مكان

الطابغة

مكان
الطابِغَة
اللواء
الجليل
المحافظة
طبريا
متوسط الارتفاع
-200 م
المسافة من طبريا
9 كم
تعداد السكان
السنة عرب المجموع
1931 * 245 245
1944/45 ** 330 330
ملكية الأرض (1944/45) بالدونم
السنة عرب عام المجموع
1944/45 * 5287 102 5389
إستخدام الأرض (1944/45) بالدونم
الإستخدام عرب عام المجموع
المناطق غير صالحة للزراعة والمبنية (المجموع) *
الإستخدام عرب عام المجموع
غير صالحة للزراعة * 2265 102 2367
2265 102 2367 (44%)
مزروعة/صالحة للزراعة (المجموع) **
الإستخدام عرب المجموع
حبوب * 2728 2728
الأراضي المزروعة والمروية ** 287 287
الموز و الحمضيات *** 7 7
3022 3022 (56%)
عدد المنازل (1931)
53
*

كانت الطابغة مبنية في رقعة مستوية من الأرض على الشاطئ الشمالي الغربي لبحيرة طبرية، إلى الشمال من سهل يُدعى غوير أبو شوشة. وكانت طريق فرعية تربط القرية بطريق طبرية – صفد العام، كما كانت طريق فرعية أُخرى تصلها بقرية السمكية المجاورة. وكان في الطابغة، وفي جوارها، ينابيع عدة. وعُدَّت القرية قائمة في موقع قرية هيبتابيغون (Heptapegon) القديمة (والاسم يوناني ويعني: الينابيع السبعة). وقد عرفها الصليبيون باسم 'مِنْسا كريستي' (Mensa Christi). في سنة 1596، كانت الطابغة قرية في ناحية جيرة (لواء صفد)، وعدد سكانها 44 نسمة. وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير، بالإضافة إلى عناصر أُخرى من الإنتاج والمستغَلات كالماعز وخلايا النحل والبساتين . وفي سياق الكلام على المنطقة، أتى الرحالة السويسري بوركهات الى ذكر أحد ينابيع الطابغة، وقال إن ماءه مالح. وأشار إلى وجود منازل وطاحونة قرب النبع، وإلى أن نفراً من السكان يعتاش من صيد السمك . كما أن عالم الكتاب المقدس الأميركي إدوارد روبنسون شاهد طاحونة أو اثنتين في تلك الناحية، وذكر أنهما تعملان بماء أحد الجداول، وأن ثمة طواحين أُخرى لا تعمل. وكانت هذه الطواحين ملكاً للحكومة، وكان عدد من سكان صفد يشغّلها .

في أيام الانتداب، صُنِّفت الطابغة مزرعةً في 'معجم فلسطين الجغرافي المفهرَس' (Palestine Index Gazetteer). وكانت منازلها تمتد في موازاة شاطئ البحيرة، وفي موازة الطريق الفرعية التي تصل القرية بطريق طبرية - صفد العام. وكان عدد سكانها 330 نسمة: 310 مسلمين و20 مسيحياً. وكانت الزراعة عماد اقتصاد القرية، وإنْ كان نفر من سكانها يشتغل بصيد السمك. وكان شجر الزيتون مغروساً في الجزء الشمالي من أراضي القرية، وتفصله عن موقعها بقعة غابات صغيرة المساحة. وكانت بساتين الموز تغطي سبعة دونمات، كما كانت شجرات نخيل تنمو جنوبي القرية. في 1944/ 1945، كان ما مجموعه 2728 دونماً مخصصاً لزراعة الحبوب، و287 دونماً مروياً أو مستخدَماً للبساتين.

قديماً، كانت الطابغة موقعاً لكنيسة بيزنطية يعود تاريخها إلى القرن الرابع للميلاد، كانت شُيِّدت إحياءً لذكرى معجزة 'تكثير الأرغفة' التي وُصفت في الأناجيل. وبيّنت التنقيبات الأثرية في الكنيسة أن بناءها أُعيد في القرن الخامس، قبل أن تدمَّر ثانية في أثناء الغزو الفارسي سنة 614 م، في أرجح الظن. وقد سلمت الفسيفساء التي كانت فيها، والتي تدل على مهارة فائقة. وعلى مسافة يسيرة في اتجاه الغرب، تقع خربة عُرَيْمَة (200252) التي أُجريت فيها تنقيبات أثرية في الثمانينات من القرن الحالي، والتي تشتمل على دلائل تظهر أنها كانت آهلة في العصرين البرونزي والحديدي. وإلى الجنوب منها، وعلى شاطئ البحيرة، تقع خربة المِنْيَة (201252) التي تضم أثار قصر شُيِّد أيام خلافة الوليد بن عبد الملك الأموي (الذي حكم منذ سنة 705م إلى سنة 715م). وفي الثلاثيات من هذا القرن، عثر فريق من علماء الآثار الألمان على خزفيات عربية ونقوش داخل القصر. ومن الآثار أيضاً دينار ذهبي سُكَّ في سنة 707م، باسم الخليفة المذكور. ويقع جنوبي الموقع، وعلى الإحداثيات عينها، خان المنية الذي بناه سيف الدين تنكيز (توفي سنة 1340) والى الشام من قبل السلطان المملوكي ناصر الدين محمد بن قلاوون (1279-1290). وقد أتى إلى ذكر الخان نفر غير قليل من الرحالة العرب والغربيين، منهم المتصوف الشامي الشيخ عبد الغني النابلسي (1689)، وعالم الكتاب المقدس الأميركي إدوارد روبنسون (1841)، والرحالة السويسري بوركهارت (1822)، الذين أشادوا باخضرار المنطقة وحسن العمارة .

احتُلَّت الطابغة وطُرد سكانها ودُمِّر عدد من منازلها في 4 أيار/ مايو 1948، أو بُعَيْد هذا التاريخ. وجاء ذلك في سياق عملية مطْأَطي (المكنسة) التي وضع البلماح مخططها لــ(كنس) العرب خارج منطقة غور الأردن، شرقي صفد. وكانت عملية مطْأَطي هذه جزءاً من عملية يفتاح الكبيرة (أنظر آبل القمح، قضاء صفد). وقضت الأوامر التي صدرت إلى قائد السرية بأن يشن هجوماً على الطابغة وقريتين غيرها، وأن 'يطرد سكانها وينسف منازلهم.' وذكر المؤرخ الإسرائيلي بِني موريس، أيضاً، أن سقوط طبرية في أواسط نيسان/ أبريل قد استتبع هجرة جزئية من القرية .

وفي مقابلة أُجريت مع سكان الطابغة قالوا إنهم هربوا أولاً إلى قرية السمكية المجاورة، والتي كان سكانها يملكون خمس بنادق ويظنون أنهم يستطيعون بها الدفاع عن أنفسهم. وفي 4 أيار/ مايو، شاهدوا دخاناً يتصاعد من الطابغة. وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، اقتربت سيارات مصفحة من السمكية. ثم تبيّن أن النار أُضرمت بمنازل الطابغة، فاستولى الذعر على السكان، وراحوا يفرون في اتجاه سورية من دون أن يتسنّى لهم جمع أمتعتهم؛ إذ كان جنود الهاغاناه يطلقون النار فوق رؤوسهم. ثم إن عدداً قليلاً من سكان القرية تمكن من العودة إليها في الأيام اللاحقة، لكن دوريات الهاغاناه نجحت، في غضون بضعة أسابيع، في الحؤول دون عودة أي شخص إليها .

لا مستعمرات إسرائيلية على أراضي القرية.

ينتشر في أرجاء موقع القرية، الذي تغطي الأشواك والصبّار جزءاً منه أكوام الحجارة وبقايا الحيطان الحجرية المتداعية (أنظر الصورة). ولا تزال الكنائس والأديرة والمقامات المجاورة له قائمة. ويُستعمل جزء من الأرض المحيطة بالموقع مرعى للمواشي، بينما يزرع الإسرائيليون الجزء الآخر. وتعتبر المنطقة كلها موقعاً سياحياً إسرائيلياً مهماً.

t