كانت القرية قائمة فوق تل منخفض في السهل الساحلي الأوسط، على الضفة الجنوبية لنهر العوجا، وتتصل بكل من يافا وحيفا بواسطة الطريق العام الممتد بين هاتين المدينتين. وكانت تبعد 200 متر فقط عن تل جريشة، الموقع الأثري الذي يعود تاريخه إلى أوائل العصر البرونزي الثاني (2800-2600 ق.م.). وفي العصر البرونزي الأوسط (2000- 1500 ق.م.) صار الموقع مدينة من مدن الهكسوس الحصينة. ويعود تاريخ البلدة الفلسطينية التي خلفتها إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد. في سنة 1596، كانت جريشة قرية في ناحية بني صعب (لواء نابلس)، وعدد سكانها 121 نسمة. وكانت تؤدي الضرائب على الجواميس والماعز وخلايا النحل . ولعل اسم القرية مشتق من فعل جرش، نظراً إلى كونها تقع بالقرب من بعض طواحين الحبوب. في أواخر القرن التاسع عشر، كانت جريشة قرية مبنية بالطوب، ويحف بها بستان زيتون. وكان لها بئر خاصة وطاحونة.
في العصر الحديث، كان سكان القرية كلهم من المسلمين. وكانت جريشة، بموقعها الملائم قرب الغابات، وبمقاهيها ومنتزَّهاتها وحدائقها، تجتذب سكان يافا الذين كانوا يقصدونها للتنزه. وكان شكلها العام مستطيلاً، ومنازلها مبنية بالأسمنت والحجارة والطوب. وكان سكانها يعملون في قطاع الخدمات، لكنهم كانوا يعنون أيضاً بزراعة الفاكهة والخضروات. في 1944/ 1945، كان ما مجموعه 302 من الدونمات مخصصا للحمضيات والموز، و89 دونماً مروياً أو مستخدَماً للبساتين.