Year | Arab | Total |
---|---|---|
1931 | 567 | 567 |
1944/45 | 820 | 820 |
Year | Arab | Public | Total |
---|---|---|---|
1944/45 | 1054 | 46 | 1100 |
Use | Arab | Public | Total | ||||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
|
297 | 46 | 343 (31%) | ||||||||||||
|
757 | 757 (69%) |
كانت القرية مبنية على المنحدر الغربي لوادي الدلب، قريبا ًمن الطريق العام المؤدي الى مدينة صفد. ومن الجائز أن يكون وادي الدلب هو ما سمّاه الجغرافي العربي، الدمشقي (توفي سنة 1327) وادي دُلَيْبَة الذي يقع - بحسب ما وصفه - بين ميرون وصفد. وقال الدمشقي إن الماء يتدفق من عين هناك ساعة أو ساعتين (فيجمع الناس منها الماء للشرب والغسيل) ثم ينقطع فجأة . والواقع أن اسم القرية يوحي بأن عين ماء كانت في الجوار في وقت من الأوقات. في سنة 1596، كانت عين الزيتون قرية في ناحية جيرة (لواء صفد)، وعدد سكانها 622 نسمة. وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والزيتون، بالإضافة إلى الكروم العنب والبساتين .
في أواخر القرن التاسع عشر، روى زوّار عين الزيتون أن القرية كانت مبنية بالحجارة على قمة تل شمالي صفد. وكان عدد سكانها يقدر بما بين 200 و350 نسمة، وكانت محاطة بالأراضي الزراعية . وكانت عين الزيتون تعدّ من ضواحي صفد، نظراً إلى قربها منها. ومع تمدد القرية ونموها، صارت المنازل الحجرية تبنى إلى الجنوب في اتجاه صفد. وكان سكان القرية كلهم من المسلمين، ولهم فيها مسجد ومدرسة ابتدائية. وكانوا يعنون بالزراعة الزيتون والحبوب والفاكهة، ولا سيما العنب. وكانت زراعتهم بعلية، إلاّ إنهم كانوا يتزودون مياه الشرب من بئر وعين ماء تقعان على بعد 800 م إلى الشمال. في 1944/ 1945، كان ما مجموعه 280 دونماً مخصصاً للحبوب و477 دونماً مروياً أو مستخدَماً للبساتين.
هاجمت القوات الصهيونية عين الزيتون قبل مدة من نجاحها في الاستيلاء عليها. وقد نقلت 'نيويورك تايمز' أن مجموعة مغيرة قتلت قروياً في صباح 3 كانون الثاني/ يناير 1948، وألقت قنابل على أربعة منازل، وأن إطلاق النار استمر في جوار القرية بقية اليوم. وفي وقت لاحق، وتمهيداً لاحتلال صفد في سياق عملية يفتاح (أنظر آبل القمح، قضاء صفد)، تقدمت قوات البلماح في اتجاه عين الزيتون من جهة الشمال واحتلتها في 1 أيار/ مايو 1948 .
وقد بدأت الحوادث الدامية في القرية الساعة 3 صباحاً، على ما تذكّر سكانها لاحقاً، وذلك بوابل من قذائف الهاون من أحد عشر مدفعاً، ثم أُتْبعَ القصف بهجوم شنّته فصيلتان من الجند. وقال سكان القرية، الذين أُجريت مقابلات معهم في سنة 1973، إن المسلّحين من رجال القرية قرروا الانسحاب انسحاباً تكتياً، لكن سكان القرية الآخرين قرروا عدم مغادرة منازلهم. فلّما دخل الجنود الإسرائيليون القرية جمعوا السكان وأخذوا الرجال منهم بعيداً، في حين أذلّوا الآخرين وطردوهم وهم يطلقون الرصاص فوق رؤوسهم - بحسب ما جاء في شهادة القرويين والمصادر الإسرائيلية. أمّا الرجال، فقد طرد بعضهم لاحقاً وأتيح لهم أن يلتحقوا بعائلاتهم، إلاّ سبعة وثلاثين منهم أُخذوا أسرى بصورة عشوائية. ويجوِّز المؤرخ الإسرائيلي بني موريس أنهم كانوا في جملة مجموعة السبعين شخصاً الذين قُتلوا لاحقاً في أخدود يقع بين عين الزيتون وصفد، بأوامر من قائد كتيبة البلماح الثالثة، موشيه كلمان. ويذكر موريس أن كلمان صادف بعض الصعوبات في العثور على جنود مستعدين للقيام بالمجزرة، وأنه انتهى إلى تكليف رجلين القيام بهذه المهمة. وبعد أن قُتل الأسرى، وتحسباً لزيارة يقوم الصليب الأحمر بها للمنطقة، أمر بفك القيود التي قيدت أيديهم بها، ستراً لكون عملية القتل قد صُمِّمت ونُفِّذت عمداً.
حاول نفر غير قليل من سكان القرية العودة إلى منازلهم في الأيام القليلة التي عقبت ذلك، لكن قوات البلماح أطلقت النار عليهم؛ وقتلت أحدهم، وفق ما ذكر موريس. أمّا منازل القرية فقد أُحرقت أو نسفها لغّامو البلماح في 2 و3 أيار/ مايو. وقد تمت عملية التدمير لترويع سكان صفد الذين كانوا في وسعهم أن يروا المشهد من التلال المجاورة؛ فقد أضعف منظر تسوية القرية بالأرض معنويات السكان في المدينة، وفي قرى الجليل الشرقي المجاور .
تتبعثر أنقاض المنازل الحجرية في أرجاء الموقع، الذي غلبت عليه أشجار الزيتون ونبات الصبّار. وبقيت بضعة منازل مهجورة، ولبعضها مداخل مقنطرة ونوافذ طويلة تعلوها أشكال مقنطرة متنوعة. وفي أحد المنازل حجر أملس يعلو قنطرة المدخل. نُقشت عليه كتابة بالعربية هي من سمات المعمار الفلسطيني. وقد بقيت البئر وعين الماء أيضاً.