جدول الأحداث الكلي

جدول الأحداث الكلي

Highlight
مخيم (تجمع) الحسينية
سوريا

يُعتبر تجمع أو مخيم الحسينية ثاني أكبر تجمع فلسطيني في سوريا، بعد مخيم اليرموك، والأحدث تأسيساً، وقد قطنه، في البدء، نازحون سوريون ينحدرون، بصورة رئيسية، من قرية "الحسينية" في الجولان السوري الذي احتل في حرب حزيران/ يونيو 1967، ثم صار يقطنه، على فترات متلاحقة، لاجئون فلسطينيون، وخصوصاً من مخيم جرمانا، وذلك بعد أن قررت السلطات البلدية هدم عدد كبير من مساكنهم في هذا المخيم، لشق أوتوستراد مطار دمشق الدولي وأوتوستراد المتحلق الجنوبي، وقامت بنقلهم إلى منطقة الحسينية القريبة. فراح ينشأ فيها تجمع فلسطيني، أطلق عليه قاطنوه اسم "مخيم الحسينية" لأسباب وطنية ورمزية، وهو مخيم غير رسمي، أي لا يحظى باعتراف وكالة الأونروا بكونه مخيماً للاجئين الفلسطينيين.

نشأة التجمع

تأسس تجمع الحسينية في سنة 1982 على أراضي الغوطة الغربية في الجهة الجنوبية الشرقية للعاصمة السورية دمشق، وهو يبعد مسافة 13 كيلومتراً عن مركز المدينة، وأقيم على مساحة تقدر ما بين 3 إلى 5 كيلومترات مربعة، ويحده من الشمال تجمع "الذيابية" للنازحين السوريين من الجولان، ومن الشرق أراضي "حوش قويل"، ومن الجنوب مساكن قرية "نجها" ومن الغرب مساكن قرية "حوش صهيا".

كانت أراضي المنطقة التي أقيم عليها التجمع غير مأهولة، إلى أن استملكت عائلات سورية وفلسطينية، بصورة فردية، قطعاً من هذه الأراضي وبنت عليها مساكنها. ويرجع سبب اختيار عدد من اللاجئين الفلسطينيين النزوح إلى هذه المنطقة إلى قربها من مدينة دمشق وتوفر أراضٍ معروضة للبيع فيها ويمكن البناء عليها. ثم راحت حركة البناء في التجمع تتوسع بالتوازي مع ازدياد عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا إليه بعد هدم مساكنهم في مخيم جرمانا، منذ سنة 1984 ثم في سنوات 1994 و1997 و2004. وقد قّدّر عدد أفراد العائلات التي نُقلت من مخيم جرمانا بنحو 8910 لاجئين.

سكان التجمع                                                              

تشير بعض المصادر إلى أن عدد السكان الأوائل الذين قطنوا تجمع الحسينية بلغ، في سنة 1983، 200 نسمة فقط. ثم ازداد عددهم ليبلغ نحو 17.000 نسمة في سنة 1995. وبحسب الإحصاء الرسمي الأول، الذي أُجري في سنة 2004، بلغ عدد سكان التجمع نحو 28.384 نسمة. وبعد تشييد ضاحية الحسينية الثانية، وهي المعروفة باسم مشروع توسع ضاحية الحسينية، وصل عدد السكان إلى 000.90 نسمة في سنة 2010، شكّل اللاجئون الفلسطينيون نحو 51 إلى 57% منهم.

بالإضافة إلى الفلسطينيين الذين نزحوا إلى تجمع الحسينية من مخيم جرمانا ومن مخيمات أُخرى، يضم التجمع فئات وشرائح اجتماعية سورية فقيرة بصورة عامة، دفعتها الحاجة إلى البحث عن مأوى ملائم، وعدداً من أبناء محافظة القنيطرة في الجولان السوري الذين أُجبروا على النزوح عقب حرب حزيران/ يونيو 1967، وعائلات نزحت من محافظات سورية أُخرى، مثل محافظة دمشق، ومحافظة ريف دمشق ومحافظة إدلب.

نظراً إلى كون معظم السكان الفلسطينيين في تجمع الحسينية هم في الأصل من مخيم جرمانا، فهم ينحدرون من القرى التي نزح منها لاجئو هذا المخيم، أي من قرى سهل الحولة في قضاء صفد (الصالحية، الخالصة، القيطية، الدوارة، الزاوية، المنصورة، العابسية، الخصاص، المفتخرة) ومن قرى قضاء طبرية (الحمة ولوبيا)، وعشائر صفد وطبرية (الوُهَيب وكراد البقارة وكراد الغنامة وعرب المساعيد والتلاوية والزنغرية). أمّا البقية من الفلسطينيين من سكان هذا التجمع، فهم ينحدرون من مدينة حيفا وقراها (الطيرة، إجزم والطنطورة) ومن قرى قضاء الناصرة (سولم).

البنى التحتية

اعتمد اللاجئون الفلسطينيون الذين نزحوا إلى تجمع الحسينية على أنفسهم في بناء مساكنهم، وهي عملية تمت على مراحل بسبب ضعف إمكاناتهم المادية. وقد تميّزت هذه المساكن بتلاصقها وانكشافها على بعضها بعضاً، وتشابه الكثير منها مع المساكن الريفية التي تنعدم فيها المرافق العامة. أمّا الشوارع في التجمع، فهي ضيقة وتشكو من عدم العناية الكافية بها من السلطات البلدية المسؤولة عن التجمع، إذ تكثر فيها الحفر التي يغطيها الغبار في فصل الصيف، والوحل في فصل الشتاء.

الماء              

يعاني تجمع الحسينية، منذ نشأته، مشكلة نقص المياه، أكان ذلك على مستوى مياه الشرب، أم على مستوى المياه التي تُستخدم للحاجات اليومية المتعددة. فالموقع الذي أقيم عليه التجمع تندر فيه المياه الجوفية، ناهيك عن أن ضعف الخدمات البلدية يحول دون إيجاد حلول لهذه المشكلة، الأمر الذي يدفع السكان إلى الاستعانة بالصهاريج لتلبية حاجتهم إلى مياه الشرب على الرغم من تضخم أسعارها.

الصرف الصحي

تشكّل أزمة الصرف الصحّي، إحدى أبرز المشكلات الخدمية التي طالما عانى جراءها سكّان التجمع، وخصوصاً خلال فصل الشتاء، إذ تتحول شوارع التجمع وأزقته إلى مستنقعات للمياه الآسنة. وعلى الرغم من قيام السلطات البلدية باستبدال شبكات الصرف الصحّي في التجمع، فإن هذه الخدمة ما زالت غير كافية لسواد السكان القاطنين هناك.

الكهرباء

دخلت الكهرباء إلى تجمع الحسينية في سنة 1985، بعد إقامة مركز ليوفّر هذه الخدمة لساكني المنطقة. ومع تزايد عدد سكان التجمع، أقيمت مراكز توزيع أُخرى، لكن شبكة الكهرباء التي تمّ تمديدها في التجمع بقيت، في معظمها، هوائية تكثر فيها الأعطال والسرقات.

الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية

يعاني سكان تجمع الحسينية أوضاعاً اقتصادية سيئة، إذ يسود الفقر في أوساطهم، باستناء بعض العائلات متوسطة الحال التي يعمل أفراد منها في وكالة الأونروا. ويواجه سكان التجمع تحدياً كبيراً ناجماً عن مشكلة نقص وسائل المواصلات وعدم ثبات تسعيرة النقل، التي يشكو منها، بصورة خاصة، الرجال والنساء الذين يعملون خارج التجمع والطلبة الجامعيون.

العمل

يعمل أكثر من ثلثَي الناشطين اقتصادياً من الرجال والنساء خارج التجمع، إذ يعمل الرجال في الورش التي تهتم بأعمال البناء والتشييد، ومستخدمين في الدوائر الرسمية، وخصوصاً في المحافظة. بينما تعمل كثير من النساء، اللواتي دخلن سوق العمل لسد حاجات العائلة، في خدمة منازل العائلات الغنية خارج التجمع.

الخدمات

الصحة

يعتمد تجمع الحسينية صحياً، بصورة رئيسية، على مستوصف أقامته وكالة الأونروا، وعلى مركز صحي تابع للدولة، يقدم خدمات صحية متنوعة مثل اللقاحات والتحاليل البسيطة ومتابعة بعض الحالات المرضية. كما يوجد في التجمع مركز طبي آخر تابع للدولة، يُعنى بأوضاع الأطفال الذين هم دون الوزن الطبيعي، وهو يفتح مرة كل 15 يوماً. بيد أن هذه المراكز الطبية لا تكفي لتلبية حاجات السكان الصحية، ولا توجد في المناطق القريبة من التجمع مستشفيات حكومية أو خاصة، إذ إن مستشفى الخميني، الموجود في منطقة السيدة زينب، يبعد نحو كيلومترين عن التجمع، علماً بأن هذا المستشفى بقي معطلاً فترة من الزمن بسبب المواجهات بين المعارضة والحكومة السورية بعد سنة 2011، في حين أن مستشفى الإمارات المعروف باسم مستشفى زايد يبعد عن التجمع نحو خمسة كيلومترات.

وينتشر بين سكان التجمع عدد من الأمراض، مثل فقر الدم المنجلي ونقص الصفيحات والتلاسيميا، كما ينتشر البهاق ونقص المناعة وتعاني النساء الحوامل، في أحيان كثيرة، الانسمام الحملي والإجهاض.

التعليم

تتبع لوكالة الأونروا في التجمع ست مدارس موزعة على ثلاثة أبنية وفق نظام الدوامين الصباحي والمسائي، وهي: مدرسة بيت جالا (إعدادية إناث)، ومدرسة الأقصى (إعدادية ذكور)، ومدرسة رفح (ابتدائية إناث)، ومدرسة إجزم (ابتدائية ذكور)، ومدرسة قلقيلية (ابتدائية ذكور)، ومدرسة حطين (ابتدائية إناث). كما يوجد في التجمع عدد من المدارس الحكومية، الابتدائية والإعدادية، التي تتبع لمحافظتي القنيطرة وريف دمشق، فضلاً عن مدرسة ثانوية وحيدة، وعن عدد من رياض الأطفال، مثل روضة الشهيد محمود السودي التابعة لمؤسسة الشهيد ماجد أبو شرار، وروضة الشهيدة هناء شحرور التابعة لمؤسسة بيسان، وروضة الأقصى التابعة لوكالة الأونروا، بالإضافة إلى عدة روضات خاصة، مثل روضة رنيم.

العلاقة مع المحيط

تُعتبر علاقة اللاجئين الفلسطينيين في تجمع الحسينية مع محيطهم جيدة، وذلك لعدة أسباب أهمها علاقات المصاهرة والاختلاط التي نشأت بين السكان، ولا سيما أن هؤلاء السكان هم، منذ نشأة التجمع، خليط من السوريين والفلسطينيين الذين يسكنون في مساكن متجاورة.

الإشراف على التجمع

لم يكن لأي مؤسسة أو جهة رسمية، في البدء، دور في الإشراف على اللاجئين الفلسطينيين في الحسينية، لكن مع مرور الوقت واتساع مساحة الأرض المأهولة وازدياد عدد السكان، قامت الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب بإجراء إحصاء للسكان من أجل توفير المتطلبات الخدمية للسكان، وافتتحت مركزاً في التجمع لتقدم من خلاله خدماتها. ومن ناحية أُخرى، تقدم وكالة الأونروا عدداً من الخدمات للاجئين الفلسطينيين في التجمع من خلال المنشآت التعليمية والصحية ومراكز الخدمات الاجتماعية التي أقامتها فيه.

ويخضع التجمع لإشراف البلديات المنبثقة من المحافظات السورية بحسب مكونات السكان، إذ تشرف محافظة القنيطرة على أبناء المحافظة المقيمين بالتجمع، كما تشرف محافظة ريف دمشق على أبناء المحافظة المقيمين به، بينما تشرف محافظة دمشق على المشروع السكني الذي أقامته في التجمع، والذي ينقسم إلى قديم وجديد.

وبسبب تعدد هذه الجهات المشرفة، والتداخلات بين السكان، تضعف الخدمات المقدمة لهؤلاء السكان، إذ إن كل جهة من هذه الجهات تلقي مسؤولية تقديم الخدمات على غيرها.

التجمع بعد سنة 2011               

عقب اندلاع الحرب في  سوريا، والمواجهة بين الجيش السوري ومجموعات مسلحة سيطرت على منطقة الحسينية، تضررت الممتلكات والمنشآت القائمة في تجمع الحسينية كثيراً ونزح سكانه إلى خارج المنطقة في تشرين الأول/ أكتوبر 2013. وفي النصف الثاني من سنة 2015 سيطر الجيش السوري على المنطقة، ثم عاد أهالي التجمع بالتدريج إليه.

وقد رأت وكالة الأونروا في عودة السكان إلى الحسينية "قصة نجاح نادرة في النزاع السوري"، إذ تمكن عدد كبير من أفراد العائلات الفلسطينية التي كانت تقطن في التجمع (نحو 6000 عائلة) من العودة إلى مساكنهم، في شهر آب/ أغسطس 2015، وذلك لأول مرة منذ بداية سنة 2013. كما بدأت وكالة الأونروا تقدم قروض التمويل الصغير لمساعدة هذه العائلات على إعادة بناء حياتها، وقررت الاحتفال بهذه البداية الجديدة، بالتعاون مع المجتمع المحلي من خلال غرس 100 شجرة في مختلف أرجاء التجمع.

المؤسسات العاملة في التجمع                                                                 

بادرت وكالة الأونروا إلى إقامة مشاريع في تجمع الحسينية تُعنى بشؤون الشباب والمرأة، مثل مشروع دعم الشباب الذي يهدف إلى تطوير مهاراتهم المهنية والفنية بما يمكّنهم من الحصول على الوظائف المتاحة في سوق العمل، ومركز المرأة الذي يُعنى بتنمية إمكانات النساء الحرفية والمهنية، كالخياطة والطبخ وتعليم استخدام الحاسوب. كما ينشط في التجمع عدد من الجمعيات الخاصة التي تتسم بطابع إغاثي، كجمعية "نور" التي تقيم عدداً من النشاطات ذات الطابع الاجتماعي، مثل حملة 16 يوماً لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، والتنموي، مثل دورات الحاسوب والتصميم وغيرها. ومن جهة أُخرى، ينشط في التجمع "المركز الثقافي العربي" وهو تابع لوزارة الثقافة السورية، ويقوم بعدد من النشاطات المتنوعة في مجالات الفن، والثقافة العامة والتراث، وخصوصاً تلك المتعلقة بفلسطين، كما يحتضن من يريد أن يستخدم مرفقاته للقيام بالنشاطات والفاعليات.

وعلى الصعيد السياسي، يبرز سكان التجمع الفلسطينيون بصفتهم الفئة الأكثر نشاطاً، وهم يعبّرون عن نشاطهم السياسي والنضالي من خلال الفصائل الفلسطينية العاملة في التجمع، والتي يمتلك معظمها مكاتب فيه، ويتخذ هذا النشاط شكل مهرجانات سياسية ومسيرات شعبية تُنظم في المناسبات الوطنية، مثل يوم النكبة، في 15 أيار/ مايو، ويوم الأسير الفلسطيني، في 17 نيسان/ أبريل، كما تحاول هذه الفصائل مجاراة الأحداث التي تطرأ على القضية الفلسطينية والنضال الوطني الفلسطيني .

جدول الأحداث الكلي
E.g., 2024/12/02
E.g., 2024/12/02

يرجى محاولة عملية بحث جديدة. لا يوجد أي نتائج تتعلق بمعايير البحث الحالية. هناك العديد من الأحداث في التاريخ الفلسطيني والجدول الزمني يعمل جاهدا لالتقاط هذا التاريخ.