السنة | عرب | يهود | المجموع |
---|---|---|---|
1931 | 3258 | ||
1944/45 | 5650 | 150 | 5800 |
السنة | عرب | يهود | عام | المجموع |
---|---|---|---|---|
1944/45 | 17499 | 1135 | 1906 | 20540 |
الإستخدام | عرب | يهود | عام | المجموع | ||||||||||||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
|
253 | 704 | 957 (5%) | |||||||||||||||||||||
|
17246 | 1135 | 1202 | 19583 (95%) |
كانت القرية قائمة على أرض مستوية في السهل الساحلي الأوسط، وكانت طرق عدة تصلها بيافا واللد والرملة. وكان خط سكة الحديد، الممتد بين يافا واللد، يمرّ جنوبي القرية مباشرة، ويقع مطار اللد على بعد 4 كلم إلى الجنوب منها. وقد كانت القرية تدعى يهود في العهد القديم (يشوع 19: 45)؛ وكانت تحت سيطرة قبيلة دان. عُرفت العباسية زمن الرومان باسم يوديا (Iudaea)، ودُعيت اليهودية في الحقبة ما بعد الرومانية. في سنة 1596، كانت العباسية قرية في ناحية الرملة (لواء غزة)، وعدد سكانها 693 نسمة. وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والفاكهة والسمسم، بالإضافة إلى عناصر أُخرى من الإنتاج والمستغَلات كالماعز وخلايا النحل . وذكر الرحالة الشامي المتصوف البكري الصديقي، الذي جال في المنطقة في أواسط القرن الثامن عشر، أنه زار مقام النبي هودا هناك، ومكث في القرية تلبية لدعوة صديق له .
في أواخر القرن التاسع عشر، كان عدد سكان القرية يتراوح بين 800 نسمة و1000 نسمة، وكانت مبنية بالطوب ومحاطة بشجر النخيل. وكان سكانها يتزودون المياه من بركة قريبة . في سنة 1932، أعاد سكانها تسميتها العباسية إكراماً لذكرى شيخ يدعى العباس مدفون هناك، وإشارة إلى الخلافة العباسية أيضاً. وقد كان سكان القرية في ذلك الوقت من المسلمين، باستثناء عشرين مسيحياً. وكان فيها مسجدان: أحدهما كبير له مئذنة يبلغ ارتفاعها 21 متراً (وكان قائماً وسط القرية أول الأمر)؛ والثاني أصغر منه ويقع في الركن الشمالي الغربي من القرية.
كان في العباسية مدرستان: إحداهما للبنين، والأُخرى للبنات. وقد أُنشئت مدرسة البنين في سنة 1919، وصارت مدرسة متوسطة في سنة 1941 وبلغ عدد المدرِّسين فيها 14 مدرِّساً، وعدد التلامذة 293 تلميذاً في ذلك الوقت؛ وهذا ما جعلها كبرى مدارس القرى في القضاء. وقد ضمت إليها مساحة 27 دونماً من الأرض للتدريب الزراعي. أمّا مدرسة البنات ففتحت أبوابها في سنة 1943، وكان عدد التلميذات المسجلات فيها 101، في أول الأمر. كما أنشأ سكان العباسية نادياً ثقافياً اجتماعياً، هو النادي العباسي، كان يعنى بمكتبة وبفريق لكرة القدم. يضاف إلى ذلك أن الحكومة عينت من سكان القرية أعضاء في المجلس البلدي الذي أُسس في سنة 1945، وأُوكلت إليه مهمة تحسين الخدمات الاجتماعية وتعبيد الطرق.
كان سكان العباسية يكسبون رزقهم، في الأساس من الزراعة ومن جدْل الحُصُر المصنوعة من سيقان نبات البردي المجلوبة من مستنقعات بحيرة الحولة. ثم بدأوا، في أثناء الحرب العالمية الثانية، يعنون بتربية البقر من نوع هولشتاين. في 1944/ 1945، كان ما مجموعه 3879 دونماً مخصصاً للحمضيات والموز، و12348 دونماً للحبوب، و1019 دونماً مروياً أو مستخدَماً للبساتين. وكانت مياه الري تُجلب من عدة آبار أرتوازية. وكان سكان القرى المجاورة يقصدون سوق السبت الأسبوعية في العباسية، حيث كانوا يشترون ويبيعون المنتوجات الزراعية والحيوانات والنسيج.
نفّذت عصابة الإرغون هجوماً على القرية في 13 كانون الأول/ ديسمبر 1947 (يوم عيد الحانوكاه عند اليهود). وقد جاء في 'تاريخ الهاغاناه' أن الإرغون، التي كانت تعمل بالتزامن مع عدة غارات متتالية على المدن والقرى الفلسطينية، تسللت الى القرية في أربع عربات وزرعت عبوات ناسفة قرب عدد من المنازل، ثم عادت أدراجها من حيث أتت. وقد أشارت صحيفة 'نيويورك تايمز' إلى أن عدد القتلى بلغ سبعة، وأن سبعة أشخاص آخرين أُصيبوا بجروح خطرة، توفي اثنان منهم لاحقاً (طفل في الخامسة من عمره، وامرأة في العشرين)، كما أُتي إلى ذكر إصابة خمسة آخرين في الأيام التي تلت. كما جاء في التقرير أن المهاجمين، وعددهم أربعة وعشرون، كانوا متنكرين في زي جنود بريطانيين، مضيفاً أنهم 'أطلقوا النار على اليهودية، وفجروا عددا من المنازل، ورموا منازل أُخرى بالقنابل اليدوية.' وكتب مراسل الصحيفة نفسها أيضاً يقول إن 'مجموعة من المهاجمين أطلقت النار على بعض سكان القرية الجالسين أمام مقهى، بينما وضعت مجموعة أُخرى منهم قنابل موقوتة قرب بضعة منازل، ورمت بعض القنابل اليدوية لثني باقي السكان عن التدخل.' وذكرت صحيفة 'فلسطين' أن المهاجمين تركوا سيارة مفخخة في القرية، فانفجرت وأدت إلى وقوع بعض الإصابات. وورد في رواية الصحيفة أن الجنود البريطانيين وصلوا إلى المكان في أثناء حدوث العملية، لكنهم لم يتدخلوا؛ إذ إن عملهم اقتصر على تطويق القرية تطويقاً جزئياً، وتركوا للمهاجمين طريقاً للهرب في الجهة الشمالية للعباسية. وقد أغارت قوة صهيونية على القرية في 24 شباط/ فبراير، استناداً إلى ما ذكرته صحيفة 'فلسطين' نقلاً عن بلاغ رسمي بريطاني. كما قُتل شخصان من القرية عندما مرت سيارة تابعة لشرطة المستعمرات اليهودية مسرعة بالقرية، ورمت المارة بقنبلة يدوية .
في أواخر نسيان/ أبريل، باشرت الهاغاناه تنفيذ عملية حَميتس التي هدفت إلى احتلال بضع قرى إلى الجنوب والشرق من يافا، لتعزل المدينة وتيسِّر الاستيلاء عليها. كما أن عصابة الإرغون شنَّت هجوماً جبهياً على يافا، بدأ في 25 نيسان/ أبريل 1948. وبعد أربعة أيام سيطر لواء ألكسندروني، التابع للهاغاناه، على المنطقة المحيطة بالعباسية في سياق عملية حَميتس. وقد احتلت الإرغون القرية نفسها في 4 أيار/ مايو، في إطار الخطة العامة للهاغاناه من أجل طرد السكان الفلسطينيين من المنطقة الساحلية بين تل أبيب ومستعمرة زخرون يعقوف اليهودية جنوبي حيفا (أنظر خربة الشونة، قضاء حيفا). وأفاد خبر ورد في 'نيويورك تايمز'، أن الهجوم بدأ ليل 3 أيار/ مايو، وأُنجزت المرحلة الأولى منه عند الساعة السادسة تقريباً من صباح اليوم التالي. واستناداً إلى 'تاريخ الهاغاناه'، فإن قوات الإرغون سيطرت على العباسية لمدة خمسة أسابيع. وقد أُرغمت قوات الإرغون على الانسحاب من القرية في إثر الهجوم المضاد الذي شنَّه العرب عشية الهدنة الأولى في الحرب (11 حزيران/ يونيو). ثم هاجمت القوات الإسرائيلية المتمركزة في كفر عانة العباسية، واستمرت المعارك حول القرية 'على نحو متقطع' بضعة أيام في أثناء فترة الهدنة، بحسب ما ذكر مراسل صحيفة 'نيويورك تايمز'.
بقيت القرية بعد ذلك في يد العرب مدة شهر. وعندما انتهت الهدنة، وقعت القرية مجدداً في يد الإسرائيليين خلال عملية داني، في جملة ما سقط من قرى المنطقة الواقعة شرقي يافا. وقد جرى ذلك خلال هجوم شنته وحدات من قوة الحراسة الإسرائيلية في 10 تموز/ يوليو. ويذكر 'تاريخ الهاغاناه' أن القرية سقطت 'عملياً من دون قتال.' كما تم الاستيلاء على ست قرى مجاورة، في أثناء الهجوم نفسه الذي وصفه تقرير 'نيويورك تايمز' بأنه 'عملية تطويق' منسقة مع الهجوم على الرملة واللد. وطُرد سكان القرية، في أرجح الظن، في أثناء الهجوم الذي وقع يوم 3 أيار/ مايو .
في 13 أيلول/ سبتمبر 1948 طلب رئيس الحكومة الإسرائيلية، دافيد بن - غوريون، من حكومته أن توافق على تدمير هذه القرية؛ ذلك بأن القوانين التي كانت سُنَّت حديثاً يومها نصَّت على ضرورة موافقة اللجنة الوزارية الخاصة بالأملاك المهجورة على طلبات تدمير القرى. وقد قُدِّم الطلب باسم قائد الجبهة الوسطى، الجنرال تسفي أَيَلون، بحجة عدم وجود قوى بشرية كافية لتحتل المنطقة تماماً. ويصف المؤرخ الإسرائيلي بني موريس هذه المرحلة، لكنه لا يبيِّن هل لُبِّي الطلب ونفذ تنفيذاً كاملاً أم لا. والدلائل غير المباشرة تدل على أنه لم ينفذ؛ إذ إن الحاكم العسكري تقدم بعد عشرة أيام بتوصية تقضي بإسكان المهاجرين اليهود في القرية، والمرجح أن المقصود إسكانهم في المنازل التي كانت لا تزال قائمة.
أُنشئت مستعمرة يهود في موقع القرية سنة 1948 . وبعد عام واحد، أُقيمت مستعمرة مغشيميم شرقي الموقع. كما شُيِّدت غَنِّي يهودا، وغَنِّي تكفا، وسفيون، في السنوات 1951 و1953 و1954 على التوالي. وقد أُقيمت هذه المستعمرات، ومثلها مطار بن - غوريون، على أراض تابعة للعباسية.
ما زال المسجد الرئيسي ومقام النبي هودا قائمين. أمّا المسجد فمهجور، وآخذ في التصدع في عدة مواضع منه؛ وأمّا المقام فهو مبني بالحجارة وله قبّة. وثمة مقهى إسرائيلي يدعى "مقهى تهر" عند مدخل الشارع الرئيسي المعروف بزقاق الرمل. وقد بقيت عدة منازل: بعضها يسكنه اليهود من مستعمرة يهود؛ وبعضها الآخر مخصص لاستعمالات أُخرى. وهناك منزل صالح للسكن مبني بالأسمنت، له سقف مائل وأبواب ونوافذ مستطيلة الشكل، ومدخله مسقوف بصفائح معدنية متموجة. وقد حُوِّل منزل آخر، مبني بالأسمنت ومؤلف من طبقتين، إلى مبنى تجاري. ولهذا المبنى أبواب ونوافذ مستطيلة وسقف قرميدي أشبه بخيمة. أمّا الأراضي المحيطة بموقع القرية فيغطي البناء جزءاً منها فحسب، وأمّا الباقي فمهمل وتنبت أشجار الصنوبر وشوك المسيح فيه.
محتوى ذو صلة
عنف
انتهاء الهدنة الأولى: عمليات آن-فار وداني وكيدم العسكرية الإسرائيلية
1948
8 تموز 1948 - 17 تموز 1948