جدول الأحداث الكلي

جدول الأحداث الكلي

Highlight
مخيم البقعة
الأردن

يضم مخيم البقعة، من بين سائر المخيمات الفلسطينية في الأردن، أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين. وهو يقع في محافظة البلقاء، على بعد 20 كيلومتراً  شمال مدينة عمّان. وتحيط به أراضٍ شديدة الخصوبة مخصصة للإنتاج الزراعي. ومع أن المخيم يتميّز بأنه مركز اقتصادي نابض بالحياة، إلاّ إن سكانه يعانون جرّاء ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، مثلما هي حال سكان جميع مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.

إنشاء المخيم

تعرض سكان مخيم البقعة للتهجير عدة مرات؛ إذ كان قسم منهم ضحايا التطهير العرقي الذي شهدته بلدات وقرى فلسطين خلال حرب 1948، وانتقل للعيش في مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، بينما يعود أصل قسمهم الآخر إلى الضفة الغربية. ونزح أفراد هذين القسمين قسراً خلال حرب حزيران/ يونيو 1967 إلى الأردن، حيث عاشوا في خيام في بلدة الكرامة في غور الأردن، التي كانت آنذاك معقلاً لحركة المقاومة الفلسطينية، وخصوصاً حركة "فتح". وفي آذار/ مارس 1968، دفعت المواجهات العسكرية بين القوات الإسرائيلية، من جهة، والجيش الأردني والفدائيين الفلسطينيين (الذين كانوا ينطلقون من غور الأردن لتنفيذ عمليات في فلسطين المحتلة)، من جهة ثانية، سكان مخيم الكرامة للاجئين إلى الانتقال إلى مخيمات أُخرى.

أُقيم مخيم البقعة على أرض مملوكة لقبيلتي عدوان والوريكات لاستقبال النازحين الفلسطينيين الآتين من الكرامة؛ واستأجرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) الأرض من الحكومة الأردنية. ويُصنّف المخيم كواحد من مخيمات الطوارئ الرسمية الستة التي أنشأتها الحكومة الأردنية في سنة 1968 بالتنسيق مع وكالة "الأونروا" لإيواء موجة جديدة من اللاجئين القادمين من فلسطين. وعُرف المخيم في البدء باسم عين الباشا، واستقبل أغلبية الذين كانوا قد لجأوا إلى مخيم الكرامة. وتعود أصول اللاجئين الذين استقروا فيه إلى عجور وبيت محسير وأريحا والعباسية وبئر السبع والفالوجا والجفتلك وصُمّيْل وغيرها من القرى والبلدات الفلسطينية.

الديموغرافيا والبنية التحتية

في سنة 1968، كان المخيم يضم 5000 خيمة تؤوي 26.000 شخص على مساحة 1.4 كيلومتر مربع فقط من الأرض. وبين سنتَي 1969 و1971، بدأت وكالة "الأونروا" استبدال الخيام بمساكن جاهزة من أجل توفير حماية أفضل للسكان خلال فصول الشتاء الباردة؛ وبنت حينها نحو 8000 وحدة سكنية. ومنذ ذلك الحين، بنى السكان هياكل خرسانية تشبه إلى حد كبير مساكن المنطقة الحضرية المحيطة بالمخيم. ويشير تقرير "دائرة الشؤون الفلسطينية" التابعة لوزارة الخارجية في الأردن، لسنة 2020 إلى أن المخيم يقع على مساحة 1.496.626 دونماً (الدونم = 1000 متر مربع) ويضم 11.500 وحدة سكنية يعيش فيها 128.586 لاجئاً.

صُمم مخيم البقعة على شكل شبكة، إذ يمر شارع رئيسي في وسط المخيم يقسمه إلى قسمين، بينما تفصل شوارع صغيرة ضيقة بين المربعات السكنية المكتظة. ويقع المخيم على حدود طريق الملوك السريع (الطريق السريع 35) الذي يربط العاصمة بسائر أنحاء البلد، ويوجد بالقرب منه العديد من المحلات التجارية والشركات.

ويعاني المخيم أوضاع سكن سيئة؛ فالوحدات السكنية مكتظة ومرافق البنية التحتية غير كافية، ومعظم المساكن صغير الحجم، يكاد لا يسع ساكنيه من أفراد العائلات الممتدة أو الموسعة، كما أنه سيئ البناء وغير معزول على نحو كافٍ، وهو ما يعرّض السكان لدرجات الحرارة الشديدة في الصيف وللبرد القارس في الشتاء. وقد عملت "دائرة الشؤون الفلسطينية"، منذ سنة 2006، على تخصيص الأموال اللازمة لتطوير البنية التحتية للوحدات السكنية وإعادة تأهيلها؛ وهو مشروع أُنجز على مراحل وتمّ، بحلول سنة 2021، تجديد 1087 وحدة سكنية في الإجمال. وصارت الدائرة تسمح لسكان المخيم ببناء طبقتين فوق وحدتهم.

وبمرور الوقت، غادر المخيم جميع الذين وجدوا إلى ذلك سبيلاً، لكنهم استقروا في المنطقة القريبة منه حتى يتمكنوا من الاستفادة من خدمات "الأونروا"، وبنوا منازلهم في منطقة عين الباشا. وصار بعض هؤلاء اللاجئين، بفضل هذا التوسع الأفقي للمخيم، من أصحاب الأراضي، بينما حافظ  بعضهم الآخر على وحداتهم السكنية في المخيم. وقد استفادت المجموعتان من السوق النابضة بالحياة في المخيم، والخدمات الصحية والتعليمية الأساسية التي توفرها "الأونروا". وقد استحوذ على الوحدات السكنية للاجئين، الذين خرجوا من المخيم، لاجئون فلسطينيون آخرون، أو سكنها عمال مهاجرون من ذوي الدخل المحدود. وفي بعض الأحيان، استأجرت أسر في المخيم الوحدات التي تم إخلاؤها لتوسيع مساحة معيشتها وإيواء أفراد العائلة الممتدة في الجوار. وبعد سنة 2011، انتقل العديد من الفلسطينيين القادمين من سورية إلى مخيم البقعة واستأجروا منازل بالقرب من أقاربهم.

وبفضل تدخلات "الأونروا" ومبادرات اللاجئين، صار المخيم حالياً مجتمعاً صاخباً، يحتوي على شوارع منظمة وطرق وأعمال تجارية ومرافق للبنية التحتية، في مزيج فريد من الوجود الموقت والدائم، يشبه المدن غير الخاضعة للتنظيم المدني أو التجمعات العشوائية.

الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية

تنطوي الظروف المعيشية في مخيم البقعة على جملة من التحديات. إذ ذكر أحدث تقرير أصدرته "مؤسسة فافو" البحثية النروجية (2013) أن المخيم يحتل المرتبة الثالثة بين أفقر المخيمات العشرة في الأردن. وتفيد التقارير أن 32% من سكان المخيم يعيشون على دخل أقل من خط الفقر الوطني البالغ 814 ديناراً أردنياً (1149 دولاراً) سنوياً. وفي سنة 2022، ذكر تقرير "المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين" أن العديد من العائلات اللاجئة في الأردن يعيش على أقل من 5 دولارات في اليوم.

العمل

بلغ معدل البطالة في مخيم البقعة 17% في سنة 2023، وهو ثاني أعلى معدل بطالة بين مخيمات اللاجئين العشرة في الأردن. ويعمل العديد من سكان المخيم في أعمال متدنية الأجر في القطاع غير الرسمي ويكافحون من أجل تغطية نفقاتهم وإعالة أسرهم. ولا يحصل سوى عدد محدود منهم على عمل أو وظيفة ثابتة، وهو ما يعني أن القليل منهم مسجلون في الضمان الاجتماعي ويتمتعون بضمان صحي. وترتفع معدلات البطالة، بصورة خاصة، بين الشباب الذين لا تتوفر لهم سوى فرص عمل محدودة وفرص قليلة للتطوير الوظيفي. ونظراً إلى الصعوبات والتحديات الاقتصادية، يعيش العديد من العائلات في مخيم البقعة في غرفة واحدة، بينما تحوّل الغرفة الأُخرى إلى مشروع مُدرٍ للدخل، مثل متجر أو ورشة عمل. ونجح العديد من اللاجئين في المخيم في تأسيس أعمال تجارية صغيرة، أو المشاركة في مبادرات مجتمعية كوسيلة للاندماج اقتصادياً في المخيم والحصول على دخل. ويعمل البعض منهم بصورة موسمية في الزراعة، ويعتمد، في الوقت نفسه، على محلاته التجارية أو على مشاريع صغيرة لتأمين مصدر مكمل للدخل. وتوفر بعض المنظمات المجتمعية في المخيم التدريب المهني وغيره من أشكال الدعم لمساعدة اللاجئين على تطوير مهارات جديدة وبدء أعمال تجارية صغيرة.

التعليم

تدير وكالة "الأونروا" ثماني مدارس تتبع المنهج التعليمي الأردني للتعليم الأساسي. وتلتزم هذه المدارس بتوفير التعليم الأساسي من الصف الأول إلى الصف العاشر (من عمر 7 إلى 16 سنة). وتقدم أربع مدارس ثانوية حكومية في مخيم البقعة التعليم الثانوي (الصفان 11 و12) للبنين والبنات الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و18 عاماً. ومع ذلك، فإن نسبة كبيرة من اللاجئين بصورة عامة لا يتوفر لهم إمكان الحصول على تعليم جيد. ونتيجة ذلك، يسعى عدد محدود فقط من خريجي المدارس الثانوية للالتحاق بمؤسسات التعليم العالي، وهو تعليم مكلف في الأردن؛ ويصعب على العائلات ذات الدخل المحدود تأمين رسوم الجامعات، كما أن المنح الدراسية لسكان المخيم محدودة. وخصصت مبادرة ملكية في سنة 1998 حصة لسكان المخيمات للقبول في الجامعات، لكن هذا لا يضمن حصول الطلبة على منح مالية.

الأوضاع الصحية

تدير وكالة "الأونروا" عيادتين صحيتين في المخيم تقدمان مجموعة من الخدمات، بما في ذلك الرعاية الصحية الأولية، مثل الاستشارات الطبية والتطعيمات وعلاج الأمراض الشائعة وخدمات رعاية صحة الأم والطفل، وبعض الخدمات المتخصصة، مثل طب الأسنان وطب العيون. وأنشأت "منظمة أطباء العالم"، في منتصف التسعينيات، مركزاً صحياً في الجزء الممتد من المخيم (ويُشار إليه محلياً باسم منطقة المخيم الجديد). ووفقا لتقرير لـ "الأونروا"، يعود إلى سنة 2016، لم يكن لدى ما يصل إلى 46% من اللاجئين الفلسطينيين في المخيم أي تأمين صحي، الأمر الذي يعكس العدد الكبير من العاملين في القطاع غير الرسمي.

إدارة المخيم

تتولى "دائرة الشؤون الفلسطينية" التابعة لوزارة الخارجية الأردنية، متابعة جميع القضايا المتعلقة بمخيمات اللاجئين الفلسطينيين داخل البلد؛ كما تسعى إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية داخل منظومة المخيمات، وللدائرة مكتب في مخيم البقعة.

في أواخر الستينيات، كانت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، مثل حركة "فتح"، في ذروة نفوذها، وكان الأردن مركز نشاطها. وكانت هذه الفصائل تحظى بدعم كبير داخل المخيمات، بما فيها مخيم البقعة. وقد ترك تكثيف العمل المسلح داخل المخيمات تأثيراً في دور "الأونروا" وانتقالها من إدارة المخيمات إلى تقديم الخدمات مثل التعليم والرعاية الصحية. وبلغ النفوذ المتزايد للفصائل الفلسطينية وتحديها للحكومة الأردنية ذروته لدى اندلاع المواجهات العسكرية، المعروفة باسم "أيلول الأسود"، والتي وقعت بين سنتَي 1970 و1971. وعلى الرغم من أن مخيم البقعة لم يكن له دور مركزي في تلك المواجهات، فإنه لم يبقَ محصناً إزاءها، وتمكنت القوات الأردنية من إحباط التوجهات المؤيدة للفدائيين الفلسطينيين داخل المخيم. وقد انتهت تلك المواجهات بانسحاب قوات منظمة التحرير الفلسطينية من الأردن واستقرارها في لبنان.

الجمعيات والمنظمات المدنية

يرتبط سكان مخيم البقعة بروابط اجتماعية قوية، ويتحلون بالقدرة على الصمود، ويتفاعلون على نحو مبدع مع محيطهم ويساهمون في تشكيله. وتقدم لهم أكثر من 46 منظمة مجتمعية ناشطة في المخيم الدعم والخدمات، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية. وتعمل هذه المنظمات المجتمعية بصورة وثيقة مع بعضها بعضاً، وكذلك مع وكالة "لأونروا"، لتقديم الدعم للاجئين وتحسين حياتهم في المخيم.

ولمعالجة قضايا الفقر والبطالة، يعتمد العديد من المنظمات برامج للتعليم المهني، بالإضافة إلى برنامج التعليم المهني التابع لوكالة "الأونروا" الذي ينظم دورات في إصلاح الكمبيوتر والتصميم الغرافيكي وتصفيف الشعر وغيرها. وتعد برامج التعليم المهني في مخيم البقعة وسيلة مهمة للشباب لاكتساب المهارات والمعرفة التي ستمكنهم من تحقيق الاكتفاء الذاتي والمساهمة في التنمية الاقتصادية لمجتمعاتهم. ويقدم "الصندوق الأردني الهاشمي للتنمية البشرية" التدريب في مجالات مثل الخياطة والتطريز والحرف اليدوية. وتقدم جمعية أُخرى، هي "لجنة الإغاثة الدولية"، التدريب المهني في مجالات مثل الضيافة، وخدمات الطعام، والبناء. بينما توفر "جمعية نساء البقعة"، التي تأسست سنة 1976 بهدف زيادة فرص نساء المخيم للمشاركة في سوق العمل وتحسين وضعهن الاجتماعي والاقتصادي، برامج التدريب والتعليم، فضلاً عن الخدمات الصحية والاجتماعية. ويوفر "مركز شباب البقعة" النشاطات التعليمية والترفيهية للشباب في المخيم، بما في ذلك النشاطات الرياضية والثقافية وبرامج التدريب المهني. ويعمل "مركز البقعة الثقافي" على ترسيخ الثقافة الفلسطينية والحفاظ على التراث الفلسطيني من خلال النشاطات والفعاليات المتنوعة، بما فيها عروض الرقص الشعبي التقليدي والموسيقى والمعارض الفنية. وتركز "جمعية تنمية مجتمع البقعة" على مشاريع تنمية المجتمع، مثل تحسين البنية التحتية وتوفير المياه النظيفة والصرف الصحي وتعزيز الاستدامة البيئية. وتقدم "جمعية البقعة للإغاثة والتنمية" المساعدات الإنسانية وخدمات الإغاثة للاجئين في المخيم، بما في ذلك المساعدات الغذائية والرعاية الصحية والمأوى.

جدول الأحداث الكلي
E.g., 2024/12/31
E.g., 2024/12/31

يرجى محاولة عملية بحث جديدة. لا يوجد أي نتائج تتعلق بمعايير البحث الحالية. هناك العديد من الأحداث في التاريخ الفلسطيني والجدول الزمني يعمل جاهدا لالتقاط هذا التاريخ.