مكان

قدس

مكان
قَدَس
اللواء
الجليل
المحافظة
صفد
متوسط الارتفاع
475 م
المسافة من صفد
17 كم
تعداد السكان
السنة عرب المجموع
1931 273
1944/45 * 390
ملكية الأرض (1944/45) بالدونم
السنة عرب يهود عام المجموع
1944/45 * 10644 3491 4 14139
إستخدام الأرض (1944/45) بالدونم
الإستخدام عرب يهود عام المجموع
المناطق غير صالحة للزراعة والمبنية (المجموع) *
الإستخدام عرب يهود عام المجموع
غير صالحة للزراعة * 4759 4 4763
البناء ** 20 19 39
4779 19 4 4802 (34%)
مزروعة/صالحة للزراعة (المجموع) **
الإستخدام عرب يهود المجموع
حبوب * 5709 3307 9016
الأراضي المزروعة والمروية ** 156 165 321
5865 3472 9337 (66%)
عدد المنازل (1931)
56

كانت القرية  قائمة على هضبة عند طرف واد صغير تجري فيه عين ماء. ومن هذا الوادي كان سكانها يحصلون على المياه للاستعمال المنزلي. وكانت الطريق الفرعية التي تمر بقرية النبي يوشع المجاورة تصلها بالطريق العام المفضي إلى صفد. وتدل النقوش والبقايا الأثرية على أن المنطقة المجاورة للقرية من الشرق كانت بلدة رومانية وبيزنطية مهمة. في أواخر القرن التاسع عشر، وصف مؤلفو كتاب 'مسح فلسطين الغربية' (The Survey of Western Palestine)، وصفاً مفصلاً، الآثار الظاهرة الباقية من هذه البلدة القديمة . كما كشفت التنقيبات الأثرية في الموقع هيكلاً رومانياً يعود تاريخه إلى القرنين الأولين للميلاد. وفي العصور الإسلامية الأولى، كانت قدس بلدة من أعمال الأردن آنئذ. وقد وصفها الجغرافي العربي المقدسي الذي كتب في سنة   985م، بأنها مدينة صغيرة على سفح جبل، كثيرة الخير، ودونها ثلاث عيون ماء وحمّام، وكان في سوقها مسجد وشجرة نخيل . في سنة 1596، كانت قدس قرية في ناحية تبنين (لواء صفد)، وعدد سكانها 319 نسمة. وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والزيتون والقطن، بالإضافة إلى عناصر أُخرى من الإنتاج والمستغَلات كالماعز وخلايا النحل والبساتين ومعصرة لعصر الزيتون أو العنب .

في أواخر القرن التاسع عشر، وُصفت قدس بأنها قرية مبنية بالحجارة على حرف جبل. وكان سكانها، الذين قُدر عددهم بما بين 100 و300 نسمة، يزرعون التين والزيتون . وقد ظلّت قدس جزءاً من لبنان حتى سنة 1923، حين رُسمت الحدود بين لبنان وفلسطين. وكان سكانها كلهم من المسلمين. وكانت كمية هطول الأمطار في المنطقة ومياه العيون المجاورة أكثر من كافية للزراعة، فأتاحت لقَدَس أن تطور قاعدة اقتصادية زراعية سليمة تقوم على الحبوب والفاكهة والزيتون. في 1944/ 1945، كان ما مجموعه 5709 من الدونمات مخصصاً للحبوب، و156 دونماً مروياً أو مستخدَماً للبساتين. وكان في القرية معصرة زيتون.

بعد الاستيلاء على صفد في 11 أيار/ مايو 1948، أُمرت القوات المشاركة في عملية يفتاح (أنظر آبل القمح، قضاء صفد) بالتقدم شمالاً. وفي ليل 14 - 15 أيار/ مايو، تقدمت كتيبة البلماح الأولى في اتجاه قدس وجارتها المالكية؛ وذلك استناداً إلى 'تاريخ الهاغاناه'. وتزعم رواية الهاغاناه أن قدس وقعت في يد تلك الكتيبة عند الصباح، لكن وحدات لبنانية اجتازت الحدود في وقت لاحق من ذلك وشنّت هجوماً مضاداً واسع النطاق، مجبرة قوة البلماح على الانسحاب من القرية. غير أن الجيش اللبناني أُوقِفَ في قدس، ولم يتقدم أكثر بسبب خسائره الجسيمة في أثناء العملية، وبسبب الغارات الإسرائيلية المزامنة التي شُنَّت على أهداف داخل الأراضي اللبنانية.

ظل الجيش اللبناني في القرية أسبوعين وفي 28 - 29 أيار/ مايو، وبعد انتهاء عملية يفتاح رسمياً، نفّذ الإسرائيليون خدعة متطورة لاسترداد السيطرة على قدس والمالكية. وتذكر رواية الهاغاناه الرسمية أنها أرسلت رتلاً مدرعاً إلى لبنان عبر طريق آخر، ثم توجه هذا الرتل جنوباً صوب المالكية زاعماً أنه من جملة التعزيزات اللبنانية. ولمّا طُوِّقت القريتان على هذا النحو، سقطتا في يد الإسرائيليين. لكن بعد أسبوع أو أكثر قليلاً، أعاد الجيش اللبناني تجميع قواته في هذا القطاع وقام بمحاولة أُخرى لأخذ القريتين. فاسترد قدس في 7 حزيران/ يونيو، بعد دخوله المالكية في السابق. وبات في وسع القوات العربية دخول فلسطين مرة أُخرى من لبنان. وتزعم الهاغاناه أن وحدات جيش الإنقاذ العربي سرعان ما انتشرت في الجليل الأوسط، تحسباً لهجوم إسرائيلي. ومن الجائز أن تكون قوات الجيش اللبناني وجيش الإنقاذ مكثت في القرية إلى ما بعد الهدنة الثانية في الحرب، حين وقعت قدس مرة أُخرى في يد الإسرائيليين خلال عملية حيرام (أنظر عرب السمنية، قضاء عكا) في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر 1948، وربما سقطت مع المالكية في اليوم نفسه .

لا يُعرف بدقة متى نزح السكان. لكن من الجائز أن يكونوا هُجِّروا من جرّاء الهجوم الأول في 14 -15 أيار/ مايو، استناداً إلى البيّنات الاستدلالية التي جمعها المؤرخ الإسرائيلي بِني موريس. فبُعَيْد الهجوم الأول، أعربت المستعمرة المجاورة (كيبوتس مناره) عن مخططاتها بالنسبة إلى أراضي القرية، وعن رغبتها في ضمها، مبيِّنة أن هذه الأراضي 'مؤاتية للمحاصيل الشتوية'. ويضيف موريس أن هذا الطلب يدل على 'الاهتمام بأكثر من مجرد الزراعة الموسمية العابرة.' غير أن رغبة الكيبوتس لم تلبَّ، في الأرجح، إلاّ عندما احتُلَّت قدس ثانية في تشرين الأول/ أكتوبر .

أُنشئت مستعمرة يِفتاح (202281) في سنة 1948 على أراضي القرية، إلى الشمال الشرقي من موقعها. وتستعمل مستعمرة مالكية (198278) التي أُسست في سنة 1949، ومستعمرة رموت نفتالي (202278) التي أُنشئت في سنة 1945، أراضي القرية.

تتبعثر الحجارة من منازل القرية المدمَّرة في أنحاء الموقع، ولا يزال بعض الحيطان المهدمة جزئياً ماثلاً للعيان قرب عين الماء. وينتشر في أرجاء الموقع أنواع من الصبّار والأشجار، منها التين والتوت والكينا. أمّا المناطق المستوية من الأراضي المحيطة، فقد غُرس فيها شجر تفاح؛ وتوفر العين مياه الشرب للمواشي.

t