يولّد الكثير من تعبيرات الدعم خلال أحداث العنف الكارثية التي تقع في قطاع غزة أو في الضفة الغربية، لكن سرعان ما تنحسر هذه التعبيرات عندما ينحسر العنف في فلسطين. وعندما يُمارس العنف على نطاق واسع في قطاع غزة أو الضفة الغربية، تلجأ هذه القنوات إلى استخدام الشبكات في فلسطين لنشر المعلومات وإيصال المظالم والتعبير عن المقاومة. فخلال الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة "حماس " سنة 2023، خرجت تظاهرات أسبوعية في المدن السويدية للمطالبة بإنهاء الحرب والتعبير عن التضامن مع فلسطين. كما كان هناك تكثيف للنشاط على وسائل التواصل الاجتماعي، كما هي الحال في أجزاء أُخرى كثيرة من العالم.

منذ اعتماد تعريف معاداة السامية الذي روج له التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست ، اتُهم الناشطون الفلسطينيون بنشر دعاية معادية للسامية. وقد ترك هذا التطور، إلى جانب المواقف العنصرية والإسلاموفوبيا السائدة في المجتمع السويدي، آثاره في الحد من إمكانات الجالية الفلسطينية في السويد واستعدادها للتنظيم السياسي.

الاندماج/ الهوية

الفلسطينيون الذين وصلوا إلى السويد في ستينيات القرن الماضي تمكنوا من الاندماج على نحو جيد إلى حد ما، واستطاعوا بذلك توفير الدعم للوافدين الجدد. وكانت شبكات العائلات والأقارب ناشطة في تسهيل تكيُّف المهاجرين الجدد مع واقعهم الجديد. وبطبيعة الحال، يختلف مستوى الاندماج، ويتوقف إلى حد ما على مدة الإقامة في السويد. ويقول الفلسطينيون الذين نشأوا في السويد، أو الذين أصبحوا مواطنين سويديين، إنهم يشعرون بأنهم فلسطينيون وسويديون بالقدر نفسه. إنهم يقدّرون الشعور بالأمان والأمن والمواطنة والنظرة الإنسانية للعالم والحريات المدنية التي يتمتعون بها في السويد.

وفي حين يشعر الكثيرون منهم بأنهم يتنقلون بسهولة نسبية بين هويتيهما الفلسطينية والسويدية، يجد بعضهم في أكثر الأحيان أنفسهم موضع تساؤل من جانب أغلبية السكان السويديين البيض الذين حددوا المعايير والأفكار إزاء ما يعنيه أن يكون المرء "سويدياً". ومع تصاعد العنصرية السياسية في السويد، صار الفلسطينيون وغيرهم من أفراد مجتمعات المهاجرين يواجهون صعوبات في التكيّف، في حين أن الأطفال المولودين لأبوين فلسطينيين يندمجون بشكل كامل في أكثر الأحيان. ومهما يكن، لم تخصص، حتى الآن، دراسات وأبحاث وافية لمسألة اندماج الفلسطينيين في المجتمع السويدي.

لقد أثبت الفلسطينيون حضورهم في مجالات الأعمال التجارية، وريادة الأعمال، والوظيفة العامة، وفي المجال الثقافي. فوالد فنان البوب الذي يحظى بشعبية كبيرة في البلد إريك سعادة هو فلسطيني وُلد ونشأ في لبنان. كما أن لدى شخصيات تلفزيونية مثل فرح عبادي وجينا ديراوي وطارق تايلور خلفيات فلسطينية، وتتطرق وسائل الإعلام أحياناً إلى أصولهم.

يشعر الفلسطينيون في السويد أن من المهم بالنسبة إليهم الحفاظ على هويتهم الفلسطينية ورعايتها والحفاظ على روابطهم مع الوطن، والتفاعل مع التطورات السياسية في فلسطين. ويصف الكثيرون من أجيال مختلفة النشاط من أجل فلسطين بأنه "مسؤولية"، ويعتبرون التعريف عن أنفسهم بصفتهم فلسطينيين عملاً سياسياً بقدر ما هو فعل ثقافي.

جدول الأحداث الكلي
E.g., 2025/01/10
E.g., 2025/01/10

الحكم العثماني

1500

1600

1700

1800

1810

1820

1830

1840

1850

1860

1870

1880

1890

1900

1901

1902

1903

1904

1905

1906

1907

1908

1909

1910

1911

1912

1913

1914

1915

1916

الاحتلال البريطاني وعهد الانتداب المبكر

1917

1918

1919

1920

1921

1922

1923

1924

1925

1926

1927

1928

1929

1930

1931

1932

1933

1934

1935

عهد الانتداب المتأخر

1936

1937

1938

1939

1940

1941

1942

1943

1944

1945

1946

حرب فلسطين والنكبة

1947

1948

1949

ارتدادات حرب فلسطين

1950

1951

1952

1953

1954

1955

1956

1957

1958

1959

1960

1961

1962

1963

1964

1965

صعود الحركة الوطنية الفلسطينية

1966

1967

1968

1969

1970

1971

1972

بعد حرب سنة 1973: سلام منفصل وحرب أهلية

1973

1974

1975

1976

1977

1978

1979

1980

1981

منظمة التحرير الفلسطينية: هزيمة، وانشقاقات، وبقاء

1982

1983

1984

1985

1986

الانتفاضة الأولى والمفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية

1987

1988

1989

1990

1991

1992

مسار أوسلو: نحو الفشل

1993

1994

1995

1996

1997

1998

1999

الانتفاضة الثانية وحقبة ما بعد عرفات

2000

2001

2002

2003

2004

2005

فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية والاعتداء عليه

2006

2007

2008

2009

2010

2011

2012

2013

2014

2015

2016

أمام مأزق يزداد استعصاء، فلسطين إلى أين؟

2017

2018

2019

2020